|
|
 مكافحة الهوس الكروى
|
وقفت كثيرا أمام (مشاهد ) الاستعداد لديربى الدوري الممتاز السوداني بين الهلال والمريخ فقد لحظت وبقدر لافت أن الشارع (الرياضي ) وربما بقية ساحات المجتمع بما في ذلك السياسية انتابتها حالة ترقب وقلق (مهيب ) من نتيجة المباراة ، كما استوقفني التعاطي السالب للغاية من جانب (الصحافة الرياضية ) مع الحدث والذي تحول من محض مباراة تنافسية لكرة القدم لمعركة الخاسر فيها عليه أن ينعى نفسه وماضيه ومستقبله فيما على المنتصر أن يطأ الثرى مترفقا من تيه فكأنه آس يجس عليلا !
وودت لو ان هناك تعقلا في التعامل مع مباريات القمة ليتيسر الحصول على خلاصة إبداعية ومنتوج رياضي نظيف وراق وأنيق سواء من قبل لاعبي الفريقين أو مجاميع النظارة والإعلام الذي يفترض به تغطية وتحليل كل المسالة وفق رؤى موضوعية ومنطقية بعيدة عن العاطفة وكيل المدائح او اطلاق التهديدات .
وفى تقديري أن غياب العقلانية المفضية بالتحلي بالمسئولية يؤثران سلبا على مجمل ظاهرة (هلال –مريخ ) وتبعاتها مما يفرخ ذهنية قوامها التعصب المقارب لحد الهوس الذي يتمظهر في تلك التشنجات والروح العدائية المتفشية بين طرفي المقابلة على كافة مستوياتهم من الملعب وصولا إلى المنازل بشيبها وشبابها .
ولا أبرى نفسي من تسرب تلك الروح إلى دواخلي ففي الوقت الذي اكتب فيه هذه السطور – قبل مباراة القمة بساعات – قررت الاختفاء وإغلاق جوالي والبحث عن مكان في العاصمة القومية ليس به تلفاز أو راديو أو تصل إليه صيحات الجماهير وبعض غريبي الأطوار ممن يتكفلون بنقل المباراة على الهواء مباشرة بمناقشات دامية وساخنة ومغالطات صاخبة تتجاوز في صيتها (كيلو مترات )
قصدت بتلك (العزلة ) الابتعاد عن متابعة ما يجرى لجهة اننى شخص يصاب بجملة أعراض مرضية حين ياتى ميقات صافرة انطلاقة (المباراة ) تبدأ بالحمى (أم برد ) وشى من أعراض (الملاريا ) وأشياء من أعراض الأمراض النفسية تتراوح بين الاكتئاب والهلوسة وعدم الرغبة في التحدث والتخاطب مع الآخرين !
ولو أن جهة مختصة قامت بإعداد إحصائية عن معدلات (الإنتاج ) والانتظام في العمل ووتيرة السير في حركة الشارع العام والحركة التجارية لتم الحصول على نسبة (متدنية ) قياسا ببقية الأيام العادية أو مقارنة بمناسبات وأحداث أخرى تمر بها البلاد .
وإجمالا (مباراة سعيدة ) وفوز كريم لمن يحسن استغلال سوانحه ومقام هانئ لمن يخسر فالأيام دول ما سره زمن ساءته أزمان على علمي ووعى بمرارة أن ينجح الهلال في هز شباك المريخ أو العكس ولنجعل من هذه التظاهرة الكروية مهرجانا للتسامح و(الرضاء بالمقسوم ) وليتواطأ الجميع خاصة فى منابر الاعلام والصحافة – تحديدا الرياضية – على صياغة ادبيات وخطاب اصلاحى يخفف من غلواء تطرفنا الرياضي وتشددنا الموزع بين (الاحمر ) و(الازرق ) لان من شان استمرار ذلك ان يقود يوما لكارثة ومقتلة وحدث يكلل بلادنا بالسواد .
ومبارك للمنتصر وحظا وافر فى مقبل الأيام للمهزوم فالفريقين الكبيرين من ملامح ومعالم هذا البلد الكبير ويبقى مكانهما محفوظا وان دارت الدوائر على هيثم مصطفى أو فيصل العجب .
وتيت تيت ............... اختر ما تشاء .
|
|
 
|
|
|
|
محمد حامد جمعه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست