الثقافة الإسلامية وليس العربية هي التي هيمنت في السودان

الثقافة الإسلامية وليس العربية هي التي هيمنت في السودان


03-18-2002, 09:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1016483624&rn=0


Post: #1
Title: الثقافة الإسلامية وليس العربية هي التي هيمنت في السودان
Author: TIME
Date: 03-18-2002, 09:33 PM

الثقافة الإسلامية - وليس الثقافة العربية –
هي التي هيمنت في السودان

الدراسات و البحوث التي تمت على كل الشرائح والفئات السكانية في السودان - والتي اعتمدت على المراجع التاريخية الموثوقة وعلوم المجتمعات والأجناس - اكدت ان نسبة العنصر العربي في السودان لا تتجاوز 10% من سكانه ، وهي نسبة ضئيلة اذا تمت مقارنتها بحجم انتشار الثقافة العربية وهيمنتها - على الأقل في وسط السودان و اجزاء كبيرة من شماله - .
ولبحث هذه المسألة لا بد من ملاحظة عدد من النقاط يمكن تلخيصها في الاتي :

( 1هناك ثقافات تهيمن بفضل هيمنة العنصر السكاني الذي يمثلها من حيث التعداد ، أي ان الشريحة السكانية الممثلة لهذه الثقافة تمثل اكثرية وسط اقليات اخرى .

(2 ثقافة الأقلية - كما في السودان مثلا - يمكن لها تحقيق هيمنتها اما بالقوة ( محاربة الثقافات الأخرى والعمل على تهميشها وطمس تراثها ولغاتها وعاداتها وتاريخها ) ، او بفعل ايديوليجية فعالة ترتبط بشكل رئيسي ومباشر بثقافة هذه الاقلية ، نشر هذه الايديولوجيا هو نشر مباشر لثقافتها .

(3 قد يحدث ان تهيمن ثقافة الاقلية اذا كانت تمتلك عوامل صحية تجعل من ثقافتها اكثر فعالية وموائمة من غيرها من الثقافات المحيطة بها ، أي عوامل تلائم واقع المجتمعات والتغيرات الناشئة فيه نتيجة امتزاج هذه الثقافات المختلفة وتداخلها ، او لكونها شاملة لملامح اساسية في تكوين باقي الثقافات الاخرى المتواجدة في محيطها تجعل منها الوسيط الامثل لامتزاج هذه الثقافات .

فأي من هذه الإحتمالات يفسر ظاهرة هيمنة الثقافة العربية - وليس العنصر العربي - في السودان ؟

من الظلم بمكان الإدعاء بأن الثقافة العربية قد سادت منذ البدء ( أي ما قبل التاريخ الحديث للسودان ) عبر القوة ، اذ نعرف كلنا ان العنصر العربي كان في وقت ما من تاريخ السودان بعيدا عن مراكز السلطة والقوة التي تتيح له نشر ثقافته قسرا ، اذ اقتصر وجود العنصر العربي حينها في افواج المنشدين والمادحين ودعاة الطرق الصوفية ونسبة ضئيلة من التجار ، بل ان انتشار الثقافة العربية في السودان عبر استغلال مراكز السلطة وطمس الثقافات الاخرى تم في فترة لاحقة ، فكيف انتشرت هذه الثقافة قبل ذلك حتى تسنى لها احتكار السلطة ؟

هل كانت الثقافة العربية هي ذلك الوسيط المثالي لتمازج كافة ثقافات السودان على تنوعها ؟
اولا : الثقافة العربية هي في اصلها وافدة من خارج الشريحة الثقافية للسودان ، وهذا يستلزم بالضرورة انها لا تحمل أي سمات اجتماعية مشتركة بينها وبين ثقافات السودان الاخرى .

ثانيا : الثقافة العربية حملت معها الديانة الإسلامية ، وهي ايضا طارئة على السودان لدى دخولها ، والديانات التي عرفها السودان انذاك - على تنوعها - لم تكن تحمل فيما بينها الديانة الإسلامية .

ثالثا : العادات الإجتماعية للعرب لا تمت بصلة لعادات مجتمعات السودان كافة ، فعلى سبيل المثال كانت المراة في المجتمعات السودانية حجر زاوية في تكوينها في حين كانت عديمة الدور تقريبا في مجتمعات الجزيرة العربية .
وعليه لا يمكن ان تكون الثقافة العربية هي ذلك الوسيط المثالي لتمازج ثقافات السودان وحضاراته .
فهل حملت بين طياتها ايديولوجية ما لعبت دورا في نشر هيمنتها ؟

الباحث في تاريخ السودان يجد ان انتشار العربية في أي رقعة منه حدث دائما عقب انتشار الإسلام في هذه الرقعة ، وذلك لما يحتويه من الدين الإسلامي من تمجيد للعرب ( كنتم خير امة اخرجت للناس ) ، وتقديس للغة العربية ( وانزلناه بلسان عربي مبين ) ووصف للرسول بـ ( الرسول العربي ) رغم ان دعوته للعالم اجمع ، كذلك فإن ممارسة الشعائر الدينية لا تتم دون معرفة حد ادنى للغة العربية وذلك لقراءة القران والصلاة والاذان..الخ ، ومن الملاحظ ان الديانة الإسلامية تختلف عن المسيحية مثلا في كون المسيحية تتيح لمعنتقها اقامة شعائره الدينية مرددا مقاطع من الإنجيل بلغته الخاصة .

ومن هنا يبدو جليا ان الإسلام - بما يمثله من ايديولوجيا دينية - كان هو العامل الأساسي في هيمنة الثقافة العربية في السودان ، خصوصا خلال المراحل الاولى ومهد بذلك بشكل كبير لوصول العنصر العربي لمواقع القوة والسيطرة على خلفية دينية وقدسية ، فانضم بذلك عامل اخر ساهم - ليس في نشر الثقافة العربية - بل في طمس معالم الثقافات الاخرى .
ولعل اقرب مثال يؤكد ان الثقافة الإسلامية - بلغتها العربية - هي التي هيمنت في السودان وليس الثقافة العربية ، هو نموذج ( ارتريا واثيوبيا )الجارتين ، فعلى رغم انهما اقرب للجزيرة العربية من السودان - عبر البحر الاحمر - الا ان الثقافة العربية لم تجد لها موطيء قدم هناك على الرغم من وجود العنصر العربي فيها منذ فترة تاريخية قديمة لأن الإسلام لم يدخل هذه المناطق ولم ينتشر فيها .
ولنا عودة ..
..

16 march 2002

Post: #2
Title: Re: الثقافة الإسلامية وليس العربية هي التي هيمنت في السودان
Author: bunbun
Date: 04-30-2002, 11:58 AM
Parent: #1

موضوع جدير بالنقاش

Post: #3
Title: Re: الثقافة الإسلامية وليس العربية هي التي هيمنت في السودان
Author: banadieha
Date: 05-05-2002, 09:01 AM
Parent: #1


تايم

في نهاية الأسبوع الماضي كنت على غير عادتي في مثل هذا الوقت من المساء مستلقيا على سرير متوعكا وفجأة ضربت في رأسي أن أفتح السودانية، وما أسعدني أن أول ما ظهر لي على الشاشة واحد منكاتي ربما نتسلى بيهو، النكتة الأولى عن السخل ومرت بسلام ورددت معها قول المتنبى عن الفم، فمي وليس فم عمر رجب، الذي ينكر طعم الماء من سقم، ثم دخل منكاتي آخر وبرطم ليهو كم درابة ومشى ورجع الأولاني ورمى ليهو نكدة (نكتة)، خلتني افرفر فرفرة طلوع الروح وأنط زووووووت من السرير وأقفل التلفزيون متناسيا الريموت ولكن في نفس الوقت تذكرت هذا البوست من وحي تلك النكدة/النكتة لما قد ينتج عنها من تداعيات غير حميدة في نفوس أفراد تلك الملة التي كانت النكتة عن أحدهم وزوجته، وهي نكتة سمجة لا مغزى لها وممجوجة لا طعم لها ولا نكهة ولا تشبه النكات عن الأيرلنديين أو الصعايدة مثلا، طبعا النكتة لم ترسخ في ذهني وذلك من رحمة ربنا حتى لا تسول لي نفسي وأنقلها هنا لتتورموا بها معي. ولكن أدركت أن رب نكتة يطلقها قائلها للإضحاك فيوغر بها صدور قوم ضد قوم. رجعت لهذا البوست ووافقت بنبوني أن الموضوع جدير بالنقاش حوله وبالرغم من أن قناعتي الشخصية هي أن مواضيع الهوية والثقافات الأثينية لم تعد من الأفكار العصرية في عصر العولمة وتحديث الخطاب الفكري والمعلومات والفكر الإنتقادي وهموم النمو الاقتصادي والوعى المتزايد بالديمقراطية وتصورات فعاليات وأدوار المؤسسات المدنية ووضع الإستراتيجيات والتخطيط في المجالات المختلفة.

المهم الموضوع من المواضيع التي ظلت لعامين وأكثر خاضعة للخد والهات على حلبة النقاش في البورد التاني، وانا كنت أتابع وأتبنى وجهة نظر بعض الأخوة الذين أري في طرحهم ما يمثل بصفة جوهرية وجهة نظري، وعلى رأس هؤلاء نايل وأولد تايمر ويليهم خليل والهمباتي وغيرهم كثير ممن يتصدون بالتفنيد للمزاعم العنصرية ويدافعون عن العربية كثقافة لغالبية أهل السودان بإختلاف أصولهم العرقية، عربا أم أفارقة، وليس لأنها شجرة عائلة تمتد في جذورها لمضر وربيعة ، بل لأن هؤلاء هم سودانيون أولا وأخيرا ويجب ألا يصبحوا فجأة بعد قرون من كينونتهم هذه في موقف المدافع عن ثقافة أو هوية أصبحت هي المهيمنة على غيرها من ثقافات كانت في الأساس لا تملك مقومات الصمود أمام أي ثقافة مكتوبة لأنها، أي تلك الثقافات، لم تكن مكتوبة بل أن بعضها والله أعلم لا يعرف الأرقام. وبقدر ما كان طرح هذا الموضوع يثير فيني الاشمئزاز في البداية ويجعل فظائع ما تعرض له عرب زنجبار من إبادة تتقافز إلى مخيلتي بقدر ما أصبحت الآن أري فيه نوع من التنفيس لإحتقانات تراكمت في النفوس بسبب تجارب فردية أو طموحات شخصية أو تطلعات سياسية قلما أخذت الطابع الجمعي والعشائري، إن إثارة مثل هذه المواضيع على مثل هذه المنتديات العامة من شأنه أن يحقق أهدافا تصب في مصلحة الجميع بالرغم من أنها قد لا تكون هي الأهداف التي وضعها مثيرو هذه المواضيع نصب أعينهم عند إثارتها، مثل تشجيع ثقافة الإختلاف على حساب نزعة رفض الآخر وقيام الأفراد بالبحث ودراسة التاريخ الأمر الذي ربما يسفر عنه في النهاية دحض المزاعم غير الموثقة ومنعها من أن تتبلور من إفتراءات ظنية إلى حقائق راسخة في النفوس

وأخيرا يا تايم أنا لا أتفق معك على أن الثقافة الإسلامية وليس الثقافة العربية هي التي هيمنت في السودان..بل على العكس فالثقافة العربية هي التي هيمنت وليس الثقافة الإسلامية..فلو أن دخول اللغة العربية كان تحت جناح الدين الإسلامي لكانت الثقافات المحلية إستمرت في تطورها الطبيعي مثل ما حدث في الصومال وجيبوتي وماليزيا واندونيسيا وأيران وتركياوباكستان وأفغانستان وغيرها..وحتى مثالك الذي سقته عن أثيوبيا وأريتريا يعزز ذلك من حيث أن ثقافة اللغة هي غير ثقافة الدين لأن الدين الإسلامي دخل وأنتشر في أثيوبيا واريتريا والصومال وجيبوتي بل وكينيا ويوغندا بالرغم من أن كيان أثيوبيا وأريتريا هو أساسا تكتل مسيحي له مذهبه الكنسي الخاص به

المهم ياتايم في إنتظار ما وعدت به من مواصلة..وأرجو من الأخوة أن يدلوا بدلوهم لإثراء النقاش