القــــــــــــــــــــــدر

القــــــــــــــــــــــدر


03-11-2002, 08:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1015876721&rn=1


Post: #1
Title: القــــــــــــــــــــــدر
Author: waleed500
Date: 03-11-2002, 08:58 PM
Parent: #0

القــــــــــــــــــــــــدر
--------------------------------------------------------------------------------
مساكين نحن البشر فما زلنا لا نعرف شيئاً عن القدر.. ولأننا
لا نعرفه فنحن أحياناً نخافه وأحياناً نعاديه.. ولكن لا الخوف منه يمكن أن يبعده ولا العداوة يمكن أن تغيره.. إنه هنا في كل مكان يفرض نفسه بقوة في كل تفاصيل حياتنا الدقيقة.. أحياناً يعصف بحياتنا ويأخذ منا ما نحبه لأنفسنا وأحياناً أخرى يبث الهدوء والسعادة في حياتنا.. لكن الحقيقة أنه -في كل الحالات- في صفنا دوماً من أجل أن نتعلم الغاية من وجودنا.. إنه يريد أن يرفعنا فوق مشاعر الحزن والفرح لنكون كما يجب أن نكون "لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم".. ولكن لأن الإنسان "خلق من عجل" فنحن لا ننظر إلى أكثر من اللحظة التي نعيشها فإذا مسنا الشر نجزع وإذا مسنا الخير نمنع…
كما إن القدر لا يخصنا نحن فقط ولا يخص زماناً أو مكان بل إنه يحيط بكل شيء.. ونحن مجرد شيء نقع تحت نفوذه حتى وإن لم ندركه... ويوماً ما سنمضي وقد كتب التاريخ لمن يأتي بعدنا ما فعله بنا القدر وما فعلناه نحن معه "وتلك الأيام نداولها بين الناس".. وهذه الدروس هي أكبر حكمة للوجود على هذه الأرض..
إذن فنحن نحتاج معرفة القدر أكثر من أي شيء.. ومتى ما عرفناه حقاً فلن نخاف فعله بنا ولن نجهل سر أفعاله.. بل عندها سنحبه إلى درجة تجعلنا نريد ما يريد.. وحينئذ قد يترك لنا القدر تحديد مصيرنا بأنفسنا؛ إذ أننا –عندها- لن تتعدى أفعالنا فعله في شيء.. ولعل هذا هو أحد مصاديق الحديث القدسي الشريف "عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون"..
ومعرفة القدر أو معرفة سر أفعاله هي من المعارف العليا التي ينبغي للطالب أن يفرغ فيها فكره وروحه حتى يسبر أغوارها "فلو كلفت بشراء بصلة لم تفقه مسألة".. ولا يعني هذا الاعتزال أو التصوف أو ما شابه بل المطلوب تفريغ الذهن والتأمل العميق في قضايا القدر التي تقع تحت طائلة الإنسان كالتاريخ والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وقضايا المجتمع المحيطة بنا والتجارب الشخصية - والتي تعد من أهم الوسائل في الوصول إلى سر القدر-.. وهذا ما تشمله الآية الشريفة جميعاً "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحق"..
ومشكلة الإنسان الذي لم يعتاد التفكر والتأمل أنه يحاول الالتفاف على قضايا المعرفة الهامة ويسعى في تعويضها بالعمل لعله يصل إلى السعادة المنشودة.. لكن الواقع أن بذور الأشجار لا يمكن أن تنبت إلا أثمارها؛ فمن لا يسعى للمعرفة بذاتها فلا يمكن أن يصل إليها من خلال العمل.. ولا نشك أن بذور العمل تعطينا ثمر مفيد ولكنها غير ثمرة المعرفة.. فالعمل يعتبر عامل مساعد للتحقق من المعرفة لكنه لا يمكن أن يكون غاية بذاتها لذا يقول الله تعالى "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" والكلم الطيب فسر بالمعرفة..
خلاصة القول أننا نحتاج أن نعرف القدر لنتمكن من التعامل معه دون أن نحترق منه أو نعاديه.. فالقدر يمكن أن يهبنا السعادة جميعاً إذا عرفناه ويمكن أن تتحول حياتنا جحيماً إذا عاديناه أو جهلناه.. وفوق ذلك كله نحن لا نملك أي خيار إلا التعامل معه.. فكيف نصنع إذاً؟
انت اخى الكريم مفهومك شنو عن القدر خيرهو وشرهو اتمنا ان تدلو بما فى دواخلك