|
الخريفُ شحَّ هذا العامْ .. والأقزامُ يعربدون ...
|
يؤكد القادمون من أرجاء السودان المختلفة حقيقة شح الأمطار هذا الموسم .. هذا الحال، إذا استمر، معناه أن كثيراً من أهلنا – خاصةً في الأرياف والأطراف – علي موعدٍ مع المعاناة وضنك العيش أكثر مما هو واقعٌ بهم أصلاً. إن أي حكومة مهمومة بمواطنيها تجعل من أولوياتها، في مثل هذه الظروف، أن تكون منهمكة في الإحصاءات والدراسات لوضع الخطط والإستراتجيات لتدفع بها عن مواطنيها، أو علي الأقل تخفف عنهم، ما هو آت .. لكن للأسف فإن حكومة الإنقاذ لا تعتبر نفسها معنية بالمسائل الحياتية وحاجات الناس الأساسية ولا يعنيها أن يتم إنزال الأمهات من ترابيز الوضوع بسبب عدم دفع الرسوم أو توقف التلاميذ عن المدرسة لنفس السبب.. فهي قد رفعت يدها عن التعليم والعلاج وتركت "قفة الملاح" نهباً لحرية السوق، دون أي دعمٍ للفقراء، مع العلم بأن الفقر المدقع اجتاح نسبةً كبيرة من الشعب السوداني بسبب سياساتها الخرقاء وباعترافها هي.. أكاد أجزم بأن الموضوع أعلاه لم يطرح للبحث والنقاش في أي مستوىً من مستويات الحكومة ولم يأت لها علي بال، فهي حكومة مهمومة فقط بأمنها وسؤال البقاء علي كراسي الحكم لأطول فترة ممكنة ولذلك فإن تركيزها هو إحكام تثبيت هذه الكراسي التي بدأت تتأرجح من تحتها. تُري هل قصد الفيتوري هذا الواقع حين قال:
أرضك ظمأي .. والخريفُ شحَّ هذا العامْ والمتسولونَ يزحفونَ .. والأقزامْ يعربدونَ في حطامِ المملكة ..
فلنتوجه إلي الله عز وجل أن يغيث أهلنا ويرسل السماء عليهم مدرارا، سُقيا خيرٍ ورحمة. طارق
|
|
|
|
|
|