اعتمد على أذنيك عندما تريد الزواج و لا تعتمد على عينيك

اعتمد على أذنيك عندما تريد الزواج و لا تعتمد على عينيك


05-14-2002, 07:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1021356546&rn=0


Post: #1
Title: اعتمد على أذنيك عندما تريد الزواج و لا تعتمد على عينيك
Author: JUMANATI
Date: 05-14-2002, 07:09 AM


























عـودة إلى صفحة الـرأي
موسم الحكمة والحماقة

خالد القشطيني



وصفت يوم امس موسم الربيع هذا بأنه موسم الحب والزواج. يترتب على ذلك انه ايضا موسم الحكمة والحماقة. الحكميات التي لا ينقطع الخاطبون عن سماعها والحماقات التي لا ينقطعون عن ارتكابها. لا اريد ان ادخل في ميدان الحماقات فهذه تأتي للشباب بصورة طبيعية يحتاجون لأحد يدلهم عليها. سأقصر كلامي على الحكميات، و املي كبير في انهم سينسونها فور قراءتها. فمن عادة المتزوجين ان ينسوا ما قالوه او سمعوه قبل الزواج.
من احكم ما سمعته هنا قول بنجامين فرانكلن: «افتح عينيك جيدا عندما تقدم على الزواج. واغلقهما الى النصف بعده». ولكن الكاتب الأمريكي توماس فلر لم يستحسن ذلك فقال: «استعمل اذنيك عندما تختار زوجتك ولا تستعمل عينيك». وهي حكمة معقولة، فاذا كانت المرأة قبيحة تستطيع ان تتفادى النظر اليها ولكن ماذا تفعل اذا كان صوتها قبيحا ولا تنقطع عن الكلام؟ وللاسبان قول شعبي جميل في هذا الخصوص: «بئس البيت الذي تعوعي فيه الدجاجة ويقعد فيه الديك على البيض».
الشيء المذهل في امر الزواج هو ان الجميع يتزوجون والجميع يشكون منه. الألمان يقولون: «الأعزب طاووس. الخاطب أسد. والمتزوج حمار». ولكن لا احد يبز الانكليز في التهكم عليه الى الحد الذي جعلوا تهكمهم جزءاً من لغتهم. تسمع احدهم يقول «ذهبت امس أنا ومصيبتي للسينما». يقصد انه ذهب مع زوجته. وتسمع الخاطب يقول جئت بالقفل يوم السبت. يقصد انه تزوج فهم يقولون wedlock is padlock عقد الزواج قفل. ولهم تعريف آخر للزواج «الزواج مقامرة يدخلها الزوجان على رهان من منهما سيتوقف عن حب الآخر قبل الآخر». ينصحون الأعزب فيقولون: «اذا كان هناك في البلد حليب ببلاش، لماذا تشتري بقرة؟». ولم يكن ذلك مجرد كلام. فهم اصحاب قول وفعل. تجاوز الآن عدد غير المتزوجين عدد المتزوجين، وعدد الأطفال اللاشرعيين عدد الأطفال الشرعيين.
هذا شيء اشار اليه نيتشه عندما قال ان نسبة الزيجات السعيدة ستزداد في العالم حالما يبدأ المتزوجون بتحاشي العيش مع زوجاتهم. نجد هنا هذه الظاهرة الطريفة وهي ان الغالبية الساحقة من الأدباء والمفكرين متزوجون، بل وفي كثير من الاحيان مخلصون لزوجاتهم، ومع ذلك تراهم لا ينفكون من السخرية بالزواج الى الحد الذي جعل جورج نيثان يكرس كتابا للجنس الخشن الذي قصد به ما نسميهن بالجنس اللطيف. قال ان الزواج يقوم على نظرية شاذة، وهي ان الرجل الذي يشرب قدحا من البيرة وتعجبه، عليه ان يستقيل من عمله ويترك كل شيء ويذهب لينضم الى من يشتغلون في المعمل الذي يصنع تلك البيرة.
اشعر بأنني قد خرجت عن طريقي الآن. لقد بدأت بالكلام والوعظ والنصح للقادمين على ما يسمونه بالرباط المقدس وانتهيت الى السخرية بما هم قادمون عليه. كلا يا عزيزي القارئ. لا تلتفت الى ذلك. تزوج وخطيئتك على رقبتي. ان نجحت في زواجك فستكون سعيدا وان فشلت فستكون فيلسوفا، كما قال الإغريق.



عـودة إلى صفحة الـرأي



© 2002. All Rights Reserved.