|
اهل الوجعة في دارفور يتحدثون : الصراع في دارفور صراع سياسي وليس قبلي ..
|
سياسيان سودانيان في ندوة بنادي دبي للصحافة: الصراع في دارفور سياسي وليس قبلياً كما تزعم الحكومة
اتفق سياسيان سودانيان بارزان على ان الصراع في اقليم دارفور، هو صراع سياسي، وليس خلافات بين القبائل الرعوية والزراعية، كما تردد الحكومة السودانية دائما، لكنهما أكدا انه على الرغم من ذلك فإن ابناء دارفور، لن يرفعوا شعار «حق تقرير المصير».جاء ذلك في ندوة عقدت بنادي دبي للصحافة الليلة قبل الماضية، وتحدث فيها الدكتور التيجاني السيسي حاكم ولاية دارفور السابق والناشط السياسي حاليا في بريطانيا حيث يعيش، والدكتورة مريم الصادق المهدي مساعدة الامين العام لحزب الامة القومي السوداني، وحضرها عدد من المهتمين بالشأن السوداني.
في البداية تحدث السيسي، وعرج مطولا على التاريخ، وسرد ماضي المنطقة وتركيبتها السكانية والعرقية، وقال انه بحكم انتشار الرعاة والمزارعين، فإن الكثير من الخلافات والاحتكاكات، كانت تحدث لكنه كان يتم حلها في اطار ودي وبشكل سلمي.
واضاف ان ما يحدث حاليا،ليس خلافات محلية او داخلية، وانما صراع سياسي واضح، اسفر عن مأساة انسانية كبيرة،اثارت المجتمع الدولي الذي لم يعد يتحمل ما يحدث من فظائغ في الاقليم، مشيرا الى ان هذه المأساة تتجسد في اعداد كبيرة من القتلي،وهدم الاف القرى وتشريد نحو 750,1 مليون نسمة هم الآن متواجدون في معسكرات اللاجئين.
وقال ان المطلوب الان ان يعاد هؤلاء النازحون الى قراهم بعد ان يتم تأمينها امنيا، وتوفير الخدمات الضرورية لها، حتي يستطيعوا ان يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي،مشيرا الى ان الحكومة السودانية غير جادة في التوصل الى حل سياسي للازمة في الاقليم، لكن الموضوع الان لم يعد شأناً سودانيا حيث يوجد حاليا قرار مجلس امن رقم 1564 والذي عقد الامور على الخرطوم وجعل هامش المناورة امامها قليلا.
وشدد على ضرورة معالجة الخلل في عمليات الاغاثة التي تقدم للنازحين، مطالبا بفتح المزيد من جسور الاغاثة، والتأكد من انها تصل فعلا الى مستحقيها، الذين تعج بهم معسكرات النازحين داخل السودان.
وردا على سؤال ل«البيان» حول مدى تأثير تنفيذ الحكومة السودانية للاجندة الغربية المطلوبة لانهاء ازمة دارفور على وحدة السودان، قال السيسي ان ابناء دارفور لن يطالبوا ابدا ولن يرفعوا شعار «حق تقرير المصير» رغم ان منطقتهم آخر من انضم الى السودان، مشيراً الى ان الحديث عن اياد صهيونية في المنطقة ليس الا ايمانا بنظرية المؤامرة،مؤكدا انه يأمل ان تحل المشكلة في اطار سوداني.
وقال ردا على سؤال حول تأخرهم في مخاطبة العرب، قال السيسي انهم لم يتأخروا، بل قاموا بمخاطبة العالم الخارجي وكذلك العرب ونبهوا الى خطورة الاوضاع الانسانية في المنطقة، كما انهم اسدوا النصح الى الحكومة السودانية لكنها لم تستمع الى ذلك.
وحمل السيسي على العالم العربي، وقال ان هناك عدم تفهم من جانبه للازمة، بل وينحاز بشكل اعمى للنظام الحاكم في السودان، دون ان ينظر الى افعاله، وهو مقتنع بأنه يحمي القيم الاسلامية والعروبة، لكنه للأسف هو الذي يدمرها.
أما الدكتورة مريم الصادق المهدي، ابنة الزعيم المعارض رئيس الوزراء السابق، فبدأت حديثها بتوجيه الشكر الى دبي ومشيدة بانفتاحها الاعلامي، وأشارت الى ان السودان ما زال بعيدا عن الاهتمام العربي، وبالتحديد في المجال الاعلامي حيث يبدو مغيبا الى حد كبير.
ورددت المهدي المشاكل التي يعاني منها السودان، وقالت ان هناك تنمية غير متوازنة، والجميع يشكو من هذا الامربلا استثناء، مشيرة الى ان المطلوب الان هو ان تتحول الدولة من دولة حزب الى دولة وطن يتسع للجميع، مضيفة ان السودان يحتاج الى الحل السياسي الشامل وليس الى السلاح، واستطردت انه للأسف فإن صوت السلاح هو المسموع الان وبشكل قوي في الداخل والخارج.
وحول الاوضاع في اقليم دارفور، قالت: للأسف انتقل زمام المبادرة، من يد الحكومة السودانية الى المجتمع الدولي، بعد هذه الفظائع التي ارتكبت هناك، وحملت مريم المهدي الحكومة السودانية مسئولية انتقال هذا الملف الى الامم المتحدة، مثلما حملتها مسئولية الفشل في تحويل اتفاق نيفاشا من اتفاق ثنائي الى اتفاق قومي، مؤكدة ان هذه الحكومة خيارها الدائم هو اللجوء الى القوة واقصاء الاخرين، وهذا الامر ادى الى تدويل المشكلة لأول مرة في تاريخ السودان.
واضافت انه على الرغم من ان الاوضاع حرجة وخطيرة، الا ان الحلول ممكنة ومتداولة بين كل الفعاليات السودانية، ومنها تنظيم مؤتمر وطني، يتناول مناقشة كل القضايا الوطنية وبمشاركة كل القوى السودانية.
اما بالنسبة الى ازمة دارفور فان هناك اجراءات عاجلة لابد من اتخاذها لعلاج المشكلة،ومنها احداث تغييراداري فوري في الاقليم، وتشكيل جسر اغاثي عاجل، ومعرفة مصير العون الانساني وهل يصل فعلا الى مستحقيه ام لا ؟
كذلك يجب تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لتحديد مرتكبي الجرائم ومعاقبتهم، ومعرفة الضحايا وتعويضهم.
وردا على سؤال ل«البيان» حول كيفية مساعدة المعارضة السودانية في انهاء ازمة دارفور، قالت المهدي ان المعارضة لم تتأخر عن المساعدة في هذا الاتجاه، وقدمت الكثير من الافكار والمبادرات من أجل حل الأزمة، رافضة تشبيه البعض للمعارضة السودانية بأنها مثل المعارضة العراقية التي يستغلها الغرب من اجل تحقيق مخططات في المنطقة.
حسب اعتقاد هؤلاء البعض، وقالت ان المعارضة السودانية وطنية وقادت البلاد منذ الاستقلال، وكانت وستظل دائما ابنة رحم هذا المجتمع.
|
|
|
|
|
|