|
|
 من د. خليل إلى القادة الأفارقة المجتمعين بأديس أبابا في قمة الاتحاد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة العدل والمساواة السودانية
www.sudanjem.com
[email protected]
شعارنا : ( عدل ومساواة ووحدة واخاء )
إلى القادة الأفارقة المجتمعين بأديس أبابا في قمة الاتحاد الإفريقي
تحيي حركة العدل و المساواة السودانية بكل الفخر و الاعزاز نضال الشعوب الإفريقية الذي مكنّها من القضاء على الاستعمار و التمييز العنصري البغيض في قارتنا العزيزة الغنية برجالها و مواردها الطبيعية و موقعها الجغرافي المميز، و توّج هذا النضال بتطوير منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي و هو الكيان الذي يرجى فيه أن يكون أقوى وأقدر على تحقيق تطلعات الشعوب الإفريقية من منظمة الوحدة الإفريقية التي نالت شرف القضاء على الاستعمار و التمييز العنصري.
السيدات و السادة:
تحييكم حركة العدل و المساواة السودانية التي قامت من أجل ذات الأهداف التي أسست منظمة الوحدة الإفريقية لتحقيقها و المتمثلة في استرداد الحقوق المسلوبة للشعوب الإفريقية و إعانتها على التخلص من الظلم و كل أشكال التمييز و الاستبداد، حتى تنطلق نحو تحقيق غاياتها في التنمية و الرفاهة، و ذلك بعد أن إستأثرت فئة قليلة ممن ورثّهم الاستعمارأمر البلاد في السودان فاحتكروا السلطة و الثروة في إطارهم الضيق، و همّشوا غالب الشعب السوداني في أقاليمه المختلفة، و أقصوه عن المساهمة الفاعلة في تنمية بلاده. كما تسببّوا في اشعال نار الحرب الأهلية في الجنوب التي أتت على الأخضر و اليابس برفضهم الاصغاء إلى مطالب شعب الجنوب العادلة في العيش على قدم المساواة مع سائر أهل السودان، و اليوم تدور رحى حرب أهليه جديدة في إقليم دارفور غربي السودان لذات الأسباب و بنفس عقدة الإستعلاء التي تميزت بها الفئة الحاكمة، و قد راحت ضحية حرب الإبادة الجماعية التي شنّها النظام في الخرطوم على إقليم دارفور لمواجهة مطالب الثوار في حركتي العدل و المساواة السودانية و حركة تحرير السودان المتمثلة في التوزيع العادل للسلطة و الثروة في البلاد، إلى إزهاق عشرات الآلاف من الأرواح البريئة بجانب اجبار الملايين من الشيوخ و النساء و الأطفال على هجر قراهم و هجرهم إلى معسكرات للنازحين في أطراف المدن أو عبر الحدود في الجارة تشاد، بعد أن رأوا بأمّ أعينهم صنوف العذاب من قتل و إغتصاب جماعي و حرق للقرى و دفن و تدمير لمصادر المياه بشكل منظم على أيدي الجيش السوداني و المليشيات التي جنّدها و مولّها النظام في الخرطوم لممارسة التطهير العرقي تحت سمعه و بصره.
السيدات و السادة:
تحييكم الحركة بعد أن استفحل الأمر في دارفور و استسقظ الضمير الإنساني في العالم، و عبرت الشعوب و الدول و المنظمات الطوعية و منظمات المجتع المدني عن خشيتها من تكرار تجربة رواندا الأليمة في دارفور ما لم يقف العالم بصلابة للحيلولة دون تكرارها، و قد أدان الجميع بما في ذلك الأمم المتحدة و الولايات المتحدة و الاتحاد الأوربي و حتى الجامعة العربية التي ما سبق لها أن أدانت دولة عضوة فيها، أدانوا جميعا مسلك النظام في الخرطوم في معالجة الأوضاع في دارفور ووصفوا ما يجري هناك بالتطهير العرقي و الإبادة الجماعية و جرائم ضد الإنسانية و غيرها من الألفاظ التي تحاول التعبير عمّا جرى و يجري في إقليم دارفور من مأساة إنسانية تعجز الكلمات قطعا عن وصفها أو التعبير عنها أو تصويرها بما يقرب الحقيقة لما فيها من بشاعة تفوق التصور . إلا الاتحاد الإفريقي _ و هو المعني بالأمر قبل غيره_ آثر الصمت و أشاح بوجهه عن رؤية المأساة و إمتنع عن وصف ما يجري هناك بأي نعت يعبر عن الواقع الأليم ، بل صوت الاتحاد تضامنيا للحيلولة دون إدانة نظام الخرطوم في لجنة حقوق الإنسان بجنيف مما اثار استغراب كافة المراقبين والمتابعين ، و رغم شكرنا الجزيل لرؤساء جمهورية جنوب إفريقيا و جمهورية نجيريا لما أبديا من اهتمام بموضوع دارفور في اجتماعات قمة الثمانية و تثميننا لجهود رئيس جمهورية تشاد الرامية إلى حل الأزمة في دارفور و دور مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في تكوين مفوضية وقف اطلاق النار بقيادة الرئيس ألفا عمر كوناري، إلا أن كل هذه المجهودات لا ترقى إلي تطلعات الشعوب الإفريقية و آمالها العريضة المعلقة بالاتحاد في لعب دور ريادي في تحقيق السلام والأمن في القارة. و تربأ الشعوب بالأتحاد عن ممالأة أو مهادنة الأنظمة الحاكمة في القارة على حساب الشعوب المستضعفة، و هو المأمول فيه أن يحمل مشعل الديمقراطية في القارة و يرسخ مفاهيمها كما يرجى منه أن يتولى الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان و الدفاع عنها.
عليه ترجو حركة العدل و المساواة السودانية من الاتحاد الإفريقي أن يرتفع إلى مستوى طموحات و تطلعات شعوبه و يكون في صلابة الإنسان الإفريقي في الصدع بالحق و لو على نفسه و ترجو ألاّ يكون الاتحاد الوليد مصدر احباط لشعوب القارة و حائطا تتحطم عنده آمالها في النمو و الرفاه.
وفي الختام يطالب شعب دارفور من المؤتمرين جميعا بالوقوف لدقيقة؛ حدادا علي ارواح واعراض الضحايا من المدنيين الابرياء الذين طالتهم يد الغدر في اكبر عملية تطهير عرقي ترعاه دولة في العصر الحديث.
د. خليل إبراهيم محمد
رئيس الحركة
08.07.2004
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست