|
|
 موطني لو تعلمي يا غربتي
|
اعزائي الكرام :قراء سودانيزاونلاين -المحترمين
لكم تحياتي وسؤالي عنكم فردا فرد وكل سنه وانتو طيبين ..معذرة لغيابي عنكم طيلة هذه الفترة ومرحبا بالأبناء الجدد على البورد..سافرت للوطن الحبيبب وقضيت به قرابة الثلاث شهور ..ورجعت ..واول شئ تذكرته قصيدة كنت قد كتبتها في بداية الثمانينات فهل يمكنكم قراءتها وموافاتي بارائكم النيرة فقد أكون على حق وقد اكون مخخطئة ..ولكم تحياتي..
ام مجاهد
(موطني لو تعلمي يا غربتي)
إمرأة ٌ أنا .. ككلِ النساءْ !!
لي قلبٌ مَلؤُه الخير َ والوفاءْ
أنشدُ الأيامَ عيشاً آمناً ورخاءْ
وكلَ ما أرجوه وداً صافياً وإخاءْ
لنحيا حميعاً في عِزةِ وإباءْ
في موطنٍ سامٍ كأنه الزهراءْ
قد لاحَ في عليائه زمناً ؟؟
ثُم آل للورى لفناءْ
موطني لو تعلمي يا غربتي
قد كان أرضَ رخاءْ
هو نبةٌ مزروعةٌ لكساءْ
هو سلةٌ مرجوةٌ لغذاءْ
موطني لو تعلمي يا غربتي
هو موطنٌ لأصالةٍ سمراءْ
لكنها الأيامُ قد .....
أبدلت حالاً بحالٍ
وحلّ صيفُ عناءْ
فطفتُ بلادَ الله هاربةً
أقودُ مواكباً محزونةً خرساء ْ
تحدوني آمالاً كباراً ..
قد ذهبن هباءْ ..!!
لا أنشدُ المالَ الوفيرَ
ولا أودُّ أن أطولَ سماءْ
وكلَّ ما أرجوه هو..لقمةٌ ودواءْ
ما قد عزَّ في الخرطومِ لقياه
وصارَ محض رجاءْ
لكنني من عجبٍ ...!!
قرنتُ الأشياءْ بالأشياء ْ
ورأيتُ أقواماً مضوا
وقومي قيد شقاءْ
وتوالتِ الأحداثُ في نظري
وطفرَ الدمعُ وا حرّآه
من أين أبدأُ يا وطنْ
قد ضاع فيه رجاءْ
من الجوعِ..من الفقرِ..
من المرضِ..يا لفداحة الأعباءْ
ماذا أقول يا وطناً..؟
أراكَ اليومَ كومةَ داءْ !!
ماذا دهاكَ يا وطني ؟
أتكونُ محنةً وبلاءْ ..؟
سرقوك يا وطني ..وكلهم جبناءْ
فذلك حاكمٌ ماضٍ ..وكم غيره قد جاءْ
ولم يأتوكَ بغير جديدٍ ..
يزيدُ البلاء َ بلاءاً ..والشقاءَ شقاءْ
وعدتُ إليكَ يا وطني ..
مشحونةٌ بالشوقِ ..
والأوجاعِ حتى الياءْ
ولكني وجدتكَ أحزاناً وآلاماً
وجدُتكَ داءْ ..!!
سرقوكَ يا وطني
وكلهم شُركاءْ
لم يتركوا خبزاً ولا زيتاً
لم يتركوا شيئاً ..وعزَّ فيكَ دواءْ
رأيتُ الخلقَ في الأوطانِ
جميعهم عظماءْ ..
أقاموا من الصفرِ أمجاداً
وطالوا سماءْ ...
ونحنُ في السودانِ ..
فقدنا تاريخاً ..وأمجاداً
فقدنا رخاءْ ..
فقدنا اللقمة والزادً
فقدنا الماءْ ...
فقدنا المالً والمأوى
وضاعَ رخاءْ ...وقلَّ وفاءْ
وصًعٌبً كساءْ ...
وصرنا أشباحاً.. بقايا أُمةٍ !!
وحلًّ عناءْ ..
كسبنا الغُربة والإفلاسْ
فقدنا الحُبًّ والإحساسْ!!
وصرنا إِماءْ ..
وعدتُ إليك يا وطني
مشحونةٌ بالشوقِ والأوجاعِ
حتي الياءْ !!!
سرقوك يا وطني
كأنكَ لستَ موطنهم
وكأنهم غرباءْ
سرقوكً يا وطني
وكلُهم شركاءْ
وراحوا في الأمصارِ
يبقوا مواطناً خضراءْ
حكموك زمناً بجهالةٍ وسفاهةٍ وغباء
وراحوا دونما سلفٍ
يرعاه إرثاً مثقلِ الأعباءْ
سرقوكَ يا وطني
وكسبنا باهظ الأخطاْْ
فقرٌ ودينٌ
ورشوةٌ وغلاءْ
وعاثوا فساداً
وفرقةَ وجفاء
زرعوكً بغضاً وهماً
وفرقةً وعداءْ
سرقوكً يا وطني
ومحوا (سوالف) العظماء !!ْ
وراحوا دونما سلفٍ
يرعاه إرثاً مثقل الأعباءْ
وطمسوا كل معلمةٍ
عن أهلنا الشرفاءْ
تركوكَ أحزاباً محزّبةً
لا مع الشرقِ أنتَ
ولا مع الغرباءْ ..!!
ودفنوا في أراضيكَ الطواهرِ
أقذرِ الأشياءْ ...؟؟؟
حتى (الفلاشا ) طاروا
من أراضينا.. لينصروا الأعداء ْ
وقبضوا الثمنَ بالأطيانِ
والدولارِ...يا (كُرَماءْ )
وقبضنا الثمنَ .. ..
هاماتٍٍ تُذلٌّ ..ويشمتُ الآعداءْ !!
فوا أسفي على وطنٍ
كان بالأمسِ حديقةً غنَّاءْ
وصارَ في يومٍ ..خرابةٌ جرداءْ
وأشرقَ صبحٌ ...وطلَّ رجاءْ
وتُوِجَ حاكم آخر ..يحمل رايةً بيضاء ْ
يمسح جرحنا ..لعلنا نحيا
فتهلل الدنيا.. وتزغرد الأرجاءْ
ومن غُربتي الطويلة ُ المأساهْ
أبثُّ منظومتي الحزينةُ الجهراءْ
وأقول عن بُعدٍ..وبانةٍ حرّاءْ
(إن سوداني الحبيبُ) وأرضُه السمراءْ
يستغيثُ بكم...يا حكامنا الشرفاء
فكم غيركم وعدونا ليُسكتوا البسطاءْ
لكنهم راحوا دون أن يسقونا جُرعةَ ماءْ
أوفونا حقوقاً من ضمائركم ..
وهذا مني مطلبٌ ورجاءْ ...
*********
أم مجاهد / المملكة العربية السعودية
مارس- 1982
|
|
 
|
|
|
|
saif massad ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست