|
كأنما نبدأ معاً.. ننتهي معاً..... نص لمامون التلب
|
ذنوبي تنتهي
حين أنشرها في حبال الأرق
لا تجف!!
...
وأكتبها في جناحِ فراشَة
تفرّ
فأنزفُ كل رحيقي!!
...
أنثرها كالبذور ليأخذها الطير حيث يهاجر..
فتغرِّدُ في داخلي شوكةٌ
من شتاءٍ مضى...
...
أُرهِقها بالرياح
فتقبِّلني هاوية ...
ليس لي
غير أن أشتهيها
أُفصِّدُ منها السماء
وأغسلها بالتراب..
لكي تشتهيني
ولاننتهي...
(1)
لن يجئ الجفاف
إلى أن ترى كلّ هذا المساء
يذوبُ على نطفةِ القلبِ
كي تستعيد ولادةَ نفسكَ في الأفق
جرحاً
جناح..
..
لن تجئ الفتاة..
إلى أن يلوِّحَ وجهُ الحقيقة بالفجوات على شاطئٍ
عانق الموج حلماً طويلاً
وكاشفه بالظمأ..
..
لن تفسّر لون الشفق
إلى أن تحسّ بفقدانِ لونٍ قريبٍ-بعيد
ينامُ على سيفِ من
مزَّق الحلم مختنقاً
بين أنقاض نبضِ البيوت..
..
لا تجئ الحياة..
إلى أن تموت!
(2)
لا تتركيني..
أو
سلّميني لهذا الفضاء..
أضئ الجهات
أو
أضلّلُ من يقتفي أثري..
..
لا يهم ..
أن يتدحرج صوت الرياح على صدركِ المشتهى
وأن يتهدّج صوتي على لحنكِ المستحيل..
(واحد) ...
أن تذبحيني
وأن أذبحكْ ... في كهوفٍ تطلّ على السرِّ
(واحد) ...
أن نترك الحب ممتقعاً
يدركُ التيه في جسدي
وأن نتركَ البوح مرتفعاً
يكشف النار في جسدكْ..
(لا يهم)
..
إذاً
لا تتركيني
أو
خمِّني وضع أغنيتي
في فضاء العدم...
(3)
آخر المدن
اشتهت أجسادها في بقعة الدمِ
والمشانق أينعت
فوق الميادين
النوافذ
أينعت فوق الغصون!
..
أدَّعي
أن الضلوع قناعُ قضبانٍ..
وأن الظلَّ ماءٌ...
أرتوي منهُ لأحيا خافتاً
أسقيهِ للمارَّه
لألمحهم وقد لبسوا الوداع:
(وداعاً
آخر المدن الشهيره
إذ أرى السلطان محمولاً على قلب الشجر
ليكون كل العام
خريفاً للتساقط...)
وداعاً
آخر المدن العميقة
إذ أرى العراف يطرقُ كلَّ بابٍ
ثمَّ يترك فوق عتبات البيوت..
مهاداً خالية
وعظامُ أغنيةٍ
وحلمُ رصاصةٍ
وشفق!!
(4)
لستُ مدّعياً
هذه خطوتي
والدماءُ التي تتراكم في إثرها... والجثث
كلها لضحايا مسنينَ
عانقتهم ثمَّ كان الذي قد جرى!!
..
لستُ مدّعياً..
هذا الذي طردته الشوارع... ظلي
وشوك الورود يدايَ
وصمت الفضاء .. ظنوني!
..
هنا..
كنتُ أحفر قبراً لبعضِ الأزقة..
هناك..
تنكَّرتُ للفقراءِ .. وغنيت
وبعد قليلٍ
سأختار لي
للمدينةِ .. والعابيرن
مصير الزبد!
..
لست مدّعياً:
إنني لا أحد !!
(5)
ليس في دمها
اسمُ بيتٍ
ولا شارعٍ..
ليس يتبعها الظل..
في دمها لون حلمٍ
وطفلٍ شقيٍّ
وأجنحةٌ للسفر
لغةٌ في فضاءٍ
فأغنيةٍ
ثم جرح
..
دائماً كنتِ أيتها الـ(حبر)
محمومةً في دروب الرياح..
(6)
تَركتُ ظهري عارياً باتجاهي :
فَغَدرتُ بي !!
..
تركتُ ظهري حافياً باتجاه الجميع :
تُركتُ وحيداً
ولم يكترث رأس سهمٍ واحدٍ
بظهري
لهذا بكيت !!
..
طرَّزتُ في أوّل الحلم أفقاً
وفي آخر الحلم هاويةً :
فرأيتُ غزالاً
بمنتصفِ الدربِ بينهما
يدعوني لأحفظ كيف يموت برصاصةٍ
أَطلَقتها عيوني
صنعتها سنيني..
ولكنني _للأسف_ نسيت!!
..
كنت وحدي أجرّب هذا
لهذا خسرت!!
(7)
أيها البرق
خذني إليك...
فأنا أتوقّف طويلاً أمام المرايا
ولا أحترق!!
..
أتلمّس وجهي
فيخضرّ نهرٌ
لأولد في ماءه من جديد..
أرى كيف قاعي بعيدٌ ومظلم..
وكيف أنا جاهلٌ
مثلما صرَّحت دمعةٌ في الفؤاد..
..
أيها البرق
خذني إليك..
هنا لا مكان ليحمل صوتي
الأرضُ واسعةٌ
ولكنني صرت أوسع من دمعة قتيلٍ
أُحمِّلُ تلك المساحات
كي تركض الخيل
_خيل البراءة_
فيها
فيخسرُ ما في المدى من رهانٍ صفيق..
..
أيها البرق
خذني
أنا ابنكَ ..
سوف أذوب على تربةٍ في مكانٍ غريبٍ
وأنمو نباتاً ... ثماراً
ولن يتذكرني أحد...
إلا إذا طال صيفٌ
_ تسلَّقَ غصنٌ جبال الجفاف _
فتشتعل الصلوات..
..
أيها البرق
خذني
فهذا القرف
يتلصّصُ ثقباً بلوني
وأنا
أفضل أن استحيل إلى ومضةٍ في دروب الدليل
تباغتُ في لمسها
مثلما تتفتَّتُ
حين يجئ الرحيل..
(
أتسرَّبُ :
عبر الرماح
الدروع
وأكشف سرّ القلاع
يمر الزمن ..
أتسرَّبُ:
عبر الرصاصة
و(المدفعية)
أفتح حلم الجثث
تهبّ رياحٌ وتخلع عني القناع
أرى أنني ضالعٌ في الجريمة!!
..
أو هكذا أتسرّب:
عبر الأصابع
والهمس في شفتيكِ
الكهوف الشفيفة
يبرز سطح المدينة
منتحلاً أغنيات الغواني الصادقة
..
المدينة عرَّت شوارعها
فرأيت الهياكل محمومةً تكتب الشعر
والعنكبوت الذي يتغذى على نملةٍ
في انعطاف الطريق إلى بيتنا
رأيت اللائي هجرن حنيني
يفتّشنَ عن جثتي في كمانٍ عتيق..
الأصدقاء يمرون دون مصافحةٍ
[أين تلك البلاد التي أدَّعيها؟!
أين تلك الـ(خراب)] ..
ــــــــــــــ
داخل الوقت والأمكنة / خارج الحلم والرعب
يمشي الذنب
مرتفعاً
فوق شرخ الضباب
ومرتدياً قبحهُ شمساً
ثم يأتي
ليجلس بالقربِ مني
على صخرةِ الأسئلة
نستفزّ النقوش...
نرسم أنثى على الرمل...
نرسمُ صمت البلادِ
ونحكي عن اللحنِ في سكرهِ..
ويفيض السفر... في العيون ..
يفيض الغموض
في انحناءات صوتي
فنبكي ........
وعند الوداع
نقيم احتفال السدود...
...
خارج الوقت والازمنة / داخل الحلم والرعب
يبدأ الذنب رحلته في دمي.....
وأعود ......
مأمون التلب
مايو 2004م
الهلالية
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كأنما نبدأ معاً.. ننتهي معاً..... نص لمامون التلب (Re: Giwey)
|
قصي ....شكرا التلب القصير الشين القبيح يا الله يا صديقي كم تزداد جمالا يا الله كم أصبحت تجيد التحليق بعد أن تركتك الانواء وحيدا تعرف اني لا اشتاقك كثيرا فسغالتك الاصيلة تابي أن تفارقني أطلاقا تعرف رغم كل الحاصل والبتحصل تظل من اجمل مفردات الذاكرة رغم القسوة الشديدة التي عوملت بها منك وصحبك الكرااام في الجنوبي إلار ان هذا لا يمنع ان استمتعت حد الثمالة بالاستلقاء مساء علي سطوح منزلكم في بيت المال حين بخلت علي جدا بالقليل من النوم التلب العزيز جدا كن كما شئت قد دونتك في الذاكرة بحروف من نار أن لم نتير فهي قطعا تحرق الذاكرة
والريد نيلين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كأنما نبدأ معاً.. ننتهي معاً..... نص لمامون التلب (Re: زوربا)
|
Quote: كن كما شئت قد دونتك في الذاكرة بحروف من نار أن لم نتير فهي قطعا تحرق الذاكرة |
زوربا ..هنيئا لك بهذا الحريق والضوء
فحقا من يملك قدرة البوح هذى يحق له ان يحرق ذاكرتك بشدة التذكر وايضا النوم فى حضرته خسران
تحياتى لهذا المامون الرائع
تشكراتى لك قصى
و مسا الخير عليكم بتوقيت الخرطوم
تسلمو كلكم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كأنما نبدأ معاً.. ننتهي معاً..... نص لمامون التلب (Re: قصي مجدي سليم)
|
طيعا ده بوست قديم قدم شديد وقلت اساساً دي فرصة أقلب الارشيف واشوف الاصدقاء نشروا لي شنو زمان وقمت لقيت النص ده بالمناسبة لنص ده يا قصي ما اتنشر إلا في سودانيز انا شخصياً كان ضايع مني .... و؛ابدأ أرد على الاحباب زوربا انا برضو قصير وقبيح انت ما عرفت ايميلي من الجندرية ما رسلت لي تاني ليه وبعدين خليتني انبذ لي زول ساي في واحد نازل بي اسم ناظم (بالانجليزي).. وقمت رسلت ليك ليهو في الماسينجر رسالة باااااااايخة بدايتها (يا كلب انت وين ...الخ) وحسع ما عارف زاتو أقول ليهو شنو بعد ما طلعت نازل بالاسم ده... اها كده كويس لكن طبعاً كلامك الباقي ... بتكون عارف رأي فيهو وبرضو عارف انك زول ما بيتنسي في حياتي والسطوح (بيت المال) ما حينساك برضو
| |
|
|
|
|
|
|
مساء النور (Re: قصي مجدي سليم)
|
deams مساء النور شفت الرد ده جا بعد كم مساء يييييييييك يكونو مساءات لشهر كامل أرجو أن تكون/ي قد قضيتها/قضيتيها بجمال وفرح تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|