طلقها يا ابني .. طلقها

قال الزوج : تصور يا سيادة القاضي .. أول يوم رأيتها فيه كانت في زيارة إلى بيت الجيران فأوقفت سيارتي عند الباب الخلفي وذهبت لأتلصص من بعيد ، وما هي إلا ثوان حتى سمعت صوت اصطدام عظيم فهرعت لأجد سيارة جمع القمامة قد دهست سيارتي .
وفي اليوم الذي ذهب أهلي لخطبتها .. توفت والدتي في الطريق وتحول المشوار من منزل العروس إلى المقابر
وفي فترة الخطوبة كنت كل مرة أصحبها إلى السوق يلتقطني الرادار أو استلم مخالفة مرورية لوقوفي في مكان ممنوع فهل هذا طبيعي يا سيادة القاضي
ويم العرس شب حريق هائل في منزل الجيران فامتدت النيران إلى منزلنا والتهمت جانباً كبيراً من المطبخ . وفي اليوم التالي جاء والدي لزيارتنا فكسرت ساقه بعد أن تدحرج من فوق السلم ودخل المستشفى وهناك قالوا لنا أنه مصاب بداء السكري على الرغم من تمتعه بصحة جيدة وأخذناه للعلاج بالخارج ولم يعد من يومها للبلاد .
وكلما جاء أخي وزوجته لزيارتنا دب خلاف مفاجئ بينهما واشتعلت المشاجرات وأقسم عليها بالعودة إلى بيت أهلها
وكانت كل العائلة تهمس في أذني بأن زوجتي هي سبب المصائب التي تهبط علينا ولكني لم أكن أصدق فهي زوجة رائعة وبها كل الصفات التي يتمناها كل شاب ، ولكن يا سيادة القاضي بدأت ألاحظ أن حالتي المادية في تدهور مستمر وأن راتبي بالكاد يكفي مصاريف الشهر ، وبالأمس فقط فقدت وظيفتي فقررت ألا أبقي هذه الزوجة على ذمتي
هون القاضي عليه الأمر وأمره برد زوجته إلى عصمته وأقنعه بأن كل هذه الحوادث طبيعية لا دخل لها فيها ، وأن تشاؤمه منها مبعثه اللمز المتواصل عنها ولكن قبل أن يغادر الرجل القاعة مع زوجته تسلم القاضي رسالة بإنهاء خدماته فعاد ونادى على الزوج وقال له : أقول لك .. طلقها يا ابني .. طلقها