|
|
 Re: هل بدأ نظام الجبهة في توزيع كوبونات النفط؟ سارة عيسى (Re: فتحي البحيري)
|
الاخ العزيز فتحي
أولا أشكرك علي نشر مساهمتي المتواضعة
وثانيا اتمني ان ترفق مساهمتي هذه مع المقال السابق وأكون شاكر لك
يتحدث الان مفكري الحكومة وباحثيها الاستراتجيون وهم كثر هذه الايام يتحدثون عن تحول السودان الي عراق أخر اذا قررت الامم المتحدة اتخاذ مبدأ القوي من أجل حماية المدنيين في دارفور ، ويذهب هولاء المحللون بعيدا في خيالاتهم ويتحدثون عن زرقاوي جديد يحل ضيفا علي السودان ويشحذ شفرة سكينه ويقطع بها أعناق العلوج الذين يسوقهم قدرهم الي حط الرحال بأرض دارفور ،ان المضحك المبكي في أمر منظري الجبهة الاسلامية انهم يدرسون التاريخ وفقا لتطلعاتهم ولا يتعظون بتجارب غيرهم من الشعوب ، وان شغفهم الزائد بالسلطة يجعلهم يقفزون علي طبيعة المنطق وترتيب الحقائق ، السودان بلد يختلف عن العراق كليا، ونجد أن هولاء الساسة ينظرون دائما الي النموذج العراقي علي أساس انه فشل ذريع لعملية اقتلاع الطغاة عن طريق القوة المسلحة ، ولكننا اذا امعنا النظر الي النموذج اليوغسلافي فاننا نجد فيه الكثير من الاشياء الايجابية حيث نجحت غارات الاطلسي في كبح شهية القوميين الصرب واجبرتهم الي الاستسلام وايقاف المذابح الجماعية ، والان قادة هذه الحرب يعرضون علي المحاكم وتعيش منطقة البلقان في وضع امني أفضل بكثير من أيام ملوسيفتش ، والمقارنة الاخري التي تدحض تحول السودان الي مستنقع عراقي أخر هي ان تنظيم القاعدة والذي يسيطر عليه العرب لا يستطيع الذوبان في منطقة دارفور كما حدث لهم في العراق ، حيث ان العراق يتوفر فيه مناخ جيد للقاعدة فانت لا تستطيع ان تميز بين العراقي وافراد تنظيم القاعدة من الدول المجاورة ، ولكن الوضع في دارفور مختلف فان الوسط الافريقي لا يمكن القاعدة الذوبان في هذا الوسط , كما أن تجاوزات الجنجويد ولدت شعور عدائيا لدي سكان دارفور ضد كل من يدعم حكومة البشير ، وعلينا ان نتذكر كيف لعب حقد قبائل الطاجيك والهزارا والاوزبك ضد طالبان حيث تحول هذا الحقد ضد القاعدة لاحقا ، وكان العفو يمنح لمقاتلي طالبان والموت والسحل لمقاتلي القاعدة ، ولاحقا تعاظم هذا الحقد وشمل حتي العرب من غير المحاربين ، وكل ذلك كان بسبب تأييد القاعدة لطالبان ، والاهم من ذلك لماذا تؤيد القاعدة حكومة البشير وهي التي سجنت الترابي عراب القاعدة في السودان وصاحب الحظوة عند الشيخ اسامة بن لابن ، وكيف تنسي القاعدة خيانة عمر البشير لها بترحيل بن لادن من السودان بل وزيادة علي ذلك اخطار الامريكيين بميعاد رحيله واحداثيات حركة الطائرة ، ولقد اعترف بذلك كلنتون ولامه الامريكيون علي تفويته لهذه الفرصة , حيث كان بامكانه صيد أكثر من عصفور بحجر واحد قتل زعيم القاعدة وانقاذ ثلاثة الاف أمريكي من الموت حرقا في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ، لان الامريكان كان في امكانهم اعتراض طائرة بن لادن في الجو وتحويل مسارها الي جوانتامو ، ودخل نظام البشير أيضا في مزاد الازمة ضد الارهاب بتقديمه بيانات كاملة عن كل افراد القاعدة الذين دخلوا بدعوة منه الي السودان ، بل وقد سلم البعض منهم الي امريكا وشكر وزير الخارجية الامريكي السودان علي هذا النوع من التعاون , ووفقا لتقارير المخابرات الامريكية يعتبر السودان من الدول التي قدمت معلومات ممتازة ودقيقة عن تنظيم القاعدة وشملت هذه المعلومات حتي ملفات الاسنان والحمض النووي ، ان اعضاء القاعدة ليسوا حمقي أو مغفلين حتي يستجيبوا لتكتيكات علي عثمان أو د.كمال العبيد حتي يباعوا للامريكان بثمن بخس كما حدث لهم في السابق ، واحسب ان الشيخ بن لادن يعمل بالقول المأثور (( لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين)) ، ان اعضاء القاعدة لهم فكر يتجاوز مسألة الاحتفاظ بالسلطة والتي يتشبث بها عمر البشير ورفاقه ، والذين يحلمون بان تقاتل معهم فهم واهمين لان القاعدة لا تأتمر امرهم ، كما أن حرب القاعدة تتطلب شخصا مثل الملا عمر ان تترك السلطة لتحافظ علي الشرف ، ولكن أهل الانقاذ لا يريدون ذلك الشرف، فأفضل لهم الاحتفاظ بالسلطة رغم أنف الجميع .
| |
 
|
|
|
|
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست