كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
صـــــــــابر
|
كانت الجهة التي نعيش فيها على ظهر هذا الكوكب, بدأت تدير وجهها عن لهيب الشمس الحارق لتستريح سويعات إستعداداً للمواجهة في صباح اليوم التالي.
جاء عائداً من عمله كعادته في مثل هذه الساعة يمتطي تلك الدراجة التي لو أمرها بالسير لذهبت لوحدها لكثرة ما عركها هذا الطريق سنيناً عددا، دراجة عارية من كل إكسسوارات الدراجات، ليس لكفراتها ما يستر عورتها من الرفارف. والجنزير كالكفرات يحن لذلك البيت الذي يأويه، مترعٌ بالزيت الأسود الذي يخفف عنه وخذات أسنان التروس التي أنهكت نخاع عظمه، السرج جلدٌ ناشف ليس عليه ما يخفف من صلابته على مؤخرة صابر. لاح على دابته تلك، رجلٌ طويل القامة، نحيف البنية يميل لونه إلي السُمرة، كخليط رائع بين القهوة والحليب، ولكن نسبة القهوة فيه أكثر، يرتدي ذلك الزي الرمادي، القميص ... ذو زرارات سوداء حجمها يفوق تلك التي نراها على القمصان العادية ضخامةًَ، وجيب كبير على صدرة بالقرب من زراعه اليسار خالي إلا من بنضه الحي، على رأسه طاقية قماش عليها بعض أعمال الزخرفة اليدوية، قام بقصها من الخلف في شكل الرقم (ثمانية) حتى تتمكن من التربع فوق شعره الكث الذي تصاعدت نسبة الحليب التي في سحنته إليه وحولت الكثير منه لونه. يبدو على وجهه رهق السنين وعلى ذقنه خشونة شعر لم يأبهة لحلاقته لأيام. شفتاه ... شققها الجفاف، عندما تراه يخُيخل إليك أنه في العشرة الآواخر من شهر رمضان الذي صادف صيفاَ، ساقاه تكاد تلامس مقود الدراجة عندما تدور بدولاب الحركة, وعلى حافة بنطاله التي تلامس الجنزير بقعة زيت. يحمل على السرج الخلفي ربطة برسيم وجوال عليه شعار مصنع سكر كنانة به ربعين من طحين الفتريتة. الشي الوحيد الذي يملكه صابر ويوزعه على الناس في طريقه بسخاء هو ... التحايا ... للصغار والكبار. أنزل ساقيه بالقرب من باب البيت إعلاناَ للوقوف لان الدراجة ليست بها مكابح, رغم إنها ليست من الإكسسوارات. باب البيت من الزنك، وليس به ذلك الإطار الخشبي الذي يمكنه من الوقوف شامخاً مستقيماً. عندما يكون مغلقاًَ حافته السُفلى تلامس الأرض ومن منتصفه يميل للوراء مما يمكن المارة من رؤية تلك الغرفة التي تتوسط الحوش والمتعطشة مساماتها لمسحةٍ من الزبالة. دخل صابر عشه الصغير وتناول الشِعبة من جوار الباب وسنده بها لتبدو عليه الإستقامة والصمود.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صـــــــــابر (Re: خالد أحمد عمر)
|
خالد أولا تذكر ذلك الحي العمالي الذي نقطنه حيث يتقاطر العم صابر وزمرته بعد أن تصيح صافرة السكة حديد بأمر العم جمعة ، أو لا تذكر أن تلك الدراجة الخالية من الأكسسوارات كانت أماني وترف يداعب أقتنائها خيالنا البض فنضطر الى أستئجار لفة من عجلة محمد تية المتهالكة ذات الميزاينة المفتولة فقد كان بابو العجلاتي لايتواني في أن يحرق من يتأخر بالشطة، ويقرص أذنه بالزردية .... أه ياحبيب المتعبين وياسليل الكادحين لقد أصبتني اليوم في مقتل ... ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صـــــــــابر (Re: Osman M Salih)
|
الأخ / خالد واصل وبسرعة ودعنا نخرج من الكتمة دي ( خلي المهلة دي وزيد الجرعة شوية )
الحبيب / صديق رحمة
Quote: خالد أولا تذكر ذلك الحي العمالي الذي نقطنه حيث يتقاطر العم صابر وزمرته بعد أن تصيح صافرة السكة حديد بأمر العم جمعة ، أو لا تذكر أن تلك الدراجة الخالية من الأكسسوارات |
أتمهل شوية خلينا نكمل الفلم الداخلوا من زمان ده
| |
|
|
|
|
|
|
|