|
|
 مقاتلو دارفور يطالبون بنسبة من عائدات البترول السوداني
|
في ورقة إلى مفاوضات «أبوجا»: مقاتلو دارفور يطالبون بنسبة من عائدات البترول السوداني لمقابلة الاحتياجات الإنسانية لمتضرري الحرب
لندن: عيدروس عبد العزيز
قدمت حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان اللتان تقاتلان في دارفور، ورقة مشتركة تعبر عن موقفهما التفاوضي في المجالين الانساني والأمني، لمحادثات السلام الجارية حاليا في العاصمة النيجيرية، أبوجا لحل قضية دارفور. وطالب الطرفان في الورقة التي حصلت «الشرق الاوسط» على مضمونها، بتحديد نسبة من عائدات البترول السوداني ومن الميزانية العامة، تخصص لدعم عمليات الاغاثة الجارية في دارفور، وببرنامج «شريان حياة» لانقاذ المتضررين في الاقليم. كما دعت الى انشاء مناطق منزوعة السلاح، وحظر الطيران في دارفور وسحب قوات الشرطة السودانية والجيش من مناطق النازحين بحجة وجود عناصر ميليشيا الجنجويد داخلهما. وطالبت ايضا بقوة دولية لنزع سلاح الجنجويد. ولم تقدم الحكومة في المقابل أي ورقة تفاوضية حتى الان، وتعذر حصول تعليق منها على ورقة الحركتين. وتعثرت المحادثات اليومين الماضيين بعد خلاف حول ظروف المعيشة في مخيمات اللاجئين. وأعلنت الحركتان انسحابهما، لمدة 24 ساعة، للحداد على 75 مدنيا، قالت ان القوات الحكومية وميليشيات «الجنجويد» قتلتهم خلال الايام الثلاثة الأخيرة.
وقال احمد حسين ادم الناطق باسم وفد حركة العدل والمساواة لمفاوضات أبوجا، في اتصال مع «الشرق الاوسط»: «سلمنا مذكرة إلى الرئيس النيجيري اوليسيجون اوباسانجو راعي المفاوضات، وطالبنا الحكومة السودانية، بوقف قصفها للمدنيين والقرى في دارفور». واشار الى ان نسخة اخرى من المذكرة رفعت الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الاميركي كولن باول ورئيسي مفوضيتي الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي. وقال شريف حرير عضو وفد حركة تحرير السودان ان «قرية بأكملها احرقت ولهذا قررت الجماعتان مقاطعة المحادثات (اول من امس) لمدة 24 ساعة للحداد». وقال ادم «حتى هذه اللحظة (ظهر امس) فان طائرات النظام تقصف منطقة بير سليبة بالقرب من مدينة الجنينة» عاصمة ولاية غرب دارفور.
واكد ادم لـ«الشرق الاوسط» ان الوساطة الافريقية امرت الجنرال النيجيري اوكانغو رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار بالتحقيق في الاتهامات. واوضح ان اللجنة رفعت تقريرها الى الاتحاد الافريقي مؤكدة وجود هذه الانتهاكات، واوصت بادانتها. وابان ان زملاءهم في حركة العدل والمساواة الممثلين في اللجنة هم الذين اطلعوهم على فحوى التقرير. وأكد المسؤول البارز في الحركة ان الاتحاد الافريقي تسلم امس ورقة تلخص مطالبهم التفاوضية في المجالات الانسانية والامنية موضوع البحث حاليا. وقال «طالبنا بفتح ممرات آمنة للاغاثة، خاصة القادمة من الخارج وبالذات من ليبيا، ونسبة من عائدات البترول ومن الميزانية العامة، تخصص للعمليات الانسانية.. وببرنامج شريان حياة لدارفور تشارك فيه الى جانبنا، الحكومة والاتحاد الافريقي والامم المتحدة». وقال احمد حسين ادم «ان ورقتهم طالبت بزيادة القوة العسكرية الافريقية وتوسيع صلاحياتها لتشمل حماية المدنيين، وتحويل مهمتها من قوات مراقبة الى قوات حفظ سلام». وقال ان الورقة اشارت ايضا الى ضرورة اخراج الجيش السوداني والشرطة من اماكن تجمعات النازحين، وتسليم عمليات الامن فيها الى القوات الافريقية. واكد ادم ان «الجيش والشرطة التابعين للحكومة، بهما عناصر من الجنجويد وهو ما يهدد حياة النازحين». واضاف «طالبنا بانشاء مفوضية عسكرية مشتركة لحماية العمليات الانسانية تتكون من الاتحاد الافريقي والحكومة والحركتين» المسلحتين. وتابع «دعونا الى تشكيل لجنة عسكرية مشتركة تتكون من قوات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، تقوم بنزع سلاح الجنجويد». وفي الجانب الامني ايضا طالبت الورقة باقامة مناطق منزوعة السلاح تحت رقابة المفوضية، لتهيئة الاوضاع الامنية والانسانية لعودة النازحين، وجعل دارفور منطقة محظورة للطيران العسكري او المدني المخصص لاغراض عسكرية. وفي جانب حقوق الانسان طالبت الحركتان بوجود آلية لمراقبة وضع حقوق الانسان، ومقرر خاص من الامم المتحدة، لدارفور، ولجنة للتحقيق في جرائم الابادة، وتقديم المسؤولين عنها لمحاكمات دولية.
من جهته حث الاتحاد الافريقي الحكومة السودانية وحركتي دارفور امس على مواصلة محادثات السلام. وقال الفا عمر كوناري رئيس الاتحاد الافريقي في بيان صدر من مقر الاتحاد في أديس أبابا «الحوار السياسي هو الخيار الوحيد للسودانيين لاخراج أنفسهم من الازمة الحالية».
|
|
 
|
|
|
|
مهاجر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست