|
|
 مفاوضات السلام في السودان: توقعات بالتوصل إلى اتفاق «وقف النار الدائم»
|
مفاوضات السلام في السودان: توقعات بالتوصل إلى اتفاق «وقف النار الدائم» في الجنوب خلال 48 ساعة
مشروع الوثيقة من 40 ورقة: طالبت بإطلاق السجناء والأسرى وتبادل المعلومات العسكرية
نيروبي: مصطفى سري الخرطوم: «الشرق الأوسط» نيويورك: صلاح عواد
توقع الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان سامسون كواجي ان تتوصل الحكومة السودانية والحركة الشعبية الى اتفاق نهائي لملحق وقف النار الدائم خلال 48 ساعة في حال تجاوز بعض نقاط الخلاف بينهما. وكان الجانبان قد توصلا الى اتفاق بانهاء العدائيات في اكتوبر (تشرين »الاول) 2002، ودخلا في مفاوضات حول «الوقف الدائم» لاطلاق النار منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي. وأعد المفاوضون من الجانبين في العاصمة الكينية نيروبي مشروع اتفاق حول كل تفاصيل الترتيبات الامنية والعسكرية في الفترة الانتقالية المنصوص عليها في اتفاق السلام بين الجانبين، ومازالت هناك قضايا خلافية ينتظر ان تتدخل سكرتارية «ايقاد» اليوم بمقترحات لحسمها. واطلع د. جون قرنق زعيم الحركة الشعبية اول من امس على الاجراءات الاخيرة لمفاوضات الوقف الشامل لاطلاق النار من خلال لقاء عقده مع وفده المفاوض في نيروبى. ويتوقع ان يغادر علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السودانى وكبير مفاوضي الحكومة خلال ايام الخرطوم الى نيروبي لحضور التوقيع على الاتفاق في صورته النهائية والذي يليه دخول الطرفين في مفاوضات حول الترتيبات السياسية الخاصة بتشكيل حكومة الفترة الانتقالية. واحتوى مشروع الاتفاق على اكثر من 40 صفحة وزعت الى ثلاثة فصول وهي «مبادئ أساسية، ومهام القوات العسكرية واختصاصاتها وانتشارها، ودمج وتقليص القوات وجمع الاسلحة واستيعاب القوات الأخرى والمسرحين واستيعابهم في الحياة المدنية». ويتفق الجانبان على حسب الفصل الاول على اطلاق سراح السجناء والاسرى وتبادل المعلومات العسكرية واعطاء الحق لمراقبي وقف اطلاق النار من الامم المتحدة حرية التحرك داخل السودان خاصة المناطق التي يشملها الوقف (الجنوب، والنيل الازرق، وجبال النوبة، وأبيي، ومناطق محددة بشرق السودان) على أن يبدأ الوقف مع التوقيع النهائي. وينص الاتفاق على تشكيل لجنة قومية سياسية لوقف اطلاق النار واخرى دولية وثالثة عسكرية مشتركة مقرها جوبا، واخرى على مستوى مناطق (جوبا، وملكال، وكادوقلي، وواو، وأبيي، والكرمك والدمازين) اضافة لدوريات عسكرية مشتركة للمراقبة تشكل من اللجان الثلاث للتقصي في الخروقات، في وقت يكتنف فيه الغموض سير المفاوضات بين الطرفين مما دعا الى تكثيف الاجتماعات بينهما بحضور سكرتير «ايقاد» والمراقبين والخبراء العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج ووزير الخارجية الكيني السابق كالينزو ماسيوكا الذي يتولى ملف السلام امام «ايقاد».
وعقد سكرتير «ايق» وفريقه مع رئيسي الوفدين اجتماعا استمر اكثر من 3 ساعات لتجاوز العقبات امام وقف اطلاق النار الدائم. وحضر ماسيوكا الى مقر المفاوضات واجتمع بالطرفين في وقت قدم فيه خبراء من اميركا والأمم المتحدة والنرويج وبريطانيا مقترحات الى الطرفين لتجاوز الخلافات لم يكشف عنها.
من جهة ثانية، اعلن الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، افريد ايكهارد، عن استضافة كوفي انان لقمة مصغرة يشارك فيها زعماء الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا لبحث أزمة دارفور. ومن المقرر أن تبدأ القمة المصغرة التي يشارك فيها حوالي 15 رئيس دولة أفريقية الخميس المقبل. ويواصل أعضاء مجلس الأمن بحث مشروع القرار الذي تقدمت به واشنطن الى مجلس الأمن. ومن ناحية أخرى، اعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عن انتهاء دورة تدريبية لمجموعة من ضباط الشرطة السودانية للمساعدة في اجراء تحقيق حول تهم الاغتصاب للنساء والأطفال حسب ما ورد في بيان اليونسيف. وقالت كارول بيلامي، الرئيسة التنفيذية للمنظمة «ان تدريب ضباط الشرطة خطوة أولى في الاتجاه الصحيح»، وأفادت بأن الأفراد مدربون جيدا على استجواب الأطفال والنساء الذين تعرضوا الى التحرش الجنسي. وفي الوقت ذاته، أعربت عن قلقها من تدهور الوضع الأمني في اقليم دارفور، وقالت «ان الحكومة السودانية تتحمل مسؤولية حماية النساء والبنات من الممارسات الوحشية، وان حالات الاغتصاب لا يمكن تجنبها في وقت الحرب».
ولمحت مصادر غربية لـ «الشرق الأوسط» الى امكانية ان تطول مفاوضات الحل النهائي (السياسية) باعتبار ان الوضع في دارفور سيلقي بظلاله عليها، مشيرة الى ان الخرطوم تمارس عليها ضغوط دولية بسبب النزاع في دارفور. وابدى المسؤول الاميركي جيف ملنغتون تفاؤله بتوقيع اتفاق «وقف النار الدائم» خلال هذا الاسبوع. وقال لـ «الشرق الأوسط»: «ان المسألة تحتاج الى صبر لأنها مسائل فنية». وأضاف «ان الوضع في دارفور يلقي بظلاله»، مشددا على ضرورة ان تفي الخرطوم بوعودها امام المجتمع الدولي. وقال «لا يمكن ان يتم اتفاق بوقف الحرب في الجنوب وتظل دارفور بهذا الوضع المأساوي». وأضاف «نحن نريد سلاما شاملا في كل السودان».
|
|
 
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست