|
قراءات-قراءة تصيب بالغثيان (مناظير - الميكافيلية الجديدة!! )
|
مناظير الميكافيلية الجديدة!! زهير السراج درج الطيب مصطفى على توجيه السهام نحو الحركة الشعبية بسبب اتفاقيات نيفاشا التي اعطت الجنوب ما لا يستحق على حساب الشمال، على حد زعمه، وقال في مقاله الاخير ان الحركة قطفت على طاولة التفاوض ثمار نصر لم تحرزه على ارض المعركة! والسؤال الذي اوجهه الى الطيب مصطفى وارجو ان يجد الجرأة للاجابة عليه هو.. «لماذا لا يهاجم الحكومة التي فرطت في حقوق الشمال كما يزعم، وهو جزء من هذه الحكومة، وعضو نافذ في الحزب الحاكم، ويتوارى بدلاً عن ذلك وراء السهام التي يوجهها الى الحركة للتعبير عن موقفه الرافض للاتفاقية.. ولماذا يظل محتفظاً بمنصبه الحكومي الرفيع، وعضويته في الحزب الحاكم، اللذين وقعا على اتفاقية ستفتح على السودان ابواب الجحيم، وتأتي بجون قرنق الحاقد على العرب والمسلمين نائباً اول لرئيس الجمهورية بسلطات وصلاحيات واسعة، يهدد بها الهوية العربية والاسلامية للشمال، ويتمكن من تنزيل شعار السودان الجديد على ارض الواقع.. فان قبل الناس ضاعت الهوية، وان رفضوا تصومل السودان.. حسب فهم الطيب مصطفى للاتفاقية؟! اتفاقية بمثل هذه الخطورة، لماذا لا يبرئ الطيب مصطفى نفسه من الحكومة التي وقعتها، حتى لا يكون شريكاً لهولاكو السودان الجديد في قسمة السلطة والثروة، والفظائع التي سيرتكبها في حق السودان العربي المسلم.. عندما يأتي الى الخرطوم فاتحاً؟ لماذا لا يستقيل الطيب مصطفى من الحزب والحكومة اللذين وقعا هذه الاتفاقية، واعتبراها نصراً من الله مبيناً... ام ان ادب الاستقالة.. ليس من ادبيات الطيب مصطفى.. وان بريق السلطة التي زادت عن خمسة عشر عاماً.. يعمي الابصار.. ويزيغ القلوب فتعمى عن الطريق القويم، ويُضل الانفس فتنهل من نفس الحوض الذي تتقيأ فيه! والا فبماذا نفسر بقاء الطيب مصطفى في نظام مد ايديه الى شخص يسميه الطيب مصطفى «هولاكو السودان الجديد.. هدفه تدمير هوية السودان العربية الاسلامية. ام ان غيرة الطيب مصطفى على العروبة والاسلام تتضاءل امام عشقه للسلطة وللمنصب الحكومي الرفيع. وعضويته النافذة في الحزب الحاكم؟». والمضحك، ان «منبر السلام العادل» الذي تأسس لمناهضة اتفاقية نيفاشا، والدعوة لانفصال الشمال، كهدف اساسي، كما اعترف الطيب مصطفى في مقالته المضحكة.. آثر الطيب مصطفى ان يبقى بعيداً عن قائمة مؤسسيه التي أُرفقت مع طلب تسجيله، واودعت لدى السيد مسجل عام التنظيمات والاحزاب السياسية، للحصول على التصديق القانوني لممارسة النشاط السياسي! والسبب بالطبع معروف، فالطيب مصطفى يريد ان يبقى هناك.. في قائمة المؤتمر الوطني حيث السلطة والثروة والمنصب الرفيع.. ولكنه في نفس الوقت.. لا يستطيع كبت احلامه ومشاعره العنصرية، وكراهيته للآخرين، الذين مدت حكومته وحزبه الحاكم ايديهما اليهم.. فيعبر عن هذه الاحلام والمشاعر عبر المنبر الانفصالي العنصري.. ولكن من وراء حجاب.. وهو الاسلوب المفضل للسيد الطيب مصطفى لتحقيق اهدافه ومراميه! وللحديث بقية!!
جريدة الصحافة 12/10/2004م
|
|
|
|
|
|
|
|
|