|
(الرجل الـ "لم" والمرأة ذات الـ "لا" )آخر نص في دفتري مهدى للخيابى والجرحى
|
الرجل الـ "لم" والمرأة ذات الـ "لا" ــــــــــــــــــــــــ
أما قبل : فإنني أتقدم بالشكر إلى حالة الإخفاق ، لأنها أم القصيد .
إهداء خاص :-
إلى آهة تهجيتها خطأً قبل أن تكتب ظناً مني أنها بوادر ضحكة .
جملة اعتراضية :
" إما أنا أو القيثارة " أكذوبة شائعة / مثل صيني ،،،
أما بعد :
التقيا .. على هامش الوطن حيث النهر , مفردة , عارياً من طميه ، وليس في بطاقة هويته غير الشتات ، والاعتراف به مجاز مرسل إلى مجهول !
هو .. ليس سوى شاب ، فتيّ الحزن ، في الثامنة والعشرين من حلمه ، أو يزيد بأنشودتين ، لم يفارق مدينته إلا بعد ذبول أعوام من المحاولة . ولم ...
هي .. جاءت مصادفة من حيث جرى البحث سابقاً ، لا تدري في سريرتها عن سبب وجيه يبرر أن تكون تاء التأنيث دائماً هي المبحوث من قبل المذكر السالم .. وليس العكس! جاءت بعمر خفيّ لم يستوعبه رابع الأبعاد ، وما سلمت من التجربة ، مبحوحة البوح ، خجولة بلون زهرة عباد غربت شمسها عند منال المنتظرين ، وبسيطة .. كألفٍ بخط النسخ. ولم لا ...
هو .. أخفى تحت قبعته سبع كدمات .. وإنساناً ، ذاق المطارق حتى ظنه الدليب زميل قديم تقاعد على شكل طاولة .. لكنها لم تعتق من النجارة . نخاسة بنات الغاب !
هي .. أعربت في سبابتها اليمنى مبتدأ العسجد ، ولسبب ما تخطى مرحلة الشكوك .. فضلت أن يكون ارتباطها ذكرى تضاف لسجل تجاربها .
هو .. غنى وغني ، أحاطته اللجم والأسواط ، وأحياناً الأصوات ... لعلعه يستقبل القبلة شطر مالطا ؟ فها هم رفاق الحلم ، والمرحلة .. يحرمونه من كرامة القوم ، يضعون أصابعهم في آذانهم من صواعق المعنى ، يدثرون بالتقطيب أعينهم كي لا تدرك المرايا الفاضحة .
لذا .. فضل الغناء بين أحجية الأبجدية / وألق الدوريمي .. حتى خامس الدرجات ، وأحياناً للسابعة ، فليس ثمة من يصفق غير الصدى في مرابع الجدر .
هي .. حملت دفاترها ، فضلت الحبر عن سائر الماء ، ولم يقرأها غير إحساس داخلي ، انجرفت مع الأسئلة / أو فيها ، تبحث عن نهاية للتيه ، فضلت الصمت والمكابرة على أن ترى أفعى اللام والألف تلتف رافضة التزحزح عن مبهمها .
لذا .. أبقت عينيها خلف توأم الزجاج ، بدلاً من خرقة حولهما تحرم الضوء من متعة العبث بين حدقتيها ... وغزل الصور في الشبكية المرقعة باللافتات الموضحة والجمل المترجمة .
يا للعبث ! قطعة من قماش ، تحجب شمساً بحجم عمرها الأزلي !!
هما .. في حفل طفيف ، تصادفا ، وامتزج شيء من رائحة المصائر بين قدرين ، انعقدت شريطة قرمزية في كلٍ منهما على حدة ... هل ثمة صدأ بين النوايا ؟!
تبادلا الثغور ، حديثاً وابتساماتٍ و .... كان الموروث في الأجندة التي يتأبطها الضمير يحرّم القبل ، إلا في القصيدة واللحن . وآه من هاتين .. لعنة من قديم الكلام لم تتجاوز حد التفوّه ! أفٍ عليك أيتها اللغة ، وأيها الوتر العصي .. أف !
تكررت المصادفات بمختلف العلل ، وتحولت آخرها إلى زيارتين ، وكما يفقد النص الشاعرية أحياناً ، فقدت المصادفة صدقها ، وصار شغفاً مع سبق الإصرار والترصد من خلف حائط القلب المائل .. إلى الحمرة ، ولا يهم لمن كانت المبادرة ما دامت التحية تلقى من يردها .
وبعد تقييم الأداء العاطفي ، تطورت هالة الإعجاب إلى "حاء بائية" . ومن مناسبات عابرة إلى مكالمات هاتفية لا تخضع للدغات عقارب الزمن المسائي .
وإنسال الدفق كما تشتهي القصيدة ، وانسجم الحنين مع الحنان ، وعنان السماء السابعة مع مرام ما وراء المرئي .
لم يخلو الدرب من الذئاب ، وكذلك المطارحة الحوارية بين البينين .. لم تنتح جانباً عن عواء بعيد ، وضع نشازه حداً لتطوره إلى أنياب .
وحدها فيزياء القلق ( التوتر السطحي / عجلة الجاذبية / التنافر المغناطيسي ) وكومة من الأسئلة المؤجلة دفعت علامة الاستفهام إلى السطر :- يا هي .. - ما الذي دفعك ؟ أهو الشيء أم ذاك ؟! ربما يا هو .. ذلك الكم الهائل من الأصفار الآن في الثقوب على طرفي معطفك .
وكما الدراما أو التراجيديا العبوس ، شاء الطريق المفترق ، وعادت " هي " إلى أمس " هو " حلماً يمشي على خيبتين ، ليظل " هو " على ظله لا يبرح نقاط الاختلاف الساخنة .
عادت هي إلى حيث أسئلتها ، وعاد هو إلى ما تبقى من وتر . يغني أو يبكي خالطاً حابل اللحن بنابل النحيب ، وهي .. لعلها رسمت في دفتر التجربة طفلة لاهية أحدثت على خدها قطرة ندم على دميتها التي تهشمت !
آه عليهما منهما ... آه على الحلم الحرون من الصباح العصيّ . وآه ثالثة لمن شهد المهزلة !
|
|
|
|
|
|