صور من العشق

صور من العشق


05-13-2002, 11:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1021327492&rn=0


Post: #1
Title: صور من العشق
Author: Elkhawad
Date: 05-13-2002, 11:04 PM


صور من العشق
الشاعر نور الدين ود العرضي



1905 – 1970



عاش الشاعر في قرية " الحليلة شمال غرب مدينة شندي " وقد نظم شعراً كثيراً في الغزل تغني به الناس زمنا طويلا في تلك الناحية ، ثم ترك قرض الشعر بعد أن تزوجت فتاته التي احبها .

تبدأ القصة حينما يذهب الشاعر إلى قرية مجاورة لإحياء ليلة عرس ، فقد كان ذا صوت جميل ويجيد اغاني " الدلوكة " ، وهنالك رأى تلك الفتاة التي استلبت لبه وخلبت فؤاده وهي ترقص في تثن يأخذ مجامع القلوب ، فهو يتأملها فلا يرى فيها لا جمالاً باهراً يؤجج في نفسه جذوة الحب فلا يلبث أن ينشد :


نيرانا حيا رب العباد داري العليا

ضهــرك فتر وضميــــرو طيا

نهـــدك ربع واجمــــل شوية

شلخــــك متل بحــر أب سقيا

فاطــــرك يفوق بـــراق عشيا

حالي اللســـــان ما بجيب لو ديا

فقد شغلت لبه وملكت عليه فؤاده ، فظل يحتال لرؤيتها ليعرفها عن كثب بعد أن رأى صورتها فأسره جمالها واخد بمجامع قلبه ، ومازال يسعى إلا ذلك حتى تم له ما أراد ، فيجلس ليها فيحدثها وتحدثه ، وما امتع حديثها وماأعذبه ولا شئ غير الحديث ، وما يكاد يفارقها حتى تكتمل صورتها في عقله وقبله فلا يرى سواها فيقول معبراً عن ذلك :

انت الموالي ...

فوق الجيــــــــل قدرك تعالى

طـــاعن جميـع عربـــان وحلة

ليك يخـــدمن من غيــــر علة

كل الشبـــاب الشافـــــا ضلا

الصــــورك سبحـــــانه جلا

قهـــــرت العين منــــك بالله

ويتغزل الشاعر في بمحبوبته ناعتاً ايها بأجمل ما فيها من سجايا فهي عفيفة لا تشرب إلا الماء الصافي العذب ، وليست كالبدويات اللائى يشربن ماء الحفائر وحياض الابار ، ويشبهها بـ" البهم " أي صغار الماعز التي تربى بعناية واهتمام داخل الدور، ويتمنى من الله ان يجمعه بها ، ويشكو حاله لجده حسين مشبهاً نفسه بالفرع الذي جف لحرمانه من الماء :

مي صيـدة خلا بتشرب عكر في حوض

طــريت بهم الدوانقي* المنهن مغرود

يا رب يــــا كريم أنا لي بيها تجود

يا جدي الحســين أنا حالي حال العود

ثم يصفها بانها ذات " لهج لذيذ" أي حديث طريف ، وهي حينما تمشي تشبه الإوز الذي طار " جفل " فزعاً ثم هبط سابحاً في الماء بالقرب من " ريره " وهي احدى قرى المنطقة الواقعة قرب النيل ، وهو حينما يراها ترقص مسدلة شعرها المضمخ بالعطر لا يتمالك نفسه ، وما ذلك إلا من هيامه بها :

لهجــــك* لذيذ مـــــاه عادم*

شبـــــــه الجفل بي ريرة عائم*

العجــــب العجيب تومتي ام رشايم*

وكتـــين تقود المــــروي عايم*

اصلــــو العشق ناقـــص عزائم

الدوانقي : جمع دانقة ، وهي المنازل والغرف الكبيرة الواسعة ، لهجك : حديثك ، عادم : جاف ، " شبه الجفل بي ريرة عايم " : اشارة إلى الإوز ، الرشايم : هي الوشم ، المروي عايم : الشعر المضمخ .