نعم الله تعالى وأنواعها+(قاعدة جليلة) الخواطر والأفكار مبدأ كل علم نظري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2004, 01:17 AM

ابوالهيثم

تاريخ التسجيل: 09-14-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نعم الله تعالى وأنواعها+(قاعدة جليلة) الخواطر والأفكار مبدأ كل علم نظري

    نعم الله تعالى وأنواعها

    النعم ثلاثة: نعمة حاصلة يعلم بها العبد, ونعمة منتظرة يرجوها, ونعمة هو فيها لا يشعر بها, فاذا أراد الله اتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته الحاضرة وأعطاه من شكره قيدا يقيّدها به حتى لا تشرد, فانها تشرد بالمعصية, وتقيّد بالشكر. ووفقه لعمل يستجلب النعمة المنتظرة, وبصّره بالطرق الي تسدها وتقطع طريقها, ووفقه لاجتنابها. واذا بها قد وافت اليه على أتم الوجوه, وعرّفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها.

    ويحكى أن أعرابيا دخل على الرشيد, فقال يا أمير المؤمنين ثبّت الله عليك النعم التي أنت فيها بادامة شكرها, وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته, وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها. فأعجبه ذلك منه وقال: ما أحسن تقسيمه.

    (قاعدة جليلة)
    الخواطر والأفكار مبدأ كل علم نظري

    مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار, فانها توجب التصورات, والتصورات تدعو الى الارادات, والارادات تقتضي وقوع الفعل, وكثرة تكراره تعطي العادة. فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار, وفسادها بفسادها. فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لوليها والهها صاعدة اليه, دائرة على مرضاته ومحابه, فانه سبحانه به كل صلاح, ومن عنده كل هدى, ومن توفيقه كل رشد, ومن تولّيه واعراضه عنه كل ضلال وشقاء. فيظفر العبد بكل خير وهدى ورشد, بقدر اثبات عين فكرته في آلائه ونعمه وتوحيده, وطرق معرفته, وطرق عبوديته, وانزاله اياه حاضرا معه, مشاهدا له, ناظرا اليه, رقيبا عليه, مطّلعا على خواطره وارادته وهمّه فحينئذ يستحيي منه, ويجله أن يطلعه منه على عورة يكره أن يطلع عليها مخلوق مثله, أو يرى في نفسه خاطرا يمقته عليه.

    فمتى أنزل ربه هذه المنزلة منه رفعه وقرّبه منه, وأكرمه واجتباه ووالاه, وبقدر ذلك يبعد عنه الأوساخ والدناءات والخواطر الرديئة والأفكار الدنيئة. كما أنه كلما بعد منه وأعرض عنه قرب من الأوساخ والدناءات والأقذار, ويقطع عنه جميع الكمالات ويتصل بجميع النقائص.

    فالانسان خير المخلوقات, اذا تقرّب من بارئه, والتزم أوامره ونواهيه, وعمل بمرضاته, وآثره على هواه. وشرّ المخلوقات اذا تباعد عنه ولم يتحرك قلبه لقربه وطاعته وابتغاء مرضاته. فمتى اختار التقرّب اليه, وآثره على نفسه وهواه, فقد حكّم قلبه وعقله وايمانه على نفسه وشيطانه, وحكّم رشده على غيّه, وهداه على هواه. ومتى اختار التباعد منه فقد حكم نفسه وهواه وشيطانه على عقله وقلبه ورشده.

    واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها الى الفكر, فيأخذها الفكر فيؤديها الى التذكر. فيأخذها الذكر فيؤديها الى الارادة, فتأخذها الارادة فتؤديها الى الجوارح والعمل, فتستحكم فتصير عادة, فرّدها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها. فانها تهجم عليه هجوم النفس, الا ان قوة الايمان والعقل تعينه على قبول أحسنها, ورضاه به, ومساكنته له, وعلى دفع أقبحها, وكراهته له, ونفرته منه كما قال الصحابة رضوان الله عليهم: يا رسول الله, ان أحدنا يجد في نفسه ما لأن يحترق حتى يصير حممة أحب اليه من أن يتكلم به, فقال:"أوقد وجدتموه؟" قالوا: نعم, قال: "ذاك صريح الايمان" مسلم في الايمان 1\119 رقم209. وفي لفظ "الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة". أبو داود في الأدب باب رد الوسوسة 4\329 330 رقم 5112.

    وفيه قولان: أحدهما: أن رده وكراهته صريح الايمان. والثاني: أن وجوده والقاء الشيطان له في النفس صريح الايمان, فانه انما ألقاه في النفس طلبا لمعارضة الايمان وازالته به.

    وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن ولا بد لها من شيء تطحنه, فان وضع فيها حب طحنته, وان وضع فيها تراب أو حصى طحنته. فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى, ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط, بل لا بد من شيء يوضع فيها, فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره, وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك, فاذا جاء وقت العجن والخبز تبيّن له حقيقة طحينه.

    فاذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده, وان قبلته صار فكرا جوّالا, فاستخدم الارادة فتساعد هي والفكر على استخدام الجوارح, قان تعذّر استخدامها رجعا الى القلب بالتمني والشهوة, وتوجههوالى جهة المراد. ومن المعلوم أن اصلاح الخواطر أسهل من اصلاح الأفكار, واصلاح الأفكار أسهل من اصلاح الارادات, واصلاح الارادات أسهل من تدارك فساد العمل, وتداركه أسهل من قطع العوائد. فأنفع الدواء أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك, فالفكر في ما لا يعني باب كل شر, ومن فكّر فيما لا يعنيه, فاته ما يعنيه, واشتغل عن أنفع الأشياء له بما ما لا منفعة له فيه, فالفكر والخواطر, والارادة والهمة أحق شيء باصلاحه من نفسك, فان هذه خاصتك وحقيقتك التي تبتعد بها أو تقرب بها من الهك ومعبودك الذي لا سعادة لك الا في قربه ورضاه عنك, وكل الشقاء في بعدك عنه وسخطه عليك, ومن كان في خواطره ومجالات فكره دنيئا خسيسا لم يكن في سائر أمره الا كذلك.

    وايّاك أ، تمكّن الشيطان من بيت أفكارك واراداتك, فانه يفسدها عليك فسدا يصعب تداركه, ويلقي اليك أنواع الوساوس والأفكار المضرّة, ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك, وأنت الذي أعنته على نفسك, بتمكينه من قلبك وخوطرك فملكها عليك. فمثلك معه مثال صاحب رحى يطحن فيها جيّد الحبوب, فأتاه شخص معه حمل تراب وبعر فحم وغثاء ليطحنه في طاحونه, فان طرده ولم يمكنه من القاء ما معه في الطاحون استمر على طحن ما ينفعه, وان مكّنه من القاء ذلك في الطاحون أفسد ما فيها من الحب وخرج الطحين كله فاسدا. والذي يلقيه الشيطان في النفس لا يخرج عن الفكر فيما كان ودخل في الوجود لو كان على خلاف ذلك, وفيما لم يكن لو كان كيف كان يكون. أ, فيما يملك الفكر فيه من أنواع الفواحش والحرام, أو في خيالات وهمية لا حقيقة لها أو في باطل, أو فيما لا سبيل الى ادراكه من أنواع ما طوى عنه علمه, فيلقيه في تلك الخواطر التي لا يبلغ منها غاية, ولا يقف منها على نهاية, فيجعل ذلك مجال فكره ومسرح همّه.

    وجماع اصلاح ذلك: أن تشغل فكرك في باب العلوم والتصورات بمعرفة ما يلزمك من التوحيد وحقوقه, وفي الموت وما بعده الى دخول الجنة والنار. وفي آفات الأعمال وطرق التحرز منها. وفي باب الارادات والعزوم أن تشغل نفسك بارادة ما ينفعك ارادته, وطرح ارادة ما يضرك ارادته. وعند العارفين أن تمنّى الخيانة واشغال الفكر والقلب بها أضر على القلب من نفس الخيانة, ولا سيما اذا فرغ قلبه منها بعد مباشرتها, فان تمنيها يشغل القلب بها ويملؤه منها ويجعلها همه ومراده.

    وأنت تجد في الشاهد أن الملك في البشر اذا كان في بعض حاشيته وخدمه من هو متمن لخيانته مشغول القلب والفكر بها ممتلىء منها, وهو مع ذلك في خدمته وقضاء أشغاله, فاذا اطّلع على سره وقصده, مقته غاية المقت, وأبغضه, وقابله بما يستحقّه, وكان أبغض اليه من رجل بعيد عنه جنى بعض الجنايات وقلبه وسره مع الملك غير منطو على تمنّي الخيانة ومحبتها والحرص عليها, فالأوّل يتركها عجزا واشتغالا بما هو فيه وقلبه ممنلىء بها, والثاني يفعلها وقلبه كاره لها ليس فيه اضمار الخيانة ولا الاصرار عليها, فهذا أحسن حالا وأسلم علقبة من الأول.

    وبالجملة, فالقلب لا يخلو قط من الفكر اما في واجب آخرته ومصالحها, واما في مصالح دنياه ومعاشه, واما في الوساوس والأماني الباطلة والمقدرات المفروضة. وقد تقدم أن النفس مثلها كمثل رحى تدور بما يلقى فيها, فان ألقيت فيها حبا دارت به, وان ألقيت فيها حصى وزجاجا وبعرا دارت به, والله سبحانه هو قيّم تلك الرحى ومالكها ومصرّفها وقد أقام لها ملكا يلقي فيها ما ينفعها فتدور به, وشيطانا يلقي فيها ما يضر فتدور به, فالملك يلم مرة والشيطان يلم بها مرة, فالحب الذي يلقيه الملك ايعاد بالخير وتصديق بالوعد, والحب الذي يلقيه الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالوعد. والطحين على قدر الحب, وصاحب الحب المضر لا يتمكن من القائه الا اذا وجد الرحى فارغة من الحب وقيّمها قد أهملها وأعرض عنها, فحينئذ يبادر الى القاء ما معه فيها.

    وبالجملة, فقيّم الرحى اذا تخلى عنها وعن اصلاحها وعن القاء الحب النافع فيها وجد العدو السبيل الى افسادها وادارتها بما معه. وأصل صلاح هذه الرحى بالاشتغال بما يعنيك, وفاسدها كله الاشتغال بما لا يعنيك, وما أحسن ما قال بعض العقلاء: لما وجدت أنواع الذخائر منصوبة غرضا للمتالف, ورأيت الزوال حاكما عليها مدركا لها, انصرفت عن جميعها الى ما لا ينازع فيه ذو الحجا أنه أنفع الذخائر وأفضل المكاسب وأربح المتاجر, والله المستعان.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de