|
لا تقلق .........فهي لحظات الغضب
|
مطلع التسعينات .. جامعة السودان....مجموعة من الطلبة متكومين مكونين ركن نشاط الكيزان.. الواحدة ظهراً.... في الوسط أحدهم.... ضخم الجثة ينسكب منه العرق غزيراً .....إسلوبه يتسم بالتهديد والعنف ..... زبّد وعربّد وتوعّد .....كان الت######## المؤيد الذي يتسرب خلف صوته ...يعلو ...ويعلو حتى يطغى على صوته.......و يزيد عينيه إتساعاً وشرا......ثم يتوالى الت######## .....وتزداد أوداج المتحدث إنتفاخاً.....وينبعث التهليل والتكبير من جنبات الركن ........بجواري أحد زملائي يكاد ينفجر من الغيظ تململ ثم تململ .......هب واقفا وأقترب مني قليلا وقال ......غاضبا..... والله نحن نمسك البلد دي زول حافظ الحمده مانخلي............ ثم أنطلق الى سبيله ...... تساؤلات عدة تسلقت رأسي .........وفي نفس اليوم ليلاً وبينما أنا في طريقي الى الداخلية وجدت زميلي الغاضب يصلى فريضة العشاء ......ضحكت دواخلي بعمق .....وأنا على سريري أستدعي النوم ......كانت المفردات تتزاحم أمامي ......الشيوعية إعتقاداً ...الشيوعية فكراً ......الإسلام بالفطرة ......الإلحاد..........الكيزانية ......العلمانية ........الــ ....الـــ وبعد ما تأكدت بأن البطانية تغطي جسمي بالكامل إستسلمت للنوم العميق....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لا تقلق .........فهي لحظات الغضب (Re: omer almahi)
|
هذا نموذج لأناس أياً كان "مذهبم أو دينهم أو فكرهم إن كان لهم أياً من تلك الأشياء أصلا" لا يفكرون بعقل الإختلاف ، وهم بالضرورة غير صادقين في الإقرار أن لغيرهم مثل ما لهم في الحق سواء بسواء. إنتفاخ الأوداج ولغة الوعيد والتهديد قد تعطل الحق لبعض الوقت لكنها لن تجعل الباطل حقاً مهما تعاظمت صرخات وصيحات أصحابها ، وأحسب أنهم يسيئون لهذا المذهب أو ذاك الفكر بهذه الطريقة الفظة في لغة الخطابة وأدب الحوار وإحترام الآخر المختلف. هذه نماذج موجودة في كافة شرائح وطبقات المجتمع وتقويمها سوف تندثر معه سياسة التزمت وهذا ما يصب في مصلحة ثراء الإختلاف وتعميق فهمنا للوجود ويزيد من جدوى بحثنا عن ما لم ندرك حتى الآن. وصدق الرسول الكريم حين قال "في إختلاف أمتي رحمة"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا تقلق .........فهي لحظات الغضب (Re: omer almahi)
|
يفترض بالمتحدث في أى شأن كان أن يكون ملماً بالموضوع الذي يتحدث فيه ، فما بالنا والحال يتعلق بالدين والعقيدة ، يجب أن يكون الشخص هنا على علم بما يدعو إليه . وتعلمون أن ربنا عز وجل قال : ( ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين ) . وهذا يعني أنه لابد أن يكون عالماً بما يدعو إليه ، أي أن يتحدث عن الإسلام بتوثيق وتحقيق ، وأن لا ينسب إلى الإسلام ما ليس منه إن بدافع خيِّر أو ما سوى ذلك . الأولى بهذا الشخص بدلاً من نفخ الأوداج والوعيد والتهديد وهو يدعو أو يتحدث عن دين وعقيدة أن يكون رحيماً ، سهل الجانب ليّنه ، وتعلمون أن ربنا عز وجل قال : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ، ويقول عليه وآله الصلاة والسلام كما جاء في السنن : " إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف " . فالدين حق والحق ليس في حاجة إلى الصياح أو التهكم أو التهجم ، فالحق يعلو ولا يعلى عليه. إن في هذا الأسلوب تنفير من الدين أو العقيدة ، وما أكثر الجهلاء الذين يفتون ويستفتون في أيامنا هذه.
| |
|
|
|
|
|
|
|