التصريحات الصحفية والحقيقة الغائبة

التصريحات الصحفية والحقيقة الغائبة


03-15-2002, 05:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1016210369&rn=0


Post: #1
Title: التصريحات الصحفية والحقيقة الغائبة
Author: bunbun
Date: 03-15-2002, 05:39 PM

بقلم الاستاذ / محجوب محمد صالح


أحياناً تجد الصحف نفسها في موقف لا تحسد عليه عندما يتحدث السياسيون ارتجالاً ويرد في حديثهم ما يأخذ به الصحفي ويسجله ولكن سرعان ما يقدم السياسي تفسيراً أو تعديلاً لما قال ينسخ ما سمعه الصحفي ويبدو للقارئ كأنما أساءت الصحف في النقل ويحملها مسؤولية تشوية التصريحات رغم أنه ليس في ما فعلت شيء من ذلك. آخر مثال لذلك ما ورد في خطبة الجمعة التي ألقاها الأسبوع الفائت السيد الصادق المهدي فقد نقلت عنه صحف عديدة منها (الأيام) أن حزبه قد علّق مفاوضاته مع الحكومة ولكن السيد الصادق قد نفى ذلك في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم الأحد فماذا كان سبب اللبس؟

لقد تحدث السيد الصادق مرتجلاً خطبته ثم فرغت الخطبة بعد ذلك وطبعت وحسب نص (التفريغ) الذي قام به الحزب فإن الحديث دار على النحو التالي قال السيد الصادق:

(منذ بداية هذا النظام واجهناه على أساس الديموقراطية واستمر موقفنا ضده لأننا نريد الديموقراطية وكان يرفضها ويطرح موقفاً أحادياً وعندما تغير موقفه حاورناه حواراً جاداً ولكن حينما اتضح لنا أن النظام ليس مستعداً لتكملة المشوار الديمقراطي تعلق هذا الحوار إلى أن نكمله عبر المبادرة المشتركة).

هذا هو النص الرسمي للخطبة كما أصدره الحزب وهو الذي أخذ عنه الصحفيون الذين أشاروا إلى (تعليق) المفاوضات فهم لم (يخترعوا) فكرة تعليق الحوار فهي قد وردت بنصها في الخطبة مثلما وردت فكرة ضرورة استمرار الحوار حينما قال رئيس الحزب في نفس الخطبة (النظام الآن يقبل مبدئياً بحث هذه القضايا ونحن سنخوض كل مفاوضات ممكنة... حتى ننجز هذا الأمر) ومن هنا نشأ التضارب الذي لابد أن يكون قد أربك قراء الصحف حينما يجدون بعضها يشير إلى تعليق المفاوضات وبعضها يركز على استمرارية الحوار ويبدو أن ارتجال الخطاب كان سبباً في هذه (الربكة) لأن خطب السيد الصادق المكتوبة تأتي دائماً محددة وواضحة.

ولا شك أن حزب الأمة الذي ظل يطرح نفسه كنموذج للأحزاب في العمل المؤسسي يبدو الآن وكأنه يعاني من مشكلة مؤسسية فإذا أخذنا قضية محادثاته مع الحركة وضح لنا مدى الارتباك الذي ساد صفوف بعض قياداته التي فوجئت بنبأ إجراء تلك المحادثات لأنها لم تسمع بها إلا بعد أن أعلن عن أتمام اللقاء وفي نفس الوقت اتضح أن الحكومة كانت على علم بها قبل أن يعرف بأمرها قادة الحزب وقد اعترف رئيس الحزب بذلك واعتبره مشكلة (إجرائية) باعتبار أن فكرة الحوار مع كل الأطراف السياسية الفاعلة مبدأ مقرر لدى الحزب- وقد يكون الأمر كذلك ولكن مبدأ استئناف حوار مقطوع بعد صدام لابد أن يكون موضع تشاور مؤسسي مسبق وهو ما لم يحدث في هذه الحالة.

إن كل الحركة السياسية تعاني من الارتباك وحزب الأمة رغم كل جهده المبذول هو جزء من الحركة السياسية السودانية ولا يمكن أن يكون مبرأ من كآفة أمراضها ولكنه الأكثر إشارة إلى (سلامته) وإلى (أمراض) الآخرين ولذلك فهو يعامل بمبدأ (غلطة الشاطر بمائة غلطة) لأنه يفاخر الآخرين بمؤسسيته ويتهمهم بعدم الوصول إلى درجته من رعاية للمؤسسية ولو تواضع الحزب قليلاً لغفر له الناس كثيراً.

ولست أرى أي خطأ في حوار يجرية الحزب- أي حزب- مع جون قرنق أو مع أي طرف من أطراف اللعبة السياسية لأن الصراع السياسي لن يحل سلمياً إلا عن طريق الحوار ولا يمكن أن نكون دعاة سلام وننادي في الوقت ذاته بإغلاق مسالك الحوار سواء كان ذلك الحوار مع الحكومة أو مع المعارضين ولا يحتاج أي حزب أن يبرر ما يقوم به من اتصالات ما دامت تهدف لتحقيق الحل السلمي لأزمة السودان التي طالت واستطالت... ولكنه يحتاج لأن يدير الأمر كله بمؤسسية تامة وذلك لمصلحة تماسكه قيادة وقاعدة.

نقلا عن سودانايل

Post: #2
Title: Re: التصريحات الصحفية والحقيقة الغائبة
Author: banadieha
Date: 03-15-2002, 06:15 PM
Parent: #1


يابنبوني

بغض النظر عن حيثيات الموضوع، ولكن ألا يؤكد ذلك بأنه لا سياسة في الدين؟

Post: #3
Title: Re: التصريحات الصحفية والحقيقة الغائبة
Author: bunbun
Date: 03-15-2002, 07:15 PM
Parent: #2

العزيز بناديها
دائما كوارثنا بسبب سوء استقلال الدين في السياسة
مع ان الدين عبارة عن قيم عليا نتسبب في ايزاء بعضها حينما نستعملها في ميدان السياسة .. هذا والله اعلم