مندي بنت السلطان عجننا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 08:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2004, 07:31 AM

mohammed alfadla
<amohammed alfadla
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 1589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مندي بنت السلطان عجننا

    الأستاذ سابل سلاطين

    مندي بنت السلطان عجننا
    امرأة شهد لها التاربخ بالبطولات
    سابل سلاطين
    [email protected]

    سبق نشر هذا البحث فى الزميلة سودانايل





    ممزق أنا حينما أعصر سنين العمر وأعود بذاكرتي لقصص أجدادي وعن بطولاتهم ونضالهم المشهود، ودمائهم الممزوجة بتراب الوطن، ومواقفهم التي يرن صداها عبر مدى السنين. تحضرني جبال النوبة، ذاك الارث المعتق بعبق التاريخ، وتلك الأرض التي أنبتت حضارات وثقافات متأصلة باللون الأفريقي الجميل.



    جبال النوبة أنجبت واحدة من أحلي نساء الكون، ومن أكبر المناضلات في تاريخ النضال غفل عنها المؤرخون لا أريد أن أقول قصدا بل سهوا؟؟. إن التاريخ أن لا يغفر لمن دثروا أروع البطولات بثياب النسيان، ولكن ذاكرة الأيام حاضرة تحكي للأجيال ما أندثر.



    إن تاريخ الحركة الوطنية في السودان ملئ بالبطولات والتضحيات التى كانت تهدف الى صون تراب الوطن الغالي. ومن أهم هذه الحركات، ثورات جبال النوبة التى اشتعلت وتفجرت لأسباب عدة. كان أهمها رفض السيطرة والقيود الاستعمارية. ورفض الضرائب الخاصة التى فرضت علي قبائل النوبة (ضريبة الدقنية)، تلك الضريبة التى كان يدفعها الشخص عن نفسه والتى عدت مذلة ومهينة لكرامة الإنسان النوباوي. ومن ناحية أخرى كانت الذاكرة الجماعية لشعوب النوبة تختزن الكثير من المواقف السلبية والتجارب المريرة ذات الصلة بتجارة الرقيق ابان عهد الحكم التركي-المصري، الشئ الذى غرس الشك فى النفوس وعزز المقاومة الشعبية لأي شكل من أشكال الغزو الأجنبي، لذلك قاموا بثورات عديد سنوردها سريعاً من خلال المقال.



    حفل تاريخ السودان الحديث بشخصيات نسائية ذاع صيتها، ناضلن ونافحن وتركن بصمات واضحة في حياتنا، فمنهن مهيرة بنت عبود فى منطقة الشايقية بشمال السودان والتى أطلقت (زغرودة) مجلجلة ألهبت بها حماس الرجال واستثارت فى نفوسهم الحمية والاقدام على القتال والتصدي للغزو التركي الغاشم، فكان دورها تعبوياً. وفي كردفان (الغرة أم خيراً جوه وبره) كانت رابحة الكنانية ذات الدور المشهود مع الامام المهدي. أما فى جبال النوبا، فنجد مندي، تلك الشخصية النسائية المتفردة ذات الخصال والسمات الخاصة، إمرأة جسورة ومقاتلة من طراز فريد قل أن يجود بمثلها الزمان. إمرأة لم ينصفها التاريخ والمؤرخون فلم يرد ذكر لها فى كتب تاريخ السودان الحديث.



    فليتني ذاكرة تعود بأحداث الزمان الى الوراء لكى نرى من هى مندي ولكنني أنبش ذاكرتي المتواضعة وأسرد بعض ما سمعته عنها.


    مندي هي بنت السلطان عجبنا بن أروجا بن سبا، السلطان الثالث عشر لمنطقة الأما (النيمانغ) بالقرب من مدينة الدلنج التى تضم ثمانية مناطق كبيرة هي : النتل، وكرمتي، وككرة، وتندية، وسلارا، وكلارا، وحجر السلطان، والفوس. وهى ذات المنطقة التى اتخذها السلطان عجبنا مسرحا لعملياته الحربية، فخاض مع رجاله الأشاوس ومن خلفهم الأميرة المناضلة مندي التى كانت تقاتل بضراوة وهى تحمل طفلها الرضيع على ظهرها، جنباً الى جنب مع فرسان القبائل، معارك ضارية شرسة ضد الغزاة الطامعين من الإنجليز، الأمر الذى أثار حفيظة الحكومة الإنجليزية فيما بعد فحاولت اخضاع منطقة النيمانغ لسيطرتها وتوالت حملاتها إليها.


    في عام 1908 دخلت قوات المستعمر فى معركة شرسة ضد الزعيم "دارجول" فى منطقة الفوس. ولما لم يتمكن المستعمر من سحقة والانتصار عليه، توصل معه الى اتفاق يقضي بوقف الاعتداء ودفع دارجول بعض التعويضات للإنجليز. لكن ورغم تلك الحملات التعسفية لم يخضع النيمانغ لأوامر الإنجليز وتعليماتهم مما دفع بالأخيرين الى التفكير الجدي لشن حملات وتوجيه ضربات خاطفة قاضية علي السلطان عجبنا.



    في عام 1917 قاد مفتش مركز الدلنج الإنجليزي هتون حملة منظمة ضد منطقتي كرمتي وتندية، غير أنه لم يصمد طويلا ولقي مصرعه قبالة منطقة كرمتي برصاصة أحد الثوار الذين كانوا علي جبل حجر السلطان، ففشلت بذلك مهمة الحملة التى كان الغرض منها إبادة الثوار فى تلك المنطقة.



    أثار مصرع هذا المفتش غضب السلطات الإنجليزية وقام المستعمر بإعداد حملة كبيرة ومنظمة وذلك فى نوفمبر 1917 كانت بمثابة جولة ثانية ضد السلطان عجبنا، كانت عدة هذه الحملة وعتادها كاملاً، تتكون من واحد وثلاثين ضابط بريطاني، ومائة وخمسين من الضباط المصريين والسودانيين، وألفين وثمانمائة سبعة وخمسين جندي، وعدد كبير من الأسلحة النارية قوامها ثمانية مدافع، وثمانية عشر مدفع رشاش، بالاضافة الى البنادق.



    تحركت هذه القوة من منطقة النيمانغ حيث عسكرت القيادة العامة للعمليات بمنطقة النتل تحت إمرة المقدم سميث L.K .SMITH، ومن منطقة النتل تحركت ثلاث وحدات لمحاصرة السلطان عجبنا من ثلاثة مواقع هي:

    أولا- منطقة ولال، الواقعة بين منطقة ككرة وحجر السلطان، بقيادة الرائد فان ديلو VANDELEU.

    ثانيا- منطقة جبل كلامو، الواقعة بين الفوس وحجر السلطان، بقيادة الرائد جرهام GRAHAM.

    ثالثا- منطقة النتل، بقيادة الرائد وثنقتون ويلمر WORTHINGTON WILMER.



    بهذه الخطة المحكمة ضرب الحصار تماماً على السلطان عجبنا وتم عزله عن مصادر المياه (الآبار) بخاصة فى منطقة سلارا حيث آبار كوديلو بونق.



    عندها كان السلطان عجبنا وقواته الثوار يقاومون بأقصي ما لديهم من بسالة، وحمي الوطيس بين قوات المستعمر والثوار الى درجة أدت لفك الحصار المضروب حولهم.



    تسربت الأخبار والمعلومات الى الأميرة المقاتلة مندي عن تأزم الوضع واستيلاء قوات المستعمر علي مصادر المياه، فضلا عن أن الثوار فى أرض المعركة أصبحوا فى حاجة الى تعزيزات ودعم يمكنهم من فك الحصار كاملاً. وفور سماع الأميرة مندي هذا الخبر تحزمت وحملت البندقية قاصدة موقع القتال، فحاول البعض اثناءها عن الذهاب بحجة أن الموقف متأزم وحرج، وأن الطريق ملئ بالمخاطر، وبأن الحصار محكم جداً من كافة الجهات. فغضبت الأميرة وثارت، وقالت: "دعوا سبيلي، فالوقت ليس وقت كلام". واحمرت عيناها وأصبحت كالمرجل يغلي من شدة الغضب بفعل اصرار القوم على منعها، فحملت البخسة (القرع) وضربت بها الأرض حتى تهشمت وقالت للجميع : "أفسحوا لي الطريق"، فأفسحوا لها الطريق. يجدر بنا الاشارة الى أن تهشيم البخسة "القرع" فى ثقافة النمانغ يعني أن الغضب والأصرار على فعل الشئ قد بلغ أوجه وقمته، أي، حد لا تنفع معه الرجاءات ومحاولات المنع.



    أسرعت الأميرة المقاتلة مهرولة لكى تنضم الي صفوف الثوار الذين تجمعوا بقيادة السلطان عجبنا ليصدوا الهجوم الغاشم، وكان التحاقها مع من معها الى الفوج بقيادة السلطان دفعة معنوية قوية. وبدأ القتال بكل ضراوة وبسالة، حيث تصدى الثوار للهجمات وردوا زحف الأعداء صوناً للأرض من أن تغتصب، وحماية للأهل والعشيرة.



    كانت بحق معركة شرف وكرامة سقط فيها الأبطال الأشاوس صناديد ثورة 1917، معطرين تراب الوطن الغالي بدمائهم الطاهرة الشريفة. وتشاء الأقدار أن يتم القبض على السلطان عجبنا وصديقه ورفيق دربه ونضاله "كيلكون"، وحكم عليهما بالاعدام شنقاً. كان ذلك فى 27/12/1917 حيث أثبت الاثنان معاً موقفاً بطولياً رائعاً اذ قابلا الموت بشجاعة ورباط جأش وخلدا ملحمة غنائية رائعة يتغني بها الصغار والكبار.



    فى فبراير 1917 استسلم بقية المقاتلين بعد أن تم اعدام قيادتهم الروحية والعسكرية التى كانت تمثل نضال جيل اختط على صفحات التاريخ ملحمة رائعة أعطت المستعمر درساً لن ينساه أبد التاريخ.



    في يقين الطرفين دوافع مختلفة حيث قاد المستعمر المعركة بدافع السيطرة والاستعمار بينما قادها الثوار دفاعاً عن الشرف وصونا للأرض مسلحين بالارادة وعشقهم الدفين للحرية. فى هذه المعركة حازت الأميرة مندي على أعجاب فرسان القبيلة لشجاعتها واقدامها، وخلدوها من خلال الأغاني الشعبية التي يرددها أهل المنطقة وقبائل الدلنج، حيث تم اعتماد أغنية مندي الشعبية وتسجيلها مارشاً عسكرياً بفرقة موسيقى دفاع السودان لرفع الروح المعنوبة للجنود والمقاتلين بالقوات المسلحة.



    تعقيب

    إن ثورات جبال النوبة التى كانت كقرآن الفجر المشهود، والتى صمت دونها التاريخ بضمير مستريح، وتقاعس عن تدوينها المؤرخون، إن تليت علي آذان التاريخ لصرخ غاضباً علي المؤرخين الذين أجحفوا فى صياغته.



    عند دخول المستعمر منطقة جبال النوبة سجل الأبطال والثوار من أبنائها أعظم البطولات ورسموا على سجل التاريخ الإنساني أعظم الملاحم التى لا تنسي أبداً أهمها:ثورة بردني فى تالودي عام 1908-1917؛ وثورة دقيق 1910-1913؛ وثورة هيبان 1911؛ وثورة تقوي 1910-1911؛ وثورة تير الأخضر 1914-1915؛ وثورة كادقلي؛ وثورة الداير 1904؛ وثورة الليري 1906؛ وثورة حنق حنق 1906؛ وثورة كيلا كاردن 1910؛ وثورة شات الصفية 1904؛ وثورة الميراوي ( الفكي علي الميراوي ) 1915؛ وثورة المندل 1904-1914؛ وثورة كاندارو (كادرو) 1906؛ وثورة الفندا 1908؛ وثورة كيلا كيدو 1908-1909؛ وثورة تيما 1909-1910؛ وثورة صبي 1914؛ وثورة دلمار 1914؛ وثورة النيمانغ دارجول 1908؛ وثورة النيمانغ سلطان عجبنا 1917؛ وثورة الليري 1929.



    أسهمت الحركة الوطنية بجبال النوبة اسهامات قومية بارزة جديرة بأن يؤرخ لها وأن تكتب علي أسطر التاريخ السوداني. فقد هدفت تلك الثورات كغيرها الى تحرير الارادة الوطنية من السيطرة الأجنبية.
                  

10-26-2004, 07:33 AM

mohammed alfadla
<amohammed alfadla
تاريخ التسجيل: 10-06-2003
مجموع المشاركات: 1589

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مندي بنت السلطان عجننا (Re: mohammed alfadla)

    تغنت عقد الجلاد بأحدى القصائد للمناضلة مندي
    وهي أغنية شهيرة اسمها مندي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de