السودانيون والاغتراب ، حكاية طويلة عمر ازدهارها يقارب الثلاين عاما ،، استفاد الوطن من اغترابنا ، لكنه خسر كثيرا ، واستفدنا نحن من اغترابنا ، لكنا خسرنا كثيرا ،، وأكبر خسائرنا أننا بعنا العمر بدراهم معدودات ،، لكن أكثر ما يحزنني هو أننا لم نتغير ولم نتطور ولم نبدّل حالنا بحال أحسن ،، منا من يجلس عاطلا ، يمارس لعب الورق والضمنة في الجمعيات ، والكثير منا يستجدي الوظيفة ، ويقبل بالوظائف الهامشية ، ولا يتمكن من تحقيق استقرار وظيفي لنفسه ،، المغتربون السودانيون تدافعوا نحو الاغتراب دون دراية باحتياجات سوق العمل في بلدان الاغتراب ، ودون امتلاك الخبرات والمؤهلات المطلوبة ودون التدريب المسبق الذي يؤهلهم لمنافسة غيرهم من الجنسيات ،، السودانيون لا يعرفون أن الوظيفة في كل بلاد الدنيا ( ما عدا في السودان ) تحتاج إلى بناء شخصية قوية أي ما يسمى في سوق العمل حاليا ب ( aggressivness ) ، وطيبة السودانيين وتواضعهم وابتساماتهم المجانية لا تتناسب مع مواصفات الشخصية المطلوبة .. وبساطة السودانيين وزهدهم في اللبس ، وعدم اهتمامهم بالأناقة ، وضعف الاهتمام بالهندام ، كلها أمور تصب في إضعاف فرصهم في الحصول على وظيفة كبيرة ومحترمة ،، وضعف المؤهلات أو اهتزازها ، وضعف التخاطب باللغات الأجنبية ، والحياء الزائد ، كلها أمور تفقدنا الكثير من الفرص التي كان يمكن لنا أن نحصل عليها ،، وأكبر كوارثنا ، والتي تجعلنا باستمرار مستجدين للعمل ، هي أننا رغم مرور كل هذه السنين لم نكتشف أهمية أن نكون حرفيين ،، أداؤنا ضعيف أو منعدم في كل الحرف ،، فهنا مثلا لا تجد سودانيا واحدا يصلح لك ثلاجتك ، أو تلفزيونك ، أو غسالتك ، أو غيرها من الأجهزة المنزلية ،، ولن تجد بناء ، أو سباكا ، أو كهربائيا ، أو فني تلفونات ، ، وقليلا ما تجد النجار ، أو الحداد أو غيره من الحرف الشبيهة ،، وللأسف لا تجد حلاقا سودانيا ( بالرغم من أننا كلنا نعرف خصوصية الشعر السوداني ) فنمنح الفرصة لشعوب العالم لتلعب بشعورنا ولتسخر من قسوتها ،، وهنا أيضا يمكنك أن تجد عددا من الخياطين ( الترزية ) ، لكنهم ما زالوا يحصرون أنفسهم في تفصيل أزيائنا الرجالية فقط ،، لكن أن تجد خياطا سودانيا يفصل ملابس النساء مثلا لكل الجنسيات فهذا مستحيل ،، وستجد عددا من الطباخين السودانيين ، لكن المطاعم السودانية هي الأكثر تخلفا على الإطلاق ،، فهي لا تخرج عن حدود المطاعم الشعبية ، وتقدم الأكل الشعبي بكل محدودياته ، ولهذا فإنها لم تجذب غير السودانيين إلا في حالات نادرة ،، كما أنها مطلقا لم تتمكن من منافسة الشاميين أو الهنود أو الصينيين أو الكوريين الذين تمكنوا من إقامة مطاعم من الدرجة الأولى ، يؤمها الناس من كل الجنسيات ومن مستويات إقتصادية ووظيفية واجتماعية عليا ،، سنظل نمارس العطالة ، ونكتفي بهامش الوظائف ، ونستجدي الوظيفة ، ونحمّل جمعياتنا ما فوق طاقتها ، ونفشل في تحقيق أدنى درجات الاستقرار ، وتتمدد المسافة بيننا وبين تحقيق الأماني ، إذا ظللنا نتعامل مع أمورنا هكذا ، دون أن نطور أنفسنا ونظام تعليمنا ودون أن نوجد فرصا للتدريب وتطوير القدرات ،، بل لابد أن نتطور نوعا ما ، ونهجر البساطة ، والتواضع ، وعدم الاهتمام ، والطيبة الزائدة ،،
أخي نحن دائما نؤدي دور الكمبارس ... ونزعم اننا الأبطال وزعمنا الدائم هذا وفي كل الامور ... مرجعه الي عدم ثقة بالنفس عكس ما يبدو تماما ... انه ثقة بالنفس . ومرجع ذلك ايضا الي شكل التربية الذي أنت تعرفه والي تركيبتنا الاجتماعية التي تجعل الفرد منا يربط كل افعاله وخياراته ... وحياته ... بشكله في نظر الاخر وتقيمه له (حيت أن هذه لاحياة) فهو يعش ويسلك كما يودون ... ووسط هذه السيطرة من الآخر والخضوع لها قطعا يغيب التفكير تماما وبالتالي الحياة. كل هذا الحصار الأجتماعي يقود الي مثل هذا التعامل مع الاغتراب ... الوظيفة ... الزواج ...مختلف القضايا ... ... ... الحياة و في جو مثل هذا ... يكون الخوف(الغير معلن) من الآ خر .... وعدم قبول الآ خر ( المعلن ولكن ليس له بل لآخر غيره لاراحة هذة النفس الغير واثقة والمهزوزة غالبا ) ... يكون كل هذا الزيف في العلاقة مع الأشياء والأشخاص ... يكون عدم تذوق أي شئ بالسنتنا نحن ... فلا نكون
10-08-2004, 01:55 AM
المسافر
المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061
ود قاسم كلامك المعمم غير صحيح السودانيون في الأربع قبل كل المهن صبوها في كارهم من تشذيب الحدائق حتى قيادة الشبكات العالمية الفندقة والزندقة والذبح والشتح والنتح بس كفى ما ننفضح
12-11-2004, 05:10 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
المسافر رأيت السودانيين في قبل كثيرة ، وهم يعملون في مهن عديدة ، لكن إذا قارنتهم بغيرهم فهم غير مجودين لخدمتهم وغير مرتبين في مظهرهم ،، ولا أجد في مدينة كبيرة كمدينة الرياض ، يسجل السودانيون غيابا عن مهن عديدة ..
10-09-2004, 00:57 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الأستاذ محمد صالح علي لك التحية ، والشكر على هذه الإضافة ، والحقيقة أننا متأثرين بعوامل عديدة كما قلت ، لكن ما هي مخارجنا ، فنحن لا يمكن أن نغير نظامنا الاجتماعي ولا التربوي ولا ظروفنا الاقتصادية والسياسية هكذا بين عشية وضحاها ، فكيف نتمكن من الخروج من أزمتنا ، هل يمكن أن يقوم المغتربون أنفسهم بتولي أمر أنفسهم ويشجعوا التعليم والتحصيل والتدريب في مختلف بلدان الدنيا ؟
12-11-2004, 05:16 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22501
قرأت هذا البوست عدة مرات و لم أرد لغيظي الشديد من ظاهرة سكان جمعياتنا .. أكتب لك اليوم بعد أن حكى لي أحدهم بأن ساكن إحدى الجمعيات سافر للسودان و عاطل عن العمل سافر للسودان بعد غياب ثلاث سنوات و قام بخطبة بنت ( فنجرية متعلمة ) و عاد إلى هنا و أقام له الذين ( يعملون و الذين هم خرمانين لحفلة ) عملوا له حفلة مدنكلة و ربما إستقدموا زوجته لتقيم مع أختها حتى ينفرج حال زوجها مدمن الجمعية و النوم
رأيك شنو ؟؟
12-11-2004, 10:09 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
وهكذا نعين بعضنا على الحال المائل ،، لماذا لا نعين أخانا العاطل على دورة تؤهله للعمل في مهنة ما ،، إذن كان سيجد عملا ةيتزوج من عرق جبينه ويعرف قيمة الزواج وتعيش زوجته وأسرته معيشة كريمة في منزلهم المنفصل ,, شكرا لك ابوجهينة ،،
12-11-2004, 11:44 AM
abuguta
abuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276
ودقاسم التحايا الحارة فى حلاق فى شارع غبيرا العام...دخله اليومى بين 250 الى 300 ريال تصور..دا للكرسى الواحد الراجل دا بحجزوه بالجوال....اها انا لما قال لى كدا قلت ليهبتدفع للدكان قال بدفع بالسكن 3000 لصاحب الدكان الذى يملك 22 دكان فى غبيرا والروضة وهذا الرجل بحلم يمشى يشتغل فى الروضة لان الزبون بدفع 20 ريال لان السكان كلهم سعودين لكن صاحب الدكا بياخذ 6000 فى الشهر....لما قال لى كدا ..والله انا ندمت على تعبى فى الدوامات الليلية...وناس الجمعية العطالى النايمين حتى صلاة الظهر..حتى الواحد ما قادر يعمل ليه مقص ويتعلم فينا الحلاقة...امس سالت اليمنى الذى يعتاد ان ينظف سيارتى بالشهر وبتغاضى منى 20 ريال ... كم سيارة عندك بتغسلها فى الشهر..قال لى 200 سيارة يازول انت جادى قال لى والله جادى...اها دا راتبه 4000ريال دوامه ببداء بعد صلاة الصبح وبنتهى الساعة 8 ..مرات يرفع المنشات ويدفق موية تحت الكفرات..
ابوجهينة والله تحكتنى الله يديك العافية.. وبرضو نغنى مع سماعين حسن...كيف يكون الحال لو ما كنت سودانى واهل الحارة ما اهلى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة