لحظة مواجهة الحقيقة

لحظة مواجهة الحقيقة


04-20-2002, 07:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1019285099&rn=0


Post: #1
Title: لحظة مواجهة الحقيقة
Author: wadazza
Date: 04-20-2002, 07:44 AM

لحظة مواجهة الحقيقة
بسام أبو شريف
ينتظر الشخص العادي من الولايات المتحدة ان تقف موقفا واضحا ازاء الفظائع الاسرائيلية والجرائم الواسعة النطاق التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني ويرى انها ممارسات يجب ان توقف فورا. اما بالنسبة للشخص المسيّس، فإن عدم ايقاف ادارة بوش ارهاب الدولة الاسرائيلي المنظم، وتدمير الشعب الفلسطيني، يطرح تساؤلا كبيرا حول مصداقية الادارة وقدرتها، كما يطرح تساؤلا، كبيرا ايضا، حول احتمال تعرض هذه الادارة للابتزاز بواسطة شارون، بسبب «نشاط غير مشروع» جرت ممارسته من جانب مجموعة بوش، خلال وبعد انتخابات الرئاسة الاخيرة، التي انتهت بوصول بوش الى البيت الابيض.
كيف يؤيد الشعب الاميركي الجرائم الجماعية التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية ضد 3.5 مليون مدني؟ وكيف يقبل الشعب الاميركي الاهانات التي تعرض لها رئيسه من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون؟
تاريخيا، ظل الشعب الاميركي يدفع جزءا من ضرائبه لمساعدة اسرائيل، بيد ان هذه الضرائب تستخدم، الآن، في شراء الذخائر والاسلحة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي الفاشي لقتل المدنيين.
الشعب الاميركي العظيم، الذي يدعم ويمول الفظائع الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، لم ينجح في اقناع المحتلين بالسماح لمنظمات حقوق الانسان الاميركية، ومنظمة الصليب الاحمر الدولية، بدخول مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين لمساعدة الجرحى ولاخراج من دفنوا احياء تحت الانقاض، واخراج القتلى الذين يقدر عددهم بحوالي 480.
اي ثمن هذا ايها الرئيس بوش؟ لقد اضفت الى رصيدك نقطة سوداء واضحة بسبب افتقارك للمصداقية والثقة بالنفس واستسلامك لابتزاز القاتل شارون، الذي قتل حتى الآن ثلاثة اضعاف ضحايا الهجوم على مركز التجارة العالمي.
اذا اراد الرئيس بوش ان يلم ما تبقى له من مصداقية، كرئيس لأقوى دولة في العالم، فبوسعه ان يطالب شارون بسحب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية.
نعم.. لقد طلب الرئيس بوش ذلك من شارون ثلاث مرات، كما اضاف لطلبه عبارة «انني اعني ما اقول». ترى هل باستطاعة الرئيس بوش ان يشرح للعالم ما تعنيه عبارة «انني اعني ما اقول»؟
قالت مصادر الصليب الاحمر ان الاسر، التي دفنت تحت انقاض المنازل التي دمرتها جرافات الجيش الاسرائيلي في جنين، لا تزال تستغيث املا في الخروج على قيد الحياة من تحت الانقاض. كما ان جثث الفلسطينيين، التي تحللت، تهدد بانتشار الفيروسات وربما وباء الكوليرا، حسبما اوردت منظمة الصليب الاحمر.
الاحتلال الاسرائيلي، الذي يجد مساندة واضحة من الرئيس بوش، رفض دخول المنظمات الانسانية مخيم جنين لدفن الموتى وانقاذ الجرحى واخراج الاسر التي ربما تكون على قيد الحياة من تحت حطام منازلها. آرييل شارون يعمل على جر الولايات المتحدة الى مستنقع الجرائم الواسعة النطاق التي ترتكبها حكومته ضد الشعب الفلسطيني.
يجب على الرئيس بوش ان يصحو وان يلتزم جانب مبادئ الشعب الاميركي ودستوره. بوسع الرئيس بوش والولايات المتحدة استعادة المصداقية وتقليل اللامبالاة التي تعمقت في الشرق الاوسط، اذ من الممكن استعادة هذه المصداقية من خلال الخطوات التالية:
ـ اصدار امر لاسرائيل بالانسحاب الفوري (وان يعني ما يقوله) من الضفة الغربية.
ـ الترتيب لاعادة بناء (خطة بوش ـ خطة مارشال) المناطق التي دمرت (سيكلف ذلك ستة بلايين دولار على اقل تقدير).
ـ عقد مؤتمر في 23 ابريل (نيسان) الجاري في واشنطن خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز على الا يكون الغرض من هذا المؤتمر الحشو والاطناب بل تطبيق قرارات الامم المتحدة 242، 338، 1397، 1402، والصيغة الاميركية «الارض مقابل السلام» واقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل وتقدم لها تعهدا اقليميا بالاعتراف وحق العيش ضمن حدود آمنة على ان تكون القدس عاصمة للدولتين. كما على الادارة الاميركية ان ترد على ما اقترحه توماس فريدمان قبل شهرين بارسال «قوات مشاة البحرية الاميركية لضمان عدم اشتعال حرب اخرى في المنطقة».
المؤتمر الاقليمي المقترح يجب الا يكون اداة لتحويل الاحتلال الاسرائيلي الى عملية عنصرية لا نهاية لها، بل يجب ان يركز بصورة رئيسية على قرارات الامم المتحدة