برنامج الحزب الشيوعي -2

برنامج الحزب الشيوعي -2


03-16-2002, 01:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1016282342&rn=0


Post: #1
Title: برنامج الحزب الشيوعي -2
Author: bunbun
Date: 03-16-2002, 01:39 PM

رؤوس مواضيع لبعض فصول البرنامج
قدسية الدين ودنيوية السياسية

في تجديد البرنامج نواصل تطوير المنهج الذي انتهجه الحزب في احترام الدين والمقدسات وإقرار حقيقة ان الدين مكون اساسي من مكونات وعي ووجدان وهوية شعبنا - الدين الاسلامي والدين المسيحي والمعتقدات الافريقية . ومن ثم خطل وقصور كل دعوة تنسخ او تستهين بدور الدين في حياة الفرد والاسرة السودانية ، وتماسك لحمة المجتمع وحياته الروحية وقيمه الاخلاقية وتطلعاته واشواقه للعدالة الاجتماعية . وتأسيسا على ذلك ، استلهام قيم وتعاليم الدين لنصرة المستضعفين وحشد قواهم واستنفار طاقاتهم من اجل الديمقراطية والتغيير الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والاشتراكية

الصراع السياسي الاجتماعي الذي يخوضه الحزب لا يمس المقدسات ، ولا يضمر عداء للدين ، ولا يرى في الدين عائقا امام تطور العلم والمعرفة ، ولا يعتبر الايمان والمؤمنين عقبة في طريق التقدم الاجتماعي . إنه صراع سياسي اجتماعي حول مصالح الشعب والسلطة السياسية وجهاز الدولة ونمط الحكم - صراع ينزع قناع الزيف عن البرنامج السياسي للقوى الاجتماعية التي تتخذ من قدسية الدين دثارا ودرعا ايدلوجيا لمصالحها الدنيوية

الصراع السياسي من اجل دستور ديمقراطي علماني ، ليس طردًا للدين من المجتمع ، ليس نفيا للدين او دعوة للإلحاد . إنه خيار سياسي تأخذ به أغلبية الشعب لتأسيس وتنظيم نظامها السياسي وتحقيق مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية دون تعارض او مصادرة لايمانها وقيمها الدينية

الصيغة السودانية لذلك الدستور ، تضمنها اعلان نيروبي 1993 - وهي صيغة تعبر في جوهرها عن تمايز طريق شعب السودان ، متعدد المعتقدات ، نحو دولة الديمقراطية الحديثة ، عن طريق شعوب ومجتمعات اوربا - نادي بيان نيروبي بفصل الدين عن السياسة .
الفكر السياسي السوداني ليس بحاجة لمرجعية فكر عصر التنوير الاوربي ليميز ويتعرف على الدولة الدينية . لقد خبها وعجم عودها في قوانين سبتمبر وإمامة الطاغية نميري ، فأطاح به وظل على ايمانه وتقواه لويلاتها مرة اخرى في دكتاتورية الجبهة الاسلامية ويستجمع قواهللإطاحة بها وهو على ما هو عليه من ايمان وتقوى . حصيلة التجربتين تؤهل الفكر السياسي السوداني لصوغ خلاصة سياسية نظرية متكاملة في مخاطر الدولة الدينية ، وإضفاء قدسية الدين على برامج الاحزاب السياسية والانقلابات العسكرية والارهاب

ضمن بحثنا وتقييمنا لاسباب وعوامل التجربة الاشتراكية السوفيتية ، نقر ان الموقف المعادي للدين [والمتناقض حتى مع الدستور الذي كان يعلن حرية العقيدة والضمير كجزء لا يتجزأ من حقوق الانسان ] وتبنى الحزب السوفيتي للإلحاد كسياسة رسمية او شبه رسمية - كان موقفًا خاطئًا سياسيا وفلسفيا ، وكان أحد عوامل فشل التجربة الاشتراكية

نواصل موجهات المؤتمر الرابع - الماركسية وقضايا الثورة السودانية .. ص169 - أصبح لزاما علي حزبنا ان ينمي خطه الدعائي حول قضية الدين الاسلامي وعلاقته بحركة التقدم الاجتماعي . لقد جرت محاولات من قبل بعض اعضاء حزبنا في هذا المضمار ولكنها محاولات متقطعة وينقصها التوفر على الدراسة العميقة والالمام بعلم الفلسفة من جوانبه المختلفة ، ولا تشكل خطا دعائيا ثابتا لحزبنا . ولا تقتصر اهمية الخط الدعائي العميق على الردود لما يثار من قبل اجهزة الدولة الدعائية الرجعية ، بل يتعدى ذلك لجعل الدين الاسلامي عاملا يخدم المصالح الاساسية لجماهير الشعب لا اداة في يد المشتغلين

ونواصل ما جاء في برنامج 67 عن الدين كقوة وطاقة للجماهير الكادحة المناضلة من اجل الكرامة والحرية ... ومن اجل إجلاء تعاليم الدين التي تعادي التمييز الطبقي وحكم الطاغوت ... وتعاليم الدين من اجل احترام الانسان بوصفه اكرم الكائنات ، وفضح استغلال الدين وتسخيره من اجل استغلال الانسان وسلبه إنسانيته


ونواصل