كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 رمضـان في بلدنــا
|
رمضـان في بلدنــا
في مثل هذه الأيام نجد ان الأهل بدأوا في الاستعداد لهذا الإستقبال شهر رمضان المعظم فتجد النساء يجهّزن الأبريه الأحمر والأبيض ولتعـد الأيام طعم خاص لنا جميعاً نتذكره منذ الطفولة إلى يومنا هذا خاصة في يوم " عواسة الأبريه" فنجد ان نساء الحي يتجمعن في منزل واحدة من ستات الحي اي ان عملية " عواسة الأبريه" هي عملية تغيير اي تعاون مع بني نساء الحي ولذلك يتم عادة بالتناوب اي لكل واحدة يومها، بحيث يجتمع الجميع في إحدى البيوت ويقمن بعواسة الابريه الأبيض والأحمر وكذلك الرقاق.
اما عند حلول شهر رمضان فنجد ايضاً ان هناك طقوس وعادات إجتماعية جميلة جداً قلَّ ما نجدها في دول العالم الآخر وخاصة الذي نعيش فيه وتتمثل تلك العادات في وجود " الدرى " وهو موجود حتى في غير شهر رمضان ، لكن في شهر رمضان يتفاعل أكثر ويتوسّع مجمعه وذلك تكريماً وتعظيماً لهذا الشهر المبارك.
وفي الدرى هذا يجتمع فيه جميع الجيران في منطقة واحدة ويأتون بالإفطار من كل البيوت كل حسب إستطاعته ومقدرته وهنا تتجلى عظمة المساواة والرحمة في هذا الشهر المبارك.
وتحقق فكرة "الدرى " العديد من الأمور فهو:
أولاً :ملاذ للشخص الغريب (إبن السبيل) أي الذي نزل بلداً وليس له فيها أحد، فبالتالي يجد الناس يتناولون الإفطار في الشارع وعليه لا تكون لديه مشكلـة أين وكيف يفطـر؟ خاصة وان في بلدنا لا توجد مطاعم تفتح في شهر رمضان.
ثانياً: تحقق فكرة الدرى التعاون بين أفراد المجتمع الواحد من تكافل وتضافر وتقاسم الهموم.
ثالثاً : عندما يتـأخر شخص ما او ان مسكيناً ما لم يملك ما يفطر به فيكون بوجود الدرى هذا قد انحلت مشكلته. فبالله عليكم اين نحن هنـا من " الدرى، طبعاً الظروف التي تحيط بنا تمنعنا من إقامة الدرى لكن ننصح بان كل المتجاورين بان يشكلوا لهم " درى"...
ومن الحكايات الجميلة في شهر رمضان هي:
يُـرْوى ا ن رجلاً غريباً جاء إلى السودان من احدى البلاد المسلمة وهو صائم وعند إقتراب موعد آذان لإفطار وجد شخصاً سأله هل تدلني على مطعم لكي أتناول إفطاري فيه ؟ فقال له الرجل السوداني هيا معي لكي ادلك على مطعم فذهب معه لمسافة طويلة جدا ً ثم قلق هذا الغريب فسأل السوداني إلى ايـن تأخذني ؟ إني لا ارى مطاعم هنـا ولم يجبه السوداني وبعد مسافة طويلة جداً وصـلا إلى مكان فكان هناك عدد كبير من الناس مجتمعون يتناولون الافطار جماعة فكان ذلك الشخص وزيراً وذلك الجمع " درى" أي المكان الذي يفطر فيه الجميع وتعجَّبَ الغريب من هذا الكـرم ومن هذه الميزة التي لم يجدها في بلده فوجدها هنا في السودان ، لهذا ، فان لرمضان في بلدي مزايـا خاصة…
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبدالعظيم عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست