Post: #1
Title: شيئ يشبه المطر
Author: EMU إيمو
Date: 03-16-2002, 06:37 PM
حكايات الزمن المختبئة في ذاتي، تتوالد في كل يوم تهب فيه رائحة الريم والدعاش .. تبلل أعماقي، تشعرني بالعالم الجميل المتلون. ها هي شرنقة الزمن تتمزق في دواخلي، تهتز بداخلها الذكرى، كفراشة تريد أن تعانق المطر. آه أيها المطر.. لماذا تتغير من حول الأشياء عندما تكبر؟ وهل تتغير الأشياء فعلا، أم نحن أم الزمن؟ صرخت يومها في وجه مروة : أنا لا اريد ان أكبر.. ضحكت بصخرية وقالت: ستكبر يوما يا إيمو .. ستكبر. كنت في حينها أشعر بمدى قساوة عالم الكبار، إنه عالم كئيب مؤلم، لا ضحك فيه ولا لعب ، كله قيود.. قيود. كنت أرى ذلك كله في وجه أختي مروة ، أختي هذه تنتمي لعالم الكبار، ولكنها لا تحبهم.. كانت كثيرا ما تجلس لوحدها. ونتجمع حولها نحن الصغار تحكلي لنا أشياء مثيرة، تلعب معنا وتتسابق، تعلمنا الرسم والغناء .. ولكنها لم تكن تحب المطر. مثلنا كانت عندما ينزل المطر، تقف صامدة، رافعة راسها نحو السماء، يتبلل كثيرا ولا تبالي. وفي ذات يوم كنا نغني فيه للمطر ، وندعوا ان لا ينقطع ، لمحت مروة واقفة على هيئتها تلك، اقتربت منها قليلا .. لم انسى ابدا دمعتها تلك التي سقطت من عينيها فسالت على وجنتيها كالمطر. لم احتمل ان اراها على تلك الحالة، فانا أحبها جدا، لقد تعلمت منها اشياء كثيرة .. إنها معلمتي الأولى في الحياة سألتها : لماذا لا تفرحين بالمطر مثلنا يا مروة؟ قالت دون ان تلتفت: افرح واكتفيت بهذه الإجابة. كانت تعلك ألما ما بداخلها. وضعت يدها على كتفي وقالت: هيا، وترسم أشياء كثيرة وتسالني ما هذا؟ فأجيب ببراعة ، كانت تريد ممتاز ممتاز ، احسنت. الى ان رسمت شيئا غريبا وقالت: ان عرفت هذا فلك جائزة، فتحمست وقلت بعد تفكير عميق: حبة لوز ، قالت: لا ، ثم صرخت قائلا: لقد عرفتها لقد عرفتها ، إنها قطرة مطر ضحكت مروة وقالت: لقد إقتربت من الإجابة الصحيحة. ثم قمنا بعد ذلك وذهبنا ولم تخبرني بالحل. من المؤكد ان مروة كانت تدري بانني ساعرف الإجابة يوما ما، لذلك لم تخبرني.. اليوم فقط.. عرفت ان الصغار عندما لا يفهمون شيئا ما فانهم يختزنونه في ذاكرتهم الى ان يحين الوقت المناسب للفهم. اليوم فقط .. عرفت ما هو ذلك الشيئ الذي رسمته مروة واليوم فقط .. عرفت لماذا كانت مروة تبكي تحت المطر.. وعرفت .. عرفت ايها الحلوين أي حزن يبعث المطز وكيف تزغرد الضفاضع إذا انهمر.. بلا إنتها.. كل ذلك عرفته اليوم .. وحدي، حينما انتبهت لنفسي رأيتني اقف منتصبا .. تحت المطر أرفع رأسي نحو السماء .. وعلى وجنتي شيئ يشبه المطر.
|
Post: #2
Title: Re: شيئ يشبه المطر
Author: rummana
Date: 03-16-2002, 07:01 PM
Parent: #1
أما أنا يا عزيزنا ايمو فقد كان المطر دائما مصدر فرحي وسعادتي واحساسي الغريب بالحرية أليس غريبا أن يخلق المطر الاحساس بالحرية؟؟ أقول كان..حتى ذقت مطر الغربة..ذلك الذي يأتي شتاءا..وبدلا من أن تتبع الخضرة المطر..يبتلع اللون الرمادي الفرح والحرية لكني لا أيأس...بعد كل أمد من اليأس، دائما يصحو الأمل وتعود فرحتي بالمطر حتى وهو رمادي
|
Post: #3
Title: Re: شيئ يشبه المطر
Author: EMU إيمو
Date: 03-16-2002, 07:32 PM
Parent: #2
سيدتي رمانة تعلمين لقد قمت بإجراء تصفية نهائية لجميع موجودات الماضي في رأسي وعقلي بما فيها الرمادية وأخذت الكتابة إبتداء من هذا اليوم الثاني من محرم 1423هـ بجميع الوان الطيف عداء الرمادية لقد رمتيها في الزبالة عزيزتي رمانة صدقيني اللون الرمادي تجرعته مرارة .. وأحتضنته جرحا .. وكفكفته دمعة .. أعلمي أنني لا أريد أن أؤلمك بكلماتي هذه ولكني قد سبحت في ألم اللون الرمادي. ولهذا لقد رميته لكي أحكم ربط الضماد بشدة حتى يتوقف النزف وأجد نفسي صديق للجميع
|
Post: #4
Title: Re: شيئ يشبه المطر
Author: rummana
Date: 03-16-2002, 08:41 PM
Parent: #3
ايمو أن تكون صديقا للجميع هذا مهم أن تكون صديقا لنفسك هذا أهم من يعشق الألوان يمكنه أن يرى الجمال حتى في اللون الرمادي ويا حبذا لو أدخل عليه شيء من لون آخر، كالوردي مثلا لن يعود الرمادي لونا منبوذا حينها جرب الوصفة وحدثني بالنتيجة
|
Post: #5
Title: Re: شيئ يشبه المطر
Author: EMU إيمو
Date: 03-17-2002, 08:06 AM
Parent: #4
صباحك خير رمانة صدقيني إنه ذات الألم إنها المرارة التي تخبرني ان عيني لم تعد تطيق رؤية اللون الرمادي وان غلب عليه الوردي فهو باهت
إذا لم أركب الأيام تركبني إذا لم اسبق الأزمان تسبقني لهذا أقطع التفكير فيما فات من عمري وفي النسيان ادفن كل أيامي التي ماتت فإن نهضت هياكلها من القبر : أصيح بها أنا ما عدت رهن الامس فاندثري عيوني الآن قد عادت الى وجهي من الوردي صدقيني سيدتي رمانة أنا أرى فيك أما، أرى فيك أختا، إنساتة فإكراما لكي وحتى لا تزعلين آخذ من الخلطة بقدر ما يجعل الود موصولا
|
|