وبالفعل أنها تؤدي الى الفشل الكلوي وتليف الكبد، بيد انها في هذا الزمان لم تعد زائرة المتنبي التي قال فيها :
زائرتي وكأن بها حياء
فليست تزور الا في الظلام
بذلت لها المفارق والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
فملاريا هذه الايام تزور في وضح النهار وتبيت في العظام وفي بقايا اللحم بعد ان تقضي على الشحم ، لم تعد الملاريا مرضاً فردياً يصيب الناس احاداً بل اخذت تصيب بالمجموعات فما دخلت بيتاً الا وطرحته على الفراش وتعمل بصورة دائرية كما قال فيها شاعر ود مدني عبد الله احمد ابراهيم:
يا صاحي أمنا نرتاح من همنا
من الملاريا الصارت مزمنة
بتصيب اطفالنا اخوانا وامنا
ثم الجيران ناس خالنا وعمنا
وباها بطمنا وبي شرو يعمنا
ملاريا هذا الزمن لم تعد اعراضها موحدة بل اصبح كل مصاب يشكو من الملاريا بطريقته الخاصة فاحدهم تصيبه في المفاصل وآخر تأتيه على شكل صداع وثالث تصيبه في المعدة ورابع في الظهر وهنالك من تجتمع لديه كل تلك الاعراض كما قال فيها شاعر ودمدني:
تصيبنا الحمى لجلودنا تفسخا
ثم الصداع والدوشة والدروخة
وآلام ضهرنا واعضانا المردخة
ضيق الاخلاق والفتور والسخسخة
اما علاج الملاريا فقد اصبح اشكالاً والواناً وتفنن فيه الناس فاصبحوا يخلطون العلاج البلدي بالحديث واصبح تناول الدواء لايحتاج لروشتة من طبيب وكذا مراحل تدرجه كما قال الشاعر عبدالله:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة