الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2004, 10:43 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد


    لا مرجعية إلا قواعد وجماهير الحزب
    مؤتمر المرجعيات تكريس لهيمنة الأسرة وتدجين للفاعلية الحزبية
    الحركة الاتحادية تشهد انتفاضة الجيل الصاعد
    الأفق
    تصدرها القوى الحديثة – الحزب الاتحادي الديمقراطي – العدد السابع
    نحو حزب اتحادي ديمقراطي ليبرالي مفتوح – مستقبلنا في حزب غير طائفي وغير عقائدي

    فهرس المواضيع:
    خط الأفق.
    صاحب رائعة سوف نبقى مثل نجم السعد يكتب.. من مذبحة المقطم إلى قرافة (مقابر) القناطر الحزب الاتحادي الديمقراطي ..
    تأملات فيما تتبناه قيادة المرغني من مقررات .. أ. محمد عبدالحميد
    الكاتب والمفكر الاتحادي (المرحوم) أ. علي أبو سن في رسالة وداعه للمرغني ..
    حوار العدد .. الاتحادي الموسوعي .. أ. عز العرب حمد النيل
    المرجعيات أصداء وآراء.

    خط الأفق
    كم كان الميرغني بارعا عندما التقط كلمة المرجعيات من عمر العمر رئيس تحرير البيان الاماراتية في حوار سابق أجرا ه معه ومكمن البراعة في أن معية الميرغني من مؤتمرات سابقة مزعومة قد نفدت فتارة توصف بأنها تداولية واخرى تنعت بأنها تشاورية. ونفد صبر الاتحاديين ليعالج فكرة "إجتماع المرجعيات" في حالة لبوس لمؤتمر لا يحضر رئيسه إلا الإفتتاح وساعتين في الختام للوقوف على خواتيم مجريات أعدت سلفا.

    غاب عن "المرجعيات" أعضاء في المكتب السياسي وبرلمانيون سابقون والحاج مضوي محمد أحمد وحضره الأستاذ علي محمود حسنين الذي وصف المرجعيات قبل يوم من سفره بأنها مجرد عزومة وهو العنصر الذي لم يكتسب عضوية في الحزب الاتحادي الديمقراطي حتى كتابة هذه السطور، فقط انضم الوطني الاتحادي بأسره في فترة الديمقراطية الثالثة إلى الاتحادي الديمقراطي باستثناء أ. علي محمود حسنين.
    كما حضره أ. سيد أحمد الحسين الذي استبدل ما هو خير بما هو أدنى فقد قبل أن يكون أمينا عاما لم ينتخبه المؤتمرون بل اختاره المكتب السياسي وانتخب له نائبان حتى لا يرفع صوته في وجه الزعيم.
    وتشرفت المرجعيات بحضور شعراء مجيدين إلا أنهم لم يكونوا اتحاديين دعك من أن يكونوا مراجع وكان هناك حسين شندي في حين غاب ممثل المدينة.

    غاب عن المرجعيات الطلاب رغما عن أنهم القطاع الأوحد في الكيان الكبير الذي يمتاز بهيكل تنظيمي ينقص قطاعات أخرى لم يكن أمامها بد إلا السعي لدخول مكتب المرغني السياسي وهي لاتمثل إلا تبعية لهذا أو ذاك ولم تكتحل عينا المرجعيات برئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وجامعة كسلا وكلاهما اتحادي منتخب يحمل كتاب معارضته للإنقاذ بالداخل حيث مسرح التغيير والإصلاح وتحقيق العدالة الإجتماعية.

    ومثلما غاب هؤلاء غابت الرؤية وكأنما كان الملتقى منصة للتنصيب وتوزيع الميداليات في سياق الاولومبياد حيث لم يلامس القضايا الكبرى المتآخمة للمرتكزات الفكرية للحزب كقضية الدين والدولة والدولة المدنية المحايدة تجاه الأديان وكيفية تمثل مرتكز الإشتراكية الديمقراطية في ظل عالم متخم بقوانين السوق الحر والرأسمالية السيدة وإمكانية خلق تلاحم عضوي بين الأفريقانية والعروبية يضع حدا لسؤال الهوية الجاسر في القرن الحادي والعشرين.

    شاركت الأقاليم في الإجتماع لتؤكد ذاتها طمعا في الحضور بعد أن طال الغياب وهي تحمل في كنانتها تلك الرغبة العزلاء في أن يكون لها وجود بعد أن طالها هوس المركز والهامش مداء السودانيين الأول الذي ربما يطل منه بؤس أبعد مدى في عقابيل نيفاشا بعد أن نفشت غنم القوم عزتها تنتظر الفرج في أباريث لا تشكلها الإرادة الوطنية.

    كانت قيادة حزب الحركة الوطنية في السابق البعيد تسعى هياما بالجماهير "تعشق الترحال تبغي الكون حرية" فكان الجلاء ثم السودنة ثم الاستقلال قرار اتخذته الجماهير – المنبع والمصب – حين اتخاذ القرار في الأحزاب التي تنشد الديمقراطية. ومثلما حكم الخواء الفكري وتغييب الجماهير سدة القيادة الآن كان طبيعيا أن يتنزل إلى الفور في سلم تقاسيم الحزب ننا يستدعي إعلان نوع من حالة الطوارئ يستنهض هذا النوع من الهمم ويمنح مرجعية الجماهير حقها.


    صاحب رائعة "سوف نبقى مثل نجم السعد"
    صلاح سطيح يكتب...
    من مذبحة المقطم إلى قرافة (مقابر) القناطر الحزب الاتحادي الديمقراطي .. الميرغنى مرجعا أعلى (1)
    الى روح عضو الحزب العم (الدينمو) الفضلى
    الى أعضاء الحزب من اتباع القاصد الرسولى أبونا يوحنا واتباع الأبريشية القبطية و سائر معتنقي كريم المذاهب والذين لم تسعهم أريحية مرجعيات حزب الطريقة الختمية.
    الى أعضاء الحزب الذين لم تصلهم الدعوات وبطاقات السفر، هذا ليس حزبكم ولكن شبه لهم.،و للموتى رائحة لا تزيلها فتايل بت السودان ….
    من وسط أناس يرتجفون خشية عند رؤية المرجع الأعلى ويرتعدون عند الوقوف أمامه ويهتفون عاش أبو هاشم دونما سبب، وزعت الأدوار عليهم واسماء لجنة ادارة العمل بالداخل يتسألون فى همس فاضح عما جاء بنا… ونحن قلة فى لجى داجى الظلمات من الحيران وخلافاء الختمية…
    أكتب لكم معزيا …
    ألا رحم الله الحزب الاتحادى الديمقراطي فلقد كان طيب الذكر حلو المعشر، ظل جثة غير هامدة (فى الخارج) ذلكم منذ أن اعتلى سماحة المرجع الأعلى (قدس الله سره وحفظ ظله) آية الله العظمى محمد عثمان على الميرغنى، حوزة القرار فيه على نسق وضع اليد… وأذ ننعيه ننعى معه كل تفاصيل التيه الفكرى والغفلة السياسية التى شابت أداءه منذ بواكير العودة عقب سقوط نظام المشير جعفر نميرى وحليفه المرجع الأعلى سماحة الميرغنى والذى على يديه تم تمريغ ثوب الطريقة الختمية فى وحل السلطة وللمرة الثانية حينها ضاربا عرض الحائط بوثيقة الائتلاف لتوحيد الحزبين، الحزب الوطني الاتحادى بقيادة الرئيس إسماعيل الأزهري وحزب الشعب الديمقراطي (حزب معظم اتباع الطريقة الختمية).

    ونشكر في هذا المقام كل من تكبد مشاق السفر والحضور ونخص بالشكر مندوب الحزب الحاكم في دولة أرتريا الشقيقة، والذى أغدق في شتم نظام الخرطوم نيابة عنا بعد أن ألجم تفكيرنا وكمم أفواهنا سماحة المرجع الأعلى أية الله الميرغنى بما يسمى ب (اتفاق جدة المقبور) ذلكم البهتان المبين الذى أمهره بمداده الكريم واتى به سماحته في بلاهة سياسية غير معهودة في أصغر كادر اتحادي بالثانويات وظل يدافع عنه حتى ظننا ان الشيخ ذو السبعين ونيف اعتراه مس من الهرف كيما يجالس رسل النظام في بدروم قنصلية الخرطوم في جدة ليوقع لهم على مسودة جاءوا بها وبيدهم الأخرى مفاتيح بقية الممتلكات المصادرة والشكر موصول لسعادة القايد الذي أبكى الحضور عندما تحدث بعربى جوبا ممثل حزب الحركة القائد وآنى أبكا – والذى لم ينسى أن للفقيد الحزب دوائر انتخابية جغرافية في الإقليم الجنوبي وان الرئيس الأزهري قد سجن ذات مرة به وزاره السلاطين رغم جبروت السجن والسجان، وبشرنا أن الاتفاق قد اكتمل أو على وشك 50% (الأغلبية الميكانيكية) لحكومة الخرطوم و 40 % لحزب الحركة في الجسم المركزي للسلطة و10% لبقية جموع قوى الشعب السوداني السياسية !! نحسبه يبادلنا الرياء والتدليس وزيف الادعاء بأن بيننا تحالف إستراتيجي وهو أمر محض هراء (وحدوته) ظلت تأسر لباب مولانا وسكرتيره حيث لم يتم أي عمل سياسى مشترك بين فروع الحزب فى المهجر وناشطى الحركة طيلة السنوات الماضية (سوى مصاحبة مستشار الحركة للميرغنى فى زيارة يتيمة للولايات المتحدة – ربما مترجما - وزارا معا بطرس غالى) حيث ظل ناشطوا الحركة فى حركة دائبة حتى ثبتوا أقدام مشروعهم (الجديد) واصبح جزء من نواة المشروع الأمريكي في منطقة البحيرات وظل أعضاء الحزب حالهم كبقية أفراد الشعب السوداني (مسلمون وتجار رقيق) ومواقفهم من كافة القضايا متباينة سوى فرية (الوحدة الطوعية) ومقررات اسمرا والتى رماها مولانا بدائه وانسل بجدة! أيضا آخر إنجازات هذا التحالف الفولاذي اصطفاف وفد الحركة المفاوض مستقبلا مولانا وابنه والخليفة إبراهيم الآبكراوى والخليفة جعفر عند زيارتهم - لمنتجع السحرة – بكينيا كيما يبارك سيادته والوفد الختمى الكريم سير المفاوضات ويحثهما على تجاوز عقب آبيي حيث خور الزرقا ونهر أم برو يجريان جنوبا وفق فقه مولانا وترمبيتات الطريقه…

    ولا ننسى أن نجزل الشكر أيضا لسعادة الدكتور المستشار - نسيج وحده ما أن وجد صنما إلا وركع ليعبده - لتذكيره لنا بأن برنامج الحركة التى هو مستشارها تم تمريرة عبر حزبنا ولا بد لنا أن نرص الصفوف مصلين مع الميرغنى على جنازة فكرنا ومرتكزات عقلنا الفكري، وان نهيئ أنفسنا كيما نصفق ونؤيد وندعم ونموت دون اتفاق (وادى السحرة) عله نيفاشا ذلكم الذى قسم البلاد الى كيمونات قبلية…


    ... يتبع ...

                  

10-02-2004, 11:09 AM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    يا زول انت بتقول في شنو,المرجعيات دي شنو ناس صلاح ادريس وعلي ابرسي ام ناس الفطاير وجيش ال
                  

10-03-2004, 01:00 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    العزيز الاخ هانى
    تحيه طيبه

    لاشك ان عنوان البوست فيه ما يشد كل او اى انسان كان اتحادى ام غير ذلك بالمتابعه خاصة ان امر الجيل الصاعد فى كل الاحزاب السودانية بات هاجس القيادة وكيفية التصعيد باتت مشكلة لان الفرق بين القيادة والجيل الصاعد شاسعه ونلاحظ الفرق فى الحزب الاتحادى الديمقراطى من مؤتمر المقطم الى مؤتمر القاهرة الاخير وبداء تصعيد رغم تحفظاتى على المؤتمرين . ولكن تصعيد الشباب لم يكن برفع الشعارات والخطب الرنانه والهجوم والتهجم والاستخفاف والاستهزاء بالقيادة وهنا اجد تركيزك فى الهجوم على مولانه السيد محمد عثمان الميرغنى فقط. لقد ذكرت اسمه فى ماكتبته اكثر من ستة عشر مرة كلها فى اعتقادك سلبيات ولك مطلق الحرية فى ما تكتب لكن هل يعقل ان الم تراى اى ايجابيات له حتى قيادته للتجمع وصموده كل هذه السنيين الم يكن من الايجابيات .
    ولكنى اسئلك الان اى شباب تتحدث عنهم يستحقوا التصعيد؟ من مؤتمر المقطم كانت القيادة كلها من الشباب ماذا فعلوا بالقضية ماهى انجازاتهم ؟
    الانتفاضة الذى تتحدث عنها الشعب السوانى فى حوجه لها للخلاص من القهر والظلم والاستبداد وليس الحزب الاتحادى . ومن ينتفض على من ؟

    مع تحياتى
    هشام مدنى
                  

10-03-2004, 11:13 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: هشام مدنى)

    اخوي سيف انت ناس الشقيق الجيلي وهشام مدني ديل موش قالو ليك ما تجيب سيرة المرجعيات دي تاني ؟؟؟؟؟ انت ما بتوب يا زول ولا شنو

    (( الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد ))

    الحبيب الشقيق هاني

    وينك يا راجل .... بالله مرو لينا علي شباب حزب الامة ديل صحوهم معاكم .. شايفهم اليومين ديل نايمين شوية وايد لايد قالو تجدع بعيد ..
                  

10-03-2004, 12:22 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: محمد حسن العمدة)

    اننى احترم الجميع

    ديل منو هل تعرفهم؟؟
                  

10-03-2004, 07:52 PM

Abdalla mohamed

تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    أخى هشام

    وأنا كذلك أتساءل من هم هؤلاء الشباب

    لان الشباب الذين أعرفهم هم فتية آمنوا بربهم

    وحزبهم وقيادتة وقضيتهم والتى حملوها فى وجدانهم

    وهى منازلة هذا النظام فى كل المنابر وعندما دعى داعى

    القتال والمنازلة العسكرية لم ينهزموا ولم يركنوا بل

    سارعوا الى حمل لواء القتال وكان لهم شرف ذلك فمنهم من

    استشهد ومنهم من قابض على جمر القضية بيد وباليد الاخرى

    بندقيتة لم يركنوا لترغيب كمثل البعض ولم يركنوا لترهيب

    ايضا كمثل البعض بل كانوا متعففين ومتجردين من كل شى فى

    سبيل حزبهم ووطنهم لم يدنسوا أنفسهم بصراعات الكبار ولم

    وتنظيرات المنظراتية الجوفاء الذين لم ولن يقدمونا شبرآ

    وحين تبحث عنهم لا تجدهم .

    لهم منى التحية والإجلال والتقدير.

    وأقول لشقيقى هانى ابوالقاسم سبحان مغير الأسماء ومبدلها

    من (هادس والذى يكتب من اليمن ) إلى سلاح الدين سطيح

    مع خالص ودى
                  

10-04-2004, 01:18 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الشقيق هانئ

    ألا تعتقد أن عبارات كهـــذه:-

    (((بعد أن ألجم تفكيرنا وكمم أفواهنا سماحة المرجع الأعلى أية الله الميرغنى بما يسمى ب (اتفاق جدة المقبور) ذلكم البهتان المبين الذى أمهره بمداده الكريم واتى به سماحته في بلاهة سياسية غير معهودة في أصغر كادر اتحادي بالثانويات وظل يدافع عنه حتى ظننا ان الشيخ ذو السبعين ونيف اعتراه مس من الهرف كيما يجالس رسل النظام في بدروم قنصلية الخرطوم في جدة ليوقع لهم على مسودة جاءوا بها وبيدهم الأخرى مفاتيح بقية الممتلكات المصادرة )))

    ألا تعتقد أنها تصب في خانة الإساءة المباشرة لشخصية وطنية لا يحتدم حولها الجدل كشخصية الميرغني في أوساط الإتحاديين وفي أوساط الجماهير السودانية في شمال الوطن وجنوبه.؟؟؟؟

    ألا تعتقد أن مثل هذه الإساءات تجافي سياسة النشر بهذا المنبر الحــر والذي ينبغي أن يبقى إحدى أهم قنوات التعبير عن الرأي الشريف والموضوعي.؟؟؟

    ألا تعتقد أنك ستحصل من خلال نقل مثل هذه الإساءات المباشرة على مقابلها من جموع جماهير الحزب التي فخرت على الدوام بإنجازات القائد الميرغني الإختراقية في حل القضايا السودانية وفي منازلة أعتى الديكتاتوريات المتسنمة لسدة السلطة في بلادنا؟؟؟؟

    ثم ألا تعتقد أن منهجية الحوار الديمقراطي المستفادة من إرث الحركة الوطنية التاريخي هي أرفع من أن تأتي بمثل هذه الديماجوجية الموغلة في التجريح.؟؟؟؟

    آملي أن تصل تحياتي للمثابر في العمل الطوعي في منظمات الصليب الأحمر الشقيق الرفيع صلاح الدين سطيح ذوي الحروف المضيئة والحناجر المدوية.

    وأملي أن يتوقف النقل المباشر لسياقات حوارية لا يختطها قلمك ولا يصوغها منطقك.

    وأملي أن نرى نهضة أجيال صاعدة لا تجافي المبادئ الرصينة ولا تتنكر للإنجازات الوضيئة بل تفخر بها وتبني عليها وتنافح عنها.

    سعدت للرأي الآخر وساءني خطابه هجومي النزعة لغير سمو الأهداف.


    أياً كان فسنرى ؟؟
                  

10-04-2004, 04:19 PM

Abdalla mohamed

تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الشقيق الشايقى

    دعك منهم فإنهم لا يعلمون

    مع تقديرى
                  

10-04-2004, 04:59 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الاشقاء الكرام ...

    أود لفت الانتباه أن ما أقوم بنشره هنا هو إصداره تصدرها القوى الحديثة بالحزب الاتحادي الديمقراطي وهي أحد أعمدة الهيئة العامة للحزب التي أعلنت عن نفسها في مؤتمر صحفي في مايو 2004 وسأقوم بموافاتكم بنص ومواثيق ومستندات المؤتمر قريبا .. باذن الله

    إلى الذين يسألون عن شباب هذا الحزب وأجياله الصاعدة...

    شباب هذا الحزب وأجياله الصاعدة هم ...
    رئيس اتحاد جامعة الخرطوم
    رئيس اتحاد جامعة كسلا..
    معظم المكتب التنفيذي لاتحاد جامعة البحر الأحمر ..
    مركزية الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين بالجامعات والمعاهد العليا ..
    حركة القوى الحديثة .. السودان
    حركة الإصلاح والتحديث .. لندن

    ويكفيهم فخرا وجود الحاج مضوي محمد أحمد بينهم ... والشقيق وائل عمر عابدين والشقيق عز العرب حمد النيل والشقيق محمد عبدالحميد والشقيق محمد اسماعيل الازهري والعديد من الأشقاء من المحاميين وأساتذة الجامعات والخريجي ومختلف الكوادر ...

    عائدون باذن من نهوى هلالا في سماه

    عائد للمتابعة
                  

10-04-2004, 05:17 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)


    تأملات فيما تتبناه قيادة الميرغني من مقررات
    ( أسمرا و المرجعيات )
    محمد عبدالحميد..
    لشد ما تعقد الدهشة لسان المتأمل وهو يقرأ مقررات المؤتمرات التي يكون الاتحاديون طرفا فيها، ويكاد لا يساوره الشك أن القوم يقولون ما لا يدركون. أو أنهم أرضوا غرورهم وعقدوا مؤتمراً وتمخض عن قرارات لا تحمل في أكثر الأحيان صفة الإلزام، إما لأنها غير واقعية، وإما لأنها لا تتسق مع شيء ما في تركيبهم الذهني أو الوجداني بل والوجودي الذي يستمدون منه شرعية كيانهم ومشروعية فعلهم السياسي. كان ذلك في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية 1995، كما كان مؤخراً في مؤتمر المرجعيات في القاهرة ففي مؤتمر اسمرا الذي عقده التجمع الوطني الديمقراطي الذي كان الاتحاديون جزاً أصيلاً منه اقر المؤتمرون "حق تقرير المصير للجنوب" وهو موضوع يجب التوقف عنده بعض الشيء للتدليل علي أن من قاموا بإقرار هذا الحق لم يعوا ما أقروا أو أنهم لم يكترثوا لما أقروا أو أنهم أجبروا علي ما أقروا.

    إن أقرار مبدأ حق تقرير المصير للجنوب هو بمثابة إضفاء الشرعية لتصور التيار الديني لحل مشكلة الجنوب .. حيث لم يطرح هذا الشعار في أي مرحلة من مراحل مشكلة الجنوب، وقد كان أقصى ما تناضل القوي الجنوبية لنيله هو حكم ذاتي في إطار السودان الواحد، إلي أن أتت الجبة الإسلامية بإتجاهها الرامي لتصعيد الحرب ومحاولة شق صف الحركة الشعبية لتحرير السودان بمغازلة التيارات الانفصالية بداخلها بطرحها لحق تقرير المصير في مفاوضات فرانكفورت 1993. وقد كان هدف التيار الديني من هذا واضح وهو ليس إعادة الوحدة بشكل جديد كما دخل ذلك في الأدب السياسي مؤخراً، وإنما تهيئة المدخل "الملائم" لفصل الجنوب ذو الغالبية غير المسلمة حتي يتسني لها الاستفراد بالشمال لتطبيق مشروعها الديني بالكيفية التي تريدها. مهما يكن فالشاهد الآن ان الجميع قد تبنوا هذا المبدأ كما حدث في مؤتمر اسمرا. والحق أن مبدأ تقرير المصير علاوة علي ما ينطوي عليه من خطورة فتح الباب أمام احتمال انفصال الجنوب، فأنه يؤكد وبشكل آخر علي حقيقة أن هناك شعبان في السودان، الأول مستعمِِر والآخر مستعمر لذلك يجب أن يأخذ حقه في تقرير مصيره .. فحق تقرير المصير قد كان عشية الحرب العالمية الثانية العنوان الأبرز للعلاقات الدولية، حيث اعطي هذا الحق لكل الشعوب التي ترزح تحت نير الاستعمار الاجنبي، ولضمان تنفيذ هذا الحق أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجنة الستة عشر والتي وسعت لتصل 24 في عام 1962 ومما يجدر ملاحظته في هذا الإطار أنه قد اثيرت بعض القضايا الاشكالية عمن مثلا هي الشعوب صاحبة الحق في نيل حق تقرير المصير؟ وهل يعطى هذا الحق وفقاً لاستفتاء عام Plebiscite إم عن طريق آخر يلبي رغبات هذا الشعب أو ذاك.
    فتقرير المصير بالصورة التي يراد اجراؤها في السودان تشكل إدانة تاريخية لبعض السودانيين – الشماليين - تحديداً بأنهم قد كانوا مستعمرين أو في وضع المستعمر، وبالتالي يحق لأهل الجنوب ولا نقل شعب الجنوب حقهم في التخلص من هذا الاستعمار. وهذا التطور جل من العلاقة بين أبناء الشمال والجنوب تبدو أشبه بعلاقة الغرب مع اليهود حيث يخضع الغـرب لعملية ابتزاز بتأثير ما لحق باليهود مـن اضطهاد علـي يد النازية – رغم أنه لم يصل لدرجة المحرقة بحسب ما توصل اليه روحيه جارودي – فمنذ تلك الحقبة وإلي الآن مازال اليهود يسلطون علي الغرب وغيره كلمة غريبة هي العداء للسامية Anti Semitism والتي تجعل تاريخ اليهود محرم علي البحث العلمي الأمين. أو تصور أخذ الحق منهم الذي اغتصبوه من الفلسطينيين جريرة تنذر بمحق شعب الله المختار.
    علي عموم الأمر فأن تقرير المصير كما تعرفه الأمم المتحدة لا ينطبق علي حالة الجنوب فذلك لان السودان شماله وجنوبه قد قرر مصيره منذ عام 1956 لذا فان هذا الأجراء وبأي كيفية كانت ينطوي علي خطورة هائلة لأنه سوف يقرر من جديد مصير السودان الذي ربما يصبح دولتان بموجب أخذ رأي الأقلية فيه، وهذا تفريط في وحدة البلاد ينبغي علي الوطنيين في الشمال والجنوب أن يقفوا ضده طالما أنه لا يستند إلي ماضي استعماري يقرره القانون الدولي، بل إلي نزاع أهلي حول رفع المظالم له شرعيته الخاصة في التنمية والمشاركة في صياغة مستقبل البلاد.

    لقد أقر المؤتمرون في اسمرا كذلك "حظر الأحزاب السياسية التي تقوم علي أساس ديني" كأن المجتمعون قد أنجزوا مشروعهم الفكري التنويري لدرجة لا يمكن أن يستحمل أي أحزاب دينية قد تشكل ردة علي ذلك المشروع. ومما يثير الدهشة في هذا الخصوص أن حزب الأمة بزعامة "الإمام" الصادق المهدي قد وافق علي هذا المبدأ وهو لا ينكر نسبته للتوجه الإسلامي. وأن الميرغني وإن كان يترأس حزباً علمانياً في مبناه إلا أنه استند إلي طرح ديني في برنامجه الانتخابي 1986 دون أن يقوم بعملية بمراجعة لذلك البرنامج وهو بعد زعيم طريقة صوفية دينية لم يعهد عنه أن تطرق بالتنظير قولاً أو كتابة عن طبيعة البنية الاجتماعية ما قبل الحديثة وكيف أنها تظل أسيرة الانتماءات ما قبل الحديثة إن كانت دينية أو عرقية أو عشائرية وأنها سوف تظل تفرز مثل هذه التكوينات ما لم يحدث تحول حقيقي وفق مشروع حداثوي متكامل يتجاوز هذه البنى تجاوزاً تلقائياً ولا يلغيها بقرار.

    في المقابل يلتف المؤتمرون علي موضوعة العلمانية، وعلاقة الدين بالدولة ويقرروا مبدأ المواطنة تجنباً لإقرار مبدأ العلمانية الذي هو الأصل في فكرة المواطنة. فأنهم أرادوا أن يقروا ما تتمخض عنه العلمانية دون أن يؤمنوا عليها، لأنها تجعلهم في موضع حرج بالغ مع قواعدهم المستندة إلي المواقع ما قبل الحديثة في التشكيلات الدينية. أو تجلسهم في مواقد الجمر حيث يبتزهم التيار الديني وهم لا يطيقون ذلك إطلاقاً.

    أما مؤخراً في مؤتمر المرجعيات الذي انعقد في القاهرة برئاسة الميرغني، أو للإقرار برئاسة الميرغني كما ذهب لذلك العديد من المحللين، فأنه قد تخطى كل الخطوط الحمراء للحزب بدعوى التأقلم مع متغيرات الأوضاع في العالم، حيث أقر المؤتمرون مبدأ إعتماد السوق الحر في التوجه الاقتصادي للحزب. ويعد هذا خطاً أحمر يجب التوقف عنده وذلك لسبب أساسي هو أن هذا التوجه يعتبر تغييراً في المرتكزات الفكرية للحزب .. وهذا شأن ليس من صلاحيات مؤتمر المرجعيات البت فيه طالما كان مؤتمر المرجعيات ليس هو المؤتمر العام للحزب الذي هو صاحب السلطة الحقيقية في البت في هكذا توجه. غير أن المؤتمرين وكالعادة لم يدركوا خطورة ما أقدموا عليه علي أقل تقدير لجهة أن مثل هذا القرار من شأنه أن ينقل الحزب كله من الموقع الذي يتمدد فيه من الوسط وحتى يسار الوسط إلي اتجاه معاكس تماماً وهو اليمين ويمين الوسط، وهذا ليس تجريداً نظرياً فعلماء السياسة الذين يعلمون أن الموقع من الموقف الراهن والتصور حول المستقبل علي مستوي الأفكار والأيدلوجيات هو الذي يقرر موقع كل جماعة سياسية من الطيف السياسي Political Spectrum ، لذلك فأن الحديث عن إعتماد مبدأ السوق الحرة يقصى الحزب تماماً عن موقعه في الوسط ويجعله في ذات الخانة – اليمين - مع حزب الأمة والمؤتمر الوطني اللذان يعتمدان ذات المبدأ الاقتصادي (السوق الحرة) وهذا يترتب عليه نتيجة بسيطة غير أنها في غاية من الأهمية وهي أنه، إذا كان الحزب يحمل نفس تصورات الحزب الذي يعارضه في أدق الأشياء التي تهم حياة المواطن وهو معيشته فما جدوى أن يظل معارضاً؟! وهذا ما يفسر سرعة التوصل لاتفاق جدة الذي توافق فيه الطرفان علي اقرار مبدأ السوق الحرة وهنا تنتفي عملياً ملامح التباين الفكري بين "الاتحاديين" والإسلاميين في هذه القضية علي الأقل. ويمكن أن نعزو تحول موقف الحزب من تبني الاشتراكية الديمقراطية إلي تبني الاقتصاد الرأسمالي في جانب منه إلي الطبيعة الطبقية للقيادة (الميرغني) والذي بأي حال من الأحوال لا ينتمي للطبقة الوسطى – قوام الحزب القاعدي ونخاعه الشوكي - فالميرغني ينتمي لطبقة لا تكاد تكون موجودة في السودان وهي الارستقراطية Aristocratic، لذلك فالميرغني بحسب موقعه الطبقي الفريد والمميز لا يشارك أبناء الحزب الاتحادي آمالهم وصبواتهم بل وآلامهم، فقد كان يمكن له أن يعبر عن هذا من خلال ما يعرف في الأدب السياسي (بالانحياز الطبقي) غير أنه آثر أن يمضي فـي اتجاه مغاير تماماً وذلك بخلق حلف مـع الرأسمالية في داخل الحزب والتي يمثلها علي أبرسي وصلاح إدريس ولكليهما مصالح رأسمالية غير خافية مع النظام الحاكم. كل هذا من شأنه أن ينقل المعركة بين الحزب والنظام إلي معركة بين جماهير الحزب والقيادة.

    مهما يكن فأن هذا التحالف الطبقي الجديد داخل الحزب قد أغفل حقيقة هامة وهي أنه في ظل اقتصاد العولمة والذي يتميز بقوة اجتياحية عاتية لن يكون لمثل هذا التحالف القدرة علي الصمود في وجه رأس المال العابر للقارات والذي تتحكم فيه الشركات متعدية الجنسية حيث سيكون لمثل هذه الشركات القدرة علي ضرب أرباب رأس المال السوداني وإقصائه خارج مجال العملية التنافسية الحرة التي يتحكم فيها سوق عالمي قائم علي المعرفة والتقانة العلمية Tech. know how وبذلك يكون قد فقد مشروعية وجوده كما ذكرنا من قبل التي يستمد منها شرعية فعله، وبذلك يكون قد خسر معركة البقاء في ظل العولمة دون أن يكون قد أعطى لنفسه شرف المحاولة في الإسهام في جعل هذا الكون أكثر قابلية للحياة الإنسانية. في هذا الصدد يجدر أن نذكر بقصة علامة إقبال الفيلسوف المسلم العظيم والذي في احدي مناجاته الوجدانية لله تعالي قال بعد أن أعياه اجتياح الشر لأركان الكون الأربعة: (إن هذا كون مليء بالآثام) فأتاه النداء الرباني قائلاً: (أهدمه وإبني غيره يا إقبال).
    تتضمن قصة إقبال هذه قيمة الفعل الإنساني بعيداً عن القدرية السلبية والإنهزامية وتؤكد أن هذا الكون مشروع لحركة الإنسان في البناء والتعمير مع ضرورة التغيير. إن مؤتمر المرجعيات قد تحدث بلغة تبدو مقبولة في منطقها الظاهري، وهي التسليم بسياسة رأس المال وعلو كعب الرأسمالية واقتصاد السوق، غير أنه تسليم أقرب للخنوع للأمر الواقع – والخنوع للأمر الواقع يتنافى مع جوهر الفعل السياسي – غير أننا نؤكد علي أن هذا النهج الاقتصادي الذي إتبعه النظام الحاكم بدعوي ما أسماه تحريك الاقتصاد منذ بداية عقد التسعينات هو الذي عرض المواطنين للانكشاف وأدخل معظم الأسر في دائرة الفقر والعوز وحجب عنهم كل أنواع الأمان، فقد تميزت سياسته الاقتصادية في كل شيء وحجرت الثروة في كل البلاد علي قمة الهرم فقط مع ترك قاعدة الهرم يتحكم فيها ميكانزم السوق حتي في سياسة التخديم مع إضعاف وتفكيك منظم للقطاع العام لصالح فئة تجار النظام والمحسوبين عليه بينما في المقابل تقصم الضرائب المتصاعدة – وهي الوظيفة الوحيدة التي اضحت تمارسها الدولة - ظهور الرأسماليين الوطنيين الذين لا يمالون النظام.

    إن التاتشرية نسبة لمارغريت تاتشر Thatcher والتي جسدت فلسفة مدرسة شيكاغو في مقولتها الشهيرة: (لا يوجد بديل) والتي عرفت باختصار (TINA) There is no alternative لم تستطع ان تغفل البعد الاجتماعي في سياستها ذلك لأنه ليس في مقدور السوق وحده الحفاظ علي ترابط المجتمع وأن حداً أدني من المعايير والتركيبات عموماً يجب أن تتوفر للحيلولة دون تفكك المجتمع أو تراجع تطوره. وهذا نفس الشيء الذي توصلت له العديد من المجتمعات الغربية الأخري ذات النمط الاقتصادي الرأسمالي القائم علي السوق الحرة حيث توصلوا لمستحدثات اقتصادية وقانونية و مؤسسية لتوفير المنافع الجماعية للمواطنين ، وأقام بعضهم نظماً متبكترةً لإدارة تلك المنافع ( انظر فرانسوا راشلين – ترجمة حليم طوسن – الخدمات العامة وإقتصاد السوق – دار العالم الثالث) لذلك فإن تصوير مؤتمر المرجعيات بان اقتصاد السوق الحر بات امراً حتمياً يتنافي مع البديهة الحتمية الاخرى التى تقول ان الراسمالية في ظل العولمة سوف تكون في مواجهة مع نفسها، وان التوحش الذي تبديه يغذي من النزعات والقيم الإنسانية المتمثلة في العدل ، الإخاء والمساواة التى لم يزل لها بريق وجاذبية اكثر ، وان ما يفرزه الفقر من توتر إجتماعي، وكوارث بيئية وهجرات تتسارع وتائرها نحو العالم الاول ، وتصاعد موجات الارهاب فيه ستعجل في نهاية المطاف من كبح جماح راس مال العابر للقارات باتجاه شراكات حقيقية بين دول الشمال ودول الجنوب للبحث عن نموذج مقبول للتنمية الإنسانية وتعزيز حقوق الإنسان لا سيما الاقتصادية والاجتماعية ، وتوفير الضمان الاجتماعي في التعليم والصحة ، والمأكل والمشرب والملبس والمأوي . لذلك كان حرياً بمؤتمر المرجعيات أن يعمل على تجسير العلاقة مع منظمات المجتمع المدني العالمية التي تتظاهر في شوارع سياتل و جنوا من اجل الشعوب الفقيرة و أن يسعى لطرح مبادئ شراكة مع دول الشمال يكون قوامها و هدفها تمليك القدرات و رفع مستوى كفاءة المنتجين عن طريق إشاعة المعرفة وصولا لخلق مجتمع عالمي يغير الوجه البشع للعولمة لاتجاه أكثر إنسانية .

    إن تصور خلق الشراكات هذا ليس تهويما و إنما هو ممكن من خلال المزيد من التمسك بالاشتراكية الديموقراطية و قيمها الهادفة لخلق مجتمع العدالة الاجتماعية لان تاريخ الاشتراكية الديموقراطية لمن يعرفوه هو "إعادة النظر" و المراجعة REVISIONISM طالما كانت قادرة على أن تكسب نفسها بعدا عمليا لتحقيق العدالة الاجتماعية بعيدا عن التزمت و الدغماتية.

    ---------

    خطاب مفتوح إلى السيد محمد عثمان الميرغنى

    خطاب وداع الفقيد علي أبو سن للسيد

    على أبوسن/كاتب ومفكر سوداني
    [email protected]

    الأخ السيد عثمان،
    هذه رسالتى الأخيرة إليك. فمنذ آخر رسالة وجهتها مع زملاء كرام قبل ثلاث سنوات أو يزيد، كان من بينهم المرحوم الأستاذ محمد توفيق والأساتذة محمد الحسن عبدالله يس وأمين عكاشة ومحمد سرالختم، لم أكتب. كانت تلك رسالة ـ سبقتها رسائل من نفس المجموعة ـ تهدف كلها إلى محاولة إقناعك بضرورة إصلاح الحزب حتى يكون توحيده ممكنا.
    أمّا هذه فليست رسالة تأتى فى سياق الرسائل القديمة، وإنما هى رسالة أخيرة فى سياق آخر.
    وإذا كنت أخاطبك من خلال الصحافة الألكترونية وسودانايل الغراء فلأننى أردت أن أخاطب الأتحاديين جميعا فى هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ الحزب وتاريخ البلاد. أردت أن أخاطب جماهير الحزب وقياداته من الذين تابعوا المناقشات المكثفة خلال الأشهر الماضية حول مدى توفّر المعقولية أو المسئولية أو حسن النية فى دعوتك إلى عقد مؤتمر الحزب خارج أرضنا وبعيدا عن جماهيرنا. هؤلاء الذين أذهلهم إنفاقك الباذخ على تأجير الطائرات وشراء مئآت التذاكر من مختلف القارات وتأجير الشقق والقاعات والسيارات والأتوبيسات والذِّمم ، لتُحضِر من ترضى عنه وتَحرِم من لا ترضى . مَبالِغُ كان مُعْوِزُوا الخرطوم وضحايا القاش فى كسلا وثكالى النازحين فى دارفور وغيرهم من " الغبش " أولى بها.
    وبما أن هذه فى الحقيقة رسالة تستشرف المستقبل وتحاول إنارة الطريق أمام الأتحاديين الذين استبدت بهم الحيرة أمام تصرفات قيادة تسعى جاهدة إلى تمزيقهم وتهميشهم ، فأنها ، فى الحقيقة أيضا ، رسالة وداع لك... ولذا فمن المناسب أن نضمنها كشف حساب يحكى لأجيال الحاضر والمستقبل ـ بأمانة وصدق ـ حكاية الزمن الردئ. ولن أقف فى كشف الحساب هذا إلاّ على المحطات الرئيسية :
    الأخ السيد عثمان،
    1 ـ لقد آلت حال الحزب منذ أن تولّيت قيادته دون أنتخاب أو اختيار 1985 إلى درجة من التدنى فى الأداء والألتزام والجدِّية جعلت معظم المهتمين بالقضايا العامة فى السودان ينفرون منه ويبتعدون عنه حتى أصبح القاصى والدانى يجابهنا بأنه حزب لا مستقبل له ، لأنه عاجز عن تنظيم نفسه، عاجز عن بلورة أفكاره ، عاجز عن إيقاف حروبه الداخلية ، عاجز عن أيقاف غزو المرتزقة الذين يتسللون إلى قيادته " غواصات " من أحزاب أخرى ، عاجز عن أستيعاب المثقفين ، عاجزة قيادته عن الحديث إلى أجهزة الأعلام والحوار فى الندوات الثقافية ، عاجز عن أن يحدد لنفسه مهمة أو هدفا.
    2 ـ نشأ هذا الحزب الذى يمثل الحركة الوطنية السودانية كحزب مفتوح لجميع السودانيين كى يتولوا المناصب القيادية فيه بما فى ذلك رئآسته. ولكنه أصبح على يد سيادتك حزب أًسْرَة معينة هى " أسرة السيد على المرغنى "، ولا أقول " أسرة المرغنى" لأن بعض فروع هذه الأسرة مبعدة عن المناصب بل عن المساهمة. وبما أننا مجتمع ما زال فى طور النمو فأن تقليد "الرئآسة مدى الحياة " ـ الذى يشوّه أداء تنظيماتنا السياسية ـ يحقق مسعاكم فى جعل قيادة هذا الحزب فى يد أسرتكم الكريمة المعروفة بالمعمِّرين إلى ما شاء الله. وقد حققتَ هذا الهدف تماما فى مؤتمر القناطر حيث قام أتباعك ومعاونوك بتنصيبك رئيسا وتعيين شقيقك نائبا لك وتعيين أبنك عضوا فى اللجنة القيادية وخليفة لك فى الأنتظار.
    وقبل أن أغادر موضوع مؤتمر القناطر لاحظت أنك قلت فى خطابك الأفتتاحى أنك دعوت كل قيادات الحزب إلاّ من أمتنع عن الحضور... وأنت ونحن نعرف أنك لم تفعل. كدت أقول الآن : أننى أربأ بك عن ذلك.. ولكننى تذكرت أننى قلتها لك وعنك مرات عديدة حتى لم أعد أعرف : عَمَّ أربأُ بِكْ.
    3 ـ تشجيعك للخلاف والشقاق أوقع الحزب فى أقبح المواجهات والملاسنات، وجعل قادته موضع سخرية وأستهزاء القياديين والعاديين من الأحزاب الأخرى وجماهير الشعب. وكان دأبك على تمزيق الأتحاديين قد بلغ قمّة اللامعقول Absurdity حينما قررت فتح الدوائر الأنتخابية المضمونة ليترشح فيها أكثر من أتحادى واحد 1986 لتُوسِّعَ دائرة الشقاق بين الأشقاء وتبعدهم عن مواقع السلطة. وكانت إجابتك حينما سألك الناس عن ذلك أنك تفضل الحصول على مقاعد قليلة تشارك بها حزب الأمة فى ا لحكم بدلا عن وجود عدد كبير من الأتحاديين يحاورونك ويسائلونك. وكانت النتيجة أن الحزب أصبح رقم " 3 " فى البرلمان وكان فى يوم من الأيام رقم " 1".
    وخلال فترة الديمقراطية الأخيرة وقفت ضدّ كل المحاولات التى كان يقوم بها الحادبون على مصلحة الحزب ومنهم رجال من داخل صفوفك مثل الأستاذ سيد أحمد الحسين والحاج أحمد عثمان عبدالسلام وغيرهم للجمع بينك وبين قيادات الأتحاديين ، شركاء الختمية فى الحزب الموحّد والفصيل الأكبر فيه. وظللت تؤجِّج نار العداء الوهمى بين جماهير الختمية والأتحاديين حتى أنتهيت الآن إلى حفر فجوة هائلة بين الأتحاديين وبين شخصك ولكنك لم تنجح فى إبعاد جماهير الختمية عن أنتماءآتهم الأتحادية لأنّ كثيرا منهم غير راض عما تفعل.
    وحينما أنتقلنا إلى المعارضة كان أهتمامك منصبّاً على إبعاد الأتحاديين عن مواقع تمثيل الحزب فى المعارضة مع أن الأتحاديين هم الذين أعلنوا أول بيان للمعارضة فى الخارج ـ وأنت فى السعودية ـ وفى منزل واحد منهم عقد أول أجتماع للتجمع الوطنى فى الخارج لأنهم كانوا أصحاب مبادرة فى تجميع الصفوف ، وقد أرسل الناطق الرسمى باسمهم أول برقية إلى الملك فهد تستنكر تأييد حكومة الترابى لغزو صدام للكويت نشرتها الصحف السعودية فى عنوانها الرئيسى كما نشرت رد الملك فهد عليها شاكرا ومقدرا... وكانت تلك البرقية سببا فى إيقاف قرار طرد السودانيين من المملكة كما أخبرنا بذلك سفير المملكة بالقاهرة.,,, فماذا كان ردّ فعلك على ذلك النشاط من الأتحاديين ؟؟ لقد تملكتك الغيرة فى وقت كنا نتوقع فيه أن تفرح بنا ، فحضرتَ إلى القاهرة وشرعت فورا فى بثّ الفتنة بيننا وطالبت بأبعاد المتحدث الرسمى باسم الحزب هذا الذى " تسرّع فى إعلان المعارضة باسم الحزب" ، وبادر بمخاطبة الملك فهد لحماية السودانيين وإدانة حكومة الأنقلاب، وأجتهد فى إجراء الأتصالات وتنظيم المسيرات باسم المعارضة. ثم واصلتَ الجهود لوأد العلاقة بين الأتحاديين والختمية ولم يهدأ لك بال حتى وضعت أتباعك الخواص فى أعلى مراكز الحزب والمعارضة وأبعدت من كانوا معك من الأتحاديين والمخلصين من الختمية.
    4 ـ بغضك للمثقفين وضيقك بهم كان وراء مأساة العلاقة بينك وبين أناس لم يرفضوا وضعك فى المقدّمة ولم يحاولوا منافستك على القيادة. أسميها مأساة لأنك تخصّ بالكراهية والضيق مثقفى الحزب وتتعمد أستبعادهم كلما أحتجت إلى من يفكر أو يكتب أو يتحدث اللغة الأجنبية وتستجلب أناسا من خارج الحزب ليعاونوك على كتابة رسالة أو صياغة فكرة أو إجراء مقابلة مع أجنبى ومثقفوا حزبك مبعدون يضربون كفا بكف. لقد حاولنا أن نمنحك الطمأنينة على موقعك بشتى الوسائل ولكننا عجزنا عن إزالة هاجس المخاوف الذى ينتابك من ا لمثقفين والذى يصور لك أنهم هم الأعداء الحقيقيون لك. فحاولتَ دائما أن تهينهم وتكسر شوكتهم باستقدام كل من تبعث به الأحزاب الأخرى لكى يتجسس عليك وما زلت سادرا فى هذا حتى مؤتمر القناطر الذى أدخلت فيه إلى اللجنة التنفيذية واحدا من هؤلاء. كلّ ذلك جعلنا نقتنع بأنك لم تفارق مقولتك الشهيرة " أنا ما حأكرر غلطة السيد على الميرغنى لما أتعاون مع المثقفين بقوا زعماء " وهذه غلطة منك أنت . فمن ناحية لم يكن السيد على نفسه ليقول ذلك عن الأزهرى وزملائه لأنهم كانوا زعماء بالأصالة ، ومن ناحية أخرى لم نكن نحن ـ ممثلى الوطنى الأتحادى فى الحزب الموحد ـ نرغب فى منافستك على زعامة الحزب.
    5 ـ رفضك القاطع للديمقراطية والمؤسسية زعزع أركان الثقة بالحزب وسط جماهيره التى تجرعت المرّ وهى ترى حزب الأمة ـ الذى كان متهما بالتبعية العمياء ـ يعقد مؤتمراته وينتخب قياداته ويحتكم إلى جماهيره حتى فى مسألة " الأمامة " ... وترى حزب الدكتاتورية والقهر والتخلف الذى وثب على السلطة يعتمد الديمقراطية الحزبية ـ التى حَرَم منها الشعب ـ منهجا له للوصول إلى قراراته وتشكيل قياداته... بينما قيادة الأتحاديين لا تعتمد إلاّ المراوغة والتهرّب والأقصاء وزرع الفتنة وشق الصفوف وتأليب الختمية على الأتحاديين، وتنتهى إلى رفض عقد المؤتمر العام للحزب وتنفق الملايين بسخاء لتجلب الوفود إلى خارج السودان ظنّاً منها أنهم أرِقّاءُ السياسة وليس حضورهم فى الحقيقة إلاّ تعبيرا عن ضيعة الأتحاديين وهوانهم على الناس.
    ونحن نعرف تماما تكتيكك المفضل فى امتصاص غضب الأتحاديين، الذى يبلغ الحلقوم بين فينة وأخرى، مطالبين بعقد المؤتمر العام واعتماد المؤسسية ، فكلما طغى هذا الغضب وأصبح مهدِّدا لك لجأت أنت إلى مخادعة الجماهير والقيادات بتقديم المشروعات الوهمية لأقامة المؤسسة الديمقراطية ودعوت إلى مؤتمر مفبرك يحضره مندوبون بالطائرات من بلاد عديدة ويبصمون على ما تريد مثل مؤتمر المقطم ومؤتمر القناطر وغيره من المؤتمرات العديدة التى دعوت إليها دون أن تعقدها بهدف إجهاض الأحتجاجات وقتل الموضوع. تستطيع ـ كما قيل ـ أن تخدع كلّ الناس لبعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كلّ الناس كلّ الوقت.
    6 ـ وأمتدادا لضيقك بالمثقفين تفاقم عندك الحرص على رفع شأن الذين لا يعلمون فوق الذين يعلمون، والأصرار على تقريب واصطحاب العناصر الغريبة والمشبوهة والأقل خبرة. فأنت ما زلت منذ الأنتفاضة تنقِّب فى التوابيت لتستخرج منها جنائزَ تقود الحزب وتكون واجهة له تحت أشرافك المباشر حتى أصبحت مواقع القيادة ومنافذها مسرحا للأشباح.
    وحتى فى إطار أسرة المرغنى فأن حرصكم على تولية وتقديم الأشباح أدى إلى إهمالكم الغريب لأبناء الختمية فى كسلا أحفاد عمكم شقيق والدكم "السيد أحمد" شريك والدكم الطبيعى فى كلّ شيئ وهم مفخرة هذا البيت ذكاء ووطنية وإحساسا بالجماهير، بل يثير الدهشة فى أساليبكم هذا التآمر ا لمستمر ضدّ " محمد سرالختم" الذى دفعته مؤآمراتكم إلى العودة إلى السودان والأنضمام إلى حزب المؤتمر الأنقلابى. فهل " يَرْكَنُ فى الدُّنيا إليك خليلُ " يرغب فى القيام بدوره الوطنى فى هذا الحزب ؟؟
    7 ـ أتضح بجلاء أن ضيقك بالنصح والمشورة يكمن وراء هذا النفور والأستبعاد ،
    وما زال الأتحاديون يتذاكرون موقفك بعد أن فرغنا من إعداد وثائق مؤتمر أسمرا 1995 الذى ساهم فيه الأتحاديون بوضع فكرة " حقوق الأنسان " بدلا عن فكرة " العلمانية " أو رفض الدين. وكانوا هم الذين أصروا على مناقشة " القضايا المصيرية " بينما كان بعض أعضاء التجمع يخاف من أثارتها فى مؤتمر أسمرا. وحينما عدت أنت من غيابك وبدأ العدّ التنازلى للسفر وتكوين الوفد المسافر قالوا لك : من الطبيعى أن يذهب محمد سرالختم وعلى أبوسـن لأن الأول زعيم معروف هناك وقبائل المنطقة منهم أخواله والثانى قبيلته الشكرية حدودها مشتركة مع أرتريا وبعضهم يسكن داخلها وهو متزوج أبنة ناظر البنىعامر ونصفهم فى أرتريا، فكان ردك : (عشان كده ديل الأثنين ما يكونوا فى الوفد ، عايزينّهم يبقوا لى زعما هناك؟‍!!) فسافرت بوفد لم يستوعب ما أُعِدّ من وثائق وظهر جليا عجز الحزب وهوانه أمام هامة د. قرنق العالية وانتهيتم إلى توقيع أتفاق معيب يسمح بتقرير المصير قبل إجراء انتخابات عامة يعرف فيها شعب الجنوب والشمال قادتهم ليتحقق الأستقرار أيا كان الخيار.
    وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف أن رجالا شرفاء مثل الأساتذة مرغنى سليمان وأمين عكاشة وغيرهم شباب كثير كانوا من أقرب الناس إليك ضقت بنصحهم المخلص فضاقوا بك، وجفوتهم فجفوك، وأبعدتهم فأبعدوك.
    وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف سقط وفارق الحياة بفعل الغيظ وجرح الكرامة والضيم رجال أعطوك من جهدهم ومالهم وذات أنفسهم ما شهد به الأعداء ثم فوجئوا بالخذلان والعقوق لمجرّد إبداء رأى مخالف لك. منهم د. عثمان عبدالنبى وإبراهيم حمد ويوسف أحمد يوسف وغيرهم كثير.
    8 ـ فَهْمُك لاتفاقية توحيد الحزبين " الوطنى الأتحادى " و " الشعب الديمقراطى" ينطوى على الرغبة فى الظلم والتشفى والأذلال للأتحاديين وهذا واضح، ولكنه ينطوى أيضا على المكابرة والأفتراض بأنك أذكى من والدكم السيد على وأقدر منه، وكان رحمه الله يعرف الأضرار الكامنة فى محاولة تولى رئاسة الحزب من جانبه فقرر ترك تلك المهمة لمن هم أعرف بها وأقدر عليها ، ولم يكن السيد على فى موقف ضعيف أو مُتَهَاوٍ بل على العكس كان صاحب نفوذ وكلمة داخل الحزب الموحد برئآسة المرحوم الأزهرى. وكان ألأجدر بك أن تستجيب لندآت الشيخ الجليل حمد كمبال ومئآت " خلفاء " الختمية الذين ناشدوك وما زالوا الأبتعاد عن هذا "الدَّرْب الغِوِيْتِسْ " الذى سلكته بنا فأضعت سنوات عمرك وعمرنا، نحرث فى البحر.
    ويُعتَبر إصرارك على رئآسة الحزب تنكُّرا للأسس التى قامت عليها إعادة توحيد الحزبين الأتحاديين وتوزيع الأدوار بين القيادات ، ومن الواضح أنك قررت الأستفادة من الفراغ الذى خلّفه رحيل قيادات الصف الأول من الوطنى الأتحادى قبل الأنتفاضة فحاولت أن تَكُونَ أنت الواجهة الوحيدة للحزب ساعيا بذلك إلى فرض واقع جديد متنكّر لأسس التوحيد فقررت أن تكون رئيساً للحزب والطائفة معا.
    وربما دار بخَلَدِك أن من حقّك أن تجارى السيد الصادق المهدى الذى تحول ببيت المهدى من " رعاية " حزب الأمة إلى رئآسته. ولكن الفارق كبير، فبغض النظر عما أثبتته تجربة السيد الصادق بصورة قاطعة من أن حزب الأمة لن يفلح ما لم يخرج من جلابيب" حزب الأُسْرة " وتصبح رئآسته مفتوحة لكافة أبناء الشعب ، فأن طموحات الصادق المهدى مبررة بعلمه وثقافته العالية ونظرته التحديثية، وإن لم تنجح هذه المؤهلات فى إخفاء الصورة ـ التى ظلّ يتردد طويلا بين نزعها والأنطلاق خارجها وبين الأستسلام لقيودها وأصفادها المعيقة سياسيا ـ صورة الزعيم الدينى، الأِمام، شيخ الطريقة واجب الطاعة. أما حالتك يا أخى السيد محمد فأنها تختلف. ذلك أن جماهير الأتحاديين ، وحتى الختمية ، هى جماهير مناطق الوعى التى أنجبت الزعماء الوطنيين التقدميين المثقفين العلماء الذين قادوا النضال وحققوا الأستقلال. ولعلّ حزب الأمة كان سيكون أقوى وأكثر تماسكا لو أن السيد الصادق أكتفى بموقع المفكر والقائد الروحى وله فى ذلك باعٌ لا يُدانَى ، والأمر هو هو بالنسبة إليك لو أكتفيت بالزعامة الروحية. . وعلى أية حال ، فالمقارنة غير قائمة أصلا، لا شكلاً ولا موضوعاً.
    (9 )ـ وُلِد حزب " الأشقاء " والأحزاب الأتحادية فى أحضان الجمعيات الأدبية ثم مؤتمر الخريجين. وكانت الثقافة والعلم والأدب والشعر وتذوّق الفنّ والجمال هى سمات القادة وصفاتهم ومدار أُنْسِهم وأحاديثهم ومناجاتهم للخالق المبدع... ثم جاء عصرك يا أخى عثمان ... ويا لها من فاجعة !!! أقفرت الرياض ، وسكتت العصافير المغرّدة ، وحلّت الطبول الجوفاء، والنميمة العرجاء، وصيحات " أبوهاشم " بأصوات البِغال، محلَّ فصيح العبارة وبليغ الأشارة وجيّد الشعر وراقى المشاعر. وكم أحسست بالغربة وأنا أجلس معك وحاشيتُك بين يديك فأفتح عينى على كثير منهم ولكن لا أرى أحدا، وكم نازعنى بيت شعر فى جلساتكم فأنظر حولى وأخنقه فى صدرى لأننى أعرف أنه سيقع على "العتمور".
    10 ـ لقد قمتَ باستغلال قوة الدفع الكامنة فى الزخم التاريخى لاسم " الأتحادى " واستخدمتها فى سبيل إثبات وجود ضبابى وتكديس أموال سريّة لا يعرف قادة الحزب مصادرها كلها ولا شروط منحها لك. ولكنك تعمّدت عدم أستغلال قوّة الدفع تلك من أجل توحيد الأتحاديين فانهارت على يديك صورة ذلك الحزب الأتحادى العملاق الذى بهر السودانيين بمقدرات قادته ومواهبهم وبراعاتهم ونُبْل نفوسهم وعطائهم من ذات أنفسهم ،وعجزتَ عجزا مزريا عن إبراز مَقدِرات الحزب وأدائه وفكره ووطنيته ، فقزَّمْتَه وقد كان مارداً ، وأخرستَه وقد كان ناطقاً ، وأعجزتَه وقد كان قادراً ، وجمَّدتَه وقد كان بحراً زاخراً.
    أخى السيد عثمان
    لهذه الأسباب وغيرها مما آثرت عدم ذكره الآن، أقول لك أنك لا تصلُح لأن تكون زعيما أو رئيسا للأتحاديين ، وأنك غير مؤتمن على هذا الحزب.
    وللأتحاديين أقول:
    نحن الآن فى مفترق طرق فاصل ، وقد صبرنا على تعدّى السيد عثمان المرغنى واستيلائه دون وجه حق على قيادة الحزب الموحد مع إبعاد كلّ العناصر التى تمثّل الفصيل الأكبر ـ الوطنى الأتحادى. وقد كان بين صفوفنا ، وما زال ، نفرٌ يظنون أن هناك أملاً فى إصلاح ما أفسدته قيادة المرغنى.ولكن الحقيقة غير ذلك تماما.
    ولست بحاجة إلى تكرار الأسباب التى أقنعت عددا كبيرا من الأشقاء باستحالة إصلاح ما فسد ، فقد أوضحتها فى خطابى المفتوح إلى السيد عثمان المرغنى فى الصفحات السابقة.
    ويكفى أن أشير إلى سبب إضافى واحد وهو أن مصير السودان يقرر الآن فى غياب الأتحاديين، الممثلين الشرعيين للحركة الوطنية. ومحمد عثمان هو المسئول الأول عن هذه الخيبة وهذا الغياب. وقد كتب بعض الأشقاء مؤكدين مسؤليته : ( لم تتحرك قيادة المرغنى فى أتجاه تعبئة الجماهير الأتحادية خاصة،والشعب السودانى عامة فى أتجاه فضح وتعرية قوى الهوس الدينى وعزلها وضرب مواقعها واجتثاث جذورها وتجفيف منابعها والتبشير بسودان المستقبل ، بل أن هذه القيادة ساهمت بصورة مباشرة فى تقوية تلك القوى الظلامية حينما تقدّمت إلى الرأى العام السودانى بمسودّة لما أسمته " دستور إسلامى " بعد الأنتفاضة مباشرة جاءت أشدّ بؤساً ونكيراً من مشروعات قوى الهوس والظلام ) ويكفى أننا مغيّبون تماما عن الساحة بينما تعمل قوى التخلّف نيابة عن الشمال فى نيفاشا على هدم مقوّمات الهويّة السودنية بالأصرار على دعوى التمايز الثقافى ، الذى يلبسونه ثوب الخصومة الثقافية والعقائدية بين الشمال والجنوب فى حرص أعمى على تقسيم أبناء القطر الواحد ثقافيا على أساس دينى ، مما جعل مفاوضات السلام فى نيفاشا تقوم على قاعدة تكريس التمايز والخصومة الثقافية المزعومة بين جنوب الوطن وشماله ، وليس على أساس توحيد البلاد وتعايش الثقافات فى ظلّ نظام حضارى مستنير. وهو ما كان ينبغى أن يدعو إليه حزبنا الذى أصبح مختطَفا ورهينة تزايد على الجبهة الأسلامية فى ضروب المتاجرة بالدّين.
    دعوة إلى مؤتمر أتحادى لفضِّ العلاقة مع قيادة الختمية
    أيها الأخوة والأخوات ، الأشقاء والشقيقات،
    لقد تمت إعادة توحيد الحزب الوطنى الأتحادى مع حزب الشعب ـ قيادة الختمية ـ سنة 1967 تحت ظروف ضاغطة ومخاوف مما كان يحاك ضدّ التوجهات التحررية للسودان بقيادة الزعيم أسماعيل الأزهرى، وبسبب التعجّل فى أتخاذ إجرءآت التوحيد والخوف من أن تتحفّظ عليها جماهير " الوطنى الأتحادى" ولجانه بسبب تأييد المرغنى لدكتاتورية الجنرال عبّود ، رأت قيادة الأتحاديين إرجاء عرض قرار التوحيد على مؤتمر عام للحزب لتصبح إجازته قانونية وملزمة. ومن ناحيتها لم تهتم قيادة الختمية بعرض الأمر على جماهيرها ولكنها تعهّدت بالوفاء للأتفاق. ثم جاء أنقلاب مايو بهدف إجهاض هذه الوحدة واعترف د. أحمد السيد حمد فى الصحف باشتراك محمد عثمان المرغنى فى الإعداد للأنقلاب وأنه نقل جزءً من أسلحة الأنقلابيين وخزّنها فى مزرعته بقرية " تنقاسى " . فبالأضافة إلى نقصان شرعية قيام الأتحادى الديمقراطى جاءت الخيانة ، بعد التعهّد والعهد ، لتجعل فكرة الوحدة مهزلة، وكان على رأسها ولىُّ عهد السيد على المرغنى ( فَوَا عَجَبا ً أنْ وُلِّىَ العهدَ غادِرُهْ )
    ولم نكن لنثير هذه المسائل وننبش الماضى لو أنّ الوحدة ـ ونحن وحدويون ـ سارت فى أتجاهها المرسوم أو ألتزمت بأسسها الصحيحة.
    لكلّ ما سبق ذكره ، فأننى أدعو الأتحاديين والأحرار الصادقين من الختمية، وهم كُثْر، إلى إجراء مشاورات عاجلة لعقد مؤتمر جامع للقيادات :
    1 ـ للنظر فى مستقبل الحركة الأتحادية ،
    2 ـ وأتخاذ القرارات الكفيلة بأنشاء حزب أتحادى حر يعتبر أستمرارا لنبض الحركة الوطنية المستنيرة،
    3 ـ واتخاذ قرار بفضِّ العلاقة نهائيا مع قيادة محمد عثمان المرغنى ومن تبعه من المحسوبين على الأتحاديين أو أحرار ألختمية
    4 ـ أختيار قيادة جديدة للأتحاديين .
    ـ قيادة أمينة صادقة تتمتع بالشفافية والأستقامة السياسية .
    ـ قيادة تعتزّ بالتاريخ الوطنى للأتحاديين.
    ـ قيادة مثقفة مستنيرة واعية ترفع أسم حزبنا بين الأحزاب التى يقودها كلها رجال مثقفون.
    ـ قيادة تقدّم المبادرات ولا تعمل بردود الأفعال.
    ـ قيادة تعتمد الفكر والدراسة سبيلا للوصول إلى القرار.
    ـ قيادة لا تسعى بين أبنائها بالفرقة والنميمة والخصام.
    ـ قيادة تتميّز بالشجاعة والقدرة على المواجهة.
    ـ قيادة تشرفنا أمام أجهزة الأعلام ،ولا ترتعب وتقبع فى جحورها خوفا من مواجهة الميكروفون والكاميرات والأسئلة الصعبة.
    ـ قيادة تعرف العالم وما يجرى فيه والأفكار التى تحكمه والأساليب التى تفكّر بها شعوبه.
    ـ قيادة تمثّل كلّ المبادئ والقيم والمرتكزات الفكرية التى نؤمن بها كوطنيين وحدويين، نسعى إلى العدالة الأجتماعية وإلى حريّة الفكر فى إطار حرّية الفرد ، وديمقراطية التنظيم ، وحكم المؤسسة.
    5 ـ أية مواضيع أخرى يقرر المؤتمر مناقشتها.
    هذه هى رسالتى ، وهذا هو أقتراحى لكل الأشقاء والشقيقات فى هذا المنعطف التاريخى الهام. فيا رجال وأبناء وأحفاد قادة الحركة الوطنية المجيدة.. هُبّوا للدفاع عن حقّكم فى الكرامة والمستقبل.
    ------

    حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد
    نسبة لما تشهده الساحة الاتحادية في هذه الفترة من حراك كان علينا أن نتلمس نبض هذا الحراك في مخيلة ووجدان الشباب - قوام هذا الحراك – وقد كان لما لقاء مع أبرز القادة الاتحاديين الشباب، عز العرب حمد النيل والذي ساقنا الحوار معه ليس لهموم الحزب فحسب وإنما للشؤون الثقافية والأدب وما يكتنف المستقبل من هواجس لا سيما في ظل السلام القادم.
    ************
    • في مقال سابق لك تحدثت عن ضرورة قيام حكومة ظل من منظمات المجتمع المدني خلال الفترة الانتقالية بين الحركة والحكومة. هل لك أن تحدثنا عن هذه الفكرة؟ وهل تنطوي على أي مخاوف؟ وما طبيعة تلك المخاوف؟
    المتطرفون في فهمهم لمفهوم تنظيمات المجتمع المدني وفي الوقت ذاته يعيب المعتدلون هذا الفهم والتعريف المتعسف وفي ظني المتطرفين ينطلقون في تبني هذا الموقف المفاهيمي لقصر يد الأحزاب السوانية في إيجاد حلول ناجعة لإشكالات المواطن السوداني على مستوى البنى التحتية، بإعتبار أن هذه الأحزاب لا تلامس قضاياه الأساسية إلا على سبيل الشعار ويفارق واقع ممارستها السياسية لهذا الشعار واضعين في الاعتبار أون هذه الأحزاب تمثل السلطة في حالتي الحكم والمعارضة ومن هنا تبرز أهمية منظمات المجتمع المدني لتملأ المساحة الفاصلة بين هذه السلطات حيث ترقد في جانب آخر سلطة الأسرة في حالة تمثلها ثوبا أبويا له هيكله الخاص به في الحالة السودانية.
    لإسقاط هذه المضامين على الراهن السياسي في أعقاب إتفاق نيفاشا يتصاعد تيار التخوف من إطلاق يد السلطة المالكة لعنصر القوة عند طرقي الإتفاق "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" والذين نالا أكبر قسطين من قسمة السلطة وباعتبارهما الجهتين التين تملكان السلاح دون رقيب ويتم الاتفاق دون الاشارة إلى آلية تضبط أيلولة السلاح وطالما أن هناك اتفاق ينبغي أن يقوم على الثقة وهنا تبرز أهمية منظمات المجتمع المدني لتقوم مقام اليد الحارسة والرقيب....
    يتبع... بقية الحوار قريبا


    ---يتبع---

                  

10-06-2004, 03:16 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    وهنا لا بد من الاشارة إلى أن تعريف مفهوم منظمات المجتمع المدمني يشمل النقابات والاتحادات والكيانات الثقافية والاجتماعية في حال اختيارها بالانتخاب وفق الوسائل الديمقراطية الحرة وهذا ما لاينطبق على المنظمات الحكومية القائمة.
    القيام بهذا الدور يمنح منظمات المجتمع المدني القوة بحيث تكون موازية لنظام حكم انتقالي طرفاه سلطتان في الأصل ليلم جماع اليد الفارضة وتكون بمثابة حكومة ظل تستمد قوتها من محاذاتها للمواطن وقضاياه عبر تبني مشروعات مثل حماية المستهلك وحماية البيئة والتنمية المستدامة ومخاطر الأغذية المعدلة وراثيا وإعمال مبادئ المحاسبية والشفافية على كل المناشط ... الخ

    • المرأة، الوطن، النيل والإرث الصوفي في مكونك الاجتماعي ميف تتداخل هذه العناصر في تجربتك الشعرية؟
    تجربة الشاعر في الكتابة لا شك ترفدها البيئة والتي بجانب التجربة تمثل الوسط الذي يتحرك فيه قاموس لشاعر ورؤياه .. وفي ظني أن داخل كل شاعر سوداني تنهض نخلة صوفية كيفما كان توجه هذا الشاعر بحسبان أن هناك أثرا للتصوف في أغوار كل سوداني .. هذا الأثر شكله إسلام أهل السودان الذي يتداخل فيه الإسلامي بالمسيحي والوثني واللاديني من حيث بعض الأشكال والانساق الثقافية والاجتماعية لهذا يتسع اناء دين الحب عند ابن عريب حين قال ..
    لقد صار قلبي قابلا كل صورة
    فمرعى لغزلان ودير لرهبان
    وبيت أوثان وكعبة طائف
    وألواح توراة ومصحف قرآن
    أدين بدين الحب أنى توجهت
    ركائبه فالحب ديني وايماني .
    وبالمثل (المرأة – الوطن) و (الوطن – المرأة) وكذلك النيل ويمكن أن يكون الشعر عذبا كاذبا تجاه المرأة إلا أنه يمصل تشكيلا وجدانيا في حقبة عمرية معينة تبعث على الافتخار ةلا يمكن أن تنزع من تجربة الشاعر لذلك لا أجد تبريرا للشعراء الداعين لأكل مراحلهم في تجربة كتابة الشعر أو التبرؤ منها ..
    وإني آمل أن أكون ممن تهدي كلماتهم إلى طريق في كتابة الشعر فتجربتي القاصرة تحتاج إلى الرفد والافادة.

    • تحدثت في ندوة القوى الحديثة قاعة الشارقة في رمضان الماضي عن مواصفات الحزب السياسي وقد اعتبر ذلك الحديث جديدا على الأدب السياسي السوداني بكل المقاييس .. حدثنا عن مواصفات الحزب السياسي مرة أخرى وكيف يمكن أن تنطبق هذه المواصفات على الحزب الاتحادي الديمقراطي ليكون حزبا نموذجيا؟
    السودان بوصفه قطرا عربيا أفريقيا كان من الطبيعي أن يتأثر بالمحيط المتاخم له في الوطنين الافريقي والعربي وهما جزء لايتجزأ من العالم الثالث والذي من أبرز سماته إشكالية الممارسة الديمقراطية داخل الدولة الواحدة وبالتالي الاحزاب السياسية وعلى رأسها حركات التحرر الوطني التي تسنمت القيادة السياسية في بلدانها بعد الاستقلال واستمرت تحتكر السلطة بعد ذلك ثم الاحزاب التي تم انشاؤها بعد قيام انقلابات عسكرية كمعادل موضوعي للبنى السياسية .. وكذلك الأحزاب التي قامت على أسس زعامات دينية أو طائفية أو قبلية أومناطقية (جهوية) أو ارثية تحمل في أحشائها بذور الفناء الكلي وعوامل الانفصال حيث تقوم على الإقصاء والانقضاء وكل هذه المسميات للأسف الشديد إذا قمنا باسقاطها على الحالة السودانية تجدها تجوز في معظم مظاهرها تاريخ ما بعد الاستقلال لتبسط على التاريخ الوطني السوداني بأسره..
    حيث يقول علي خليفة الكواري – منسق مشارك لمشروع دراسات الديمقراطية – ضمن سمنار الديمقراطية داخل الأحزاب في البلاد العربية والذي عقد في أكتوبر 2003م :
    ان معظم الاحزاب في المنطقة التي نشأت في ظروف غياب الديمقراطية في الدولة التي برزت فيها، وقد كانت نشأتها تعبر عن حاجات وطنية او اجتماعية او فئوية لذلك حصلت على اجماع نسبي على اهدافها البسيطة ضمن مجتمعها مثل الاستقلال او مقاومة الاستبداد. كما انها تعتمد عادة على قيادات تاريخية او زعامات اجتماعية او دينية دون ان تمارس الديمقراطية داخلها وعندما يتم تحقيق جزئية تلك الأهداف البسيطة وتتغير مشكلات المجتمع يصعب الحصول على الاجماع ولذلك تتحول هذه الأحزاب إلى أحزاب أفراد وزعامات ويقصر الولاء الطوعي لها وتعتمد الغلبة اذا حكمت ويكثر الانشقاق فيها كلما اختلفت آراء الزعماء وتوجهاتهم أو تضاربت مصالح المنتسبين اليها اذا كانت في المعارضة... ولعمري هذا ينطبق على الحزب الاتحادي الديمقراطي في معظمه ..
    ولكي يكتسب الحزب هذه الصفة لا بد أن يكون ديمقراطيا وحتى يكتسب صفة الديمقراطية عليه أن يتمثل في الآتي:
    ‌أ) ان لا تكون فيه سيادة على الأعضاء من قبل عائلة او صاحب صفة دينية أو طائفية او قبيلة لها حق او عرف ثابت يكرس قيادتها.
    ‌ب) ان تكونالعضوية التي تضبطها الديمقراطية هي مناط الواجبات ومصدر الحقوق الحزبية.
    ‌ج) أن تكون العضوية من حيث المبدأ حقا مكفولا لجميع المواطنين دون اقصاء او تمييز من حيث العرق والدين والقبيلة وان يكون اكتساب العضوية متاحا من حيث المبدأ لكل من اكتسب صفة المواطن.
    ‌د) ان تحتكم العضوية في علاقاتها داخل الحزب إلى شرعية دستورية متجددة يتم التوافق عليها بدءا على كون ركوزها على الأركان التي أشير إلى انها تكسب الحزب صفة ديمقراطية واجمالها في الاتي:-
    1. اعضاء الحزب هم مصدر السلطة دون وصاية فرد أو قبيلة أو غيرهم على قرارات الحزب.
    2. سيطرة نظم الحزب ولوائحه والمساواة أمامها بين الأعضاء في ضوء قانون الأحزاب ودستور الدولة الديمقراطية.
    3. عدم الجمع بين السلطة التنفيذية والتشريعية التي يمكلها فقط المؤتمر العام المنتخب انتخابا ديمقراطيا دوريا حرا ونزيها مع ضرورة وجود شكل من أشكال المحكمة الدستورية المستقلة يعود لها الفصل في الشؤون الحزبية بين أعضاء الحزب وأطيافه الداخلية قبل اللجوء إلى القضاء في الدولة الديمقراطية.
    4. ضمان حرية التعبير في الحزب واتاحة الفرصة لنمو التيارات والاطياف داخل الحزب مع ضرورة الاعتراف بها داخليا حتى تنمو الاحزاب وتبلغ مستوى الكتلة المؤثرة حيث تسمح بالوحدة في التنوع وتقضي على أسباب الانشقاقات.
    5. تداول السلطة في الحزب وفق آلية انتخابات دورية حرة ونزيهة من القاعدة إلى القمة .. كل 3 سنوات مثلا.
    6. قبول الحزب لوجود غيره من الأحزاب والعمل على ضبط فكره ومنهجه وبرنامجه في ضوء حق الرأي والمصلحة الآخرى في التمثيل دون اقصاء او حتواء بالترهيب والتنقيب ومهم جدا ان نذكر ان الممارسة الديمقراطية في الاحزاب مسألة نسبية كما في الدول إذ ان هناك حد ادنى من المبادئ والمؤسسات والادوات ينبغي وجودها في الممارسة حتى يتصف الحزب بصفة ديمقراطي وبعد التأكد من وجود هذا الحد يبقى الفرق غب الحزب والدولة من حيث درجة النضج والاستقرارا ونوع الديمقراطية وفرص تطويرها والارتقاء بها.

    ولكي تنظبق هذه المواصفات على الحزب الاتحادي الديمقراطي لا بد من النظر إلى مولده في المقام الأول في ان يكثل ميلاد القيادة الحديثة منذ فجر الحركة الوطنية السودانية متمثلة أكثر في الحزب الوطني الاتحادي فقد عرف المجتع السوداني القيادة القبلية والعشائرية ولكنه لم يألف قيادة ينتخبها الشعب من القاعدة إلى القمة. ولا بد للاشارة الى أن أهم المؤهلات التي تجعل الحزب الاتحادي الديمقراطي وكل الاحزاب التي تنشد المؤسسية والديمقراطية قادرة على إعلاء وتطوير الديمقراطية وتوسيع عضوية الحزب وتزيد قدرتها على ادماج المواطنين أفرادا وجماعات في الحياة السياسية فعلا وليس ابتغاء الحصول على أصواتهم، بجانب تعزيز مسؤليتها الوطنية ورعايتها وحمايتها للمصالح العامة من قبل عملها الدؤوب لأجل إرساء الممارسة الديمقراطية داخلها وفي ما بينها وداخل الدولة


    *** يتبع ***
                  

10-06-2004, 03:59 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الاخ هانى هذا الأدب الجارح لا يشبه الإتحاديين

    ولا يشبه السودانيين0

    إن مثل هذا الإستهزاء يحفر فى نفوسنا جرحا غائرا

    لا يمكن أن يندمل 0 كيف إنقلبت الآية وصار الخنع

    مناضلين ومن مهر بدمائه أرض الوطن الطاهرة يوصف

    بمثل هذه الألفاظ الكريهة0

    أخى هانى من يريد الإصلاح لا يتبنى مثل هذا

    الطرح المتجنى هذه ليست حركة إصلاحية بل حركة

    تجنى وتشفى هذه الحركة رفعت قميص عثمان زورا

    وبهتانا وأقامت تحته سوق ((عكاظ)) اخر للهجاء

    والشتم 0 لا أريد أن أتناول الأسماء التى ذكرتها

    فيهم من يجد منا الإحترام رغم الخلاف وفيهم غير

    هذا00000000

    نحن الآن معركتنا مع نظام فاشى متجبر إن جنح

    للسلم وأرجع أمر السودان للسودانيين فبها وإلا

    فإن أبنائنا لا زالو ممسكين بزناد بندقيتهم

    ولن يترددوا أن يدفعوا مهر الحرية 0

    أما المعركة معكم فساحتها قرى السودان وبواديه

    واحيائه هناك سوف تقول جماهرينا كلمتها فأما

    الآن فالساحة مفتوحة لتؤدى مثل هذه الحركات

    الدور المرسوم لها بعناية لإضعاف الحزب وتشتيت

    جهده وتقبض الثمن كما قبضه الذين سبقوها لأحضان

    النظام0
                  

10-06-2004, 03:38 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    ************
    العزيز الشايقي :
    ألا تعتقد أنك ستحصل من خلال نقل مثل هذه الإساءات المباشرة على مقابلها من جموع جماهير الحزب التي فخرت على الدوام بإنجازات القائد الميرغني الإختراقية في حل القضايا السودانية وفي منازلة أعتى الديكتاتوريات المتسنمة لسدة السلطة في بلادنا؟؟؟؟
    ************

    الهيئة العامة قامت بزيارات متعددة وصلت فيها إلى مختلف جماهير الحزب وحل وفدها ضيفا لدى كل من يصل إليهم في الأقاليم، قبل العاصمة (تعبير مجازي) فمتى كانت آخر مرة قام فيها مولانا بزيارة الجماهير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    في النهاية الجماهير هي من تحسم الصراع ... والساحة تغيرت يا عزيزي .. نحن لسنا في 1989م .. أم يحسب البعض أن ساعة الزمن ستقف إلى أن تعود مياه البعض إلى مجاريها؟؟؟؟ المجتمع السوداني يجب اعادة قراءة أوراقه .. القراءة القديمة تلك لم تعد تصلح .. مناطق الوعي اتسعت نوعا ما ومناطق الفقر والفاقة والعوز اتسعت بشكل اوسع مما يولد نوع من الكفر بأي انتماء غبر مربوط بمصلحة مباشرة ... اذهبوا إلى الجماهير بدلا من الحيث باسمها وانتم في الفنادق بين القاهرة واديس وارتيريا ... هذه احدى رسائل الجماهير التي وجهت الينا ظنا ممن وجهها أننا مبعوثون من مولانا ......

    اما عن الحوارات التي لا يختطها قلمي -ان كان الحديث موجها الي- .. أرد بكل احترام لك يا عزيزي .. قلمي لم يتوقف عن ان يخط ومداده مازال سائلا ..يسكب على بعض الصفحات هنا وهناك... وما افعله هنا هو واجب تجاه تيار أراه يمثلني وجموع الشباب والطلاب -كوني منهم- لا أراه رؤيا العين فحسب بل رؤيا الواقع المتجسد الملموس -فكرا وممارسة- .. ويكفي ان تشهد الجموع في بيت الزعيم الازهري في كل مناسبة.. وفي كل مساء تقريبا لتعيد عيناك قراءة الواقع من جديد...


    مع كل الود للجميع
                  

10-06-2004, 04:23 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الأخ هاني
    تركيبة الحزب الأتحادي تضم في نسيجها الطرق الصوفية
    والرأسمالية الوطنية و... و أضافة للشباب والطلاب
    والمثقفيين .. من هنا أري
    أنه لا مجال لأقصاء ما يسمي بالطائفية والتيار التقليدي
    في الحزب و لا مجال أيضا لتضخيم دوره وتهميش بقية التيارات
    ثانيا حركة التحديث والتطوير والمؤسسية وبناء هياكل
    للحزب بصورة عصرية وأشاعة الديموقراطية داخله وضخ
    دماء جديدة في شرائنه وصياغة برامج تعبر عن مطالب
    الجماهير وفق قراء جديدة للواقع المحلي الأقليمي والعالمي
    في ظل المتغيرات التي تعصف بالواقع .. كل هذا أصبح
    ضرورة لابد من التعاطي معها أستجابة لنداء العصر

    وطبعا لايمكن أن يتم ذلك الأ في أطار فهم الواقع والتركيبة
    الأجتماعية وفي أطار حزب موحد
    ... حاولت مجموعة بقيادة حاج مضوي وطيفور
    الشائب وأحمد زين العابدين وعلي محمود أعادة عجلة
    الزمن للوراء تحت ستار التحديث والتطوير عملوا من
    خلال ذلك لتجاوز الطائفية وأعادة الحزب الوطني الأتحادي
    ولكنهم فشلوا .. كما برزت عدة تيارات للتحديث
    والتطوير منذ نهاية التسعينات ولكنها فارت ثم خمدت

    هل يعني ذلك أن جماهير الحزب ترفض التغيير؟ الواقع
    يقول لا أن تلك الجماهير تسعي للتغير وتعي ضرورته
    ولكنها
    تعتقد أن الحزب أصبح لايقبل القسمة والطرح وأن في وحدته
    وتماسكه قوه وعافية لمجمل الحركة السياسية لأنه وبحكم
    ماضيه وتركيبته يشكل صمام الأمان لوحدة البلاد..

    من هنا ندعو القيادة الحالية للحزب الأم للأحتكام
    للمؤسسية والتحديث.
    . لدعاة التحديث المضي في طريق
    دعوتهم في أطار وحدة الحزب وعدم تجاوز واقع تركيبتنا
    الأجتماعية..
    . دون أستعجال يقفز علي الواقع ودون
    الركون للأمر الواقع والتعاطي معه بأعتبار oo أن ليس
    في الأمكان أحسن مما كان!!

    واقع هذا الحزب يحتاج لمعادلة دقيقة تزاوج ما بين رياح
    التحديث والعصرنة ومكونات التركيبة الأجتماعية للحزب والحفاظ علي وحدته في ذات الوقت

    ولكم ودي
    كمال

    (عدل بواسطة kamalabas on 10-06-2004, 04:27 PM)
    (عدل بواسطة kamalabas on 10-06-2004, 09:15 PM)

                  

10-06-2004, 09:08 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: kamalabas)

    الاخ هانى

    لقد كتبنا اكثر من مرة ان الاصلاح لا يبداء باقصاء الطائفة والهجوم عليها ووصفها بتوقيف التطور فى الحركة الاتحادية. بهذا الطريقة تظل المسافة شاسعه وحتى فى الماضى عندما اختلفوا فى امر الطائفة وجدت لها ما يحفظ مكانتها راجع ائتلاف الحزبين فى الستينات وكان الحل مرضى للجميع حتى بالنسبه للحاضر الغائب الشريف الحسين .الذى كان ضد الهيمنه الطائفية للحزب.

    مع تحياتى
                  

10-06-2004, 11:51 PM

Abdalla mohamed

تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الأخ الشقيق هانى

    أى هيئة عامةواى إصلاح هذا الذى تتحدث عنة بإستثاء العم المناضل الحاج مضوى محمد أحمد وثلة من

    الذين معة وهم قلة وليس بينهم محمد الأزهرى ماذا قدموا لهذا الحزب فى تصديه لهذا النظام وللوطن

    لإزالة هذاالكابوس للاسف ياأخى كل هؤلاء الذين تستشهد بهم فى هذا البوست كانوا عالة على هذا

    الحزب بل كانوا ومازلوا ازرعة لهذا النظام منذ أمد بعيد .


    هؤلاء ياشقيقى عليهم إصلاح انفسهم أولآ ثم التحدث عن الحزب.

    ونصيحة منى غليك ياشقيقى انك فى مهد وبداية الطريق أرجو منك ان لا تنقاد وراء هكذا دعوات

    إبعد عن الصراع الفوقى وأنظر وتمعن بعين الباحث وكن توفيقى ودعك من تلك الأشياء التى لا تخدم

    الحركة الإتحادية.

    ولك الود
                  

10-07-2004, 00:15 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الشقيق الأصغر هاني
    لك التحية
    لأني أعرفك شخصيا فأنا لا أشك في انتمائك الأكيد للحزب الاتحادي الديمقراطي ، وأعرف مدى حرصك على الحزب ، وإخلاصك لمبادئه ،،
    لكن يا هاني
    كلنا نعرف تماما الأزمة التي يمر بها الحزب الاتحادي الديمقراطي ونعرف أن هذه الأزمة ناتجة عن مواجهة نظام قهري ، عمل ويعمل باستمرار على زرع الألغام في طريق الوطنيين وأحزابهم الوطنية ،، فعمل على زرع الشقاق بين عضوية وقيادات الحزب الواحد ،، متناسيا أن هذه التجربة تكررت مع حزبنا العتيد العنيد عدة مرات ،، وأنها باءت بالفشل ، لأن قيادات وجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي لا تعرف لحزبها ولخطه الوطني بديلا ،،
    المرحلة يا هاني حساسة جدا ، وهي ليست مرحلة صراع ولا مرحلة صب الزيت على النار ، هناك قيادات وطنية لا خلاف عليها وهناك من خذل الاتحاديين خذلانا كبيرا يستحي منه حتى الذين في قبورهم ،، ولا مصلحة للحزب الاتحادي الديمقراطي ولا لجماهيره ولا للوطن أن يتشرذم الاتحاديون وأن ينشأ بينهم العداء ، لأن الذي يجمع الاتحاديين أكبر من الذي يفرقهم ،، وهناك العديد من الأحزاب تتربص بالاتحاديين وترى مصلحتها في تقسيم الحزب وتشرذم قياداته ، وما التجربة السابقة في الانتخابات الأخيرة إلا دليل قاطع على صحة ما نقول ،،
    والجيل الصاعد يا هاني لابد أن يجد مكانه بين الاتحاديين ، والطلاب والمرأة والشباب كلهم محل اهتمام ، وهم الأمل ، لكنهم لا يمكن أن يكونوا منبتّين هكذا بدون جذور ، ولا يمكن أن يلغي أي جيل سبقه أو جيل أتى بعده ، فالكل يعملون من أجل بناء الحزب ومن أجل بناء الوطن ،،
    وأنبهك يا هاني إلى أنه ليس من مصلحة أي اتحادي ولا هو من مصلحة الوطن تسمية المعارض بمعارضة الفنادق ،، فهذه مقولة النظام ، ولا مصلحة لنا في تبنيها ، ونحن نعلم المشقة التي يعيشها المناضلون ، في المعسكرات ، وفي الغربة ، ونعلم أنهم يرغبون في العودة إلى بلادهم اليوم قبل غد ، فأي فندق في هذه الدنيا يمكن أن يكون للإنسان أفضل من بيته ،، ونحن هنا في الغربة نعيش بحسابات الرفاهية في أوضاع لا يمكن مقارنتها بأوضاعنا في السودان ، ولكن هل رضينا بهذه الرفاهية بديلا أبديا بعدم الرفاهية في السودان ؟
    سأعود
                  

10-07-2004, 03:37 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    شقيقنا هانئ أبو القاسم:-
    كتبت:-
    )))الهيئة العامة قامت بزيارات متعددة وصلت فيها إلى مختلف جماهير الحزب وحل وفدها ضيفا لدى كل من يصل إليهم في الأقاليم، قبل العاصمة (تعبير مجازي) فمتى كانت آخر مرة قام فيها مولانا بزيارة الجماهير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟))).
    الـــرد:-
    بداية أو أن ألفت انتباهك على أن مجهودات الأشقاء الاتحاديين بالداخل هي مجهودات مشكورة في العمل التنظيمي الذي يسعى لوحدة الحركة الإتحادية وفاعليتها ومواكبتها للتحديات الماثلة والمحيقـة بالوطن على كافة اتجاهات ترابه الوطني الجغرافية.
    لكنها (أي الهيئة العامة التي ذكرت) وغيرها من الكيانات ذوات الأسماء, تكون طائشة الأسهم إذا ما زارت الجماهير وانخرطت في العمل التنظيمي الذي يستهدف خطب التأييد ونشر الوجود المظهري دون المضمون الواقعي لحركة التحرير الوطني السودانية ودورها المناط بها في أزمنة استهداف خياراتها في الديمقراطية والحرية والعدالة, لذا فزياراتهم ستخضع للتقييم بناء على هذه الأجندة وهي أجندة كل مواطن سوداني بدءا من أطفال المدارس وحتى عواجيز الشفخانات الخاوية والذين يتوسلون لله تعالي المنجي أن يكشف عنهم هذه (الغمـة) فمن هم الذين يقودون هذه الجماهير لتحقيق آمالها هل هم الذين يريدون تنظيمها في عقودهم هيئاتهم الإنقسامية, أم هم أولئك الذين ينافحون عن خياراتها في المنافي والوهـاد ويرفعون خياراتها في المنابر الإقليمية والدولية ؟؟؟؟
    هؤلاء هم الذين يسكنون قلوب هذه الجماهير وينالون احترامها لا أؤلئك الذين ذكرتهم (وبعضهم شرفاء لهم منا التحايا والإحترام) لكن الذين لم يقدروا وأؤلئك الذين أعطوا بقدر ما استطاعوا لن يتأتى لهم القدح في مساهمات أصحاب التضحيات الكبرى,
    يقول الحق تعالى:- (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا). النساء الآية 95.

    كتبت:-
    (((في النهاية الجماهير هي من تحسم الصراع... والساحة تغيرت يا عزيزي .. نحن لسنا في 1989م .. أم يحسب البعض أن ساعة الزمن ستقف إلى أن تعود مياه البعض إلى مجاريها؟؟؟؟ المجتمع السوداني يجب اعادة قراءة أوراقه .. القراءة القديمة تلك لم تعد تصلح .. مناطق الوعي اتسعت نوعا ما ومناطق الفقر والفاقة والعوز اتسعت بشكل اوسع مما يولد نوع من الكفر بأي انتماء غبر مربوط بمصلحة مباشرة ... اذهبوا إلى الجماهير بدلا من الحيث باسمها وانتم في الفنادق بين القاهرة واديس وارتيريا ... هذه احدى رسائل الجماهير التي وجهت الينا ظنا ممن وجهها أننا مبعوثون من مولانا .....(((
    الــــــرد:-
    أيها الشقيق هانئ أبو القاسم, إن الذين لا يعرفون ماهية الصراع هم الذين يتصورون الوهم ويصارعونه هؤلاء غربوا كتغريبة بني هلال وللسودانيين تراثاً هائلاً في السخرية من هكذا أوضاع يصطرع فيها الناس مع طواحين الهواء هؤلاء كالنائحين دون معرفة من هو المتوفى وهم زوار (تربة الكبش) ظناً منهم أن الذي يرقد بها هو الولي الصالح ثم نسمع من حضرتكم الكلام عن الصراع الذي ستحسمه الجماهير ...
    وحقيقة الأمر فشخصي لا يود أن (يكسر المجاديف) ولا يفت في عضد حماستكم المشكورة, ولكني أشد ما أكون مشفقاً على أمثالكم أخي هانئ من أن تنتاشكم ولاءات شخصية وتجيركم لحساب كسبها السياسي الشخصي أيضاً دون أن يكون لجهدكم مردود فعلي في دفع مسيرة وخيارات الحركة الوطنية السودانية.
    ولاستبيان خطأ مقدماتكم ونتائجكم عليكم أخي الكريم أن تسألوا أنفسكم أخي الكريم عن القضايا الأساسية والتحديات الموضوعية الحقيقية التي تواجـه هذه الجماهير التي تزورونها وأتمنى أن تشمل هذه القضايا قضايا جماهير الوطن باطرافه من الجنينة غرباً وحتى همشكوريب شرقاً ولو سألت السؤال بصدق وتلقيت الإجابات بعمق لتبينت أن الذي يحدق بالسودانيين ويكاد يمزق ما سمي بالسودان فيما سبق والذي رفع الأزهري علم استقلاله , هذا الخطر المحدق هو نظام الإنقاذ وليس غيره فمن سياسة الانقلاب صودرت الحريات والتي هي الهواء الذي تعيش عليه ذواتنا العاشقة للديمقراطية ومن مجمل سياساتها الأخرى نشأت وضعيات الإقصاء والإستئصال والحرب والمحق والسحق والتهميش والتمرد والتدويل في أروقة الهيئات الدولية.
    ثم يأتي منكم (خبراء) يزورون الجماهير في أماكنها ليصوروا لها أن الصراع إنما هو بسبب الميرغني وجماعة (الفنادق) ومن تحت أخمص أرجلهم؟؟؟
    هذه يا هانئ (كثيرة) وهي (كبيرة) وهي بلا شك ضلال عن حقيقة الصراع وعن ماهيته وعن جوهره وهي (نــقــز) خارج دارة الرقص وهي ضلال أرجو مراجعة النفس فيه.
    نعم أوافقك أن الجماهير هي التي ستحسم الصراع ولكن أي قطاعات الجماهير وأي صراع ذلك الذي ستحسمه الجماهير؟؟؟
    ولأن الرائد لا يكذب أهله فعليكم توصيف الصراع بالصورة الواقعية وإلا فإن معارككم لكسب (الحيز التنظيمي) لن تكون هي معارك الجماهير وأولوياتكم لن تكون هي أولويات الجماهير.
    صحيح أننا لسنا في العام 1989 ولكن بربك هل يحدوكم الظن أن هذه الجماهير ستنسى الذي أنزلوا في (كــوبر ودبك وشالا وسجن الدويم وسجن بورتسودان وسجون أخرى لا تحمل مسميات إلا سمات العذاب) باسم هذه الجماهير والذين صودرت أملاكهم واتخذت دور حزب للحكومة وبيوت أشباح والذين خرجوا للعالم يحكون قصة اغتصاب حرية شعب يعشق الحرية والذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا؟؟؟؟
    لكني قبل أن أختم الرد في هذه الفقرة أرجو أن أفيدك علما بان الميرغني لا يحتاج لزيارة الناس فهو يقبع في نفوسهم (كنجم السعد) الذي جادت به قريحة شقيقنا (سطيح) النافـذة وهو ليس (القبوع) الطائفي ولكنها يا عزيزي منازل (الريادة) والنزال في أزمنة النزال والمواجهة في المعارك الحقيقية والتي هي معارك السودانيين الحقيقية تلك التي تقدم فيها التضحيات الجسام ولذا فإن الجماهير تقدرها حق قدرها وبالتالي يستطيع كل من أراد أن يرد ذات الحياض وأن يسكن أحلام تلك الجماهير التي تتكرم بالحديث عنها.
    وتصدق على شعب السودان الذي نعرف مقولة القائل:-

    إن الكرام إذا ما أيسرو ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخشن.
                  

10-07-2004, 03:42 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الأخ الكريم استاذ هانئ أبو القاسم,

    كتبت-
    (((أما عن الحوارات التي لا يختطها قلمي -إن كان الحديث موجها الي- .. أرد بكل احترام لك يا عزيزي .. قلمي لم يتوقف عن ان يخط ومداده مازال سائلا ..يسكب على بعض الصفحات هنا وهناك... وما افعله هنا هو واجب تجاه تيار أراه يمثلني وجموع الشباب والطلاب -كوني منهم- لا أراه رؤيا العين فحسب بل رؤيا الواقع المتجسد الملموس -فكرا وممارسة- .. ويكفي ان تشهد الجموع في بيت الزعيم الازهري في كل مناسبة.. وفي كل مساء تقريبا لتعيد عيناك قراءة الواقع من جديد...
    التعليق:-
    شقيقنا العزيز هانئ لم تفصلنا فاصلة عن هذه الجموع التي تتحدث عنها وفيها من يبادلوننا ذات الرضا, لكن الذي يحدث الاستقطاب هو التغرب عن أولويات الديار وهمومها الملحــة وهو ذاك الإبتعاد عن مرتكزات الفكر ومسارات حركتنا النضالية وإني لأرجو أن يكون فيما سطرت لك ههنا دافعاً لمراجعة المواقف والاعتبار بالمآلات فلقد كانت أولي اولويات ومواقف الحركة الطالبية والشبابية التي تتفضل بالحديث عنها هي الإلتزام بمرتكزات الحركة الوطنية العامة والتقيد بأولويات مرحلة النضال الآنية والبعد عن التجيير لحساب التيارات والشخصيات البارزة في سـوح حزب الحركة الوطنية بما يجعل الحركة الطالبية والشبابية فوق الشبهات وبما يؤسس منها الأمين والقيم على خط الحركة الوطنية الفكري وبما يجعلها عنصر التوحيد التنظيمي وليس وقود الأنقسامات ووسائل الصراعات التي تؤول إلى السالب في حساب الخواتيم, ولو رجعت لتاريخ هذه الحركة في جامعة الخرطوم والقاهرة الفرع والإسلامية والجزيرة لوجدت أن معظم مبادرات توحيد الحزب قد خرجت من الحركة الطلابية وأن الثقة كانت عظيمة في جماهير الطلابية لتجردها من كل مظـان المصالح ولأن ولائها للفكرة وحدها ولو سألت عن بواكير حركات المقاومة ضد انقلاب الإنقاذ لوجدتها خرجت من جهد حركة الطلاب الاتحاديين وتحالفاتها مع الوطنيين في جامعة الخرطوم تلك التي قدمت سليم محمد أبو بكـر, من بحري (الختمية), مع شهداء الجامعة بشير الطيب البشير والتاية أبو عاقلة. هذه هي المعارك التي يحق الفخر بها.
    أخي هانئ:-
    إن الجموع في بيت الزعيم الأزهري ستحيله ضريحاً يصلح للتبرك أكثر منه ساحة معركة يجري فيها النصر لخيارات الشعب السوداني وقضاياه الساخنة والتي تدور على أراض جنوب السودان وشرقه وغربه على أرض دارفور الحبيبة وهذا هو نفس التخطيط الذي تنزل به الترابي أبو الترابيين وكبير سحرتهم, وهو أن احتفل بالزعيم الأزهري في أول عيد استقلال هل بعد كارثة الإنقلاب وسموا باسمه جامعة استغلوا في مهرجانها اسم أحمد زين العابدين, النجم الذي هوى, واسماء آخرين ضلوا واجترحوا الغوايات, وحمدت لمحمد اسماعيل الأزهري النأي بنفسه عن المشاركة وقتها, وهو رجل لا أزال أكن له الإحترام, واستهدف تخطيطهم أن (يقزم) شخصية الزعيم ويجعله (صنماً) وطنياً ويبعد فكر الزعيم عن ساحة العراك التي يتوقعها أهل الإنقاذ, هم لم ينجحوا تماماً وقد واجهتهم (جموع الطلاب والشباب) وبدأت اتحاداتهم الطلابية وهي سندهم الجماهيري الوحيد في السقوط واحداً تلو الأخر فسقط آخر اتحاد رئيسه (التيجاني المشرف) في جامعة الخرطوم في 1991 واذهب (بربك) في الناس متسائلاً عن الذين كانوا وراء هذا الفتح النضالي في حركة الطلاب الإتحلاديين؟ ومن ثم سقط في الأهلية لسنوات متتالية إلى أن ابتدعوا سلاح تجميد الإتحادات الطلابية. لكنهم نجحوا بعض الشئ وأحسب أن الذي نقاسيه من أمثالكم اخي هانئ هو بعض نجاحات أهل الإنقاذ وإلا فقل لي من اين أتيت بهذه القطعة من دعاية الخطاب السياسي وهي قولك ما يلي:-
    ((((اذهبوا إلى الجماهير بدلا من الحيث باسمها وانتم في الفنادق بين القاهرة واديس وارتيريا ... هذه احدى رسائل الجماهير)))))
    واسمح لي أن أعلق لك أنها ليست إحدى رسائل الجماهير وإنما هي إحدى الرسائل التي ظلت تسمعنا إياها دعاية الإنقاذ لسنين خلت ولا سيما صحافة (السجين عند أهله _ حسين خوجلي) بصحيفة ألوان المعروفــة, ويكفي هـذا في سياق وصفها.
    إن لدينا قضايا أهم نسطر من أجلها المواقف وإن خيارات التنظيم والقيادة لا شك هامة لكنها خبارات تتقدم عليها تحالفاتنا الحالية من أجل استعادة الديمقراطية والحل الشامل لقضايانا.
    هذا ولك أطيب التحايا.
    المخلص
    أحمـد الشايـقي
                  

10-10-2004, 04:17 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الأشقاء الأعزاء ...

    كمال عباس ...
    تحيتي إليك عزيزي ...

    لا خلاف حول ما ذكرت ولا يوجد محاولات بتجاوز أو اقصاء أي قطاع لحساب قطاع آخر لكن الأمر الذي ينادي به العقلاء -على الأقل في تقديرنا- هو أن لايتم تقنين طائفية الحزب .. والتي ربمامن الأفضل أن نسميها (عائلية الحزب) الحزب يحوي العديد من الطوائف والطرق الصوفية .. لا نستطيع تجاهل وجودها أو دورها في المسيرة النضالية للحزب ...

    اما عن تقليدية الحزب ... منذ بداية حزب الحركة الوطنية -الوطني الاتحادي- انتهج نهجا تحديثيا لمفهوم القيادة الوطنية -في المنطقة وليس في السودان فحسب- رأينا القبادة المنتخبة من جماهير الحزب والتي لم تكن تمثل أي طائفة أو قبيلة معينة انما عبرت عن آمال وطموحات معظم أبناء الشعب .. وهذا واضح في الأسماء التي من المؤكد أنك تعلم عنها أكثر مني بحكم اتساع المعرفة والتجربة ... أما ما حدث منذ 85 ... فهذا ما نحتاج إلى النقاش حوله وإلى اعادة تقييمه (التجربة التقليدية - التيار التقليدي) توثيقا ونقاشا ...

    أ. هشام مدني ..
    أيضا لم يتحدث أحد عن اقصاء أي طائفة والحديث عن ممارسات قيادي في الحزب وتناولها بعين النقد أمر مسموح به في كل الأعراف .. ولا عشان عندو طائفة نسكت على ما نراه خطلا؟؟؟ لك التحية على المشاركة

    أ. عبدالله محمد ....
    أنا على يقين تام أنك لا تعرف عن الأسماء التي أسأت إليها (باستثناء ود الأزهري) شيئا .. لهذا لن أرد عليك...

    الخال الغالي .. ود قاسم ..
    في البدء أهلا بعودة قلمك بيننا (وليس بعودتك .. لأنك لم تغب عنا قط )
    أشكرك على إطرائك ...
    في الحقيقة لا أرى أي تحاسد للأجيال أو انقلاب على الإرث .. بل بالعكس نحن فخورون جدا بارثنا التاريخي والنضالي .. ومن بين ما نفخر به هو انجاز مولانا في 89 (اتفاق السلام المرغني-قرنق) وهذا فخر لنا حتى اليوم ... ونحن إذ نعيب لا نعيب شخصا أو طائفة (وهذا رد لمعظم القراء المنتقدين) بل نعيب قيادة تخبطت في قيادتها للحزب .. وهذا حق طبيعي .. وما نادت به الهيئة هو مؤسسية رغم علمها التام أن المؤسسية ستأتي بمولانا رئيسا للحزب وهذا أمر لا خلاف حوله في الغالب ... ولكن هيمنة فرد على حزب أمر مرفوض ... وهذا ما يحدث وما حدث في المرجعيات .... والهيئة لم تدعي يوما أنها هي ممثل الاتحاديين أو المتحدث باسمهم بل انها اعلنت انها تعمل على اعادة بناء مؤسسية الحزب واقامة المؤتمر العام في الداخل بحشد الجماهير ... وهي ما زالت في رأيي الشخصي في طور تخلقها ولم تنضج تماما ..

    أ. أحمد الشايقي .. مساهمتك قيمة .. وحتما سأعود للتعليق .. لك العتبى ... لا أتجاهلك ولكن للأسف ضيق الوقت يرغمني ... شكرا لك ...
                  

10-10-2004, 04:20 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    *********************
    النسخة الكاملة والمنقحة للإصدارة أعلاه
    *********************

    لا مرجعية إلا قواعد وجماهير الحزب

    مؤتمر المرجعيات تكريس لهيمنة الأسرة وتدجين للفاعلية الحزبية

    الحركة الاتحادية تشهد انتفاضة الجيل الصاعد

    الأفق

    تصدرها القوى الحديثة – الحزب الاتحادي الديمقراطي – العدد السابع

    نحو حزب اتحادي ديمقراطي ليبرالي مفتوح – مستقبلنا في حزب غير طائفي وغير عقائدي



    فهرس المواضيع:

    خط الأفق.

    صاحب رائعة سوف نبقى مثل نجم السعد يكتب من مذبحة المقطم إلى قرافة (مقابر) القناطر الحزب الاتحادي الديمقراطي ..

    تأملات فيما تتبناه قيادة المرغني من مقررات .. أ. محمد عبدالحميد

    الكاتب والمفكر الاتحادي (المرحوم) أ. علي أبو سن في رسالة وداعه للمرغني ..

    حوار العدد .. الاتحادي الموسوعي .. أ. عز العرب حمد النيل

    المرجعيات أصداء وآراء.



    خط الأفق

    كم كان الميرغني بارعا عندما التقط كلمة المرجعيات من عمر العمر رئيس تحرير البيان الاماراتية في حوار سابق أجرا ه معه ومكمن البراعة في أن معية الميرغني من مؤتمرات سابقة مزعومة قد نفدت فتارة توصف بأنها تداولية واخرى تنعت بأنها تشاورية. ونفد صبر الاتحاديين ليعالج فكرة "إجتماع المرجعيات" في حالة لبوس لمؤتمر لا يحضر رئيسه إلا الإفتتاح وساعتين في الختام للوقوف على خواتيم مجريات أعدت سلفا.



    غاب عن "المرجعيات" أعضاء في المكتب السياسي وبرلمانيون سابقون والحاج مضوي محمد أحمد وحضره الأستاذ علي محمود حسنين الذي وصف المرجعيات قبل يوم من سفره بأنها مجرد عزومة وهو العنصر الذي لم يكتسب عضوية في الحزب الاتحادي الديمقراطي حتى كتابة هذه السطور، فقط انضم الوطني الاتحادي بأسره في فترة الديمقراطية الثالثة إلى الاتحادي الديمقراطي باستثناء أ. علي محمود حسنين.

    كما حضره أ. سيد أحمد الحسين الذي استبدل ما هو خير بما هو أدنى فقد قبل أن يكون أمينا عاما لم ينتخبه المؤتمرون بل اختاره المكتب السياسي وانتخب له نائبان حتى لا يرفع صوته في وجه الزعيم.

    وتشرفت المرجعيات بحضور شعراء مجيدين إلا أنهم لم يكونوا اتحاديين دعك من أن يكونوا مراجع وكان هناك حسين شندي في حين غاب ممثل المدينة.



    غاب عن المرجعيات الطلاب رغما عن أنهم القطاع الأوحد في الكيان الكبير الذي يمتاز بهيكل تنظيمي ينقص قطاعات أخرى لم يكن أمامها بد إلا السعي لدخول مكتب المرغني السياسي وهي لاتمثل إلا تبعية لهذا أو ذاك ولم تكتحل عينا المرجعيات برئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وجامعة كسلا وكلاهما اتحادي منتخب يحمل كتاب معارضته للإنقاذ بالداخل حيث مسرح التغيير والإصلاح وتحقيق العدالة الإجتماعية.



    ومثلما غاب هؤلاء غابت الرؤية وكأنما كان الملتقى منصة للتنصيب وتوزيع الميداليات في سياق الاولومبياد حيث لم يلامس القضايا الكبرى المتاخمة للمرتكزات الفكرية للحزب كقضية الدين والدولة والدولة المدنية المحايدة تجاه الأديان وكيفية تمثل مرتكز الإشتراكية الديمقراطية في ظل عالم متخم بقوانين السوق الحر والرأسمالية السيدة وإمكانية خلق تلاحم عضوي بين الأفريقانية والعروبية يضع حدا لسؤال الهوية الجاسر في القرن الحادي والعشرين.



    شاركت الأقاليم في الإجتماع لتؤكد ذاتها طمعا في الحضور بعد أن طال الغياب وهي تحمل في كنانتها تلك الرغبة العزلاء في أن يكون لها وجود بعد أن طالها هوس المركز والهامش داء السودانيين الأول الذي ربما يطل منه بؤس أبعد مدى في عقابيل نيفاشا بعد أن نفشت غنم القوم عزتها تنتظر الفرج في أباريق لا تشكلها الإرادة الوطنية.



    كانت قيادة حزب الحركة الوطنية في السابق البعيد تسعى هياما بالجماهير "تعشق الترحال تبغي الكون حرية" فكان الجلاء ثم السودنة ثم الاستقلال قرار اتخذته الجماهير – المنبع والمصب – حين اتخاذ القرار في الأحزاب التي تنشد الديمقراطية. ومثلما حكم الخواء الفكري وتغييب الجماهير سدة القيادة الآن كان طبيعيا أن يتنزل إلى الفور في سلم تقاسيم الحزب مما يستدعي إعلان نوع من حالة الطوارئ يستنهض هذا النوع من الهمم ويمنح مرجعية الجماهير حقها.



    صاحب رائعة "سوف نبقى مثل نجم السعد"

    صلاح سطيح يكتب...

    من مذبحة المقطم إلى قرافة (مقابر) القناطر الحزب الاتحادي الديمقراطي .. الميرغنى مرجعا أعلى (1)

    الى روح عضو الحزب العم (الدينمو) الفضلى

    الى أعضاء الحزب من اتباع القاصد الرسولى أبونا يوحنا واتباع الأبريشية القبطية و سائر معتنقي كريم المذاهب والذين لم تسعهم أريحية مرجعيات حزب الطريقة الختمية.

    الى أعضاء الحزب الذين لم تصلهم الدعوات وبطاقات السفر، هذا ليس حزبكم ولكن شبه لهم.،و للموتى رائحة لا تزيلها فتايل بت السودان ….

    من وسط أناس يرتجفون خشية عند رؤية المرجع الأعلى ويرتعدون عند الوقوف أمامه ويهتفون عاش أبو هاشم دونما سبب، وزعت الأدوار عليهم واسماء لجنة ادارة العمل بالداخل يتسألون فى همس فاضح عما جاء بنا… ونحن قلة فى لجى داجى الظلمات من الحيران وخلافاء الختمية…

    أكتب لكم معزيا …

    ألا رحم الله الحزب الاتحادى الديمقراطي فلقد كان طيب الذكر حلو المعشر، ظل جثة غير هامدة (فى الخارج) ذلكم منذ أن اعتلى سماحة المرجع الأعلى (قدس الله سره وحفظ ظله) آية الله العظمى محمد عثمان على الميرغنى، حوزة القرار فيه على نسق وضع اليد… وأذ ننعيه ننعى معه كل تفاصيل التيه الفكرى والغفلة السياسية التى شابت أداءه منذ بواكير العودة عقب سقوط نظام المشير جعفر نميرى وحليفه المرجع الأعلى سماحة الميرغنى والذى على يديه تم تمريغ ثوب الطريقة الختمية فى وحل السلطة وللمرة الثانية حينها ضاربا عرض الحائط بوثيقة الائتلاف لتوحيد الحزبين، الحزب الوطني الاتحادى بقيادة الرئيس إسماعيل الأزهري وحزب الشعب الديمقراطي (حزب معظم اتباع الطريقة الختمية)

    ونشكر في هذا المقام كل من تكبد مشاق السفر والحضور ونخص بالشكر مندوب الحزب الحاكم في دولة أرتريا الشقيقة، والذى أغدق في شتم نظام الخرطوم نيابة عنا بعد أن ألجم تفكيرنا وكمم أفواهنا سماحة المرجع الأعلى أية الله الميرغنى بما يسمى ب (اتفاق جدة المقبور) ذلكم البهتان المبين الذى أمهره بمداده الكريم واتى به سماحته في بلاهة سياسية غير معهودة في أصغر كادر اتحادي بالثانويات وظل يدافع عنه حتى ظننا ان الشيخ ذو السبعين ونيف اعتراه مس من الهرف كيما يجالس رسل النظام في بدروم قنصلية الخرطوم في جدة ليوقع لهم على مسودة جاءوا بها وبيدهم الأخرى مفاتيح بقية الممتلكات المصادرة والشكر موصول لسعادة القايد الذي أبكى الحضور عندما تحدث بعربى جوبا ممثل حزب الحركة القائد وآنى أبكا – والذى لم ينسى أن للفقيد الحزب دوائر انتخابية جغرافية في الإقليم الجنوبي وان الرئيس الأزهري قد سجن ذات مرة به وزاره السلاطين رغم جبروت السجن والسجان، وبشرنا أن الاتفاق قد اكتمل أو على وشك 50% (الأغلبية الميكانيكية) لحكومة الخرطوم و 40 % لحزب الحركة في الجسم المركزي للسلطة و10% لبقية جموع قوى الشعب السوداني السياسية !! نحسبه يبادلنا الرياء والتدليس وزيف الادعاء بأن بيننا تحالف إستراتيجي وهو أمر محض هراء (وحدوته) ظلت تأسر لباب مولانا وسكرتيره حيث لم يتم أي عمل سياسى مشترك بين فروع الحزب فى المهجر وناشطى الحركة طيلة السنوات الماضية (سوى مصاحبة مستشار الحركة للميرغنى فى زيارة يتيمة للولايات المتحدة – ربما مترجما - وزارا معا بطرس غالى) حيث ظل ناشطوا الحركة فى حركة دائبة حتى ثبتوا أقدام مشروعهم (الجديد) واصبح جزء من نواة المشروع الأمريكي في منطقة البحيرات وظل أعضاء الحزب حالهم كبقية أفراد الشعب السوداني (مسلمون وتجار رقيق) ومواقفهم من كافة القضايا متباينة سوى فرية (الوحدة الطوعية) ومقررات اسمرا والتى رماها مولانا بدائه وانسل بجدة! أيضا آخر إنجازات هذا التحالف الفولاذي اصطفاف وفد الحركة المفاوض مستقبلا مولانا وابنه والخليفة إبراهيم الآبكراوى والخليفة جعفر عند زيارتهم - لمنتجع السحرة – بكينيا كيما يبارك سيادته والوفد الختمى الكريم سير المفاوضات ويحثهما على تجاوز عقب آبيي حيث خور الزرقا ونهر أم برو يجريان جنوبا وفق فقه مولانا وترمبيتات الطريقه…

    ولا ننسى أن نجزل الشكر أيضا لسعادة الدكتور المستشار - نسيج وحده ما أن وجد صنما إلا وركع ليعبده - لتذكيره لنا بأن برنامج الحركة التى هو مستشارها تم تمريرة عبر حزبنا ولا بد لنا أن نرص الصفوف مصلين مع الميرغنى على جنازة فكرنا ومرتكزات عقلنا الفكري، وان نهيئ أنفسنا كيما نصفق ونؤيد وندعم ونموت دون اتفاق (وادى السحرة) عله نيفاشا ذلكم الذى قسم البلاد الى كيمونات قبلية…





    تأملات فيما تتبناه قيادة الميرغني من مقررات

    ( أسمرا و المرجعيات )

    محمد عبدالحميد..

    لشد ما تعقد الدهشة لسان المتأمل وهو يقرأ مقررات المؤتمرات التي يكون الاتحاديون طرفا فيها، ويكاد لا يساوره الشك أن القوم يقولون ما لا يدركون. أو أنهم أرضوا غرورهم وعقدوا مؤتمراً وتمخض عن قرارات لا تحمل في أكثر الأحيان صفة الإلزام، إما لأنها غير واقعية، وإما لأنها لا تتسق مع شيء ما في تركيبهم الذهني أو الوجداني بل والوجودي الذي يستمدون منه شرعية كيانهم ومشروعية فعلهم السياسي. كان ذلك في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية 1995، كما كان مؤخراً في مؤتمر المرجعيات في القاهرة ففي مؤتمر اسمرا الذي عقده التجمع الوطني الديمقراطي الذي كان الاتحاديون جزاً أصيلاً منه اقر المؤتمرون "حق تقرير المصير للجنوب" وهو موضوع يجب التوقف عنده بعض الشيء للتدليل علي أن من قاموا بإقرار هذا الحق لم يعوا ما أقروا أو أنهم لم يكترثوا لما أقروا أو أنهم أجبروا علي ما أقروا.



    إن أقرار مبدأ حق تقرير المصير للجنوب هو بمثابة إضفاء الشرعية لتصور التيار الديني لحل مشكلة الجنوب .. حيث لم يطرح هذا الشعار في أي مرحلة من مراحل مشكلة الجنوب، وقد كان أقصى ما تناضل القوي الجنوبية لنيله هو حكم ذاتي في إطار السودان الواحد، إلي أن أتت الجبة الإسلامية بإتجاهها الرامي لتصعيد الحرب ومحاولة شق صف الحركة الشعبية لتحرير السودان بمغازلة التيارات الانفصالية بداخلها بطرحها لحق تقرير المصير في مفاوضات فرانكفورت 1993. وقد كان هدف التيار الديني من هذا واضح وهو ليس إعادة الوحدة بشكل جديد كما دخل ذلك في الأدب السياسي مؤخراً، وإنما تهيئة المدخل "الملائم" لفصل الجنوب ذو الغالبية غير المسلمة حتي يتسني لها الاستفراد بالشمال لتطبيق مشروعها الديني بالكيفية التي تريدها. مهما يكن فالشاهد الآن ان الجميع قد تبنوا هذا المبدأ كما حدث في مؤتمر اسمرا. والحق أن مبدأ تقرير المصير علاوة علي ما ينطوي عليه من خطورة فتح الباب أمام احتمال انفصال الجنوب، فأنه يؤكد وبشكل آخر علي حقيقة أن هناك شعبان في السودان، الأول مستعمِِر والآخر مستعمر لذلك يجب أن يأخذ حقه في تقرير مصيره .. فحق تقرير المصير قد كان عشية الحرب العالمية الثانية العنوان الأبرز للعلاقات الدولية، حيث اعطي هذا الحق لكل الشعوب التي ترزح تحت نير الاستعمار الاجنبي، ولضمان تنفيذ هذا الحق أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجنة الستة عشر والتي وسعت لتصل 24 في عام 1962 ومما يجدر ملاحظته في هذا الإطار أنه قد اثيرت بعض القضايا الاشكالية عمن مثلا هي الشعوب صاحبة الحق في نيل حق تقرير المصير؟ وهل يعطى هذا الحق وفقاً لاستفتاء عام Plebiscite إم عن طريق آخر يلبي رغبات هذا الشعب أو ذاك.

    فتقرير المصير بالصورة التي يراد اجراؤها في السودان تشكل إدانة تاريخية لبعض السودانيين – الشماليين - تحديداً بأنهم قد كانوا مستعمرين أو في وضع المستعمر، وبالتالي يحق لأهل الجنوب ولا نقل شعب الجنوب حقهم في التخلص من هذا الاستعمار. وهذا التطور جل من العلاقة بين أبناء الشمال والجنوب تبدو أشبه بعلاقة الغرب مع اليهود حيث يخضع الغـرب لعملية ابتزاز بتأثير ما لحق باليهود مـن اضطهاد علـي يد النازية – رغم أنه لم يصل لدرجة المحرقة بحسب ما توصل اليه روحيه جارودي – فمنذ تلك الحقبة وإلي الآن مازال اليهود يسلطون علي الغرب وغيره كلمة غريبة هي العداء للسامية Anti Semitism والتي تجعل تاريخ اليهود محرم علي البحث العلمي الأمين. أو تصور أخذ الحق منهم الذي اغتصبوه من الفلسطينيين جريرة تنذر بمحق شعب الله المختار.

    علي عموم الأمر فأن تقرير المصير كما تعرفه الأمم المتحدة لا ينطبق علي حالة الجنوب فذلك لان السودان شماله وجنوبه قد قرر مصيره منذ عام 1956 لذا فان هذا الأجراء وبأي كيفية كانت ينطوي علي خطورة هائلة لأنه سوف يقرر من جديد مصير السودان الذي ربما يصبح دولتان بموجب أخذ رأي الأقلية فيه، وهذا تفريط في وحدة البلاد ينبغي علي الوطنيين في الشمال والجنوب أن يقفوا ضده طالما أنه لا يستند إلي ماضي استعماري يقرره القانون الدولي، بل إلي نزاع أهلي حول رفع المظالم له شرعيته الخاصة في التنمية والمشاركة في صياغة مستقبل البلاد.



    لقد أقر المؤتمرون في اسمرا كذلك "حظر الأحزاب السياسية التي تقوم علي أساس ديني" كأن المجتمعون قد أنجزوا مشروعهم الفكري التنويري لدرجة لا يمكن أن يستحمل أي أحزاب دينية قد تشكل ردة علي ذلك المشروع. ومما يثير الدهشة في هذا الخصوص أن حزب الأمة بزعامة "الإمام" الصادق المهدي قد وافق علي هذا المبدأ وهو لا ينكر نسبته للتوجه الإسلامي. وأن الميرغني وإن كان يترأس حزباً علمانياً في مبناه إلا أنه استند إلي طرح ديني في برنامجه الانتخابي 1986 دون أن يقوم بعملية بمراجعة لذلك البرنامج وهو بعد زعيم طريقة صوفية دينية لم يعهد عنه أن تطرق بالتنظير قولاً أو كتابة عن طبيعة البنية الاجتماعية ما قبل الحديثة وكيف أنها تظل أسيرة الانتماءات ما قبل الحديثة إن كانت دينية أو عرقية أو عشائرية وأنها سوف تظل تفرز مثل هذه التكوينات ما لم يحدث تحول حقيقي وفق مشروع حداثوي متكامل يتجاوز هذه البنى تجاوزاً تلقائياً ولا يلغيها بقرار.



    في المقابل يلتف المؤتمرون علي موضوعة العلمانية، وعلاقة الدين بالدولة ويقرروا مبدأ المواطنة تجنباً لإقرار مبدأ العلمانية الذي هو الأصل في فكرة المواطنة. فأنهم أرادوا أن يقروا ما تتمخض عنه العلمانية دون أن يؤمنوا عليها، لأنها تجعلهم في موضع حرج بالغ مع قواعدهم المستندة إلي المواقع ما قبل الحديثة في التشكيلات الدينية. أو تجلسهم في مواقد الجمر حيث يبتزهم التيار الديني وهم لا يطيقون ذلك إطلاقاً.



    أما مؤخراً في مؤتمر المرجعيات الذي انعقد في القاهرة برئاسة الميرغني، أو للإقرار برئاسة الميرغني كما ذهب لذلك العديد من المحللين، فأنه قد تخطى كل الخطوط الحمراء للحزب بدعوى التأقلم مع متغيرات الأوضاع في العالم، حيث أقر المؤتمرون مبدأ إعتماد السوق الحر في التوجه الاقتصادي للحزب. ويعد هذا خطاً أحمر يجب التوقف عنده وذلك لسبب أساسي هو أن هذا التوجه يعتبر تغييراً في المرتكزات الفكرية للحزب .. وهذا شأن ليس من صلاحيات مؤتمر المرجعيات البت فيه طالما كان مؤتمر المرجعيات ليس هو المؤتمر العام للحزب الذي هو صاحب السلطة الحقيقية في البت في هكذا توجه. غير أن المؤتمرين وكالعادة لم يدركوا خطورة ما أقدموا عليه علي أقل تقدير لجهة أن مثل هذا القرار من شأنه أن ينقل الحزب كله من الموقع الذي يتمدد فيه من الوسط وحتى يسار الوسط إلي اتجاه معاكس تماماً وهو اليمين ويمين الوسط، وهذا ليس تجريداً نظرياً فعلماء السياسة الذين يعلمون أن الموقع من الموقف الراهن والتصور حول المستقبل علي مستوي الأفكار والأيدلوجيات هو الذي يقرر موقع كل جماعة سياسية من الطيف السياسي Political Spectrum ، لذلك فأن الحديث عن إعتماد مبدأ السوق الحرة يقصى الحزب تماماً عن موقعه في الوسط ويجعله في ذات الخانة – اليمين - مع حزب الأمة والمؤتمر الوطني اللذان يعتمدان ذات المبدأ الاقتصادي (السوق الحرة) وهذا يترتب عليه نتيجة بسيطة غير أنها في غاية من الأهمية وهي أنه، إذا كان الحزب يحمل نفس تصورات الحزب الذي يعارضه في أدق الأشياء التي تهم حياة المواطن وهو معيشته فما جدوى أن يظل معارضاً؟! وهذا ما يفسر سرعة التوصل لاتفاق جدة الذي توافق فيه الطرفان علي اقرار مبدأ السوق الحرة وهنا تنتفي عملياً ملامح التباين الفكري بين "الاتحاديين" والإسلاميين في هذه القضية علي الأقل. ويمكن أن نعزو تحول موقف الحزب من تبني الاشتراكية الديمقراطية إلي تبني الاقتصاد الرأسمالي في جانب منه إلي الطبيعة الطبقية للقيادة (الميرغني) والذي بأي حال من الأحوال لا ينتمي للطبقة الوسطى – قوام الحزب القاعدي ونخاعه الشوكي - فالميرغني ينتمي لطبقة لا تكاد تكون موجودة في السودان وهي الارستقراطية Aristocratic، لذلك فالميرغني بحسب موقعه الطبقي الفريد والمميز لا يشارك أبناء الحزب الاتحادي آمالهم وصبواتهم بل وآلامهم، فقد كان يمكن له أن يعبر عن هذا من خلال ما يعرف في الأدب السياسي (بالانحياز الطبقي) غير أنه آثر أن يمضي فـي اتجاه مغاير تماماً وذلك بخلق حلف مـع الرأسمالية في داخل الحزب والتي يمثلها علي أبرسي وصلاح إدريس ولكليهما مصالح رأسمالية غير خافية مع النظام الحاكم. كل هذا من شأنه أن ينقل المعركة بين الحزب والنظام إلي معركة بين جماهير الحزب والقيادة.



    مهما يكن فأن هذا التحالف الطبقي الجديد داخل الحزب قد أغفل حقيقة هامة وهي أنه في ظل اقتصاد العولمة والذي يتميز بقوة اجتياحية عاتية لن يكون لمثل هذا التحالف القدرة علي الصمود في وجه رأس المال العابر للقارات والذي تتحكم فيه الشركات متعدية الجنسية حيث سيكون لمثل هذه الشركات القدرة علي ضرب أرباب رأس المال السوداني وإقصائه خارج مجال العملية التنافسية الحرة التي يتحكم فيها سوق عالمي قائم علي المعرفة والتقانة العلمية Tech. know how وبذلك يكون قد فقد مشروعية وجوده كما ذكرنا من قبل التي يستمد منها شرعية فعله، وبذلك يكون قد خسر معركة البقاء في ظل العولمة دون أن يكون قد أعطى لنفسه شرف المحاولة في الإسهام في جعل هذا الكون أكثر قابلية للحياة الإنسانية. في هذا الصدد يجدر أن نذكر بقصة علامة إقبال الفيلسوف المسلم العظيم والذي في احدي مناجاته الوجدانية لله تعالي قال بعد أن أعياه اجتياح الشر لأركان الكون الأربعة: (إن هذا كون مليء بالآثام) فأتاه النداء الرباني قائلاً: (أهدمه وإبني غيره يا إقبال).

    تتضمن قصة إقبال هذه قيمة الفعل الإنساني بعيداً عن القدرية السلبية والإنهزامية وتؤكد أن هذا الكون مشروع لحركة الإنسان في البناء والتعمير مع ضرورة التغيير. إن مؤتمر المرجعيات قد تحدث بلغة تبدو مقبولة في منطقها الظاهري، وهي التسليم بسياسة رأس المال وعلو كعب الرأسمالية واقتصاد السوق، غير أنه تسليم أقرب للخنوع للأمر الواقع – والخنوع للأمر الواقع يتنافى مع جوهر الفعل السياسي – غير أننا نؤكد علي أن هذا النهج الاقتصادي الذي إتبعه النظام الحاكم بدعوي ما أسماه تحريك الاقتصاد منذ بداية عقد التسعينات هو الذي عرض المواطنين للانكشاف وأدخل معظم الأسر في دائرة الفقر والعوز وحجب عنهم كل أنواع الأمان، فقد تميزت سياسته الاقتصادية في كل شيء وحجرت الثروة في كل البلاد علي قمة الهرم فقط مع ترك قاعدة الهرم يتحكم فيها ميكانزم السوق حتي في سياسة التخديم مع إضعاف وتفكيك منظم للقطاع العام لصالح فئة تجار النظام والمحسوبين عليه بينما في المقابل تقصم الضرائب المتصاعدة – وهي الوظيفة الوحيدة التي اضحت تمارسها الدولة - ظهور الرأسماليين الوطنيين الذين لا يمالون النظام.



    إن التاتشرية نسبة لمارغريت تاتشر Thatcher والتي جسدت فلسفة مدرسة شيكاغو في مقولتها الشهيرة: (لا يوجد بديل) والتي عرفت باختصار (TINA) There is no alternative لم تستطع ان تغفل البعد الاجتماعي في سياستها ذلك لأنه ليس في مقدور السوق وحده الحفاظ علي ترابط المجتمع وأن حداً أدني من المعايير والتركيبات عموماً يجب أن تتوفر للحيلولة دون تفكك المجتمع أو تراجع تطوره. وهذا نفس الشيء الذي توصلت له العديد من المجتمعات الغربية الأخري ذات النمط الاقتصادي الرأسمالي القائم علي السوق الحرة حيث توصلوا لمستحدثات اقتصادية وقانونية و مؤسسية لتوفير المنافع الجماعية للمواطنين ، وأقام بعضهم نظماً متبكترةً لإدارة تلك المنافع ( انظر فرانسوا راشلين – ترجمة حليم طوسن – الخدمات العامة وإقتصاد السوق – دار العالم الثالث) لذلك فإن تصوير مؤتمر المرجعيات بان اقتصاد السوق الحر بات امراً حتمياً يتنافي مع البديهة الحتمية الاخرى التى تقول ان الراسمالية في ظل العولمة سوف تكون في مواجهة مع نفسها، وان التوحش الذي تبديه يغذي من النزعات والقيم الإنسانية المتمثلة في العدل ، الإخاء والمساواة التى لم يزل لها بريق وجاذبية اكثر ، وان ما يفرزه الفقر من توتر إجتماعي، وكوارث بيئية وهجرات تتسارع وتائرها نحو العالم الاول ، وتصاعد موجات الارهاب فيه ستعجل في نهاية المطاف من كبح جماح راس مال العابر للقارات باتجاه شراكات حقيقية بين دول الشمال ودول الجنوب للبحث عن نموذج مقبول للتنمية الإنسانية وتعزيز حقوق الإنسان لا سيما الاقتصادية والاجتماعية ، وتوفير الضمان الاجتماعي في التعليم والصحة ، والمأكل والمشرب والملبس والمأوي . لذلك كان حرياً بمؤتمر المرجعيات أن يعمل على تجسير العلاقة مع منظمات المجتمع المدني العالمية التي تتظاهر في شوارع سياتل و جنوا من اجل الشعوب الفقيرة و أن يسعى لطرح مبادئ شراكة مع دول الشمال يكون قوامها و هدفها تمليك القدرات و رفع مستوى كفاءة المنتجين عن طريق إشاعة المعرفة وصولا لخلق مجتمع عالمي يغير الوجه البشع للعولمة لاتجاه أكثر إنسانية .



    إن تصور خلق الشراكات هذا ليس تهويما و إنما هو ممكن من خلال المزيد من التمسك بالاشتراكية الديموقراطية و قيمها الهادفة لخلق مجتمع العدالة الاجتماعية لان تاريخ الاشتراكية الديموقراطية لمن يعرفوه هو "إعادة النظر" و المراجعة REVISIONISM طالما كانت قادرة على أن تكسب نفسها بعدا عمليا لتحقيق العدالة الاجتماعية بعيدا عن التزمت و الدغماتية.





    حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد ... حوار العدد

    نسبة لما تشهده الساحة الاتحادية في هذه الفترة من حراك كان علينا أن نتلمس نبض هذا الحراك في مخيلة ووجدان الشباب - قوام هذا الحراك – وقد كان لما لقاء مع أبرز القادة الاتحاديين الشباب، عز العرب حمد النيل والذي ساقنا الحوار معه ليس لهموم الحزب فحسب وإنما للشؤون الثقافية والأدب وما يكتنف المستقبل من هواجس لا سيما في ظل السلام القادم.

    ************

    · في مقال سابق لك تحدثت عن ضرورة قيام حكومة ظل من منظمات المجتمع المدني خلال الفترة الانتقالية بين الحركة والحكومة. هل لك أن تحدثنا عن هذه الفكرة؟ وهل تنطوي على أي مخاوف؟ وما طبيعة تلك المخاوف؟

    المتطرفون في فهمهم لمفهوم تنظيمات المجتمع المدني لا ينظرون للأحزاب السياسية في السياق السوداني بعين الرضا لذلك لا يعتبرونها جزءا من تنظيمات المجتمع المدني وفي الوقت ذاته يعيب المعتدلون هذا الفهم والتعريف المتعسف. وفي ظني المتطرفين ينطلقون في تبني هذا الموقف المفاهيمي لقصر يد الأحزاب السوانية في إيجاد حلول ناجعة لإشكالات المواطن السوداني على مستوى البنى التحتية، بإعتبار أن هذه الأحزاب لا تلامس قضاياه الأساسية إلا على سبيل الشعار ويفارق واقع ممارستها السياسية لهذا الشعار واضعين في الاعتبار أن هذه الأحزاب تمثل السلطة في حالتي الحكم والمعارضة ومن هنا تبرز أهمية منظمات المجتمع المدني لتملأ المساحة الفاصلة بين هذه السلطات حيث ترقد في جانب آخر سلطة الأسرة في حالة تمثلها ثوبا أبويا له هيكله الخاص به في الحالة السودانية.

    لإسقاط هذه المضامين على الراهن السياسي في أعقاب إتفاق نيفاشا يتصاعد تيار التخوف من إطلاق يد السلطة المالكة لعنصر القوة عند طرفي الإتفاق "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" والذين نالا أكبر قسطين من قسمة السلطة وباعتبارهما الجهتين التين تملكان السلاح دون رقيب ويتم الاتفاق دون الاشارة إلى آلية تضبط أيلولة السلاح وطالما أن هناك اتفاق ينبغي أن يقوم على الثقة وهنا تبرز أهمية منظمات المجتمع المدني لتقوم مقام اليد الحارسة والرقيب وهنا لا بد من الاشارة إلى أن تعريف مفهوم منظمات المجتمع المدمني يشمل النقابات والاتحادات والكيانات الثقافية والاجتماعية في حال اختيارها بالانتخاب وفق الوسائل الديمقراطية الحرة وهذا ما لاينطبق على المنظمات الحكومية القائمة.

    القيام بهذا الدور يمنح منظمات المجتمع المدني القوة بحيث تكون موازية لنظام حكم انتقالي طرفاه سلطتان في الأصل ليلم جماع اليد الفارضة وتكون بمثابة حكومة ظل تستمد قوتها من محاذاتها للمواطن وقضاياه عبر تبني مشروعات مثل حماية المستهلك وحماية البيئة والتنمية المستدامة ومخاطر الأغذية المعدلة وراثيا وإعمال مبادئ المحاسبية والشفافية على كل المناشط ... الخ



    · المرأة، الوطن، النيل والإرث الصوفي في مكونك الاجتماعي ميف تتداخل هذه العناصر في تجربتك الشعرية؟

    تجربة الشاعر في الكتابة لا شك ترفدها البيئة والتي بجانب التجربة تمثل الوسط الذي يتحرك فيه قاموس لشاعر ورؤياه .. وفي ظني أن داخل كل شاعر سوداني تنهض نخلة صوفية كيفما كان توجه هذا الشاعر بحسبان أن هناك أثرا للتصوف في أغوار كل سوداني .. هذا الأثر شكله إسلام أهل السودان الذي يتداخل فيه الإسلامي بالمسيحي والوثني واللاديني من حيث بعض الأشكال والانساق الثقافية والاجتماعية لهذا يتسع اناء دين الحب عند ابن عريب حين قال ..

    لقد صار قلبي قابلا كل صورة

    فمرعى لغزلان ودير لرهبان

    وبيت أوثان وكعبة طائف

    وألواح توراة ومصحف قرآن

    أدين بدين الحب أنى توجهت

    ركائبه فالحب ديني وايماني .

    وبالمثل (المرأة – الوطن) و (الوطن – المرأة) وكذلك النيل ويمكن أن يكون الشعر عذبا كاذبا تجاه المرأة إلا أنه يمثل تشكيلا وجدانيا في حقبة عمرية معينة تبعث على الافتخار ولا يمكن أن تنزع من تجربة الشاعر لذلك لا أجد تبريرا للشعراء الداعين لأكل مراحلهم في تجربة كتابة الشعر أو التبرؤ منها ..

    وإني آمل أن أكون ممن تهدي كلماتهم إلى طريق في كتابة الشعر فتجربتي القاصرة تحتاج إلى الرفد والافادة.



    · تحدثت في ندوة القوى الحديثة بقاعة الشارقة في رمضان الماضي عن مواصفات الحزب السياسي وقد اعتبر ذلك الحديث جديدا على الأدب السياسي السوداني بكل المقاييس .. حدثنا عن مواصفات الحزب السياسي مرة أخرى وكيف يمكن أن تنطبق هذه المواصفات على الحزب الاتحادي الديمقراطي ليكون حزبا نموذجيا؟

    السودان بوصفه قطرا عربيا أفريقيا كان من الطبيعي أن يتأثر بالمحيط المتاخم له في الوطنين الافريقي والعربي وهما جزء لايتجزأ من العالم الثالث والذي من أبرز سماته إشكالية الممارسة الديمقراطية داخل الدولة الواحدة وبالتالي الاحزاب السياسية وعلى رأسها حركات التحرر الوطني التي تسنمت القيادة السياسية في بلدانها بعد الاستقلال واستمرت تحتكر السلطة بعد ذلك ثم الاحزاب التي تم انشاؤها بعد قيام انقلابات عسكرية كمعادل موضوعي للبنى السياسية .. وكذلك الأحزاب التي قامت على أسس زعامات دينية أو طائفية أو قبلية أومناطقية (جهوية) أو ارثية تحمل في أحشائها بذور الفناء الكلي وعوامل الانفصال حيث تقوم على الإقصاء والانقضاء وكل هذه المسميات للأسف الشديد إذا قمنا باسقاطها على الحالة السودانية تجدها تجوز في معظم مظاهرها تاريخ ما بعد الاستقلال لتبسط على التاريخ الوطني السوداني بأسره..

    يقول علي خليفة الكواري – منسق مشارك لمشروع دراسات الديمقراطية – ضمن سمنار الديمقراطية داخل الأحزاب في البلاد العربية والذي عقد في أكتوبر 2003م :

    ان معظم الاحزاب في المنطقة التي نشأت في ظروف غياب الديمقراطية في الدولة التي برزت فيها، وقد كانت نشأتها تعبر عن حاجات وطنية او اجتماعية او فئوية لذلك حصلت على اجماع نسبي على اهدافها البسيطة ضمن مجتمعها مثل الاستقلال او مقاومة الاستبداد. كما انها تعتمد عادة على قيادات تاريخية او زعامات اجتماعية او دينية دون ان تمارس الديمقراطية داخلها وعندما يتم تحقيق جزئية تلك الأهداف البسيطة وتتغير مشكلات المجتمع يصعب الحصول على الاجماع ولذلك تتحول هذه الأحزاب إلى أحزاب أفراد وزعامات ويقصر الولاء الطوعي لها وتعتمد الغلبة اذا حكمت ويكثر الانشقاق فيها كلما اختلفت آراء الزعماء وتوجهاتهم أو تضاربت مصالح المنتسبين اليها اذا كانت في المعارضة...

    ولعمري هذا ينطبق على الحزب الاتحادي الديمقراطي في معظمه ..



    ولكي يكتسب الحزب هذه الصفة لا بد أن يكون ديمقراطيا وحتى يكتسب صفة الديمقراطية عليه أن يتمثل في الآتي:

    ‌أ) ان لا تكون فيه سيادة على الأعضاء من قبل عائلة او صاحب صفة دينية أو طائفية او قبيلة لها حق او عرف ثابت يكرس قيادتها.

    ‌ب) ان تكون العضوية التي تضبطها الديمقراطية هي مناط الواجبات ومصدر الحقوق الحزبية.

    ‌ج) أن تكون العضوية من حيث المبدأ حقا مكفولا لجميع المواطنين دون اقصاء او تمييز من حيث العرق والدين والقبيلة وان يكون اكتساب العضوية متاحا من حيث المبدأ لكل من اكتسب صفة المواطن.

    ‌د) ان تحتكم العضوية في علاقاتها داخل الحزب إلى شرعية دستورية متجددة يتم التوافق عليها بدءا على كون ركوزها على الأركان التي أشير إلى انها تكسب الحزب صفة ديمقراطية واجمالها في الاتي:-

    1. اعضاء الحزب هم مصدر السلطة دون وصاية فرد أو قبيلة أو غيرهم على قرارات الحزب.

    2. سيطرة نظم الحزب ولوائحه والمساواة أمامها بين الأعضاء في ضوء قانون الأحزاب ودستور الدولة الديمقراطية.

    3. عدم الجمع بين السلطة التنفيذية والتشريعية التي يمكلها فقط المؤتمر العام المنتخب انتخابا ديمقراطيا دوريا حرا ونزيها مع ضرورة وجود شكل من أشكال المحكمة الدستورية المستقلة يعود لها الفصل في الشؤون الحزبية بين أعضاء الحزب وأطيافه الداخلية قبل اللجوء إلى القضاء في الدولة الديمقراطية.

    4. ضمان حرية التعبير في الحزب واتاحة الفرصة لنمو التيارات والاطياف داخل الحزب مع ضرورة الاعتراف بها داخليا حتى تنمو الاحزاب وتبلغ مستوى الكتلة المؤثرة حيث تسمح بالوحدة في التنوع وتقضي على أسباب الانشقاقات.

    5. تداول السلطة في الحزب وفق آلية انتخابات دورية حرة ونزيهة من القاعدة إلى القمة .. كل 3 سنوات مثلا.

    6. قبول الحزب لوجود غيره من الأحزاب والعمل على ضبط فكره ومنهجه وبرنامجه في ضوء حق الرأي والمصلحة الآخرى في التمثيل دون اقصاء او حتواء بالترهيب والتنقيب.



    ومهم جدا ان نذكر ان الممارسة الديمقراطية في الاحزاب مسألة نسبية كما في الدول إذ ان هناك حد ادنى من المبادئ والمؤسسات والادوات ينبغي وجودها في الممارسة حتى يتصف الحزب بصفة ديمقراطي وبعد التأكد من وجود هذا الحد يبقى الفرق غب الحزب والدولة من حيث درجة النضج والاستقرارا ونوع الديمقراطية وفرص تطويرها والارتقاء بها.



    ولكي تنطبق هذه المواصفات على الحزب الاتحادي الديمقراطي لا بد من النظر إلى مولده في المقام الأول في ان يمثل ميلاد القيادة الحديثة منذ فجر الحركة الوطنية السودانية متمثلة أكثر في الحزب الوطني الاتحادي فقد عرف المجتع السوداني القيادة القبلية والعشائرية ولكنه لم يألف قيادة ينتخبها الشعب من القاعدة إلى القمة. ولا بد للاشارة الى أن أهم المؤهلات التي تجعل الحزب الاتحادي الديمقراطي وكل الاحزاب التي تنشد المؤسسية والديمقراطية قادرة على إعلاء وتطوير الديمقراطية وتوسيع عضوية الحزب وتزيد قدرتها على ادماج المواطنين أفرادا وجماعات في الحياة السياسية فعلا وليس ابتغاء الحصول على أصواتهم، بجانب تعزيز مسؤليتها الوطنية ورعايتها وحمايتها للمصالح العامة من قبل عملها الدؤوب لأجل إرساء الممارسة الديمقراطية داخلها وفي ما بينها وداخل الدولة.



    · تجربتك في الحركة الطلابية كانت غنية بحكم الفترة التي شهدت غلواء نظام الإنقاذ على أيامه الأولى .. كيف أفدت من هذه التجربة؟

    تجربتي في الحركة الطلابية غنية من حيث الترابط التنظيمي في أن الجميع في الغالب على قلب رجل واحد ويعملون في تجرد دون بروز ظاهرة التحاسد الجيلي والتنافس وفق قدرات وامكانات ذاتية خلال بعض الاسهامات من خارج الدائرة الطلابية، إلا أن هذه التجربة فقيرة من منظور الضوابط التنظيمية حيث لم نرق إلى تكوين مركزية للطلاب الاتحاديين الديمقراطيين بالجامعات والمعاهد العليا مع الإشارة إلى أن الجامعات على زماننا لم تكن بالكثرة التي أفرزتها ثورة ابراهيم أحمد عمر بعد أن أصبح التعليم دولة بين الأغنياء، لذلك كان ميسورا أمامنا التأسيس لتجربة مركزية للطلاب الاتحاديين وكفينا اللاحقين مؤونة الكثير من المشاق الراهنة.

    ولا أرى في تجاربنا الاتحادية في هذا الصدد إلا تجربة الجيل السابق لنا فيما عرف في التاريخ الاتحادي بالتنظيم الشبابي في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي وهي تجربة غنية بالأفعال والأقوال، أقصد اجتهاد ذلك الجيل في البحث وإبداء الرأي في بعض القضايا الملحة مثل حل الحزب الشيوعي، المذكرة الشهيرة التي رفعها التنظيم آنذاك ينقد فيها تجربة الحزب وتجربة الشريف حسين الهندي في الجبهة الوطنية المعارضة لنظام نميري، (توثيق) المرتكزات الفكرية، (توثيق) تاريخ الحركة الاتحادية. ولا بد لهذه التجربة الغنية أن تخضع للتقويم وفي هذا الاتجاه سعينا ولازلنا نسعى ونطالب الآخرين بالسعي معنا في استكتاب المعاصرين والمشاركين في هذه التجربة حتى نواصل ما وقف عنده السابقون.



    من سلبيات التجربة التي شاركت فيها، عدم القدرة في الرابطة 1986-1990م على الإنفتاح، ففي الوقت الذي صعب فيه اختراق التنظيم أو مصادرته أو تجييره في المقابل وبدافع الخوف عجز التنظيم عن الاستقطاب بالمستوى المطلوب.

    استطاع التنظيم بجامعة ام درمان الإسلامية 86-1990م أن يعيد نشاط رابطة الطالبات الاتحاديات الديمقراطيات بعد غياب دام ما يقارب ال 10 سنوات في ظل واقع خاص بالجامعةالاسلامية يقوم على الفصل النوعي Gender بين الطلبة والطالبات.

    هذه ملامح من التجربة الطلابية التي كنت جزءا منها بكل سلبياتها وايجابياتها وإني لأرجو تقويم هذه التجارب الطلابية في سمنارات وورش عمل لا يتسع لها مثل هذا اللقاء.



    · بنظرة نقدية نلاحظ أن الحزب الاتحادي الديمقراطي مليء بالسياسيين والقادة – إن شئت – ولكنه لا يكاد يذخر بالمفكرين .. هل تتفق مع هذه الملاحظة .. وإلى ماذا تعوز هذه الظاهرة .. غيبة المفكرين في الحزب؟؟

    ليس سهلا أن تطلق على أحدهم صفة المفكر على الرغم من أن الساحة السودانية تبدو عليها مطالع مشاريع المفكرين، إلا أنني لا أرى في تقديري الشخصي أنه في تاريخنا السوداني المعاصر من قدم مشروعا فكريا متكاملا تم تدوينه بحيث يكون قابلا للتقويم باستشناء محمود محمد طه.. هذا بالاضافة إلى ان الثقافة السودانية يغلب عليها الشفاهية وكم من حقيقة قبرت بموت من كان ممكنا أن يكون مفكرا وتظل الأجيال الجديدة تبحث عن الحقائق في صدور الرجال وكم من مشروع مفكر غلبت عليه الشقوة فضرب يبتغي العيش الكريم في وسط لا يمت لبحثه عن المعرفة بصلة.



    على مستوى الاتحاديين فانهم ليسوا بمنأى عن النظام العام الثقافي والسياسي الحاكم للواقع في السودان، وقد كانت هناك الكثير من الاشراقات ذات القابلية للتطور لتغدو مشاريع مفكرين إما غيبتها الغيرة السياسية أو التهمها التحاسد وظلم ذوي القربى، كما أن الطابع السياسي الذي يميز الحزب الاتحادي الديمقراطي القائم الآن يجعل الكثير من الأفئدة تأوي إلى الإزورار ليأتي المستقبل القريب والبعيد وتكتشف بالصدفة المحضة عبر ما يطرح من أفكار وآراء أن الكاتب اتحادي أو متعاطف على الأقل. إلا أن الظاهرة إذا صح الإطلاق تسم الساحة الفكرية على جميع الصعد على مستوى السودان بأكمله وليس الاتحاديين وحدهم.



    · يقال أن كل ختمي اتحادي ولكن ليس كل اتحادي ختمي .. كيف تقومون هذه العلاقة؟ وهل هي علاقة انصهار؟ ام تحالف أم تضاد؟ وهل من سبيل لإعادة صياغتها إذا كانت تحالفا وفق ضرورات المرحلة الراهنة؟

    ينبغي على كل اتحادي أن يعلم أن مولد حزب الحركة الوطنية يمثل مولدا وفجرا لمولد القيادة الحديثة وليست التقليدية كما يتصور البعض فقد عرف مجتمعنا القيادة القبلية والقيادة العشائرية إلا أنه لم يألف قيادة منتخبة من الشعب. وما الختمية إلا مساند لهذا الخط السياسي لذلك تصدق المقولة بأن كل ختمي اتحادي وليس بالضرورة كل اتحادي ختمي ويمكن لهذه المساندة للتيار أن تستمر في ظل ديمقراطية الحزب ومؤسسيته والعودة به إلى منابعة الأصيلة كحزب ليبرالي ديمقراطي يحق لكل سوداني الانتماء إليه بغض النظر عن قبيلته وثقافته ودينه كما أشرت سابقا.



    · المعروف عنك انك من أبرز القيادات الاتحادية الشابة داخل السودان ولك احترام خاص وسط الطلاب الاتحاديين .. هل تلقيت دعوة لمؤتمر المرجعيات بالقاهرة؟ نحن نعلم أن بعض العناصر التي كانت تتعامل مع الهيئة العامة قد قدمت لها دعوات منها من لبى كالأستاذ علي محمود حسنين مثلا ومنها من رفض معتذرا كالأستاذ محمد اسماعيل الأزهري والعم الحاج مضوي و د.عبدالرحيم عبدالله. لم لم تتلق دعو؟ وهل لو تلقيت دعوة كنت ستلبيها؟ ولماذا؟ وهل هناك ثمة مواصفات لمن دعوا للمؤتمر؟ وكيف تقومون ذلك المؤتمر؟

    لم أتلق دعوة للمشاركة في المرجعيات بالقاهرة ولا أظن أني مستوف لمواصفات المشاركة في الاجتماع وقد عجبت إذ صدقت الرواية أن أستاذي عبدالرحمن عبدالقادر الحاج المحامي كان مدرجا اسمه ضمن الاسماء المقترح حضورهم للمرجعيات وكتب في محاذاة اسمه (غير معروف لدينا). وإذا قدمت لي الدعوة لن ألبيها لأن دواعي إقامة كيان مثل حزب كامل ومهما كانت لا يمكن أن تكون والجماهير غائبة، ثانيا: كانت الدعوة انتقائية امتدادا لما انتهجه المرغني في الآونة الأخيرة والذي يمثل في تقديري تكتلا في محطة الشعب الديمقراطي بصورة غير معلنة فالحزب رئيسه المرغني ونائب رئيسه المرغني ورئيس مكتبه السياسي المرغني. ثالثا كان من المشاركين في المرجعيات شخصيات لانعرف لها انتماء للحزب بل شارك آخرون ينتمون للمؤتمر الوطني الحاكم تحت دعاوى أنهم دعوا بصورة شخصية من المرغني.

    رابعا: لم تهتم المرجعيات بأن تقدم أجندة قبل الانعقاد بدليل أن أ.سيد أحمد الحسين سئل عن الاجندة فأجاب بعدم معرفته لأي أجنمدة للمرجعيات (الرأي العام- 2/5/2004) وعلى الرغم من الإختيار الإنتقائي للمؤتمر إلا أن من تم اختيارهم للقيادة كان عن طريق المكتب السياسي وليس المؤتمرين باستثناء رئاسة الحزب فهي لا تخضع للتصويت باعتبارها مقدسة.

    خامسا: هل يعقل أن يتم مثل هذا الإجتماع باعتباره يمثل مرجعيات الحزب دون أن يشارك فيه الحاج مضوي محمد أحمد و محمد اسماعيل الأزهري.. و أ.الزين حامد نائب دائرة كسلا، أ. محمد يوسف أبوحريرة نائب دائرة شرق النيل السليت و أ. السر عوض يوسف نائب دائرة سنجة، الطيب شبارقة نائب دائرة جنوب شرق الجزيرة وجعفر حسن حضرة نائب دائرة سنار وفاروق أحمد آدم وميرغني عبدالرحمن وآخرون وهؤلاء النواب فقط وهم أعضاء منتخبون في الجمعية التأسيسية 1985-1989م وانتهبتهم الجماهير.

    بوصفي شابا فقد عجبت لمن أريق ماءالحياء عن وجوههم وكأنما كانوا يحلمون أن يكونوا كذلك دون أن يكون لهم عطاء ودون ان يختارهم كيان يمثل الشباب وهو كيان غائب في سلم الحزب

    ويتواصل اللقاء في العدد القادم

    الفقيد .. أ. علي أبوسن في رسالة وداعه للمرغني

    خطاب مفتوح إلى السيد محمد عثمان الميرغنى




    الأخ السيد عثمان،

    هذه رسالتى الأخيرة إليك. فمنذ آخر رسالة وجهتها مع زملاء كرام قبل ثلاث سنوات أو يزيد، كان من بينهم المرحوم الأستاذ محمد توفيق والأساتذة محمد الحسن عبدالله يس وأمين عكاشة ومحمد سرالختم، لم أكتب. كانت تلك رسالة ـ سبقتها رسائل من نفس المجموعة ـ تهدف كلها إلى محاولة إقناعك بضرورة إصلاح الحزب حتى يكون توحيده ممكنا.

    أمّا هذه فليست رسالة تأتى فى سياق الرسائل القديمة، وإنما هى رسالة أخيرة فى سياق آخر.

    وإذا كنت أخاطبك من خلال الصحافة الألكترونية وسودانايل الغراء فلأننى أردت أن أخاطب الأتحاديين جميعا فى هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ الحزب وتاريخ البلاد. أردت أن أخاطب جماهير الحزب وقياداته من الذين تابعوا المناقشات المكثفة خلال الأشهر الماضية حول مدى توفّر المعقولية أو المسئولية أو حسن النية فى دعوتك إلى عقد مؤتمر الحزب خارج أرضنا وبعيدا عن جماهيرنا. هؤلاء الذين أذهلهم إنفاقك الباذخ على تأجير الطائرات وشراء مئآت التذاكر من مختلف القارات وتأجير الشقق والقاعات والسيارات والأتوبيسات والذِّمم ، لتُحضِر من ترضى عنه وتَحرِم من لا ترضى . مَبالِغُ كان مُعْوِزُوا الخرطوم وضحايا القاش فى كسلا وثكالى النازحين فى دارفور وغيرهم من " الغبش " أولى بها.

    وبما أن هذه فى الحقيقة رسالة تستشرف المستقبل وتحاول إنارة الطريق أمام الأتحاديين الذين استبدت بهم الحيرة أمام تصرفات قيادة تسعى جاهدة إلى تمزيقهم وتهميشهم ، فأنها ، فى الحقيقة أيضا ، رسالة وداع لك... ولذا فمن المناسب أن نضمنها كشف حساب يحكى لأجيال الحاضر والمستقبل ـ بأمانة وصدق ـ حكاية الزمن الردئ. ولن أقف فى كشف الحساب هذا إلاّ على المحطات الرئيسية :

    الأخ السيد عثمان،

    1 ـ لقد آلت حال الحزب منذ أن تولّيت قيادته دون أنتخاب أو اختيار 1985 إلى درجة من التدنى فى الأداء والألتزام والجدِّية جعلت معظم المهتمين بالقضايا العامة فى السودان ينفرون منه ويبتعدون عنه حتى أصبح القاصى والدانى يجابهنا بأنه حزب لا مستقبل له ، لأنه عاجز عن تنظيم نفسه، عاجز عن بلورة أفكاره ، عاجز عن إيقاف حروبه الداخلية ، عاجز عن أيقاف غزو المرتزقة الذين يتسللون إلى قيادته " غواصات " من أحزاب أخرى ، عاجز عن أستيعاب المثقفين ، عاجزة قيادته عن الحديث إلى أجهزة الأعلام والحوار فى الندوات الثقافية ، عاجز عن أن يحدد لنفسه مهمة أو هدفا.
    2 ـ نشأ هذا الحزب الذى يمثل الحركة الوطنية السودانية كحزب مفتوح لجميع السودانيين كى يتولوا المناصب القيادية فيه بما فى ذلك رئآسته. ولكنه أصبح على يد سيادتك حزب أًسْرَة معينة هى " أسرة السيد على المرغنى "، ولا أقول " أسرة المرغنى" لأن بعض فروع هذه الأسرة مبعدة عن المناصب بل عن المساهمة. وبما أننا مجتمع ما زال فى طور النمو فأن تقليد "الرئآسة مدى الحياة " ـ الذى يشوّه أداء تنظيماتنا السياسية ـ يحقق مسعاكم فى جعل قيادة هذا الحزب فى يد أسرتكم الكريمة المعروفة بالمعمِّرين إلى ما شاء الله. وقد حققتَ هذا الهدف تماما فى مؤتمر القناطر حيث قام أتباعك ومعاونوك بتنصيبك رئيسا وتعيين شقيقك نائبا لك وتعيين أبنك عضوا فى اللجنة القيادية وخليفة لك فى الأنتظار.
    وقبل أن أغادر موضوع مؤتمر القناطر لاحظت أنك قلت فى خطابك الأفتتاحى أنك دعوت كل قيادات الحزب إلاّ من أمتنع عن الحضور... وأنت ونحن نعرف أنك لم تفعل. كدت أقول الآن : أننى أربأ بك عن ذلك.. ولكننى تذكرت أننى قلتها لك وعنك مرات عديدة حتى لم أعد أعرف : عَمَّ أربأُ بِكْ.
    3 ـ تشجيعك للخلاف والشقاق أوقع الحزب فى أقبح المواجهات والملاسنات، وجعل قادته موضع سخرية وأستهزاء القياديين والعاديين من الأحزاب الأخرى وجماهير الشعب. وكان دأبك على تمزيق الأتحاديين قد بلغ قمّة اللامعقول Absurdity حينما قررت فتح الدوائر الأنتخابية المضمونة ليترشح فيها أكثر من أتحادى واحد 1986 لتُوسِّعَ دائرة الشقاق بين الأشقاء وتبعدهم عن مواقع السلطة. وكانت إجابتك حينما سألك الناس عن ذلك أنك تفضل الحصول على مقاعد قليلة تشارك بها حزب الأمة فى ا لحكم بدلا عن وجود عدد كبير من الأتحاديين يحاورونك ويسائلونك. وكانت النتيجة أن الحزب أصبح رقم " 3 " فى البرلمان وكان فى يوم من الأيام رقم " 1".
    وخلال فترة الديمقراطية الأخيرة وقفت ضدّ كل المحاولات التى كان يقوم بها الحادبون على مصلحة الحزب ومنهم رجال من داخل صفوفك مثل الأستاذ سيد أحمد الحسين والحاج أحمد عثمان عبدالسلام وغيرهم للجمع بينك وبين قيادات الأتحاديين ، شركاء الختمية فى الحزب الموحّد والفصيل الأكبر فيه. وظللت تؤجِّج نار العداء الوهمى بين جماهير الختمية والأتحاديين حتى أنتهيت الآن إلى حفر فجوة هائلة بين الأتحاديين وبين شخصك ولكنك لم تنجح فى إبعاد جماهير الختمية عن أنتماءآتهم الأتحادية لأنّ كثيرا منهم غير راض عما تفعل.
    وحينما أنتقلنا إلى المعارضة كان أهتمامك منصبّاً على إبعاد الأتحاديين عن مواقع تمثيل الحزب فى المعارضة مع أن الأتحاديين هم الذين أعلنوا أول بيان للمعارضة فى الخارج ـ وأنت فى السعودية ـ وفى منزل واحد منهم عقد أول أجتماع للتجمع الوطنى فى الخارج لأنهم كانوا أصحاب مبادرة فى تجميع الصفوف ، وقد أرسل الناطق الرسمى باسمهم أول برقية إلى الملك فهد تستنكر تأييد حكومة الترابى لغزو صدام للكويت نشرتها الصحف السعودية فى عنوانها الرئيسى كما نشرت رد الملك فهد عليها شاكرا ومقدرا... وكانت تلك البرقية سببا فى إيقاف قرار طرد السودانيين من المملكة كما أخبرنا بذلك سفير المملكة بالقاهرة.,,, فماذا كان ردّ فعلك على ذلك النشاط من الأتحاديين ؟؟ لقد تملكتك الغيرة فى وقت كنا نتوقع فيه أن تفرح بنا ، فحضرتَ إلى القاهرة وشرعت فورا فى بثّ الفتنة بيننا وطالبت بأبعاد المتحدث الرسمى باسم الحزب هذا الذى " تسرّع فى إعلان المعارضة باسم الحزب" ، وبادر بمخاطبة الملك فهد لحماية السودانيين وإدانة حكومة الأنقلاب، وأجتهد فى إجراء الأتصالات وتنظيم المسيرات باسم المعارضة. ثم واصلتَ الجهود لوأد العلاقة بين الأتحاديين والختمية ولم يهدأ لك بال حتى وضعت أتباعك الخواص فى أعلى مراكز الحزب والمعارضة وأبعدت من كانوا معك من الأتحاديين والمخلصين من الختمية.
    4 ـ بغضك للمثقفين وضيقك بهم كان وراء مأساة العلاقة بينك وبين أناس لم يرفضوا وضعك فى المقدّمة ولم يحاولوا منافستك على القيادة. أسميها مأساة لأنك تخصّ بالكراهية والضيق مثقفى الحزب وتتعمد أستبعادهم كلما أحتجت إلى من يفكر أو يكتب أو يتحدث اللغة الأجنبية وتستجلب أناسا من خارج الحزب ليعاونوك على كتابة رسالة أو صياغة فكرة أو إجراء مقابلة مع أجنبى ومثقفوا حزبك مبعدون يضربون كفا بكف. لقد حاولنا أن نمنحك الطمأنينة على موقعك بشتى الوسائل ولكننا عجزنا عن إزالة هاجس المخاوف الذى ينتابك من ا لمثقفين والذى يصور لك أنهم هم الأعداء الحقيقيون لك. فحاولتَ دائما أن تهينهم وتكسر شوكتهم باستقدام كل من تبعث به الأحزاب الأخرى لكى يتجسس عليك وما زلت سادرا فى هذا حتى مؤتمر القناطر الذى أدخلت فيه إلى اللجنة التنفيذية واحدا من هؤلاء. كلّ ذلك جعلنا نقتنع بأنك لم تفارق مقولتك الشهيرة " أنا ما حأكرر غلطة السيد على الميرغنى لما أتعاون مع المثقفين بقوا زعماء " وهذه غلطة منك أنت . فمن ناحية لم يكن السيد على نفسه ليقول ذلك عن الأزهرى وزملائه لأنهم كانوا زعماء بالأصالة ، ومن ناحية أخرى لم نكن نحن ـ ممثلى الوطنى الأتحادى فى الحزب الموحد ـ نرغب فى منافستك على زعامة الحزب.
    5 ـ رفضك القاطع للديمقراطية والمؤسسية زعزع أركان الثقة بالحزب وسط جماهيره التى تجرعت المرّ وهى ترى حزب الأمة ـ الذى كان متهما بالتبعية العمياء ـ يعقد مؤتمراته وينتخب قياداته ويحتكم إلى جماهيره حتى فى مسألة " الأمامة " ... وترى حزب الدكتاتورية والقهر والتخلف الذى وثب على السلطة يعتمد الديمقراطية الحزبية ـ التى حَرَم منها الشعب ـ منهجا له للوصول إلى قراراته وتشكيل قياداته... بينما قيادة الأتحاديين لا تعتمد إلاّ المراوغة والتهرّب والأقصاء وزرع الفتنة وشق الصفوف وتأليب الختمية على الأتحاديين، وتنتهى إلى رفض عقد المؤتمر العام للحزب وتنفق الملايين بسخاء لتجلب الوفود إلى خارج السودان ظنّاً منها أنهم أرِقّاءُ السياسة وليس حضورهم فى الحقيقة إلاّ تعبيرا عن ضيعة الأتحاديين وهوانهم على الناس.
    ونحن نعرف تماما تكتيكك المفضل فى امتصاص غضب الأتحاديين، الذى يبلغ الحلقوم بين فينة وأخرى، مطالبين بعقد المؤتمر العام واعتماد المؤسسية ، فكلما طغى هذا الغضب وأصبح مهدِّدا لك لجأت أنت إلى مخادعة الجماهير والقيادات بتقديم المشروعات الوهمية لأقامة المؤسسة الديمقراطية ودعوت إلى مؤتمر مفبرك يحضره مندوبون بالطائرات من بلاد عديدة ويبصمون على ما تريد مثل مؤتمر المقطم ومؤتمر القناطر وغيره من المؤتمرات العديدة التى دعوت إليها دون أن تعقدها بهدف إجهاض الأحتجاجات وقتل الموضوع. تستطيع ـ كما قيل ـ أن تخدع كلّ الناس لبعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كلّ الناس كلّ الوقت.
    6 ـ وأمتدادا لضيقك بالمثقفين تفاقم عندك الحرص على رفع شأن الذين لا يعلمون فوق الذين يعلمون، والأصرار على تقريب واصطحاب العناصر الغريبة والمشبوهة والأقل خبرة. فأنت ما زلت منذ الأنتفاضة تنقِّب فى التوابيت لتستخرج منها جنائزَ تقود الحزب وتكون واجهة له تحت أشرافك المباشر حتى أصبحت مواقع القيادة ومنافذها مسرحا للأشباح.
    وحتى فى إطار أسرة المرغنى فأن حرصكم على تولية وتقديم الأشباح أدى إلى إهمالكم الغريب لأبناء الختمية فى كسلا أحفاد عمكم شقيق والدكم "السيد أحمد" شريك والدكم الطبيعى فى كلّ شيئ وهم مفخرة هذا البيت ذكاء ووطنية وإحساسا بالجماهير، بل يثير الدهشة فى أساليبكم هذا التآمر ا لمستمر ضدّ " محمد سرالختم" الذى دفعته مؤآمراتكم إلى العودة إلى السودان والأنضمام إلى حزب المؤتمر الأنقلابى. فهل " يَرْكَنُ فى الدُّنيا إليك خليلُ " يرغب فى القيام بدوره الوطنى فى هذا الحزب ؟؟
    7 ـ أتضح بجلاء أن ضيقك بالنصح والمشورة يكمن وراء هذا النفور والأستبعاد ،
    وما زال الأتحاديون يتذاكرون موقفك بعد أن فرغنا من إعداد وثائق مؤتمر أسمرا 1995 الذى ساهم فيه الأتحاديون بوضع فكرة " حقوق الأنسان " بدلا عن فكرة " العلمانية " أو رفض الدين. وكانوا هم الذين أصروا على مناقشة " القضايا المصيرية " بينما كان بعض أعضاء التجمع يخاف من أثارتها فى مؤتمر أسمرا. وحينما عدت أنت من غيابك وبدأ العدّ التنازلى للسفر وتكوين الوفد المسافر قالوا لك : من الطبيعى أن يذهب محمد سرالختم وعلى أبوسـن لأن الأول زعيم معروف هناك وقبائل المنطقة منهم أخواله والثانى قبيلته الشكرية حدودها مشتركة مع أرتريا وبعضهم يسكن داخلها وهو متزوج أبنة ناظر البنىعامر ونصفهم فى أرتريا، فكان ردك : (عشان كده ديل الأثنين ما يكونوا فى الوفد ، عايزينّهم يبقوا لى زعما هناك؟‍!!) فسافرت بوفد لم يستوعب ما أُعِدّ من وثائق وظهر جليا عجز الحزب وهوانه أمام هامة د. قرنق العالية وانتهيتم إلى توقيع أتفاق معيب يسمح بتقرير المصير قبل إجراء انتخابات عامة يعرف فيها شعب الجنوب والشمال قادتهم ليتحقق الأستقرار أيا كان الخيار.
    وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف أن رجالا شرفاء مثل الأساتذة مرغنى سليمان وأمين عكاشة وغيرهم شباب كثير كانوا من أقرب الناس إليك ضقت بنصحهم المخلص فضاقوا بك، وجفوتهم فجفوك، وأبعدتهم فأبعدوك.
    وما زال الأتحاديون يتذاكرون كيف سقط وفارق الحياة بفعل الغيظ وجرح الكرامة والضيم رجال أعطوك من جهدهم ومالهم وذات أنفسهم ما شهد به الأعداء ثم فوجئوا بالخذلان والعقوق لمجرّد إبداء رأى مخالف لك. منهم د. عثمان عبدالنبى وإبراهيم حمد ويوسف أحمد يوسف وغيرهم كثير.
    8 ـ فَهْمُك لاتفاقية توحيد الحزبين " الوطنى الأتحادى " و " الشعب الديمقراطى" ينطوى على الرغبة فى الظلم والتشفى والأذلال للأتحاديين وهذا واضح، ولكنه ينطوى أيضا على المكابرة والأفتراض بأنك أذكى من والدكم السيد على وأقدر منه، وكان رحمه الله يعرف الأضرار الكامنة فى محاولة تولى رئاسة الحزب من جانبه فقرر ترك تلك المهمة لمن هم أعرف بها وأقدر عليها ، ولم يكن السيد على فى موقف ضعيف أو مُتَهَاوٍ بل على العكس كان صاحب نفوذ وكلمة داخل الحزب الموحد برئآسة المرحوم الأزهرى. وكان ألأجدر بك أن تستجيب لندآت الشيخ الجليل حمد كمبال ومئآت " خلفاء " الختمية الذين ناشدوك وما زالوا الأبتعاد عن هذا "الدَّرْب الغِوِيْتِسْ " الذى سلكته بنا فأضعت سنوات عمرك وعمرنا، نحرث فى البحر.
    ويُعتَبر إصرارك على رئآسة الحزب تنكُّرا للأسس التى قامت عليها إعادة توحيد الحزبين الأتحاديين وتوزيع الأدوار بين القيادات ، ومن الواضح أنك قررت الأستفادة من الفراغ الذى خلّفه رحيل قيادات الصف الأول من الوطنى الأتحادى قبل الأنتفاضة فحاولت أن تَكُونَ أنت الواجهة الوحيدة للحزب ساعيا بذلك إلى فرض واقع جديد متنكّر لأسس التوحيد فقررت أن تكون رئيساً للحزب والطائفة معا.
    وربما دار بخَلَدِك أن من حقّك أن تجارى السيد الصادق المهدى الذى تحول ببيت المهدى من " رعاية " حزب الأمة إلى رئآسته. ولكن الفارق كبير، فبغض النظر عما أثبتته تجربة السيد الصادق بصورة قاطعة من أن حزب الأمة لن يفلح ما لم يخرج من جلابيب" حزب الأُسْرة " وتصبح رئآسته مفتوحة لكافة أبناء الشعب ، فأن طموحات الصادق المهدى مبررة بعلمه وثقافته العالية ونظرته التحديثية، وإن لم تنجح هذه المؤهلات فى إخفاء الصورة ـ التى ظلّ يتردد طويلا بين نزعها والأنطلاق خارجها وبين الأستسلام لقيودها وأصفادها المعيقة سياسيا ـ صورة الزعيم الدينى، الأِمام، شيخ الطريقة واجب الطاعة. أما حالتك يا أخى السيد محمد فأنها تختلف. ذلك أن جماهير الأتحاديين ، وحتى الختمية ، هى جماهير مناطق الوعى التى أنجبت الزعماء الوطنيين التقدميين المثقفين العلماء الذين قادوا النضال وحققوا الأستقلال. ولعلّ حزب الأمة كان سيكون أقوى وأكثر تماسكا لو أن السيد الصادق أكتفى بموقع المفكر والقائد الروحى وله فى ذلك باعٌ لا يُدانَى ، والأمر هو هو بالنسبة إليك لو أكتفيت بالزعامة الروحية. . وعلى أية حال ، فالمقارنة غير قائمة أصلا، لا شكلاً ولا موضوعاً.
    (9 )ـ وُلِد حزب " الأشقاء " والأحزاب الأتحادية فى أحضان الجمعيات الأدبية ثم مؤتمر الخريجين. وكانت الثقافة والعلم والأدب والشعر وتذوّق الفنّ والجمال هى سمات القادة وصفاتهم ومدار أُنْسِهم وأحاديثهم ومناجاتهم للخالق المبدع... ثم جاء عصرك يا أخى عثمان ... ويا لها من فاجعة !!! أقفرت الرياض ، وسكتت العصافير المغرّدة ، وحلّت الطبول الجوفاء، والنميمة العرجاء، وصيحات " أبوهاشم " بأصوات البِغال، محلَّ فصيح العبارة وبليغ الأشارة وجيّد الشعر وراقى المشاعر. وكم أحسست بالغربة وأنا أجلس معك وحاشيتُك بين يديك فأفتح عينى على كثير منهم ولكن لا أرى أحدا، وكم نازعنى بيت شعر فى جلساتكم فأنظر حولى وأخنقه فى صدرى لأننى أعرف أنه سيقع على "العتمور".
    10 ـ لقد قمتَ باستغلال قوة الدفع الكامنة فى الزخم التاريخى لاسم " الأتحادى " واستخدمتها فى سبيل إثبات وجود ضبابى وتكديس أموال سريّة لا يعرف قادة الحزب مصادرها كلها ولا شروط منحها لك. ولكنك تعمّدت عدم أستغلال قوّة الدفع تلك من أجل توحيد الأتحاديين فانهارت على يديك صورة ذلك الحزب الأتحادى العملاق الذى بهر السودانيين بمقدرات قادته ومواهبهم وبراعاتهم ونُبْل نفوسهم وعطائهم من ذات أنفسهم ،وعجزتَ عجزا مزريا عن إبراز مَقدِرات الحزب وأدائه وفكره ووطنيته ، فقزَّمْتَه وقد كان مارداً ، وأخرستَه وقد كان ناطقاً ، وأعجزتَه وقد كان قادراً ، وجمَّدتَه وقد كان بحراً زاخراً.
    أخى السيد عثمان
    لهذه الأسباب وغيرها مما آثرت عدم ذكره الآن، أقول لك أنك لا تصلُح لأن تكون زعيما أو رئيسا للأتحاديين ، وأنك غير مؤتمن على هذا الحزب.
    وللأتحاديين أقول:
    نحن الآن فى مفترق طرق فاصل ، وقد صبرنا على تعدّى السيد عثمان المرغنى واستيلائه دون وجه حق على قيادة الحزب الموحد مع إبعاد كلّ العناصر التى تمثّل الفصيل الأكبر ـ الوطنى الأتحادى. وقد كان بين صفوفنا ، وما زال ، نفرٌ يظنون أن هناك أملاً فى إصلاح ما أفسدته قيادة المرغنى.ولكن الحقيقة غير ذلك تماما.
    ولست بحاجة إلى تكرار الأسباب التى أقنعت عددا كبيرا من الأشقاء باستحالة إصلاح ما فسد ، فقد أوضحتها فى خطابى المفتوح إلى السيد عثمان المرغنى فى الصفحات السابقة.
    ويكفى أن أشير إلى سبب إضافى واحد وهو أن مصير السودان يقرر الآن فى غياب الأتحاديين، الممثلين الشرعيين للحركة الوطنية. ومحمد عثمان هو المسئول الأول عن هذه الخيبة وهذا الغياب. وقد كتب بعض الأشقاء مؤكدين مسؤليته : ( لم تتحرك قيادة المرغنى فى أتجاه تعبئة الجماهير الأتحادية خاصة،والشعب السودانى عامة فى أتجاه فضح وتعرية قوى الهوس الدينى وعزلها وضرب مواقعها واجتثاث جذورها وتجفيف منابعها والتبشير بسودان المستقبل ، بل أن هذه القيادة ساهمت بصورة مباشرة فى تقوية تلك القوى الظلامية حينما تقدّمت إلى الرأى العام السودانى بمسودّة لما أسمته " دستور إسلامى " بعد الأنتفاضة مباشرة جاءت أشدّ بؤساً ونكيراً من مشروعات قوى الهوس والظلام ) ويكفى أننا مغيّبون تماما عن الساحة بينما تعمل قوى التخلّف نيابة عن الشمال فى نيفاشا على هدم مقوّمات الهويّة السودنية بالأصرار على دعوى التمايز الثقافى ، الذى يلبسونه ثوب الخصومة الثقافية والعقائدية بين الشمال والجنوب فى حرص أعمى على تقسيم أبناء القطر الواحد ثقافيا على أساس دينى ، مما جعل مفاوضات السلام فى نيفاشا تقوم على قاعدة تكريس التمايز والخصومة الثقافية المزعومة بين جنوب الوطن وشماله ، وليس على أساس توحيد البلاد وتعايش الثقافات فى ظلّ نظام حضارى مستنير. وهو ما كان ينبغى أن يدعو إليه حزبنا الذى أصبح مختطَفا ورهينة تزايد على الجبهة الأسلامية فى ضروب المتاجرة بالدّين.
    دعوة إلى مؤتمر أتحادى لفضِّ العلاقة مع قيادة الختمية
    أيها الأخوة والأخوات ، الأشقاء والشقيقات،
    لقد تمت إعادة توحيد الحزب الوطنى الأتحادى مع حزب الشعب ـ قيادة الختمية ـ سنة 1967 تحت ظروف ضاغطة ومخاوف مما كان يحاك ضدّ التوجهات التحررية للسودان بقيادة الزعيم أسماعيل الأزهرى، وبسبب التعجّل فى أتخاذ إجرءآت التوحيد والخوف من أن تتحفّظ عليها جماهير " الوطنى الأتحادى" ولجانه بسبب تأييد المرغنى لدكتاتورية الجنرال عبّود ، رأت قيادة الأتحاديين إرجاء عرض قرار التوحيد على مؤتمر عام للحزب لتصبح إجازته قانونية وملزمة. ومن ناحيتها لم تهتم قيادة الختمية بعرض الأمر على جماهيرها ولكنها تعهّدت بالوفاء للأتفاق. ثم جاء أنقلاب مايو بهدف إجهاض هذه الوحدة واعترف د. أحمد السيد حمد فى الصحف باشتراك محمد عثمان المرغنى فى الإعداد للأنقلاب وأنه نقل جزءً من أسلحة الأنقلابيين وخزّنها فى مزرعته بقرية " تنقاسى " . فبالأضافة إلى نقصان شرعية قيام الأتحادى الديمقراطى جاءت الخيانة ، بعد التعهّد والعهد ، لتجعل فكرة الوحدة مهزلة، وكان على رأسها ولىُّ عهد السيد على المرغنى ( فَوَا عَجَبا ً أنْ وُلِّىَ العهدَ غادِرُهْ )
    ولم نكن لنثير هذه المسائل وننبش الماضى لو أنّ الوحدة ـ ونحن وحدويون ـ سارت فى أتجاهها المرسوم أو ألتزمت بأسسها الصحيحة.
    لكلّ ما سبق ذكره ، فأننى أدعو الأتحاديين والأحرار الصادقين من الختمية، وهم كُثْر، إلى إجراء مشاورات عاجلة لعقد مؤتمر جامع للقيادات :
    1 ـ للنظر فى مستقبل الحركة الأتحادية ،
    2 ـ وأتخاذ القرارات الكفيلة بأنشاء حزب أتحادى حر يعتبر أستمرارا لنبض الحركة الوطنية المستنيرة،
    3 ـ واتخاذ قرار بفضِّ العلاقة نهائيا مع قيادة محمد عثمان المرغنى ومن تبعه من المحسوبين على الأتحاديين أو أحرار ألختمية
    4 ـ أختيار قيادة جديدة للأتحاديين .
    ـ قيادة أمينة صادقة تتمتع بالشفافية والأستقامة السياسية .
    ـ قيادة تعتزّ بالتاريخ الوطنى للأتحاديين.
    ـ قيادة مثقفة مستنيرة واعية ترفع أسم حزبنا بين الأحزاب التى يقودها كلها رجال مثقفون.
    ـ قيادة تقدّم المبادرات ولا تعمل بردود الأفعال.
    ـ قيادة تعتمد الفكر والدراسة سبيلا للوصول إلى القرار.
    ـ قيادة لا تسعى بين أبنائها بالفرقة والنميمة والخصام.
    ـ قيادة تتميّز بالشجاعة والقدرة على المواجهة.
    ـ قيادة تشرفنا أمام أجهزة الأعلام ،ولا ترتعب وتقبع فى جحورها خوفا من مواجهة الميكروفون والكاميرات والأسئلة الصعبة.
    ـ قيادة تعرف العالم وما يجرى فيه والأفكار التى تحكمه والأساليب التى تفكّر بها شعوبه.
    ـ قيادة تمثّل كلّ المبادئ والقيم والمرتكزات الفكرية التى نؤمن بها كوطنيين وحدويين، نسعى إلى العدالة الأجتماعية وإلى حريّة الفكر فى إطار حرّية الفرد ، وديمقراطية التنظيم ، وحكم المؤسسة.
    5 ـ أية مواضيع أخرى يقرر المؤتمر مناقشتها.
    هذه هى رسالتى ، وهذا هو أقتراحى لكل الأشقاء والشقيقات فى هذا المنعطف التاريخى الهام. فيا رجال وأبناء وأحفاد قادة الحركة الوطنية المجيدة.. هُبّوا للدفاع عن حقّكم فى الكرامة والمستقبل.





    الهيئة العامة .. فرصة الإتحاديين التاريخية لتقويم مسار حزب الحركة الوطنية

    قريبا منبر القوى الحديثة لتقويم تجربة القيادات الإتحادية

    إشراك كافة القوى السياسية في السلام، الضمانى الحقيقية لجعله واقعا معاشا

    على الهيئة العامة أن تعمل كي يعود حزبنا إلى منابعه الأصيلة كحزب ليبرالي ديمقراطي يحق لكل سوداني الانتماء إليه بغض النظر عن قبيلته وثقافته ودينه



    المرجعيات أصداء وآراء

    توالت ردود الأفعال حول مؤتمر المرجعيات بالقاهرة وكان الكم الغالب فيما نشر من مقالات وصدر من بيانات وتصريحات فيه إدانة ورفض شديد للكيفية التي تمت به وما دار فيه وما تمخض عنه.

    ومن الغريب أن تأتي الإدانة من بعض القيادات التي ظلت قريبة من المرغني لفترة طويلة وهم من الخاصة التي تدري كيفية تفكيره وأساليب تعامله مع الآخرين وهي شاهدة على الكثير مما دار في معارضة المرغني بالخارج .. معتصم حاكم وأحمد السنجك..

    هذا وقد أدان المؤتمر الكثير ممن شاركوا في المرجعيات وأحبطوا ووصلوا لقناعات بأن ما دار هناك يعكس الصورة الحقيقية لماضي ومستقبل ادارة هذا الحزب في ظل المرغني وماهي الأساليب التي ينبغي انتهاجها للوصول إلى المواقع القيادية في حزب السيد .. كل من كان له بصيص أمل اقتنع بأنه أصبح من الاستحالة بمكان في ظل الوضع السابق والوضع الجديد للحزب وقد عبرت عن ذلك بيانات فرعية الحزب باليمن وبيان مركزية الدائرة 32 شمبات وبيانات مركزية الدائرة 31 بحري وبيان مركزية الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين بالجامعات والمعاهد العليا وما شهدته ساحات الجامعات الداخلية من منابر نقاش ساخنة تناولت المرجعيات بالنقد اللاذع، والعديد من المقابلات التي غمرت الصحف وعبرت عن آراء الداخل والخارج كردود فعل طبيعية لما يحلم به الجميع لحزب الحركة الوطنية، حزب المبادئ والمؤسسية والديمقراطية الملتصق بالجماهير المعبر عنها والملبي لطموحاتها وآمالها وليس جزب الأسرة الواحدة حزب الإشارة ومصالح بعض الفئات الانتهازية ليعود حزبنا الحزب الفاعل والمؤثر في قضايا الوطن وليس المتفرج على إعادة صياغة السودان الجديد مختذلا تاريخه الطويل من الاستقلال إلى السلام في المرغني والمقارنة متروكة للجميع.





    (عدل بواسطة Hani Abuelgasim on 10-17-2004, 02:05 AM)

                  

10-10-2004, 04:32 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الأشقاء الأعزاء ...
    لمزيد من الايضاح سأقوم بنقل وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة وجانب من منشوراتها.. لتتضح توجهاتها للجميع .. سأورد هذا في نفس البوست ترشيدا للباندويث

    بإذن الله ... (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله)
                  

10-10-2004, 10:24 PM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الاخ هاني تحياتي ياشقيق
    اولا فيما كتب كمال عباس , ان محاولة الاصلاح فشلت في العهد الديمقراطي الثالث او الديمقراطية الثالثة , صحيح ولكن السؤال لماذا لم تنجح؟المحاولة اتت من جماعة خرجت عن اجماع الاتحادين وقتئذ , لم تتعدي دعوتهم حدود الخرطوم لم يعرف احد علي محمود حسنين في جنوب كوستي او يسمع به.الاصلاح هذه المرة قادم من الاقاليم كل ابناء منطقة عازمين علي تمثيل انفسهم في الحزب لا وصاية ولارعاية ,ليس القصد من الطائفيه رجالات الطرق الصوفيه روافد الحزب الاصيلة من الذين اسسو العقيدة الاسلامية في البلاد, ولم يمارسوا الدخول الي بيوت السلاطين, هم حفظة حق وحفظة لاركان الدين , الذين يصومون في الهجيرة , ويقيمون الليالي تتجافي جنوبهم المضاجع ,خاوية بطونهم من الزاد متقرحه اجفانهم, هداة البشر في كل مشكل. الطائفيه نعني الكثير تحويل الطريق الديني الي حزب سياسي.خرج الشريف زين بمجموعته وهو لايستهان به وباسرة ود الهندي , والشريف زين قال في الجنة لايريد ان يجلس مع السيد محمد عثمان,خرج السيد محمد سر الختم لاسباب لايعرفها كثير من الناس,الحاج مضوي ومحمد اسماعيل الازهري , اضف اليهم ابناء الاقاليم الذين قابلوهم في ديارهم.المرجعيات مثلها قوم لاعلاقة لهم بالحزب الاتحادي الديمقراطي
                  

10-11-2004, 03:30 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    التحايا النواضر..
    الشقيق الصديق- هانى..
    من اجل ..انتفاضة الجيل الصاعد..
    من اجل ..Hani Abuelgasim..
    اعدك لو جدت وقت انا اساهم معك بالنقاش كبقية مواضيعك التى تطرحها..

                  

10-11-2004, 03:33 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الأخ هاني
    تحية
    الواقع أني لم أدمغ الحزب الأتحادي بالتقليدية وأنما
    قلت أن في حنايا الحزب تيار تقليدي لاينبغي أقصائه
    وأكدنا علي ضرورة التحديث والمؤسسية في أطار فهم
    التركيبة الأجتماعية والثقافية القائمة... وجهة نظرك
    التي طرحتها من خلال الردود جيدة ويمكن التحاور معها
    والواقع أن ما دفعني أصلا للمشاركة هو هذه الفقرة
    العجيبة...
    ابع
    Quote: نحو حزب اتحادي ديمقراطي ليبرالي مفتوح – مستقبلنا في حزب غير طائفي وغير عقائدي
    ..
    Quote: خرج الشريف زين بمجموعته وهو لايستهان به وباسرة ود الهندي , والشريف زين قال في الجنة لايريد ان يجلس مع السيد محمد عثمان,

    أما أمثال زين العابدين الهندي وأحمد بلال والدقير
    فقد أختاروا بأرادتهم التحالف مع السلطة والتخندق
    في معسكر القمع والأرهاب والشمولية
    ولم يجروء هولاء حتي
    علي مثل أحتجاج وتململ الأنتهازي مبارك الفاضل...
    رهنت هذا المجموعة تاريخ ومبادئ وأسم هذا الحزب العريق
    للأنقاذ
    والأخطر من ذلك ظل زين العابدئن يدعو منذ
    مؤتمر فصيله في يونيو 2003 للأندماج في المؤتمر الوطني
    لذا ليس من العجيب أن تختار هذه المجموعة جنة
    الأنقاذ ووهج السلطةوبريقها بدلا من النضال الدوؤب
    في أروقة الحزب أو حتي في أي منبر خارجه ( فالخيارات السياسية لاتنحصر في البقاء في دائرة الميرغني
    أو الوقوع في مستنقع الأنقاذ) ..
    ...أذا فقد أختار
    هولاء طريقهم بوعي وأدراك مما لايدع أي مجال للتحسر
    عليهم أو التعاطف معهم ..
    كمال

    (عدل بواسطة kamalabas on 10-11-2004, 03:37 PM)
    (عدل بواسطة kamalabas on 10-14-2004, 09:00 PM)

                  

10-14-2004, 11:43 AM

محمد ابو القاسم
<aمحمد ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الغالي الشقيق الرفيع جدا هاني
    تحياتي واشواقي
    حقيقي هذا اول يوسط ارد علية منذ تسجيلي في الموقع
    وكانت المساهمة كما تري
    عموما هذه بداية لتواصل والتفاكر من اجل حزب معافي ودمت
    -------------------------------------------------
    وتمتد الرؤيا بعد الرؤيا الي الابد
    --------------------------------------------------------------------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مابين حديقة الازهري وقناطر المرجعيات

    الطريق الثالث

    هذه الاحرف كتبت لتاريخ

    ان ما بين تلك الحديقتين من سحر وبعد مكاني وموقفي ومبدي جعل الكثيرون تتفرغ بهم السبل والاراء ما بين مؤيد ومعارض لتلك الهيئة وذاك المؤتمر ان ما يحدث الان لحزب الحركة الوطنية من تشرزم وتباعد داخلي ادي بة الي الي الدخول في مازق الفرقة وهذا ليس مستبعدا لانة أساسا قائم علي تحالف ما بين مجموعة من المثقفين وطائفة دينية فلابد من ان هنالك فروقات وجراح ظلت تطغي لسنوات في تلك الانفس بعضها تجاه البعض فان المثقفون يدخلون الحزب عبر بوابة الوطنية مؤمنون بالديمقراطية والاشتراكية الديمقراطية كبرنامج اقتصادي عادل وشخصية سودانية مازجة من بين العروبة والافرقانية واحترام لاديان والمعتقدات الروحية وسيادة الدولة بعتبارها دولة حقوق وواجبات فهل تتناسب مع الانتماء مع الانتماء لسيد او امام طائفي يتم اختيارة بالوراثة كما كان في الدولة الاموية والعباسية ويكون لة السمع والطاعة وتدار التجارة باسلوب راسمالي وهو صاحب جزور نبوية شريفة وهم عربي ابن عربي وان الدولة دولة الاسلام وهذه الافكار التي يعتقد الختمية انها المخرج لا تتناسب وواقع السودان المتعدد ثقافيا وعرقيا ودينا هذا حدي بمجموات من الاديان من اصحاب الديانات الاخري في الاعتكاف في الدخول الي اروقة الحزب .

    فبعد كل هذا الاختلاف الفكري ظلنا متحالفون لسنوات خمسين مضت وكانت الخروجات والردة هي ديدن المثقفون وحقيقة الامر ان الخلاف الفكري والتنظيمي بدا بعد رحيل الازهري وجيل كامل انتهاء بوهج ونور الحركة الاتحادية الشريف حسين الهندي ابان العهد المايوي وبعد رحيلة مباشر بدا النظر الي من بقوا من القيادات الشابة فكان اولهن الحاج مضوي ومعة مولانا محمد عثمان المرغني وعلي محمد حسنين ود/حسين ابو صالح وسيد احمد الحسين واخرون ولم يكن ابن الازهري داخل المنافسة نسبة لصغر سنة وحداثة التجربة وبعد انتفاضة رجب ابريل تقسم الاشقاء الي اتحادي ديمقراطي بقيادة المرغني ووطن اتحادي بقيادة علي محمود ووحدة وادي النيل بقيادة حسين ابوصالح ودخلوا الانتخابات بكل تلك المجموعات وكان تنافسا بغيضا علي بعضهن البعض .علي العموم ظل الحزب علي ما فية الي قيام انقلاب 30 يونيو وخرج محمد عثمان المرغني الي المعارضة ليراس التجمع الوطني الديمقراطي بعيدا من الحزب ومتجا هلا ما يدور في الداخل ولم يقوم بتطوير واعادة دفة البناء واذكر هنا المثل الشعبي الذي يقول (ركاب سرجين وقيع) فوقع مولانا المرغني من قلوب القواعد نسبة الي الابتعاد المكاني وكان كبيرا في القاهرة واريتريا ومكة المكرة بمواقفة الثابتة تجاة النضال والمعارضة لنظام .لكن حزب مثل الاتحادي لايدار عن بعد فلابد من من التلاحم مع الجماهير فان الجماهير الاتحادية تري اخرون مثل حسنين والازهري وسيد احم معهم ويواصلهون اجتماعيا حالتهم مثل حالهم ولذا كسب هولاء ثقة الجماهير وحبهم وكان الاجدي من المرغني تعين رئيس لحزب او ارسال الصلاحيات لامين العام ليدر الحزب في الداخل .ان هنالك اشخاص قلة يقولون لمرغني ان الخرطوم وكل الاتحادين يهتفون بحياتة وهذا صور لمرغني ان الحزب بخير ان حزب مثل الاتحادي ظل معارضا لي سنوات منذ الاستقلال الي اليوم عدا سنوات تعد بالاصباع كيف يكون بخير ؟عدا بعض النشاط الطلابي في الجامعات والمعاهد العليا وبعض الندوات والاجتماعات ان الطلاب ظل الصوت الوحيد الذي يدافع عن الحزب وافكارة طول سنوات الانقاذ الاخيرة قطاع قوي ومبدي اقتلع الكثير من الانتخابات وناضل .ان هذا هو الحزب الاتحادي فبدلا من الدعوة الي مؤتمرات وهيئة عامة لاعضاء لابد من قيام موتمر لنقد الذات ليس النقد فقط انما لجلد اذا ادعي الامر وبدا من الجلوس في حديقة الازهري الخشبية والحديث عن رفض مولانا واخرون جالسون في دار ابي جلابية يتكلمون الفرسان الاربعة كان الاجدي ان نعترف باننا مخطئون أول من يقولها محمد عثمان المرغني مرورا بالفرسان الاربعة الي اصغر شقيق في روابط الطلاب الاتحادين اننا اخطينا في حق حزب الوسط الوحيد القادر علي احداث الحراك السياسي اذا لعب دورة بقوة ,والارتقاء بالاداء السياسي العام اننا اخطينا كحرب حركة وطنية وحاصل علي الاستغلال علي الثبات المبادي والعض علي النواجز علي وحدتنا وقوتنا ولكن هيهات ان القوة التي يتكي عليها المرغني هي الطائفة الختمية وامولة القادرة علي ادارة حزب لكن فل يعلم المرغني ان هنالك جيلا في السودان لا يعرف من هو الازهري زعيم التحرر الوطني ناهيك عن محمد عثمان علي ان الرجال الذين يذهبون الي صناديق الاقتراع بحثا عن صندوق (سيدي ) قد ماتوا وبعضهم اصبح يبحث عن قوتة ومعيشتة ويكرة كل السادة.

    ففي عصر الانترنت والعولمة مات في جدار هذا الزمان كل القداسة والاباء الروحين والثقافة الجيدة فنحن في زمان الافكار والسخصية المستقلة والبرنامج الاقتصادي القادر علي اشباع الجوعي واضماد جراح الوطن الغالي .ان الاتحادين واعني الكبار منهم لم يعوا هذا الدرس بارغم من ان الطلاب الاتحادين وعوا هذا الدرس وواصلوا الي ما هم فية من برامج وافكار تتناسب مع هذا الاختلاف الفكري والثقافي والسياسي واصبحوا الاقوي في الجامعات السودانية وتمتلي روابطهم بالاشقاء .

    ان مؤتمر المرجعيات لا يمثل لا اعادة انتاج الازمة بصورة شرعية وانا اعني الشرعية لانها ظلت لسنوات مفقودة وهي سبب الفوضي التنظيمية القائمة ان موتمر المرجعيات والاختيار لة تم بصور انتقائية لان السيد واتباعة يعرفون خصومهم ولضمان مزيدا من الشرعية وعدم نسف الاجتماعات بالاراء المغايرة برغم من ان خروج سيد احمد الحسين وعلي محمود من الاجتماعات الاخيرة يمثل صفعة قوية لختميون ورئيسهم ان الاوراق التي تقدم فية الان لا يعرف احد من كتابها ولم يشارك احد من الداخل في صياغتها فهي اوارق قدمت من الكوادر الخارجية فاغلب الاتحادين في الداخل لا يسمعون عنها لا في الصحف وبعض الاشاعات ولو انهم نشورها في الملاء لما قام موتمر المرجعيات نهائيا فكل الافكار المطروحة الان لا تتناسب مع القيادات المثقفة ولا الطلاب والشباب وهؤلاء المجتمعين يسببون خطا تاريخيا بموافقهم علي الوراثة والقومية العربية والجمهورية الاسلامية والرسمالية .ان البرامج الفكرية مثل القومية العربية ماتت لان العرب اصبحت تحركهم مصالحهم وموشرات البوصات العالمية وليس عروبتهم والراسمالية كبرنامج اقنصادي قائم علي الية السوق الحر فاننا نجد انفسنا ننتج اقتصاد مشابة لما يحصل الان من فوضي اقتصادية وتضخم.والجمهورية الاسلامية تجعلنا خارج دائرة الوسط تماما بجانب حزب الامة والاسلامين يمينا .

    اما اصحاب الهيئة العامة فهي كانت المخرج الوحيد لنا وطريق جديد لتوحد وانا كنت احد الاسماء المرشحة اليها لاكن الان اصبحت تموت اكللانيكيا بعد خروج مجموعة من القيادات والرموز الامعة وبقي محمد اسماعيل والقوي الحديثة والاصلاح والمؤسسية والذي اشك في بقائة كثيرا فانني اعتقد ان لة رائ مفاجة كمفاجة الحاج مضوي الاخيره التي لم استغرب لها لان مضوي يقارب من التسعين في العمر .ويبقي السؤال لماذا لم يذهب ابن الازهري الي المرجعيات مع انة يبصم بحياة المرغني وظل يمدحة حتي اخر احتفال لاستقلال ؟

    ان الهيئة العامة التي وافقت علي مزكرة الطلاب التي تنص علي التريس في عقد اجتماعهم مع العلم ان المرجعيون ضربوا برجاءات الطلاب عرض الحائط الذين هم غير ممثلين في المرجعيات وطلاب الذين نعرفهم بفصلهم لامين العام السابق الهندي المسجل هل يقبلون بما حدث وهل هم سيفصلون الحاج مضوي كما فعلوا مع سابقة ؟

    ان الهئية العامة ستمثل ردة الفعل القوية لما سوف يسفر عن المرجعيون بحجم ما سوف يخرجون به .

    عفوا ايها الاشقاء ان ما يحدث الان في المرجعيات و الهيئة العامة ليس صراع من اجلنا ومن اجل الحزب بل من اجل افراد ومواقع فلكل رغبة قيادية يسعي ان يشبعها عبر التيارات والجماعات لوصول لقيادة.اننا نجد محمد عثمان المرغني ليس في حاجة لمزيد من الالقاب فهو رئيس التجع والاتحادي والختمية الم يحن الوقت بعد لتفرغ لسجادة الصوفية التي باعدت بينكما طرق السياسية ومنافيها وتبقي مثل اباك السيد علي راعيا لحزبنا الموقر اما علي محمود وسيد احمد واخرون تجاوز عمرهم الستين لا يحتاجون الي القاب او اسماء اخري لانهم يحملونها كلها .اما ابن الازهري الذي يعتقد ان الاحزاب تورث فلا يعنينا انة اب الزعيم فاذا اراد ان يكون محمد اسماعيل لشخصة ليس لاباه فضل في قيادة فرحبا بة في ديارنا لانة اعادة انتاج لازمة الاتحادية مرة اخري وغيرهم كثر .

    وتبقي هنالك الكثير من الاسئلة يجب ان تطرح بقوة

    هل اعضاء المرجعيات او الهئية العامة يمثلون القواعد؟

    هل الهيئة العامة لديها القوة لاستمرار ولديها البرامج البديلة فكريا وتنظيميا ؟

    لا يحق لشبان الحزب ان يحلموا بقيادة ورائسة الحزب ؟

    ان الطريق الثالث الذي اعنية يتمثل في :-

    1/اختيار لجنة تمثل كل التيارات والاراء لاعداد لمؤتمر العام وبدا من القاعدة الي القمة .

    2/اعدا برنامج فكري وتنظيمي وسياسي متلاءم مع الواقع السياسي والثقافي والجتماعي .

    3/اقرار لائحة وهيكل تنظيمي ودستور يستوعب الكل .

    4/تفضيل الاخر علي الذات وتقديمة .

    5/تناسي الخلافات الشخصية والدوافع الفردية والعمل بروح الجماعة.

    6/الاهتمام بالشباب والطلاب والمراء باعتبارهم القطاعات الحية داخل الحزب.

    7/العمل علي ارساء روح الديمقراطية وقبول الاخر والمؤسسية داخل الحزب .

    8/حل جميع التيارات والتجمعات الشخصية .

    9/لعب دور حزب الوسط بحق وحقيقة ودعم قوي المجتمع المدني وارساء روح السلام الداخلي والوحدة.

    ختاما نرجوا من الذين يعشقون الحركة الاتحادية وانتمائهم لوطن من الالتفاف حول طريقي الثالث كحل بديل لي مرجعية بلا مرجعية واي هئية بلا هئية واي نوع من الخداع اللبس ثوب الشرعية فلا شرعية لاحد لا الحزب الاتحادي ولن يموت الفكر في صدور الرجال ولن ندخل رؤسنا في الرمل ولن نصنع لنا تماثيل من الشمع تزوب بحرارة الديمقراطية والمؤسسية ولن نرضي بغير حكم الجماعة وعدم اعطاء اي صبغة طائفية او صفوية فنحن حزب الجماهير ومولودون نحمل اقلاما نهجي انفسها اذا اخطات ومدافعين عن الوطن والفكرة فلا زعامة ولا قداسة لا لي الحزب الاتحادي .

    ودام الحزب الاتحاي الديمقراطي

    ودام السودان والديمقراطية

    م/محمد أبو القاسم محمد سليمان

    صحيفة الوفاق
                  

10-14-2004, 11:47 AM

محمد ابو القاسم
<aمحمد ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    بسم اللة الرحمن الرحيم

    من الذي المستفيد من أنشقاق

    الحزب الاتحادي الديمقراطي؟

    ان المتابع لم يدور الان داخل اروقة الحزب من تباعد بين اطرافة برغم من التماسك القوي منذ خروج الشريف زين الدين الهندي ومجموعة وأنضمامهم الي الحكومة فكان الحزب مناضلا معارضا قويا ذو خط سياسي جيد فان الحزب من اتفاق جدة ظل يطاردة شبح الانقسام بحيث ان المرغني لم يستشير قيادات الداخل في هذا الامر المهم والمصير الموثر علي المسير العامة لحزب فاخرج الفرسان الاربعة سابقا بيانا منددين فية بما تم الاتفاق علية مع الحكومة بعتبار ان بعض البنود الواردة فية تتختلف مع المرتكزات الفكرية الاتحادية مثل الية السوق الحر والديمقراطية الرئاسية عموما بدا كل من الطرفين في الاعداد لمؤتمر عام لايجاد شرعية والدفاع عن المرتكزات الفكرية وعن النضالات وأخرون يبحثون عن مصالحهم الشخصية و التقرب من مناطق القوة في الحكومة عموما ان الحراك الذي تم في هذه الفترة كان رد فعل طبيعي لاتفاق جدة الاطاري .

    ان الاتحادي صاحب اقوي برنامج فكري واكبر قاعدة جماهيرية ومتعاطفين جعلت الحزب حجر عثر في طريق الاحزاب العقائدية ذات البرامج الفكرية الاتية من خارج الحدود بعتبار ان التحاديون وليد هذه الامة وعصارة افكارهم لاباء المؤسسون من حضر حمد واسماعيل الازهري والعقد الفريد من بقية اعضاء مؤتمر الخريجين.

    ان البعض من الاحزاب التي ارتد منها كوادر وانضموا الي الحزب واساسا كان لهم اجندة خفية وهذا ما بدا واضحا من الحاصل من التخريب داخل الاروقة التنظيمية واستفادوا من ان المرغني بعيد من السودان وبدا في الوشاية علي القيادات والتحريض ضدهم والعمل علي التباعد الذماني والمكاني ما بين ابناء الجسد الاخر

    ان الحزب الاتحادي الديمقراطي حزب جماهيري مفتوح لكل لهذا يجد البعض الطرق المودية الي مراكز صنع القرار علي عكس الاحزاب العقائدية ذات النظام الامني والتنظيمي المعقد .

    ان اكبر دليك علي ذلك في الانتخابات البرلمانية في العام 1986 حيث كانت هنالك ثلاثة احزاب اتحادية داخلة الي الانتخابات والحق يقال ان الاتحاديون يترشحون في كل دائرة بثلاثة نواب مختلفين وهذا جعل مجموع الاصوات يتبعثر بين المرشحين الثلاثة ان ما يحدث الان داخل الاروقة تخطيط استراتيجي لمرحلة ما بعد السلام والمرحلة الانتقالية حيث ان ما دار في الهيئة العامة ومؤتمر المرجعيات بداية لفرقة الموقتة واعني الموقتة لان الحزب مهما تبعثر لدية موازنات لابد من الاخذ في الاعتبار بهالا وهي ان الاموال القادرة علي الصرف علي حزب مثل الاتحادي مع مجموعة المرجعيات بقيادة المرغني وان الكوادر التنفيزية والقيادية المستنيرة سياسيا لدي الهيئة العامة اما المفكرين مع الشريف الهندي فبذلك تكتمل المعادلة الحزبية فتن في تلك الفرقة الشتات والواعين من الاتحادين يعون هذا التخطيط الملعون الذي ينهش في جسد الحركة الاتحادية لابد من الوقوف عندة والرؤيا ما وراء الاشياء بعمق وتمعن .

    هنالك دعوة الان تبنيناها في تيار الاشقاء الجدد لمحاولة رب الصدع الاتحادي ويجري الان العمل علي الاعداد علي الاواراق الخاصة بذلك وكان سبق ان تبنينا الطريق الثالث عبر مقال في صحيفة الوفاق بعنوان الطريق الثالث وكانت اهم النقاط الواردة فية هي :-



    1/اختيار لجنة تمثل كل التيارات والاراء لاعداد لمؤتمر العام وبدا من القاعدة الي القمة .

    2/اعدا برنامج فكري وتنظيمي وسياسي متلائم مع الواقع السياسي والثقافي والجتماعي .

    3/اقرار لائحة وهيكل تنظيمي ودستور يستوعب الكل .

    4/تفضيل الاخر علي الذات وتقديمة .

    5/تناسي الخلافات الشخصية والدوافع الفردية والعمل بروح الجماعة.

    6/الاهتمام بالشباب والطلاب والمراء باعتبارهم القطاعات الحية داخل الحزب.

    7/العمل علي ارساء روح الديمقراطية وقبول الاخر والمؤسسية داخل الحزب .

    8/حل جميع التيارات والتجمعات الشخصية .

    9/لعب دور حزب الوسط بحق وحقيقة ودعم قوي المجتمع المدني وارساء روح السلام الداخلي والوحدة.

    ختاما هذه الدعوة مفتوحة الي الكل من الاشقاء علي الالتفاف حول الطريق الثالث وتيار الاشقاء الجدد لمساهمة في الوحدة داخل الحركة التحادية وأنشاء تجمع اتحادي حقيقي علي الديمقراطية والمؤسسة والمساواة

    ودام الحزب الاتحادي الديمقراطي

    لنعمل معا من اجل:-

    حية الفرد-ديمقراطية التنظيم –حكم المؤسسة

    م/محمد أبو القاسم محمد

    تيار الاشقاء الجدد
                  

10-14-2004, 04:24 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    *****
    الشقيق أحمد:
    لكنها (أي الهيئة العامة التي ذكرت) وغيرها من الكيانات ذوات الأسماء, تكون طائشة الأسهم إذا ما زارت الجماهير وانخرطت في العمل التنظيمي الذي يستهدف خطب التأييد ونشر الوجود المظهري دون المضمون الواقعي لحركة التحرير الوطني السودانية ودورها المناط بها في أزمنة استهداف خياراتها في الديمقراطية والحرية والعدالة, لذا فزياراتهم ستخضع للتقييم بناء على هذه الأجندة وهي أجندة كل مواطن سوداني بدءا من أطفال المدارس وحتى عواجيز الشفخانات الخاوية والذين يتوسلون لله تعالي المنجي أن يكشف عنهم هذه (الغمـة) فمن هم الذين يقودون هذه الجماهير لتحقيق آمالها هل هم الذين يريدون تنظيمها في عقودهم هيئاتهم الإنقسامية, أم هم أولئك الذين ينافحون عن خياراتها في المنافي والوهـاد ويرفعون خياراتها في المنابر الإقليمية والدولية ؟؟؟؟
    هؤلاء هم الذين يسكنون قلوب هذه الجماهير وينالون احترامها لا أؤلئك الذين ذكرتهم (وبعضهم شرفاء لهم منا التحايا والإحترام) لكن الذين لم يقدروا وأؤلئك الذين أعطوا بقدر ما استطاعوا لن يتأتى لهم القدح في مساهمات أصحاب التضحيات الكبرى,
    *********

    لا يسعنا هنا إلا أن ننتظر .. ولا أقصد تحديك هنا ولكن السياسة تُعلم أن جميع الحسابات المنطقية قد تكون خاطئة حتى وإن راعت عدم منطقية بعض الظروف

    *********
    الشقيق أحمد:
    ثم يأتي منكم (خبراء) يزورون الجماهير في أماكنها ليصوروا لها أن الصراع إنما هو بسبب الميرغني وجماعة (الفنادق) ومن تحت أخمص أرجلهم؟؟؟
    **********

    هذا لم يحدث ولا يمكن لعاقل أن يضع نفسه في ساحة لم يتمكن بعد من معرفة أبعادها ليشهر سلاحه ... شخصيا أكن للمرغني كثير من الاحترام وفي نفس الوقت أخالفه كثيرا في طريقة قيادته للحزب وللمعارضة وأظنك لاحظت هذا أيضا في لقاء عز العرب حمد النيل في الاصدارة وعز العرب هو أحد قيادي هذه الحركة الاصلاحية ((الداخلية)) لا الداعية للانشقاق كما يتوهم البعض

    بعد ذلك أعود إلى تعليقك الذي سبق تلك العبارات
    **********
    الشقيق أحمد:
    وتلقيت الإجابات بعمق لتبينت أن الذي يحدق بالسودانيين ويكاد يمزق ما سمي بالسودان فيما سبق والذي رفع الأزهري علم استقلاله , هذا الخطر المحدق هو نظام الإنقاذ وليس غيره فمن سياسة الانقلاب صودرت الحريات والتي هي الهواء الذي تعيش عليه ذواتنا العاشقة للديمقراطية ومن مجمل سياساتها الأخرى نشأت وضعيات الإقصاء والإستئصال والحرب والمحق والسحق والتهميش والتمرد والتدويل في أروقة الهيئات الدولية.
    *********

    لا أريد أن أشكك في نوايا أي أحد أعلن معارضته للنظام (منذ بدايته) ولكن هناك أمر يطرح نفسه .. وهو هل هذه المعارضة تسير على طريق تعلم أين سيؤدي بها .. أم أنها معارضة لأجل اسقاط النظام ومن ثم الوقوع في مأزق إصلاح ما أفسده هؤلاء (الجبهة) .. ولماذا تعارض النظام؟؟؟

    لديموقراطية سلبها من الشعب؟؟؟ ماذا عن هذا المعارض هل يمارسها على مستوى حزبه الذي يفترض أن يكون ما بداخله مرآة لما سيطبق على مستوى الواقع السياسي في البلاد ... بل حتى على مستوى التجمع الذي قرأ عن اتفاقية جدة الموقعة باسمه في صفحات الصحف أو على أكثر تقدير علم بها من سماعة هاتف بعد أن تم التوقيع

    لسياسات اقتصادية؟؟ ونفس المعارض يؤكد على تمسكه بخطى الانقاذ في الاصلاح الاقتصادي والتأكيد على أن سياسة السوق المفتوح (على طراز الأنقاذ) هي الحل لخروج البلاد من زقاق التاريخ هذا ليس في اتفاقه مع النظام (اذا افترضنا أن هذا مجرد تكتيك) ولكن أيضا في اضابير الحزب وأوراقه الفكرية التي طرحت في القناطر ..
    الفقرة ب-5: من اتفاق جدة
    انتهاج سياسة اقتصادية متوازنة تراعي الاستفادة المثلى من امكانيات الوطن، وتوجيهها نحو التنمية القومية وتطوير البنى التحتية مع التأكيد على المضي قدماً في سياسات الانفتاح ورفع يد الدولة ومؤسساتها عن الانشطة الانتاجية والتجارية والخدمية بما يصل بالاقتصاد الوطني الى اقتصاد السوق الحر وما يوفره من منافسة لا تعرف الاحتكار

    أم يعارضه لطريقته في صنع سلام ثنائي لحرب اصطنعها النظام نفسه وحرص كل الحرص على استمرارها ؟؟ والعقل يقول أنه لا حل سوى بأن تشارك جميع قطاعات الشعب السوداني في صنع هذا السلام (المطلب - الواجب) ** لا أن نؤكد أن الاتفاق بثنائيته هو الحل الأمثل ... .انظر الفقرة أ-1 من اتفاق جدة:
    دعم ما ورد في الاتفاق الاطاري لماتشاكوس في يوليو/تموز عام2002 وما تم الاتفاق عليه حول وحدة السودان وحق تقرير المصير وعلاقة الدين بالدولة وما تلى ذلك، وما سيلي إنشاء الله، من اتفاق حول بقية النقاط في نيفاشا (؟؟؟؟)

    عزيزي ... نحن كطلاب دوما في وجه المدفع .. حيث نوضع بشكل مباشر أمام أسئلة عن مواقف لم يشارك أي أحد في صنعها ... ماذا نجيب عندما نجد هذه الاسئلة في كل ركن نقاش في الجامعة؟؟؟ ماذا نجيب أنفسنا وضمائرنا قبل ذلك ؟؟؟ لماذا ننتمي إلى حزب أضحت أفكاره وممارساته مضادة تماما لتوجهاتنا الفكرية (راجع مقررات مؤتمر القناطر وبقية مقررات جدة المرغني-طه كما سمته قناة الجزيرة) .. وهذا هو الأهم ماذا سنجيب ضمائرنا؟؟؟

    ******
    أولي اولويات ومواقف الحركة الطالبية والشبابية التي تتفضل بالحديث عنها هي الإلتزام بمرتكزات الحركة الوطنية العامة والتقيد بأولويات مرحلة النضال الآنية والبعد عن التجيير لحساب التيارات والشخصيات البارزة في سـوح حزب الحركة الوطنية بما يجعل الحركة الطالبية والشبابية فوق الشبهات وبما يؤسس منها الأمين والقيم على خط الحركة الوطنية الفكري وبما يجعلها عنصر التوحيد التنظيمي وليس وقود الأنقسامات ووسائل الصراعات التي تؤول إلى السالب في حساب الخواتيم, ولو رجعت لتاريخ هذه الحركة في جامعة الخرطوم والقاهرة الفرع والإسلامية والجزيرة لوجدت أن معظم مبادرات توحيد الحزب قد خرجت من الحركة الطلابية وأن الثقة كانت عظيمة في جماهير الطلابية لتجردها من كل مظـان المصالح ولأن ولائها للفكرة وحدها ولو سألت عن بواكير حركات المقاومة ضد انقلاب الإنقاذ لوجدتها خرجت من جهد حركة الطلاب الاتحاديين وتحالفاتها مع الوطنيين في جامعة الخرطوم تلك التي قدمت سليم محمد أبو بكـر, من بحري (الختمية), مع شهداء الجامعة بشير الطيب البشير والتاية أبو عاقلة. هذه هي المعارك التي يحق الفخر بها.
    *******

    ومازالت عزيزي حركتنا الطلابية الاتحادية على موقفها كما عهدها الجميع لم تحد عن ولائها لفكرها وفكرها فقط فقط فقط والذي نعد إرثنا النضالي جزء أصيل منه، شكل وجداننا كاتحاديين، وها هي صورتها المتجسدة في رئاسة الاتحادات الوطنية الكبرى تقول لا للنظام بأعلى صوت .. والنتائج .. تضييق أكاديمي -فصل تعسفي - اعتقالات متكررة ...الخ ولم تقف ولن تقف رغم ذلك ..


    ..... سوف نبقى مثل نجم السعد نحيا بالدواخل
    وعائدون بإذن من نهوى ....
                  

10-15-2004, 05:36 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الزميل معتز .. آلاف التحايا ..ونحن في الانتظار

    الشقيق الرائع محمد أبوالقاسم

    مرحبا بك بيننا ...

    مقال (الوفاق) رائع، رغم ما عابه من أخطاء (تايبنق) ...
    اتفق معك في كثير مما ذكرت عزيزي - وقد يجوز بعض ما ذكرت من نقد للهيئة - وتعلم جيدا ما هو رأي الطلاب (خاصة) والهيئة على وجه العموم في ما يحدث من شخصنة للصراع من قبل بعض الاطراف .. وإن كان بعض من يدعمون الهيئة (ولربما يعدون من قياداتها) من تلك الاطراف المذكورة .. ولكن هذا لا ينفي حرص الهيئة على عدم شخصنة الصراع ... لأنه بالطبع لايصب في مصلحة الحزب ..

    لم استطع ان اتبين ما هو المقصود من حديثك عن العم الحاج مضوي !! سأكون في انتظار التوضيح

    شكرا لك يا رفيع

    يلفت انتباهي كثيرا الحوار الداخلي الاتحادي المفتوح للجميع والذي لا يتميز به أي من الأحزاب السودانية الأخرى ...

    دامت الحركة الاتحادية معينا للوطنية والديمقراطية
                  

10-17-2004, 02:12 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)


    الحبيب .. ود العمدة..
    الحال في البلد ما ياهو ... والناس محبطة جدا .. لكن في حراك وإن لم يكن ظاهر للعيان .. كما تعلم نفتقر إلى وسائل الإعلام والإعلان الجيدة.. تربطني علاقة مميزة ببعض الأحباب النشطين، ومن خلالهم أرى أن شباب حزب الأمة في تقدم ويحاولون إحداث التغيير ولكن ببطء على طريقة سحب البساط من تحت أرجل (الجلاكين) ..
    أعتذ على تأخري في الرد ولكن سخونة بعض النقاط استوجبت الأولوية ...

    دمت عزيزي ودام الوطن للجميع
                  

10-17-2004, 02:18 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الأشقاء الكرام ...
    أضع هنا بين أيديكم أيميل الشقيق الموسوعي الرائع الأستاذ/ عزالعرب حمد النيل ...
    للتعقيب على اللقاء أعلاه ...
    [email protected]
    [email protected]

    الشقيق .. الرفيع .. الأستاذ محمد عبدالحميد.. وهو أيضا أحد قيادي القوى الحديثة بالحزب الاتحادي الديمقراطي

    [email protected]
                  

10-17-2004, 02:24 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)
                  

10-18-2004, 04:27 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    ******************
    أوراق المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة العامة...
    ******************

    الحزب الاتحادي الديمقراطي
    الهيئة العامة

    المؤتمر العام
    طريقنا للمؤسسية الديمقراطية

    فهرست:
    المقدمة
    خطاب الغرفة في المؤتمر الصحفي
    بيان الغرفة حول مؤتمر المرجعيات بالقاهرة
    قائمة بأسماء مقرري اللجان

    مقدمة
    الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي فكرة داعبت رجال الحزب، أحمد محمد يس ومأمون سنادة وأحمد الطيب بابكر، أمد الله أعمارهم وأحمد حسين الرفاعي رحمه الله. منذ العام 2002م ولما دعت الظروف في 2004 لتكوين هذه الهيئة تصدى نفر من الاتحاديين من أبناء رحم الحركة الاتحادية ونبضها فعملوا على وضع الفكرة موضع التنفيذ. والهيئة العامة المقترحة تنظيم شامل مفتوح العضوية لكل من يرغب في العمل من أجل انعقاد المؤتمر العام للحزب الاتحادي.
    الخطاب السياسي للهيئة والذي تطلعون عليه في هذا الكتيب يؤكد أن هذه الهيئة ليست بديلا للمؤتمر العام وليس من أهدافها التغول على المؤتمر واختصاصاته وإنما تقوم أهدافها على استراتيجية محددة وهي العمل من أجل انعقاد المؤتمر العام وفق جدول زمني لا يتعدى سنة أو بانعقاد المؤتمر العام، أيهما أقرب. ولتحقيق هذا العمل الجاد فلقد تكونت غرفة عمليات أربعينية تعمل من أجل التحضير لاجتماع الهيئة العامة توطئة لعقد المؤتمر العام.
    وفي هذا الصدد فإن الهيئة تعمل على إجازة لائحة التنظيم ولا تملك أن تسميه دستورا للحزب لأن وضع الدستور أو تعديله من اختصاص المؤتمر العام .. والهيئة سوف لن تنتخب قيادة للحزب لأنها غير مفوضة، كما أنها سوف لن تبت في القضايا الحيوية لأن مثل هذا الحق لا يملكه إلا المؤتمر العام، وسوف يقتصر دورها على البت في القضايا العاجلة التي لا تقبل الانتظار والتي تقتضيها المرحلة الحرجة في الفترة الانتقالية.
    وكانت غرفة العمليات قد عقدت مؤتمرا صحفيا قدمت فيه مشروع الهيئة العامة كما أصدرت الغرفة بيانا صحفيا عن مؤتمر المرجعيات ويتضمن هذا الكتيب خطاب السكرتارية أمام المؤتمر الصحفي كما يتضمن البيان الصادر عن مؤتمر المرجعيات بالخارج.
    وكانت الغرفة قد قسمت لعدة لجان هي: لجنة الاتصال بالاتحاديين بالأقاليم ولجنة الاتصال بالاتحاديين بالخارج ولجنة التنظيم واللائحة المالية والإعلام، ولتسهيل مهمة الاتصال بهم يرجى مراجعة الأسماء وأرقام الهواتف بالصفحة الأخيرة .

    والله الموفق


    الحزب الاتحادي الديمقراطي
    الهيئة العامة


    الأخوة الكرام في الصحافة والإعلام ..
    بدءاً وباسم غرفة العمليات للتحضير للاجتماع الأول للهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي، أحييكم وأشكر تلبيتكم لهذه الدعوة كما نشكر أهتمامكم بقضية الحزب الاتحادي الديمقراطي.
    لسنا بحاجة لأن نفصل لكم في الحديث عن الظروف التي يعيش فيها الحزب منذ انتفاضة أبريل فأنتم بحكم المهنة تدرون واقع الحزب وقد تناولت أكثريتكم هذا الواقع المؤسف.
    ولكن نقول في هذا المجال وبإيجاز شديد أن الحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب الحركة الوطنية والجنين الشرعي لمؤتمر الخريجين والحزب الذي حقق أهم الانجازات الوطنية وعلى رأسها الاستقلال والسودنة والجلاء والحزب الذي التفت حوله أغلبية الشعب السوداني معبرا عن ذلك بالتصويت في أول انتخابات وطنية حققت له ليكون منفردا أول حكومة في أهم مرحلة سياسية. هذا الحزب ومنذ عام 86م عندما استعاد الشعب حريته بانتفاضة أبريل تداعت أركانه وتراجعت حتى أصبح حاله الراهن لا يخفى عليكم.
    ولعل ما يهمنا في هذا المؤتمر (الصحفي) أن نوضح مكمن الداء والعلة التي أدت لتراجع الحزب عن دوره الطليعي، فالحزب الاتحادي منذ 86م وحتى اليوم لم تثبت له أي قيادة شرعية بارادة عضويته في مؤتمر عام لأن الحزب لم يعقد مؤتمره العام منذ ذلك الوقت وكان الحزب وكما تعلمون في أشد الحاجة لهذا المؤتمر العام لأنه كان بحاجة لانتخاب قيادة جديدة تستمد قوتها من تفويض أصحاب الحق. وكان الخلاف قد دب في أوساطه بسبب تباين المواقف بين من وقفوا بعيدا عن نضال الحزب ضد الديكتاتورية وبين الذين تصدوا بقوة لمواجهة النظام المايوي حتى أزاحه الشعب عن طريقه فاجتمع رموز الجانبين ورأوا أن يقتسموا مناصفة قيادة الحزب مؤقتا لادارة شؤونه وللتحضير للمؤتمر العام حتى يعود الحق لأهله لينتخبوا قيادتهم الشرعية.
    ومع ان هذه القيادة المؤقتة والتي لا تسندها أي شرعية من المؤتمر العام – كما تعلمون – كلفت بمهمة محددة وهي عقد المؤتمر العام إلا أنها ظلت ولأكثر من ربع قرن عاجزة وغير راغبة في أن تحقق للقاعدة الاتحادية رغبتها المشروعة في أن تعقد مؤتمرها العام لهذا نصر أن هذه القيادة الخمسينية فاشلة تماما في تحقيق المؤتمر العام ..

    الأخوة الإعلاميون ..
    لم يقف الفشل على المؤتمر العام وحده وانما كان الفشل الثاني في تسيير دفة الحزب فانشطرت القيادات لمحاور ولجماعات وكيانات متنازعة، حتى أفرز هذا الواقع اختزال الحزب في فرد واحد لينفض البقية لتكوينات جانبية لمقاومة هذه الفردية فشهد الحزب جماعات ومسمات عديدة أفرزها هذا الواقع، وانحصر اهتمامها في العمل من أجل المؤتمر العام حتى يسترد الحزب قوته ومشروعيته ولكن ظلت هذه المحاولات ضعيفة وبذلك تضاعفت خسائر الحزب حينا بعد حين.

    كان لا بد من هذه المقدمة لأن الحزب كما ترون يفتقد قيادة منتخبة من المؤتمر العام كما أن القيادة الخمسينية المؤقتة فشلت في انجاز مهمتها وتشتت بها الطرق ليبقى الحزب بلا قيادة شرعية دستورية بل بالقيادة الاستبيانية المؤقتة .. وانصرف الحزب للاجتهادات الفردية والمبادرات. ولا يسمح هذا الواقع لكل اتحادي أن يدعي ان هذا هو الحزب الاتحادي وإن تفاوتت الهيمنة التي دانت لفرد واحد.

    كذلك تعلمون أيها الأخوة أن غياب المؤسسية والديمقراطية وسيطرة الأفراد على القرار وإن كان بنسب متفاوتة أدى لتفشي الانقسامات فأصبح الحزب طاردا لقاعدته ولقوى الوسط كما أدى للتضارب والتناقض في المواقف حتى أصبح من الصعب الوقوف على موقف الحزب الموحد تجاه أي قضية في وقت تشعبت فيه القضايا مهددة لوحدة الوطن.

    وإزاء هذا الواقع تملك قاعدة الحزب اليأس من أن ينعقد المؤتمر العام ليجتمع شملها في مؤسسة ديمقراطية وذلك لغياب أي تكوين مخلص حادب على الحزب ووحدته وبعيدا عن المحاور ويعمل من أجل تحقيق هذا الهدف الاسترتيجي من أجل توحيد الكلمة في هذه المرحلة الاستثنائية.

    هذا هو المخاض أيها الاخوة الذي أفرز مولد هذا الجنين الذي يشرفنا أن يكون الاعلان عن مولده عبر الاعلام فهذا اليوم تاريخي في مسيرة الحزب الاتحادي لأنه يشهد أول خطوة جادة نحو تحقيق أمل القاعدة في أن ينعقد المؤتمر العام ليضع الحد لهذه الفوضى القيادية التي الحقت أضرارا كبيرة بالحزب والوطن.

    الأخوة الاعلاميون ..
    الهيئة العامة للحزب الاتحادي الديمقراطي والتي نعلن عنها اليوم رسميا نود أن شهدكم على الحقيقة فيها وأنتم أهل الرأي وبوابة الإعلام.
    هذه الهيئة ليست وليدة اليوم فقد انبعثت فكرتها منذ عام 2002 وكانت مباردة من رموز الحزب ممن تبقى من العقد الفريد جيل المؤتمر والاستقلال والذين طالبوا بتكوين هيئة عامة تعمل من أجل انعقاد المؤتمر.. وظلت الفكرة منذ ذلك الوقت تداعب الكثير من الاتحاديين حتى لاحت لحظة إعلانها عندما نضجت الظروف للقبول بها وتفهم أهدافها ولهذا نؤكد ان الهيئة ليست ردة فعل للدعوة التي ظل يروج لها البعض لعقد مؤتمر تداولي بالقاهرة وإنما هي دعوة أصيلة نابعة من نبض الشارع الاتحادي الذي يتطلع لانعقاد مؤتمره العام لهذا فإن هناك خطين متوازيين بين الدعوة لإجتماع القاهرة أيا كان مسماه وبين الهيئة العامة فكرا ومحتوى .. فاجتماع القاهرة هو استمرار لسياسة التسوية بين من يسمون أنفسهم قيادات للحزب، نفس النسق الذي شهده الحزب عقب الانتفاضة لهذا فهو توجه لتسوية الخلافات بين الأشخاص والمحاور لتمديد فترة التواهن والتسلط. وكما انتهت المحاولات السابقة وإن حققت هدنات مؤقتة فإن الأخيرة ستنفجر بأسرع من ما يتوهم لها البعض الاستمرارية.

    أما الهيئة فهي كيان يختلف في تكوينه وفي فكرته وفي محتواه .. ولعلنا نعدد هنا أهم أوجه الخلاف:
    1) الهيئة أولا تكوين جامع وشامل لكل التيارات بلا استثناء وأبوابها مفتوحة وستظل مفتوحة لكل اتحادي يؤمن بالديمقراطية والمؤسسية ..
    2) الهيئة ليس تكوينا محوريا يعمل لحساب أي جهة وإنما هي عمل حزبي متجرد عن المصالح نبع من رحم ونبض الشارع الاتحادي وحاجته لكيان يحقق أمنيته في انعقاد المؤتمر.
    3) الهيئة ليست كيانا يقوم على تطلعات عضويته في أن تتغول على إرادة القاعدة فتدعي القيادة الحزبية وإنما هي هيئة تستهدف تمكين صاحب الحق في أن يختار بإرادته القيادات.

    إن الهيئة كانت حاسمة في تحديد أهدافها التي تتمثل:
    ‌أ- العمل من أجل انعقاد المؤتمر العام وذلك بحث القواعد لإعداد والبدء في تنظيم مؤتمراتها الفرعية حتى تصعد ممثليها للمؤتمر العام.
    ‌ب- حددت الهيئة العامة عمرها بعام واحد أو تاريخ انعقاد المؤتمر العام أيهما أقرب، فتحل تلقائيا لهذا فإن غرفة العمليات التي أنيط بها التحضير لأول إجتماع للهيئة سوف تحل تلقائيا بانعقاد اجتماع الهيئة، والهيئة العامة نفسها سوف تحل تلقائيا مع افتتاح جلسات المؤتمر.
    ‌ج- حكمت الهيئة تكوينها بلائحة تنظيمية مؤقتة تؤمن على هذه الأهداف، وإذا كانت الهيئة ستنتخب قيادة مؤقتة فإن هذه القيادة ستحل تلقائيا بانعقاد المؤتمر.
    ‌د- بسبب الظروف الاستثنائية التي يواجهها الوطن والحزب فإن القيادة المؤقتة للهيئة سوف تبدي رأي الحزب في المسائل العاجلة التي لا تقبل انتظار المؤتمر العام.
    ‌ه- الهيئة العامة لا ترضى لنفسها أن تعقد اجتماعها لأي سبب كان بعيدا عن أرض الوطن وتحت عيون وسمع القاعدة الاتحادية صاحبة الحق وبفتح الباب على مصراعيه لمشاركة القاعدة دون إقصاء أو تميز أو شروط أو وصاية.
    ‌و- عضوية الهيئة ليست عضوية مفوضة أو ممثل لأي جهة لأن العمل على مستوى القواعد نفسها لم يتم إنجازه بالقدر الذي يعطي الحق لأي جهة أن تقول أنها ممثلة أو مفوضة لهذا فإن العضوية تنبع من رغبة العضو الصادقة في أن يشارك في عمل ليس له هدف غير أن تجمع كلمة الاتحاديين بدءا من الدوائر والمدن والمناطق وصعودا للمؤتمر العام عبر ممثلين شرعيين مفوضين من تنظيمات تملك حق التفويض.
    ‌ز- الهيئة العامة لسيت دعوة لانقسام الحزب ولا يمكن لمن يدعو لأن يعود الحق لأهله في القاعدة الاتحادية أن تكون دعوته انقسامية وإنما الانقساميون من دعوا لتهميش دور القاعدة واحتكار القرار والوصاية عليه، لهذا فإن الهيئة العامة صمام الأمان للوحدة وتأكيدا لموقف الهيئة المبدئي تجاه الوحدة فقد استقبلت غرفة العمليات المبادرات الجادة الهادفة للتأمين على وحدة الحزب طالما لا تقوم هذه المبادرات على التسويات بين الأشخاص وطالما لم تخل هذه المبادرات بالمؤسسية والديمقراطية وجهود الهيئة نحو انعقاد المؤتمر.

    ولعل أهم هذه المبادرات ما نقلته الغرفة من مؤتمر مركزية الطلاب الاتحاديين بالجامعات والمعاهد العليا والتي طلب فيها الآتي:
    1. تحديد موعد جديد للاجتماع لا يتعدى يوم 20 من هذا الشهر (مايو) وهذا النداء موجه للمجموعتين.
    2. أن يكون مكان الاجتماع الخرطوم.
    3. دمج اللجنتين التين تحضران للاجتماعين في لجنة واحدة تحضر للاجتماع المشترك في الخرطوم.
    4. عدم دعوة ممثلين عن المؤتمر الوطني والحكومة لحضور المؤتمر.

    كذلك تلقينا مبادرة مماثلة من شخصيات لها وزنها التاريخي وحادبة على مستقبل الحزب تلتمس إرجاء اجتماع الهيئة لافساح المجال لجهود جمع الصف وعلى رأسهم الشيخ الجليل عبدالله أزرق طيبة.
    وتعلمون أيها الأخوة أن غرفة العمليات حددت يوم 7 من شهر مايو 2004 لاجتماع ولهذا فإن الغرفة وجهت الدعوة لاجتماع عاجل للنظر في المبادرتين اللتان تحظيان بالترحيب المبدئي إلا أن القرار في النهاية مؤسسي ولا يصدر إلا عن اجتماع الغرفة.
    20 مايو 2004م


    الحزب الاتحادي الديمقراطي
    الهيئة العامة


    بيان إلى جماهير الحزب الاتحادي وإلى قوى الوسط التي تدغدغها آمال العودة إلى حزبها الذي انصرفت عنه لغياب المؤسسية والديمقراطية ...

    أيها الأشقاء والشقيقات ..
    ...يتبع...قريبا...
                  

10-20-2004, 02:57 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الاتحادي .. يشهد انتفاضة الجيل الصاعد (Re: Hani Abuelgasim)

    الحزب الاتحادي الديمقراطي
    الهيئة العامة


    بيان إلى جماهير الحزب الاتحادي وإلى قوى الوسط التي تدغدغها آمال العودة إلى حزبها الذي انصرفت عنه لغياب المؤسسية والديمقراطية ...

    أيها الأشقاء والشقيقات ..
    نخاطبكم اليوم والوطن تحاصره مخاطر التقسيم ولازمات سياسة الحكم الشمولي الذي جثم ولا يزال على صدر البلاد ونخاطبكم وحزبنا نفسه تتهدده الإنقسامات وتعجزه عن القيام بدوره الوطني في هذه المرحلة الحرجة، نخاطبكم بنوايا صادقة لأن يجتمع شملنا على كلمة الحق.

    تعلمون أيها الاشقاء والشقيقات أن غياب المؤسسية والديمقراطية عن الحزب أدى لانفلات تنظيمي وتشعبت الآراء والمواقف المتناقضة بسبب غياب المؤتمر العام جهة الاختصاص الوحيدة في حسم القضايا الحيوية .. من إجازة الدستور وهيكلة الحزب وانتخاب قيادته وطرح برنامجه الوطني.. وتعلمون أيها الشقيقات والأشقاء أن المؤتمر العام هو انتم وسوف لن ينعقد هذا المؤتمر ما لم تنتظم صفوفكم في ديمقراطية تامة تنتخبوا ممثليكم دون وصاية من أي جهة، لهذا فإن كل من يتغول على هذه الحقوق ويتعدى على اختصاصات المؤتمر العام فانه لا شرعية لقرراته ولا تكون ملزمة للحزب ولا يعترف بها.

    كان لا بد من هذه المقدمة اذا كنا نهدف بهذا البيان لأن نعري ما سمي باجتماع المرجعيات في القاهرة. ولتكن وقفتنا ايها الأشقاء مع إجتماع القاهرة موضوعية على ضوء إفرازاته وسلوكياته والتي تشكل مخاطر عظيمة على مستقبل الحزب والتي تتمثل في:
    1. بلا أي مبررات منطقية رفض السيد رئيس الحزب الاستجابة لصوت العقل وأصر على أن ينعقد الاجتماع خارج السودان بعيدا عن سمع وبصر الاتحاديين ومع احترامنا للعلاقات الأزلية مع شعب مصر إلا ان قرار الإجتماع بالخارج لم يكن صائبا ولم يكن من دوافع لتمسك رئيس الحزب بعقد المؤتمر في الخارج إلا رغبته في أن يطوع الاجتماع لتكريس هيمنته الفردية وهذا ما أكدته أحداث الاجتماع التي تداعت بعد ذلك .
    2. جاء افتتاح الاجتماع تظاهرة دولية هي المرة الأولى التي تتاح للحزب ليخاطب الرأي العام العالمي والاقليمي والمحلي إلا أن خطاب السيد رئيس الحزب جاء محبطا ودون مستوى قامة أكبر حزب جماهيري في السوادن، مناضلا ضد الدكتاتورية عبر مسيرته التاريخية .. فلقد خلى الخطاب من كلمة إدانة واحدة للإنقاذ وانقلابها على الديمقراطية وخلى من أي دعوة للنضال من أجل استرداد التعددية كماأنه جاء معمما في الحديث عن الوحدة والديمقراطية وأدهى من كل هذا فإن الحزب الذي عرف بانحيازه لجماهير الشعب جاء الخطاب مؤيدا ومباركا للنظام وسياسته في مضاعفة معاناته برفع يده عن الخدمات الضرورية مما يفيد خروجه عن أهم مبادئ الحزب. ومع ذلك لم يحظى هذا الأمر على خطورته بأي كلمة من المشاركين في الاجتماع لأنهم كانوا لا يملكون ذلك. أما قضية الساعة والبلاد التي يحدد مصيرها في نيفاشا خلى الخطاب من موقف الحزب من اي اتفاق يقوم على المصالح الثنائية للحركة والانقاذ ويقوم على اسقاط دور القوى السياسية وتغليب مصالح المفاوضين على وحدة الوطن.
    3. الدعوة للمشاركة في الاجتماع وجهت بصفة شخصية لمن انتقاهم رئيس الحزب واعوانه حتى لا يخرج الاجتماع عن الدور المرسوم له في تكريس الهيمنة الفردية لرئيس الحزب.
    4. تجاهل رئيس الحزب عمدا مخاطبة اللجان المركزية التمهيدية المنتخبة على مستوى القطر ومع ذلك سمح لمن اختارهم بصورة شخصية أن يكونوا ممثلين لهذه اللجان مع أن أحد منهم لم تختاره لجنة أو تفوضه للمشاركة وفي هذا تعدٍ صارخ على الديمقراطية.
    5. سمح الاجتماع لمن شاركوا حسب الدعوة بصفتهم الشخصية بأن ينوبوا عن مناطقهم دون تفويض منها ليختاروا انفسهم او بعضهم أعضاء في المكتب السياسي ممثلين لمناطق وكيانات لم تكن مشاركة ولم تفوضهم لذلك.
    6. لم يقف هذا السلوك اللا شرعي عند حد تفويض المشاركين لتمثيل مناطقهم في المكتب السياسي فحسب وإنما في بدعة هي الأولى من نوعها أقر الإجتماع حل كل الهيئات الحزبية التي اعتلى أعضاء المكتب السياسي عضويته باسمهم وممثلين لهم .. وذهب القرار لأن يفوض من تحدثوا وشاركوا باسم هيئات لم تفوضهم ان يصبحوا هم المسؤلين عن اعادة تكوين اللجان المركزية والهيئات القطاعية حتى أصبح المؤتمر أقرب لانقلاب عسكري داخل الحزب.
    7. ابتدع رئيس الحزب مصطلحا جديداً على الحزب أسماه المرجعيات، مع أن الدعوة طالت من لا تتوافرفيهم هذه الصفة بل كان الاجتماع مفتوحا للأرباب والمحاسيب والمؤيدين حتى من خارج الحزب ليشاركوا في تحديد مصير الحزب كمرجعيات لحزب لم يسبق لهم الانتماء له إلا يوم الاجتماع وبينهم من أصبح عضوا للمكتب السياسي ولم يشهد الاجتماع أي ضوابط في الحضور والمشاركة، لهذا لم يكن غريبا أن يشهد الاجتماع مشادة كلامية بين ممثلي دارفور من شباب الاتحاديين الذين اعترضوا على وجود أحد أمناء المؤتمر الوطني في دارفور وكانت دهشتهم عظيمة عندما أكد أمين المؤتمرالوطني أنه يشارك بدعوة من رئيس الحزب.
    8. جاءت اجندة الاجتماع وقراراته تغولا صارخا على اختصاصات المؤتمر العام .. حيث أجاز الاجتماع تعديلات على دستور وهيكل الحزب وعين ما أسماه قيادة، وجاء الهيكل محققا لتكريس كامل السلطة في يد رئيس الحزب كما أنه قصر تعيين النائب الأول وهو شقيقه على اجتماع بينما رفض تعيين الأمين العام في الاجتماع حتى لا يكون له شخصية موازية للرئيس أو نائبه الأول .. كما انتخبت مكتبا سياسيا جاءت عضويته بنسبة لا تقل عن ثلاثة أرباع من الموالين له وكان الترصد والتعمد واضحا في إقصاء أي قيادي يحمل أو حمل في أي وقت رأيا خالف فيه رئيس الحزب حتى لو كان عضوا في آخر مكتب سياسي .. كما هو الحال مع أ. معتصم حاكم الذي كان الناطق الرسمي باسم التجمع قبل أن يختلف مع رئيس الحزب ويلجأ لكندا.
    9. إمعانا في التأكيد على أن الاجتماع يتحرك وفق أجندة رئيس الحزب فقد تهدد رئيس الحزب سيد أحمد الحسين باسقاطه إذا أصر على أن ينتخب من الاجتماع وقدم له ضمانات اذا قبل الترشيح من المكتب السياسي وفي هذا تأكيد قاطع أن رئيس الحزب يحرك الاجتماع بعيدا عن أي ممارسة ديمقراطية حقيقية . ويؤكد ذلك أن رئيس الحزب حسم الجدل حول عودته إلى السودان عندما رفض أن يكون الاجتماع هو صاحب القرار وأوقف الجدل حول عودته بأعلانه أنه هو الذي يقرر وليس الاجتماع ولم يجرؤ أحد على الاعتراض.
    10. قدم السيد رئيس الحزب ابنه محمد الحسن لأول مرة في اجتماع حزبي حيث لم يعرف له أي نشاط سياسي ومع صغر سنة وحداثة تجربته وانعدام خبرته إلا أنه أولا أخذ مكانا في المنصة الرئيسية في جلسة الافتتاح وسط كل الزخم الاعلامي بينما بقي رموز من الحزب وسط المشاركين .. كما تم انتخابه من أول مشاركة له عضوا في المكتب السياسي وتم تقديم اسمه عند اعلان أعضاء المكتب على كل الأعضاء بمن فيهم الأمين العام نفسه وكانت تلك اشارة واضحة على أن الخطوة القادمة والتي لن تطول حيث يعلن ابن رئيس الحزب رئيسا للمكتب السياسي بعد أن ابعدت الرئاسة عن الأمين العام ..

    قدمنا في اختصار أهم سلبيات اجتماع القاهرة ولعلكم تدركون ما ارتكبه الاجتماع في حق الحزب.

    أيها الأشقاء والشقيقات..
    عندما فكر نفر منكم واليكم بأن واقع الحزب يقتضي تكوين هيئة عامة مفتوحة لكل من يرغب في أن يجند نفسه من أجل تحقيق الحلم الذي طال انتظارنا له وهو المؤتمر العام فان هؤلاء النفر ادراكا منهم لاختصاصات المؤتمر العام حرصوا على ألا تكون الهيئة العامة تغولا على تلك الاختصاصات كما حدث في اجتماع المرجعيات .. فالهيئة عمل خالص النوايا مجندة للعمل من أجل تفعيل دور القاعدة لتنظيم صفوفها حتى ينعقد المؤتمر العام بارادة القاعدة بعد أن تأكد أن القيادة ليست راغبى في انعقاده طالما نجحت في تكريس الحزب بصفة فردية وبذلك تعمل الهيئة ليعود الحق المسلوب لأهله، أنتم ... أصحاب المصلحة.

    من هنا كان طريق الهيئة غير طريق المرجعيات فالأخير تكريس لهيمنة رئيس الحزب بينما الهيئة تعمل على تفعيل ارادة القاعدة لتعقد مؤتمرها العام.

    كذلك فان الهيئة العامة بموقفها هذا تؤكد حرصها على وحدة الحزب لأن ما تدعو له من احتكام الجميع للمؤتمر العام هو صمام الأمان للوحدة التي تقوم على المؤسسية والديمقراطية بينما اجتماع القاهرة خطوة انقسام لأنه قام على اقصاء القاعدة من أن تمارس حقها الديمقراطي. ولا يستثنى من ذلك حتى الذين شاركوا في اجتماع المرجعيات طالما ارتضوا الاحتكام للمؤتمر العام. هذا ما لزم توضيحه أيها الشقيقات والأشقاء فالهيئة أنتم وأنتم الهيئة طالما أن أجمع الاتحاديون على أنه لا تنازل عن المؤسسية والديمقراطية وانعقاد المؤتمر العام المبرأ من أي وصاية أو هيمنة لأي فرد أو جماعة.
    عاشت وحدة الحركة الاتحادية
    سكرتارية غرفة العمليات
    الهيئة العامة

    يرجى من جميع الأشقاء والشقيقات من داخل وخارج السودان الذين يرغبون في الانضمام للهيئة جنودا مخلصين من أجل تحقيق هذا الهدف، الاتصال بالسكرتارية ... وهم
    1) د. عبدالرحيم عبدالله ... مقرر الغرفة .. ت/ 0912985692
    2) عبدالرحمن أبوسوط .. لجنة المال .. ت/ 0185315733
    3) هاشم بابكر عباس .. الإعلام .. ت/ 0185335348
    4) أحمد عمر حضرة .. التنظيم .. ت/ 0912955958
    5) النعمان حسن .. الاتصال بالخارج .. ت/ 0912578135
    6) الزين حامد .. الأقاليم .. ت/ 0187512243
    7) عثمان ادريس .. ت/ 0912946507
    الطاهر البعشي .. اللائحة .. ت/ 0912360529
    9) إبراهيم الصافي .. ت/ 0912349294
    10) ياسر هارون .. ت/ 0912353534
    11) خالد محمد علي .. ت/0912938908

    أو الاتصال بمكتب الهيئة، عمارة التأمينات – شارع الجمهورية
    ت/0183772139 – فاكس/ 0183771218
    بريد الكتروني [email protected]
    صدر هذا في مايو 2004
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de