|
|
 الطــيـب مـصـطـفـى ...... بعـض من فجـيـعـتـنا !!!!!!
|
تذكرة أولى
لم تكن الانقاذ وليدة صدفة ولا جنينا لقيطا!! .. كلا ولا طبقا طائرا هبط علينا من سماء المجهول !!ّ! .. انما هي نتاج خلل ضرب بأطنابه في عمق وجودنا كسودانيين منذ أمد بعيد .. وجودنا الأخلاقي والديني والاجتماعي .. ولكنه تناسل فينا ونما وكبر وترعرع في احضاننا حتى شب وخرج عن الطوق أخطبوطا بأنياب حادة تهيأت لها كافة المناخات التي جعلتها تنغرس في جسدنا حتى النخاع لتمتص من دمنا وتتغذى بأعشاب خلافاتنا وتبعثر أشلاءنا على امتداد وطن بحجم قارة دون ان يكون بيننا من رابط سوى انتماؤنا الزائف لتراب طالما فرطنا فيه .. وعبثنا بمقدراته .. وتلاعبنا بمصيره .. وصرنا كاللاهث خلف السراب .. فلا ماءا وجدناه في نهاية المطاف ولا دربا يقودنا الى مرافئ الحقيقة.
تذكرة ثانية
ومن هناك ـ ياسادتي ـ بدأت ملامح فجيعتنا الكبرى في التبلور
بل التكور والانتفاخ حتى صارت مرضا خبيثا وورما سرطانيايصعب البراء
منه أو حتى تسكينه ولو الى حين ! .
ومن وسط ركام ذلك الورم الكبير!! خرج علينا من بيديه تفويضا ربانيا لحمل أهلي ـ في وطن منكوب بأهله أصلا و يقال أن أسمه كان يوما ( السودان ) .. ولكن لا أحد من كل هؤلاء الأهل الأكارم يستطيع أن يجزم عن أي وطن يتحدث قاطن تلك البقعة من بقاع هذا العالم الفسيح :
أهو السودان العربي المسلم ؟؟
ام هو السودن الأفريقي الزنجي المسيحي ؟؟
أم هو السودان الأثني الروحاني ؟؟
أم هو السودان المزيج بين كل هذا وذاك ؟؟
أم هو شيئ لا من هذا ولا ذلك ؟؟؟؟؟ .
يظل السودان ـ في كل الأحوال ـ الوطن الوحيد ـ بل الأوحد ـ في كل بلدان القارات الخمس من لا يعرف أهله الى أي طينة من بني البشر ينتمون !! .. لا الى أي الأعراق ولا الى اي الديانات ولا حتى الى أي الأصول أوالجذور !!
أنها ( غلوطية !!! ) أليس كذلك ؟.
لقدسبق ان نادى بعض مثقفينا ـ بل مفجعينا !! ـ في يوم من الأيام بضرورة عودة المستعمر من جديد ( نادى بها كأمنية !!! ) ..
بل أن يوما ما خرج بعضهم علينا ليدعي بأن استقلالنا نفسه لم يكن نتيجة نضال وطني خالص ولا كفاح لرجالات كانوا يوما عنوانا له وانماكان استقلالا زائفا بل كان منحة !! مجرد منحة ممن كان الآمر الناهي في ذلك الزمان من تعاقب السنوات وسنة الحياة في المضي قدما ومواصلةأرضها في الدوران .
ولا زلنا نذكر كيف أن الهوية السودانية هي مسألة لم تحسم حتى اللحظة .. وقد أثارت جدلا واسعا بين مختلف النخب وأصحاب الرأي والفكر من كتاب وأكاديميين وصحفيين وخبراء أجناس ومفكرين .. وغيرهم .. وهو الجدل الذي لا يزال قائما حتى اليوم دون التوصل فيه الى أية قواسم مشتركة بين كل هؤلاء واؤلئك أو مجرد التسليم بثوابث يمكن أن تشكل أرضية لبحث علمي مستقبلي جاد ليبين لنا من نحن تحديدا ومن نكون !! أم نحن مخلوقات قادمة من كوكب آخر مجهول الملامح وسريالي الشكل ومموه الأبعاد !!!!
أين نحن أذن من تلك الشعوب التي قنعت باصلهاوفصلها وتجاوزت تلك المعضلة(معضلة التعايش دون النظر للون أو جنس او دين أو عرق ...الخ ) وذلك منذ سنين وتفرغت تماما لبناء أوطانها .. منها من وصل بها الى مراقي العلا ومنها من يسير بها في ذات الاتجاه وأوشك على الوصول ومنها من بدأ وعلى ذات الدرب يسير بتؤدة وتمهل ووعي وادراك .
فأين نحن من كل ذلك ؟؟؟؟
يظل هذا السؤال المر يتردد عبرنا دون أن يظهر بيننا من يدلنا على الطريق الذي اقتفيناأثره منذ سنوات خلت دون أن نعثر له على وجود .. وبالطبع لا أدري ان كان لا يوجد طريق أصلا أم نحن من ضاع وتاه !! .
تذكرة ثالثة.. وأخيرة
الطيب مصطفى .. خال الرئيس في بلادي ـ والمطرود من الامارات كما سبق ان نوهت في أكثر من مداخلة في هذا الموقع ووعدت بشرح الأمر في الوقت المناسب ـ لم يأتي من فراغ انه ـ كرجال الانقاذ المنتمي اليهم هو ـ كان المحصلة المفجعة والنتاج الطبيعي لكل ما ذكرته آنفا .. ومن هنا كانت الفجيعة أكبر .. وهي أن يكون من بيننا من يعتبر أن جزءا عزيزا من وطن ـ وطن هواليوم امام اختبار تاريخي بل امتحان وجود تحت لافتة (( أن يكون أو لا يكون )) ـ هو ( أي الجنوب ) بمثابة سرطان يجب اجتثاثه والتخلص منه نهائيا !!
لا لشيء الا لأنه سبب الصداع المزمن لكل حكومات السودان المتعاقبة منذ أن كان السودان بحدوده المعروفة الحاصل عليها منذ لحظة استقلاله ( المنحة!! ) .
ولكن يظل السؤال المنطقي والجوهري :
هل هذا الطيب مصطفى يمثل بالفعل توجها جادا وحقيقيا لآخرين
من النافذين في نظام الانقاذ أم أنه مجرد رأي فردي معزول ؟؟؟ .
وايا كان الجواب فالأمر جد خطير لمن يدركون حجم ما تطرحه مثل
هذه الاصوات .
انه تحد كبير ولا يقل خطورة بل ـ بل كارثية ـ عن حجم التساؤل القائل : هل يكون هذا السودان أم لا يكون ؟؟ .
انها مجرد تساؤلات عنت لي ( بتشديد وفتح التاء ) وأنا أقف على ما يطرحه هذاالرجل .. لا بل يسعى لتجييش من يشاركونه هذا التوجه الكارثي الجالب ـ لا محالة ـ للمحن والأحن اذا كتب له أن يخرج للوجود ويصبح حيا يمشي بيننا !!!! .
خضر عطا المنان / الدنمارك
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
خضر عطا المنان
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست