مهرجانات للفوضى

مهرجانات للفوضى


02-13-2006, 05:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/esdb/2bb.cgi?seq=msg&board=12&msg=1139848258&rn=0


Post: #1
Title: مهرجانات للفوضى
Author: raheemsudani
Date: 02-13-2006, 05:30 PM

مهرجانات للفوضى


طائر السقدة
قالت له :أهيام هذا أم زكام؟ان الفئة العمرية التي أنت فيها ترجح أن هذا ليس سوى زكام. تشاغل عن الاجابة عليها بالتظاهر بالاستماع الى أغنية :

الشادن الهالكني ريدو
هلك النفوس والناس تريدو
لاحقته بقولها:جاوب يا بني آدم
أجاب : بل أنه زحام لذوي الأعمار الغضة أو من هم في سنين العمر الطازج.في فوضى الارتحال البعيد تجابهه امرأة بسلسلة من الأسئلة الفوضوية.أحيانا تسأله وتجيب على أسئلتها بنفسها.حين لا يجيب أو يتظاهر بعدم السماع تلكزه ....هل نمت؟
يجيب :لا لم أنم وهل ينام طائر السقدة؟
تقول :ما ذاك الطائر ؟انه لا يوجد في فضاءات هذه المدينة الساحلية.
يجيب: بل هو موجود على سواحل هذه المدينة الفضائية.
تقاطعه: ان لم تكف عن اللعب بالألفاظ سوف أحضر لك ذلك الضابط الجمركي الضخم الجثة الذى وصل الى محطة تلفزيون الشعب السوداني ليشتمه على الهواء متهما الشعب بجرم الحديث باللغة اللاوندية.....واصل حديثك عن طائر السقدة.
يستمر قائل : جاء طير السقدة عابرا نحو فضاءات الوطن وكطير لاجيء كسير الخاطر مبهم الانتماء داهمته الشرطة المصرية عند مداخل ولاية لاوندي وألقت على سربه ثقلا من خراطيم المياه والبكتريا المسببة للموت.الجثث لم تسلم للسفارة السودانية رغم وعود السفارة المصرية في جمهورية لاوندي على ذلك مسبقا وتلطفها بأنها ستقوم بذلك.نما الى علمي بأن أ{واح الأجساد المسجاة عبرت نحو فضاءات الوطن متهمة بأنها كانت تغني عند بداية رشها بخراطيم المياه والبكتريا المسببة للموت أغنية :
مصر يا أخت بلادي
يا شقيقة.
قالت وما شكل طائر السقدة؟
قال: انه كالذي عناه الدكتور حسن عباس صبحي في ديوانه ""طائر الليل".الا تذكرين ذلك الشاعر الرقيق الذي داهمه الحزن في موسكو وقضى عليه في مدينة تبوك بالسعودية.؟

-هنا قررت تلك المرأة أن تبرم عقدا بينها وبين الليل الثلجي الطويل أن تستسلم للصمت والنوم.

امرأة وحشية

وحشية لأنها عشقت السكنى وحدها في جنح هذا الليل القميء.خواتم الأربعينات تعقد مهرجانا من الثلج والوحشة وبقايا نضرة آفلة على جبينهاالذي يعكس كل شقاء خطوط الطول والعرض في العالم.جبينها تخللته طيبة مبهمة من "بورتريكو " وبسمة ناصعة تطيب بها خواطر عمال الفندق كلما خفوا لخدمتها في البهو.قالت أنها تعبر البحر كل عام لمساعدة والدها في تجارته ورؤية أطفالها فهي ترى نفسها هنا كمواطنة لا لاجئة.دعتها مجموعة من الغرباء في الفندق الى المساعدة في اعداد شواء نهاري .وضعت التوابل علي ى اللحم بعد أن قامت باعداده على مناقيش طويلة.
حينما تصاعد دخان الشواء كان الحاضرون يغنون ويتبادلون نكات ومجاملات سطحية.وقفت المرأة الوحشية تخطب:
"ان العالم أيها السادة لا يعرف من أمري شيئا ، ولا يهمني ذلك فقد أسلمت أمري للهم والريح والبرد والغربة والبهجة العارضة"

سنيوريتا مكسيكية

هو عالم جيولجيا سوداني شاب يميل الى الوحدة والانطواء لذا يسكن أسفل ذلك الجبل ربما بحكم عمله كخبير في تخطيط المناجم.عندما زرناه ، أخذنا الى احدى منحنيات الروكي لحضور حفل عائلي خاص ببعض زملائه في هيئة التدريس .الحسن هنا مانجو استوائية والحزن لا يخيم على المكان.كان المكسيك يرقصون رقصا جنونيا تتخلله صرخات وطقوس وشعائر من عمق الزمن الماضي .وقف عالم الجيولوجيا البروفيسور المكسيكي ليتحدث عن أوجه الشبه بين الأغنية العظيمة وفوائد الطاقة للحضارة البشرية حديثا لم تتسع له أدمغة الحاضرين.تلاه شاب مكسيكي يحمل تسجيلا لأغاني" الرقي" العالمية ومن بينها أغنية المرحوم الكاشف "سالب فؤادي".عالم الجيولوجيا الشاب وقف ليحدث الناس حديث العارف المتمكن عن فنون الأمة السودانية وحيا الجميع روح الفنان الكاشف .

أما نحن فقد حييناهم وحيينا الأستاذ الشاعر سيد احمد الحردلو قائلين:

سينيوريتا مكسيكية
مية المية
غير انو العيون عربية.

خروج :

وتسخر مني كهلة عبشمية
كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا.