صوت المغني /عوض ابراهيم عوض

صوت المغني /عوض ابراهيم عوض


02-28-2002, 11:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1014893361&rn=0


Post: #1
Title: صوت المغني /عوض ابراهيم عوض
Author: yasiko
Date: 02-28-2002, 11:49 AM

صوتُ المُغنِّي
شعر عوض إبراهيم عوض
///
ماتَ المُغَنِّي بانتهاءِ الحفلِ
وانفَضَّ الرفاقْ
كُلٌ تَخَلَّى عنْ حبيبٍ ليس يَدْريهِ
ولا يدري لماذا
غرَّدَ القُمري صباحاً
ثم وَلَّى في المَحاقْ
قال بعضٌ
إنها الأقدارُ شاءتْ
يومَ أنْ كُنا نُغَني عِزَةَ النيلِ سوياً
في المساءْ
نَنْسِجُ الأحلامَ شِعراً
ثم نثراً
ثم ينداحُ الغِناءْ
تعشقُ الأنسامُ شَعرَكَ حِينَ زهواً
طارَ عُصفوراً يُحلِقُ في السماءْ
يومَ أنْ كُنا حديثَ العِشْقِ دوماً نَحتويهِ
مَخافةَ الحُرَّاسِ
والعيِن الجبانةْ
والحديثُ العذبُ كالشَهدِ المُصَفَّى
كانَ ينسابُ ائتلاقاً
في نِياطِ القلبِ تُدْميهِ الإهانةْ
ثم هاجَ الكرنفالْ
وسرحتِ في سردِ الحكايةِ كُلِّها
لم يَبْقَ شَيءْ
والنيلُ عَربَدَ فجأةً
وهفا سحابُ المُزْنِ يُسرعُ في المشِيْ
خَلَعَتْ صُخورُ النيلِ أثوابَ السُكونِ
وهَمْهَمَتْ في خاطري سِراً
حَسِبْتُ حُروفَهُ لا تختَشِيْ
قالتْ لقلبي بعد أن هاجتْ ضِفافُ النيلِ
والأصدافُ ماجَتْ في العَشِيْ
يا سيدي
هذي الضفافُ الهُوجُ أيضاً تَنتشِيْ
فطربتُ من هذي الحروفِ
وقلتُ لا .. لا تأمني هذا الغريبْ
هذا الذي دهراً تبَدَّى في رِداءٍ
من حريرِ الصِدْقِ والفِكرِ القشيبْ
عمداً توارى عن عُيونِكِ في المسا
والليلُ يغرقُ في السكونِ
ولا مُجيبْ
وتَسمَّرتْ شمسُ الأصيلِ على الرُبا
فهمستِ لي
أَنْ هذِهِ الشمسُ الشجاعةُ لا تغيبْ
هل تذكرينْ ؟
تلكَ الوداعةَ والمهابةَ
في ثَرَى الوطنِ الحبيبْ
مثلَ اتساعِ الأرضِ
يَنشرُ في المدى عِطراً وطِيبْ
هل تذكرينْ ؟
البسمةَ الجَزْلَى على ثقر البُنَيَّاتِ اللواتي
كُنَّ بالأمسِ القريبْ
سِراً يَجِئْنَ من الدميرةِ
حاملاتٍ صبوةَ الخمرِ المُعَتَّقِ والحليبْ
هل تذكرينَ ؟
سوامقَ النخْلِ النَشَامَى
حينما كانت تُشابِي للسماءِ الصحوِ
تنشرُ ظِلَّها الممتدَّ عطراً
في مَدى الأفُقِ الرحيبْ
جالتْ برأسي ذكرياتُ الأمسِ
حتى غالبَ الرأسَ الدُّوارْ
كُلُّ الرفاقِ تبعثروا والبدرُ آذَنَ بالمغيبْ
لا الشيخُ شيخٌ لا الأديبُ هو الأديبْ
لا الصحوُ صحوٌ لا الطبيبُ هو الطبيبْ
ولا الجِناسُ هو الجِناسُ ولا النسيبُ هو النسيبْ
ولا الذي دهراً تكدَّس من غُبارِ الحُزْنِ
في هذا الجبينِ يُزيلُهُ كَفٌ حبيبْ
وعرائسُ الخرطومِ ضَجَّتْ
كي تُكافِحَ ضدَّ ماءِ العينِ
حتى لا يُقّرِّحَ مُقلتيكِ
ولا يُجّرِّحَ خَدَّكِ الزاهي النحيبْ
لكن تُرى ماذا دها تلكَ المواكبْ
حَدَّ أَنْ هاجتْ صُراخاً بالنِفاقْ
هذا الهتافُ بدا غريباً
وارتوى سِجنُ المدينةِ
من خِيارِ الأدمعِ الحَرَّى وضَاقْ
كُنا كِباراً في نَسيجِ الأَمْسِ
نَسرحُ في الكلامِ الحُرِّ
عنْ سِرِّ الوِفاقْ
نحدو الأَسِرَّةَ في رِحابِ الحَوْشِ
يَنسابُ الحديثُ العَذْبُ من شُرُفاتنا
طَرباً يُحَلِّقُ فوقَ أَجْنِحةِ البُراقْ
وسندوتشُ الجُبْنِ بالزيتونِ
والفولُ المُدَمَّسُ
واتكاءات العَصارِي
في أرائِكِنا العِتَاقْ
قسراً سرحنا في حديثِ الإفْكِ
والشيخِ المُخَصَّى والأميراتِ الرِقَاقْ
حتى هتفنا دُونَ وعيٍ مِلءَ فِينا
الفجرُ آتٍ يا عِراقْ .. الفجرُ آتٍ يا عِراقْ
ثم افترقنا وانتفضنا
بعد أن زالتْ كوابيسُ المسا
وصحوتُ من حُلُمِي أُفَتِشُ للرِفاقْ
ولم أجد إلاكَ شَخصاً يا عَلِيْ
فَرداً تُصَفِقُ في الرِواقْ
ونزعت من كَفِّي زُهورَ الياسمينْ
وبقيتُ أبحثُ عن دُوارِ البحرِ أَحْقِنُه بفَخْذِكَ
طارتِ الأمصالُ من حُقَنِي عصافيراً تُشقشقُ بالأنينْ
لا السيفُ سيفُكَ لا الجبينُ يَزينُهُ عَرَقُ الجبينْ
وطَفِقْتُ أحكي عن زمانِ الحُزْنِ
والداءِ العُضالِ ورِحلةِ الأمسِ اللعينْ
أين المناحات التي
كُنا نُغنيها سَوِياً في المصيفْ ؟
أين ابنُ آوى
والدراويشُ الذين
تقاسموا الأدوارَ في عِيدِ النبيِّ
وعَنترياتُ الرجالِ الواقفينَ على الرصيفْ
أينَ الدُعاباتُ البريئةُ
إذ تُغازِلُنَا على بابِ الإذاعة
كُلُّها ضَجَّتْ من التِنينِ يوماً
عندما جاءتْ يُغالِبُها النزيفْ
كانَ الزبانيةُ استباحوا
عِزَّةَ الأرضِ العَصِيَّةْ
زارَها شيخٌ يُمَنِّي نفسَهُ بالحضرةِ الكُبْرَى
ومِنْ تَحْتِ الإزارِ البُندقيةْ
دارتِ الأرضُ وصاغتْ
من نِياطِ القلبِ حَرفاً للهُتافْ
واستَقَرَّتْ رَكوةُ الشيخِ على بابِ المنيةْ
يا شِعاراً من فَتاتِ الخُبْزِ ينمو
يا دِثاراً من بقايا
هَذِهِ الأرضِ الفتيةْ
واهِماً إنْ كُنتَ تَبغِي
رحلةً للشمسِ في هَذِي المراكبْ
حيثُ عصفُ الريحِ
لم يُبْقِ سَفيناً في الرصيفْ
واهماً إنْ كُنْتَ لم تَسمَعْ
بهاتيكَ المواكِبْ
إنَّ غرسَ الزِيفِ
لا يُؤتِي ثِماراً في الخريفْ

Post: #2
Title: Re: صوت المغني /عوض ابراهيم عوض
Author: gootagood
Date: 02-28-2002, 12:15 PM
Parent: #1

ولا الذي دهراً تكدَّس من غُبارِ الحُزْنِ
في هذا الجبينِ يُزيلُهُ كَفٌ حبيبْ




لا والذي حينا تجمع من حروف الشعر
في هذي السطور من ذا الاديب



لا والذي زمنا تربع في قوافيناالحزينة
وتسير شمسنا ...للمغيب

لم اسمع مثل هذا الكلام زمنا قريب



البياز
عوافي

Post: #3
Title: Re: صوت المغني /عوض ابراهيم عوض
Author: ديامي
Date: 02-28-2002, 01:35 PM
Parent: #2

من العنوان ظننت أن المذيع القدير عوض إبراهيم عوض قد صار مغنيا ، ومن يدري فربما ، سبق أن استمعنا للمذيع الصباغ يغني ويطرب كمان