|
تناقص كبير في عدد الكلاب بالخرطوم بعد تزايد عدد الصينيين والكوريين
|
الصحافة أسسها عبد الرحمن مختار في 1961م العدد رقم: 4033 2004-08-19
مناظير أين الكلاب؟
زهير السراج
تتنوع عادات وأنواع الطعام بتنوع البشر والاجناس والاشخاص، وكل شخص حر أن يختار طعامه حسب معتقده ومزاجه وهواه وصحته. وعلى سبيل المثال فان معظم الهندوس لايأكلون الا النباتات، والمسلمون لايأكلون الميتة والدم ولحم الخنزير. وبعض قبائل افريقيا تعشق لحم القرود ولا تأكل الاسماك، وعدد كبير من قبيلة البني عامر يعتقد أن اكل الساردين والفسيخ والسمك يسبب مرض «البرص»، ويمتنع عن أكل كل ما له صلة بالسمك. والصينيون يأكلون كل شئ يطير ماعدا الطائرة، وكل شئ يعوم ما عدا السفينة، وكل شئ يمشى ما عدا العربة.. أى أن الاخوة الصينيين ليس لهم «قشة مرة»، فهم يأكلون كل شئ.. صارقيل، جراد، عناكب، برسيم، قش، كلاب، خيول، حمير، أحياء مائية، عقارب، خنافس وكل شئ، وربما يعود ذلك الى كثافة عدد السكان، مقارنة بكمية الطعام المتاحة، لذلك أكتسب الصينيون مع مرور الوقت «مهارة» أكل كل شئ، وهى مهارة بالفعل، فمن يستطيع ان يأكل ما يأكله الصينيون، بدون أن يرمش له جفن، أو تنقلب له بطن؟ ü وأخوتنا الكوريون كثيرو الشبه بالصينيين في كل شئ، بما في ذلك عاداتهم الغذائية والطعام الذي يأكلونه، فلا فرق بين صيني وكوري الا باللغة! ü ولم نكن في السابق على علم كثير بعادات الكوريين والصينيين الغذائية، الا ما نقرأه في الصحف، أو نسمعه في أجهزة الاعلام. غير أن الوضع تغير، وابتدأنا نتعلم الكثير، بل ونرى ونعايش عادات الصينيين والكوريين، عندما إنفتح لهم الباب على مصراعيه بعد قيام ثورة الانقاذ، فجاءوا الى السودان زرافات ووحدانا.. بعاداتهم وصفاتهم وسلوكياتهم الحميدة منها والذميمة. ويبدو ان غزوهم للسودان لم يقع موقعاً حسناً في نفس المرحوم الدكتور عبدالله الطيب، فكان كلما واتته الفرصة يقول قولته الشهيرة، ولقد سمعتها منه بأذني.. «احذروا الجنس الأصفر، فانهم ان دخلوا بلداً، لم يخرجوا منه». ü قال الدكتور قولته وذهب الى رحاب الله.. غير أنها ما فتئت ترن في أذني، كلما رأيت أحد هؤلاء الصفر صغار الاجسام! ü وقبل بضعة أيام نُقل لي، ما جعل جسمي يقشعر، وبطني تنقلب على عقبيها - إن صح التعبير - واضربتُ عن أكل اللحوم، ومازلت. فقد علمت ان احدى الجهات المختصة أصدرت تقريراً تحدثت فيه عن تناقص عدد الكلاب بشكل واضح في الخرطوم، بأكثر من ثلاثين في المائة من الاعوام العشرة الماضية، وعزت ذلك بشكل جزئي الى حملات ابادة الكلاب الضالة لمكافحة مرض السعر، واستهلاك لحوم الكلاب وخاصة الصغيرة، كغذاء بواسطة الصينيين والكوريين، الذين تزايدت اعدادهم بشكل كبير في الخرطوم والمناطق المحيطة، وبعض مناطق السودان الأخرى. وحتى هنا ليس هنالك ما يخيف، غير ان ما يخيف هو الاسئلة الحائرة التي طرحها التقرير وهى: «من أين وكيف يحصل الصينيون والكوريون على لحوم الكلاب؟، ومن يقوم بذبح وبيع الكلاب لهم، وهل هنالك جهة مصدق لها بذبح وتداول وبيع لحوم الكلاب، وان كان هنالك مثل هذه الجهة. فهل هنالك من يراقبها، وتحت أى قانون أو لائحة تم التصديق لها بممارسة ذلك الفعل، وماهو أثر ذلك على الصحة العامة، ومن يضمن الا تتسرب كميات كبيرة من تلك اللحوم الى المطاعم والموائد السودانية مع إنتشار استهلاك سندوتشات البيرجر والشاورمة في غياب الرقابة اللصيقة عن تلك المطاعم، وانعدام الامكانيات الفنية للتمييز بين اللحوم المختلفة؟». ü واذا لم تكن هنالك جهة مصدق لها، فأين وكيف إختفت الكلاب والقطط في ولاية الخرطوم.. خاصة وهنالك من يزعم ان آكلي لحوم الكلاب والقطط من الاجانب هم من يقومون ببيع وتسريب تلك اللحوم الى المطاعم والكافتريات والاسواق في الاماكن الراقية والنائية علي حدٍ سواء!!!!
|
|
|
|
|
|