|
فتوى غريبة .. دعوة للنقاش
|
ضوابط تعامل المرأة مع الأجانب عن طريق الإنترنت
تعتبر هذه الشبكة العالمية ، إحدى عوامل الاتصال والتواصل ، وتلقي المعلومة الهادفة لمن أحسن استغلالها ، وسعى في تتبع المفيد ، وبما أن الشبكة تشكل نسيجا اجتماعيا كبيرا ، لا تضبطه أي ضوابط أو أعراف ، فإنه من المهم إيضاح إحدى أهم جوانبها ، وهي العلاقات العامة التي قد تنشأ بين الشباب والفتيات عن طريقها.
ولا شك أنه لا حرج على المرأة المسلمة في الاستفادة من الإنترنت ، ما لم يؤد ذلك إلى محذور شرعي ، كالمحادثة الخاصة مع الرجال ، وذلك لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث ، يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبا ؛ ولهذا ، فإن الواجب هو الحزم ، والابتعاد عن ذلك ؛ ابتغاء مرضاة الله ، وحذرا من عقابه .
وكم جرت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم في عشق وهيام ، وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك ، والشيطان يخيل للطرفين من أوصاف الطرف الآخر ما يوقعهما به ، في التعلق المفسد للقلب المفسد لأمور الدنيا والدين .
وقد سدت الشريعة كل الأبواب المفضية إلى الفتنة ؛ ولذلك حرمت الخضوع بالقول ، ومنعت الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية .
ولا شك أن هذه المحادثات الخاصة لا تعتبر خلوة لأمن الإنسان من اطلاع الآخر عليه، غير أنها من أعظم أسباب الفتنة - كما هو مشاهد ومعلوم - . ويمكن للبعض أن يعلل علاقته بالجنس الآخر ؛ بقصد التحاور في مواضيع مباحة ، أو الدعوة إلى الله ، ونحو ذلك.
وبما أننا في زمن اشتدت فيه الفتن ، وكثرت وتنوَّعت ، والفتنة في حق الشباب أقوى وأخطر، والشيطان قد يزيِّن للشاب أو الشابة محادثة أحدهما الآخر ، وأنه بقصد النصيحة ، أو لأجل أمور طيبة مباحة ، ثم يستزلهما الشيطان إلى أمور محرَّمة.
ثم إن في محادثة الشاب للشابة والعكس ما يورث الشبهة ، فإن الذي ينظر إليهما يتحدَّثان ، لا يرد على ذهنه المقاصد الطيبة ؛ كالدعوة والتناصح ، وغير ذلك ، بل يتوقع أنهما يتعرفان بعضهما على بعض، ويستلطف أحدهما الآخر .. من الأمور المنتشرة اليوم ، والله المستعان .
لذلك كله ، وأمور أخرى ، فلا يجوز للشابة – خاصة - الحديث للشاب ، ولو للمناصحة ، وقد وقعت قصص كثيرة لبعض الفتيات المستقيمات المؤمنات ، وقعن في الرذيلة بسبب هذا الأمر، حيث جرها شاب ، أو أظهر لها تأثره بنصيحتها ، وشكرها ، وتكرر ذلك ، حتى وقعت هي وإياه فيما حرَّم الله ، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : \" ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما \" ، وقال : \"الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم \" .
وقد سئل الشيخ / ابن جبرين - حفظه الله - : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات ، علما بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
فأجاب : \" لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ، ويغريها به.
وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - من سمع بالدجال ، أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ، ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه.
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير ، يجب الابتعاد عنها -0 وإن كان السائل يقول : \" إنه ليس فيها عشق ولا غرام \" – \" انتهى ، نقلا عن : فتاوى المرأة ، جمع الشيخ / محمد المسند ، ص : 96 \" .
ولاشك أن التخاطب عبر الشاشات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد ، وفي كل شر .
نقلا عن موقع باب العمرة
|
|
|
|
|
|