Elhaj Warrag wrote about Dr. Essam El-Bashir

Elhaj Warrag wrote about Dr. Essam El-Bashir


05-03-2002, 09:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1020416075&rn=0


Post: #1
Title: Elhaj Warrag wrote about Dr. Essam El-Bashir
Author: Al-Masafaa
Date: 05-03-2002, 09:54 AM

مصرع الأستنارة على كرسي الوزارة!


--------------------------------------------------------------------------------

لماذا يحظى د. الطيب زين العابيدن باحترام واسع؟ لأنه إسلامي اكتشف حقيقة الحقائق: بأن الحرية هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، هي أصل الدين فلادين إلا على حرية اختيار ولا إكراه في الدين، وهي أساس التقدم العلمي، وأساس النهضة الاقتصادية، وخلاصة مسيرة التاريخ الإنساني ما خاصمها نظام أو أحد إلا وقصمت ظهره... صعدت جماعته إلى السلطة، فتحول إخوانه، بعض إلى جلاوزة وآخرون إلى المغالطة والتبرير والإلتواء وكثيرون ظلوا ينكرون ما كان معلوماً وشائعاً وقتها وتراهم يلمسونه الآن لمس اليقين... ولكن الطيب ظل غريباً بينهم قريباً من الشعب، فما بدل... نموذج وحدة للاستقامة... الدعاء أن يكتب الله له حسن الخاتمة على ذلك.

د. الطيب نقيض لنماذج أخرى كثيرة، منها موضوع حديثنا اليوم: كان في مقتبل العمر، مرتب الذهن، طلق اللسان فصيح العبارة تلقى تأهيلاً عالياً في الأصول، واتحات له الظروف أن يحتك بالعالم وبالمدنية المعاصرة فتوفرت له من كل جانب مؤهلات الداعية المعاصرة، فرشحه الجميع بديلاً عن رموز الإنكفاء والنكوص الحضاري، وبدأ هو يقدم أوراق اعتماده، وكانت مشرفة، فقد جعل من عضويته في المجلس الوطني نذيراً من أن يشوه الاستبداد رأية الإسلام أو يبتذلها، وكانت خطبة في المساجد حراباً في مضاجع الطغيان، كانت أناشيد في التغني بالحرية تقطر عسلاً لذة للسامعين!! واستدار الزمان فعين للوزارة، فانطبق عليه المثل (أسمع كلامك أصدقك أِشوف فعايلك استغرب)

بل وتغير الكلام، الحديث الفصيح الطلق عن الحرية انقلب إلى عجمي وتأتأة الطغيان عن الحرية (الموزونة) والمنضبطة و (المسؤولة) وهي كلها من ذرائع الانتقاص من الحرية... نعم ليس من حرية مطلقة، ولكن حدود الحرية ليست أهواء الطغاة وإنما عدم الإضرار بالآخرين، (لا ضرر ولا ضرار) ويحدد القانون المشرع بمشرعين منتخبين في انتخابات حرة ونزيهة الحدود بين الحرية الفردية وبين الإضرار بالآخرين.

تغير الكلام وتغيرت الصحبة، فانعزل عن أنفاس الناس العاديين الطيبين وأسلم قياده لذوي النفوس الكدرة والعقول الجاهلة، أولئك الذين يستخدمون الدين لإثارة سخائم التعصب والهوس فحولوه بين أيديهم إلى بوق لجوائح الفتن وبوائق الشرور.

ثم تغيرت الفعال هي أيضا: مزوراً عن تيار الإنسانية المعاصرة التي تخطت منذ آماد سحيقة الحجاج حول مبدأ حرية الاعتقاد والتعبير. تدخل صاحبنا لمنع احتفالية مسيحية ما كانت تضر أحداً إلا غلاة المهوسين الذين يتضورون الإسلام بخفة أوزانهم ورقة عودهم وما علموا أنه ما انتشر وتقوى وتعضد إلا في المنافسة والجدل ودقيق المقارنات.


وبعث من جديد محاكم تفتيش الضمائر محاكم صيد الأفكار وحرق العلماء والمفكرين، بعثها من مرقدها في ظلام العصور الوسطى فنظم محكمة للفكر والاستتابة لأحد الذين جذبهم لآل البيت ليس السعي وراء الصلاة الأقوم، وإنما تحرى المائدة الأدسم! صاحبنا قاد ذاك إلى مهزلة كانت ستكون كارثة على العلاقة بين الشيعة والسنة وعلى صورة السودان وإسلام السودان،، كانت كارثة محققة لولا استنفذه منها الاستخذاء.

ثم ثالث الأثافي حاول صاحبنا منع نشر ذكرى اغتيال الأستاذ محمود محمد طه بدعاوى الزندقة والإرتداد... ذات دعاوى الصحبة الجاهلة الذين مبلغ علمهم في الفكر السياسي الأحكام السلطانية لعهود المماليك، وأقصى اجتهاد لهم إما قعود ذميم على مبدأ (من قويت شوكته وجبت طاعته) أو خروج عقيم يهلك الحرث والنسل.... هي دعاوي ودعتها الإنسانية منذ زمن. ودعتها لأنها حين كانت سائدة كلفت أثماناً باهظة من الأرواح ومن الحصة العقلية والنفسية، فيه من وراء طواحين الدم التي دارت طوال العهود القديمة، من وراء لوثات الفتك بالمعارضين وحرق الكتب ومصادرة تطور الفكر والعلوم والفنون... وترى ما موقف صاحبنا وأصحابه لو كان من بيده السلطة يرى فيهم زنادقة مرتدين، يجوز له مصادرة حيواتهم؟ وليس هذا احتمالاً بعيداً ذلك أن ابن حنبل كافر عند المتعزلة، والباقلاني كافر عند ابن حزم، ومحي الدين بن عربي كافر عند العزيز عبد السلام والطبري كافر عند الحنابلة والمعتزلة كفار عند الأشعرية، والصوفية كفار عند أنصار السنة، والترابي مرتد عن بعض السلفيين من الأخوان المسلمين وأنصار السنة وهكذا يمكن أن تدور طاحونة الدم إلى ما لا نهاية.

تنص المادة 18 من ميثاق حقوق الإنسان (لكل شخص الحق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده).

وإن الإنسانية المعاصرة إنما هي إنسانية حقوق الإنسان والذين يعجزون عن تقديم الإسلام على قامة الإنسانية المعاصرة عليهم أن يتوفروا على أنفسهم بالمعرفة والتثقيف قبل أن يخرجوا إلى الناس بالدعاوى فذلك أفضل من أن يتحولوا إلى قطاع طريق ينفرون عن الدين ويحيلون بينه وبين الناس.

عزيزي الوزير لقد اعطاك الله نعمة العقل ونعمة البيان (ولتسألُنَّ يومئذٍ عن النعيم).


الحاج وراق

( نقلا عن جريدة الحرية )