ودعتني وهي تـلـوح قـائلةً

ودعتني وهي تـلـوح قـائلةً


02-28-2002, 00:17 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1014851833&rn=0


Post: #1
Title: ودعتني وهي تـلـوح قـائلةً
Author: gemo
Date: 02-28-2002, 00:17 AM

شعرت بالخوف ذات يوم ، فأخذت أبحث عن أسباب الأمان هنـا وهنـاك ، حـتـى أصـرف عـني نفـسـي ما ألـمّ بهـا مـن هـواجـس الخـوف والاضـطـراب ، فـأمسكـت بمجـلة كـانت بجـواري ، وأخـذت أقلب بين صفحاتها ؛ لعل ذلك يزيل  ما نزل بنـفـسي من الضيـق والاكتـئـاب ، غـير أن إحســاسي بالخوف والقلق تزايد بشكل كاد ينخلع معه قلبي فسـارعت بفتح جهـاز التلفاز ؛ لعـلي أجد بين قنواته ما يصرف عني نفسي شعـورها بهذا الجحـيم ، إلا أن هذا الشعور تعـاظم ؛ حتى أضـحى كالشـبح الـذي أخذ يتهـيأ ؛ كي ما يجـثم عـلى صـدري ، وحيينهـا نهـضت مسرعاً نحو كتاب ربي ، أفتح دفتيـه بلهـفة اللاهث ؛ أبحـث فيه عن النجـاة مما ألمّ بي ، وما كـاد لسـاني يلهـج بذكر الله تعـالى تاليـاً أولـى آيــاته ؛ حتى فاضت من عيني دمعة ! !  
فسألتها : ماذا وراءك أيتها الدمعة ؟!
فـأجـابتني وهي تسـيـل حـارةً عـلى مـدمـعـي : لقـد طـالـت الوحـشة بينـك وبين ربك ، ومنذ سنـوات وأنت لم تـقــرب القـرآن ؛ حتى جفّ لسـانك عن ذكـر الله ، وأصاب قلبك ما أصابه من القسوة والغلظة !!
فأجبتها متأسفاً على حالي : لقد جرفتني مشاغل الحيــاة ، فماذا أفعل ؟!
فقالـت : إن حيـاتك وموتك ، وسعـادتك ورزقـك ، كلها بيد الله ، فـلمـاذا تـذهـب بعـيداً أيهـا المـسـكين ، وتلهـث وراء السـراب ؟ لقد خـُدعـت بطـول الأمـل ، الذي صرفك بالفعل عن خير العمـل ، وغداً ستقدم على ربك  فيحاسب على ما فات ، فماذا ستغني عنك الدنيا بأسرها ؟!
إن فـوزك وسعـادتك الحـقيقية أن تغـتنم فـرصة حيـاتك في القـرب من الله ، فبقربه ستشعر بالأمان ، وسـوف تهنأ لك الحيـاة بكـل ما فيهـا ، فإذا ما أنعم الله عليك ، واستشعرت لذة الطـاعة بحـقٍ ، فـإن معـنى السعادة حينئذ قد جمع بين يديك حين تستشعـر أن الـدنيـا قـد حـيزت لك بـأسـرهـــا  ، متمثلـةً في شعـورك بالأمـان على الحاضـر ، وشـوقك إلى ذروة النعـيم في ما عـند الله من النعيم في روضات الجنان ، فـلمـاذا تحـرم نفـسـك من عـظـيم هـذا الخـير يا مسـكيـن  بمتاع قصير ، سريع الزوال ؟!
ارجع إلى ربك . . وكن على يقين أنه أرحـم بك من الوالدة بولـدهـا ، بل إنه سبحانه يفـرح بتـوبة عبده ، ويباهي بها ملائكـته وهـو الغني عنه ! ! فاجعـل من لحظتك هذه بداية الطـريق نحـو النجـاة ، وتأكـد من أننـا ســوف نلتـقي مـرة أخـرى بـل مـرات ؛ حتى تقـر عـينيك برؤيـة وجـه ربك ذو الجلال والإكرام في أعالي الجنان .
وحينها . . سوف تنحدر على مدمعك دمعةٌ . . بل دمعات ، ولـكـنهـا وقـتـئـذٍ ستـكـون دمـوع الفـرح بلقــاء مـولاك ثـم ودعتني وهي تـلـوح قـائلةً : " عينـان لا تمسهما النار . . منهما .. عين بكت من خشية الله ".

Post: #2
Title: Re: ودعتني وهي تـلـوح قـائلةً
Author: Rose
Date: 02-28-2002, 09:40 AM
Parent: #1

جزاك الله خيرا اخي
كم هي لاهية قلوبنا ، وكم هي خداعة هذه الدنيا بمباهجها و مشاغلها ، وكم هي بعيدة المسافة بيننا وبين خالقنا مع أنه أقرب إلينامن حبل الوريد.....
نسال الله لنا ولك ولكل الأحبة الهداية ...... ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا ، واهدنا الصراط المستقيم .... واهدنا لما يريضيك عنا و أرض عنا .... انك قريب سميع مجيب........

Post: #3
Title: شكراً اخي
Author: gemo
Date: 04-30-2002, 09:21 PM
Parent: #1

لمن تكن الدنيا غدارة يوماً ولكن يمكن للنسان أن يجعلها غدارة بافعاله واعماله الدنيئة ويحسبه قدراً من الدنيا حاشًٍُ وكلا فجرب ان تكون انساناً عاطفياً يوما وجرب ان تكون انسان حاقداً يوما وجرب ان تكون انسان اننياً يوم سترى غدر الدنيا وسترى جمال الدنيا