عذرا عادل عطا فمنك انقل هذا الكلام الجميل

Quote: يحلو للسوداننين دائما ان يتحدثوا عن الموهوبين والنابغين من وسطهم ؛ وهم فى ذلك لا يختلفوا عن غيرهم من الشعوب ؛ والتى ترى فى انجازات رجالها ونساءها ؛ مصدر فخر وطنى وعزة قومية . لكن السودانيون دائما ما يتاخروا فى ذلك ؛ فيكون اعترافهم بالنبوغ والمواهب ؛ اما بعد رحيل اصحابها ؛ او حين ياخذ منهم الهرم والمرض كل ماخذ ؛ كانهم بذلك يانفوا عن الاعتراف بالموهبة والعبقرية والخدمات لمن هم فى مقتبل العمر . اننا نسبح اذن ضد التيار ؛ حينما نكتب اليوم عن الصديق بكرى ابو بكر ؛ النجم الصاعد فى عوالم الانترنت وتقنية المعلومات السودانية . ولد بكرى ابو بكر فى حلفاية الملوك – السودان فى عام 1966؛ وتلقى تعليمه الابتدائى والاوسط فيها ؛ وتعليمه الثانوى فى مدرسة بحرى الثانوية ؛ والتى التحق بعد اكمالها بجامعة الخرطوم ؛ والتى درس فيها منذ ديسمبر 1985 الى اغسطس 1990 ؛ فى قسم القيوفيزيا ؛ ليحصل على درجة البكالوريوس فى الفيزياء والجيولوجيا . وبعد فترة عمل قصيرة بالسودان ما لبث ان ارتحل الى الولايات المتحدة الامريكية ؛ الى ولاية ميريلاند ؛ والتى يقيم ويعمل فيها منذ العام 1991 والى الآن . الا ان بكرى ابو بكر ؛ الجيولوجى من حيث التاهيل ؛ لم يشتهر كجيولوجى او فيزيائى ؛ وانما كشخصية فاعلة غى مجال تقنية المعلومات السودانية ؛ حيث بدا باستخدام تقنيات الانترنت فى بحوثه الخاصة ؛ بتحول الى العمل المحترف بها ؛ بعد ادراكه للامكانيات الضخمة الكامنة فيها . وبعد عدد من السنوات التى اكتسب فيها المعارف والخبرة اللازمة ؛ خرج الى ساحة الانترنمت السودالنية بامكانياته الثرة ؛ وخصوصا حينما اطلق مبادرته الرائعة ؛ بتاسيس موقع الخدمات والاخبار السودانية سودانى على الشبكة www.SudaneseOnLine.com ؛ والتى شكلت انطلاقته قيمة جديدة فى عالم الانترنت السودانى ؛ تعادل تاسيس صفحة السودان من قبل الدكتور يس محيسى فى اوائل التسعينات ؛ وشبكة السودان www.sudan.net من فبل الاستاذ معاذ العطا السيد فى منتصف التسعينات . وفى الحقيقة فان موقع سودانى على الشبكة يعتبر مشروعا ناجحا من كل المقاييس ؛ فقد وفر لمستخدمى الانترنت السودانيين ؛ وللمهتمين بشئون السودان ؛ مصدرا متجددا لكل ما يتعلق باخبار وثقافة وقضايا السودان ؛ كما وفراركانا نشطة للحوار وتبادل المعلومات والتشبيك الاجتماعى ؛ بما اتاحته من برامج نشطة ومتبادلة Interactive applications ؛ تسمح لزائر الموقع بالمساهمة فى تحريره ؛ وللتخاطب والحوار المتبادل مع مؤسس الموقع ؛ ومع غيره من مستخدى الموقع . ان موقع سودانى على الشبكة www.SudaneseOnLine.com قد اكد بحق على الطبيعة المفتوحة والديمقراطية للانترنت ؛ وعلى ان مستخدمه ليس مستقبلا سلبيا ؛ كما هو جارى مع وسائل الاعلام والاتصال الاخرى ؛ وانما هو طرف فعال فى عملية متبادلة لللاتصال وتبادل المعلومات والاراء مع غيره من مستخدمى الشبكة . ان موقع سودانى على الشبكة يقدم لزائره خدمات متعددة ؛ من بينها ركن للاخبار السودانية بالعربية والانجليزية يتجدد باستمرار ؛ ومشرف عليه من قبل شبكة من المراسلين غى مختلف اركان العالم . وكذلك قاعدة بيانات الاخبار السودانية ؛ بمجموعة اوسع من المحررين ؛ اضافة الى ركن الكتاب ؛ والذى يسمح باضافة مقالات واعمال ادبية وكتابات سياسية للكتاب السودانيين . . وفى مجال الخدمات الاجتماعية فقد وفر ركنا للتعارف والبحث عن شريكة/ شريك الحياة ؛ ومنبرا للحوار والنقاش ؛ وكتابا للزوار ؛ كما يجد ركن الحوار المباشر Chat شعبية واسعة وسط الزوار . اما فى مجال تجميع وتصنيف المعلومات عن السودانيين بالعالم ؛ فقد اسس بكرى الدليل السودانى الالكترونى بالموقع ؛ ودليل للتلفونات ؛وكذلك دليل خريجى الجامعات السودانية كما وفر لرجال الاعمال الدليل الاقتصادى وركنا للاعلانات المجانية . اما فيما يتعلق بالسودان ؛ فقد جمع مجموعة هائلة من الروابط للمواقع السودانية ؛ اضافة الى مجموعة واسعة من الاغانى السودانية ؛ ومعلومات عن الكتاب السوداننين ؛ ومعلومات عن السودان من الالف الى الياء ؛ وغيرها وغيرها من الخدمات والبرامج. ان المعيار لنجاح موقع السودانى على الشبكة نجده فى حجم الزيارات المسجلة للموقع ؛ فمنذ تاسيس الموقع فى اوائل العام 2000 ؛ سجلت له نسبة زيارات قياسية ؛ بلغت بنهاية اغسطس 2001 ثمانية ملايين ومائتان وسبعة وخمسون الفا وخمسمائة واربهة زيارة ( 8.257.554 ) ؛ وهو رقم ضخم لموقع سودانى وفردى . كما يوضح حجم النجاح المقالات العديدة التى نشرت عن الموقع بالصحف السودانية والعربية ؛ وكونه قد اصبح احد اهم واشهر موقعين سودانيين على الشبكة ( الموقع الآخر هو شبكة السودان لمؤسسه معاذ السيد ) . الا ان هذا النجاح لم يخل من الحاقدين والغيورين ؛ حيث تعرض الموقع لهجمات عدة من قبل قراصنة الانترنت Hackers ؛ الامر الذى رصدته حتى بعض الصحف العربية . لكن ما يدعوللاسف ؛ اشارة كل الدلائل الى ان هؤلاء القراصنة سودانيون . ان بكرى ابو بكر لم يكتف بهذا المشروع ؛ ولو اكتفى به لما كان ذلك بقليل ؛ حيث استطاع من خلال التعليم الذاتى وتطوير ملكاته فى شركة EZC Computer ؛وغيرها من الشركات ؛ ان يبدا مجال العمل الخاص . حيث اسس على التوالى شركات للتصميم والبرمجة ؛ كانت اولها شركة سودان نو sudan.nu؛ ثم اعقبتها شركة mud bug web؛ لتنتهى بتاسيس شركة زرياب للتصميم www.ziryab.com ؛ والتى يشكل موقعها على الشبكة العالمية ؛ علامة على الاستخدام الاكثر تطورا لتقنية الفلاش Flash فى مجال التصميم . ان بكرى ابو بكر من خلال عمله لشركات او فى نشاطه الخاص ؛ قد وصل الى درجات عليا من التمكن فى مجالات تصميم صفحات الويب وتطوير برامج الانترنت ؛ وتقف كل المواقع التى صممها او طورها شاهدا رفيعا على ذلك . اننا حين نزعم ان بكرى ابو بكر هو من نمط الرجل – المؤسسة ؛ فاننا لا نفعل ذلك عن فراغ ؛ وانما من خلال تعدد الادوار التى يقوم بها . ففوق جهده الخارق للعادة فى اقامة وتطوير موقع الخدمات والاخبار السودانية المجانى : سودانى على الشبكة ؛ وفوق عمله الخاص فى تصميم وتطوير العشرات من المواقع والبرامج ؛ فان له اسهامات ومشاركات فى نشاطات اخرى عديدة . فبكرى احد المؤسسين الاوائل وعضو اللجنة التنفيذية لجمعية السودان للانترنت ؛ كما هو من المؤسسين والاعضاء النشطين فى مركز الجالية السودانية فى واشنطن الكبرى ؛ ويشغل فى لجنتها التنفيذية مهام امين الاعلام ؛ كما هو مصصم صفحتها بالانترنت . ويعكف بكرى حاليا على تطوير شبكة الحلفايا ؛ وهو موقع لمدينة حلفاية الملوك التاريخية ؛ والتى كانت مقرا لملوك العبدلاب ابان مملكة الفونج ؛ والتى ينحدر منها. وبعد هذا وذاك فهو لا يبخل بتقديم خبراته ومساعدته لكل من يطلب ؛ فى مجال التصميم والنشر الالكترونى والبرمجة وتقنية المعلومات ؛ وقد استفاد الكثيرون من ثر عطائه ؛ ومن بينهم كاتب هذه الكلمات . ان بكرى بعد كل هذا ؛ هو صديق مخلص لاصدقائه ؛ وانسان ودود وخدوم ؛ ومتواضع الى حد كبير . وهو شديد الحب لوطنه السودان ؛ ولشعبه الكريم ؛ من دون غلو او تطرف ؛ وشخص ديمقراطى من الطراز الاول. ان كل من يعرف بكرى يدرك فيه كل القيم النبيلة للانسان السودانى ؛ ويرى فيه روحا من الانسانية عالية ؛ ويلمس فيه البعد عن النظرة المادية والرغبة فى الكسب السريع ؛ رغم التزاماته الاسرية ورغم معيشته فى امريكا؛ معقل الراسمالية الاول ؛ ولو اراد التفرغ لجمع المال لنجح ؛ لكنه اثر فوق كسب القوت الحلال ان يخدم بنات وابناء بلده ؛ بان يتيح لهم ما تيسر من كنز خبراته وموهبته ومعارفه التى اكتسبها بالتعليم الذاتى والعمل الشاق . شكرا لك بكرى ابو بكر ؛ ايها الانسان الكريم والرجل – المؤسسة ؛ ولتدم لاسرتك الاصدقائك ؛ ولعموم ابناء شعبك . عادل عبد العاطى وارسو – جمهورية بولندا 23 سبتمبر ‏2001‏‏