في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-10-2004, 01:18 PM

Salwa Seyam
<aSalwa Seyam
تاريخ التسجيل: 04-12-2004
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟

    في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟


    نضال حمد

    الحوار المتمدن - العدد: 889 - 2004 / 7 / 9


    اليوم تطل علينا ذكري استشهاد واغتيال الأديب والسياسي الفلسطيني الكبير غسان كنفاني. ولا نعرف كيف نستقبل تلك الذكري الباقية فينا بقاء النكبة و كرت الإعاشة الذي لم يعد يعين أصحابه علي العيش، فحتي وقت غير بعيد كان فقراء المخيمات يسدون الرمق من الإعانات، أما بعد عودة صناع اوسلو في الفاتح من تموز (يوليو) 1994 إلي أراضي سلطة ما سمي يومها بالحكم الذاتي المحدود، أصبح كرت الإعاشة طيارا مثل الفراشة، لكنه بنفس الوقت قبيح إذ أنه يحمل ذكري اللجوء ورائحة التآمر الدولي علي شعب أنجب غسان كنفاني وغيره من جيل النكبة الفلسطينية الكبرى.

    في تموز (يوليو) شهر العوز العقائدي عاد الذين عادوا إلي البلاد مثلما عادوا دون أن تعود الفكرة لبدايتها، كانوا يعدون لفكرتهم أفكارا غريبة وأخري معيبة، كانوا يظنون بأن دولتهم المتصورة أصبحت قاب قوسين وبأن الاحتلال سيعيد التين واللوز في تموز وآب وأيلول، ولم يتذكروا بحر ايلول الجديد، ظنوا أنهم مثل يوسف حين تطاول أخوتهم عليه، اعتقدوا أنهم ضحية الجوار، لكنهم كانوا ضحية سوء الاختيار والخيار، فلا القرار الوطني المستقل بقي مستقلا ولا التدخلات توقفت ولا الخربشات انتهت، ثم كان ردهم أن اهجروا الأشقاء والتحقوا بمعسكر السلام مع الأعداء، فأصبحوا في المعسكر الآخر بعيدين عن ابو علي إياد وابو يوسف النجار وأبو جهاد وطلعت يعقوب ووديع حداد وأبو العمرين فؤاد زيدان وابو اياد وجيفارا غزة وغسان كنفاني، صاروا من خارج معسكر العطاء وعلي مسافة بعيدة من مقابر الشهداء ومعسكرات الأحياء...

    كانوا يعدون لتموزهم التسعيني منذ تموزنا كلنا، تموزنا اللبناني وحرب الجسور التي حطمت جسور التواصل مع الأصول، ففي بداية الثمانينيات، كانوا هم موعودين بالدولة وكنا نحن سكاري في حب الكفاح وفي خمرة الثورة، لذا قدمنا الغالي والنفيس علي مذبح القداسة الفدائية، وهم جنوا ثمار الكفاح بجوائز سلمية واتفاقيات لا تليق بالتضحيات والجراح ...

    كانوا مثلما كانوا ومازالوا مثلما كانوا علي وهم السلام يعيشون، ظنوا ان البساط الأحمر في مراسيم استقبالهم هناك سيعطيهم دولة وسوف يحرر ما تبقي لنا من ارض البرتقال الحزين. فكانت مراسيم استقبالهم هناك مراسيم حداد هنا وهنالك، إذ ذكرتنا عودتهم العرجاء بخذلانهم لشهداء النضال الوطني الفلسطيني الذي كان، فحضرت أمامنا الصور والأسماء كأنها كلمات من كتاب الجهاد.

    في 14 من تموز (يوليو) يحل يوم معركة حطين وصلاح الدين وفتح القدس وتحرير فلسطين من الغزاة الاستعماريين، ويوم الخامس منه هو يوم الحاج أمين الحسيني، وفي الثامن من شهر التين والعنب يكون يوم استشهاد غسان كنفاني بقنبلة موقوتة فجرت سيارته في بيروت، وفي السابع والعشرين يوم رحيل القائد الفذ أبو علي إياد، الذي قال جملته الشهيرة نموت واقفين ولن نركع ثم استشهد ...

    تعود دورة الأيام بعد لف ودوران دام 355 يوما، تأتي ذكري غسان ومعها نكون قد دخلنا في تواريخ فلسطينية جديدة، تواريخ لا تخلو من الحزن والألم والحسرة علي أمة ممزقة أضاعت التاريخ وفقدت المستقبل لتبقي عالقة ومخبطة ومحبطة من وفي حاضر أليم.

    تعود الذكري لتأتي من حيث ذهبت، تحضر بيننا وتنظر في عيوننا فتجد في بياضها سوادا أشبه بسواد المرحلة، ولا تجد في حقول ذاكرتنا المثقلة بالزرع الصناعي وبالكيماويات المستوردة من برتقال بلادها الحزين سوي تأتآت التائهين علي دروب الآلام السلمية، وتسمع مع ذكراهم قهقهات الذين لا يهمهم من الوطن سوي جيوبهم،وعلي الجانب الآخر تهدر قرقعة البطون الفارغة، بطون الجياع من شعب الشهداء والعطاء.. ولا تسمع القرقعة عند أصحاب الواقعية الفارغة والعقلانية الدارعة، بل تسمع في مخيمات الجوع حيث العطاء والفداء والإبداع، فالجوع العقائدي موجود في الأمكنة التي لا وجود فيها للسماسرة وتجار الوطن، فتلك الأمكنة مسلحة باسمنت فلسطيني وطني متين، ولا تقبل بالاسمنت الذي يستورد من وحي كمب ديفيد لبناء جدار بينها وبين فلسطين التي ترفض نتاج ونتائج كمب ديفيد السابق واللاحق. هؤلاء هم يا غسان أبناء الوطن المثخن بالجراح، وطنك البرتقالي الدماء والدموع، أما أصحاب البطون المكورة والمدورة، فلا مكان لهم في بالنا وهم ابعد ما يكونون عن حدودك يا غساننا وعن حزن اطفالنا.


    يسألنا غسان العائد إلي حيفا وكل فلسطين:

    أين أصبحت أم سعد ؟

    آه يا غسان ! أم سعد فقدت السعد والسعادة وبعض أبناء جلدتها الذين صاروا من عبيد امريكا وعبدة الكاميرات والسفر علي أفضل الطائرات، وفقدت كذلك العرب والعاربة والأجانب ولم يعد لها سوي الدعاء لله في دور العبادة، والترحم علي دلال وعندليب وريم وهنادي ووفاء، إذ لم يعد هناك في بلادنا فرق في الشهادة وفن الاستشهاد بين الرجل والمرأة والفتاة والشاب...

    هل أعدتم للحياة السرير رقم 12 ؟

    لا ! لكننا أصبحنا كلنا نعيش في سرير كيان عابر، وعلي فراش فوق ارض ثابتة لا تغور عن الدنيا ولا تغوص في الوحل.. أصبحنا بلحمنا الذي لا يقبل التقطيع ولا يعرف سوي الجزارين، قضية يريدونها في موت سريري، لكن رغم هذا لا يمكنهم سلخنا عن جلودنا، فنحن من صنع السرير، الفراش فراشنا، أما العابرون علي شوارعنا فلا مكان لهم بيننا،حيث حياتهم ليست ملكهم وحياة سريرنا الثاني عشر ملكنا وحدنا..

    هل لا زالت الأرض مثل برتقالها حزينة ؟

    نعم يا غسان ان الأرض أصبحت أكثر حزنا مما كانت يوم كنت مازلت ترسمها بريشة قلبك وحبر حياتك، ويوم كانت تقول لك ولراشد حسين : أنا الأرض فلا تحرموني المطر.. برتقالها صار أكثر كآبة وأقل عصيرا... لقد عصروا برتقالنا وامتصوا دمنا ونهبوا حقوقنا وسرقوا بلدنا وجاء منا من يوقع لهم علي صك براءة، فسافر بعض أبناء ارض البرتقال الحزين إلي ارض جنيف البعيدة، حيث قرروا هناك تكملة تجارتهم بما تبقي من أرض البرتقال أو تجربة عبقريتهم السلمية عبر شم رائحة الوعود من بعض أبالسة يسار اليهود..

    هل مازال العالم ليس لنا ؟

    هذا سؤال مهم وصعب يا رفيق الدروب الوعرة، العالم منقسم علي نفسه، منه من هو معنا ولا يفهمنا، ومنه من هو ضدنا ولا يريد فهمنا ولا يبدي استعدادا لفهمنا، ومنه من هو معنا لأن الحق معنا والحقيقة معنا والعدالة تنقصنا ورحمة ذوي القربة. العالم يا غسان لنا ولهم وعلينا وليس حتي النهاية معهم ومعنا وليس عليهم حتي النهاية.. العالم مازال رهينة المحارق والتاريخ والإعلام المضاد، ورغم هذا استطعنا إحداث ثقب كبير في جدار الخزان، فتمكن الكثيرون من سماع صوتنا ومن هؤلاء بعض ممن كانوا لا يسمعون أو لا يريدون الاستماع...

    ماذا عن الرجال والبنادق؟

    هؤلاء أصبحوا أنواعا وأصنافا، منهم من باع البارودة واستورد بدلا منها سيارة أمريكية أو أوروبية، ومنهم من تمسك ببارودته ودأب علي صيانتها خوفا من الأيام القادمة، وهؤلاء هم الذين حموا شعبهم يوم قرر الاحتلال تصفية حساباته مع الشعب علي طريقته المعروفة. لم يعد هناك الكثير من رجال جمهورية المنفي الثورية، وبعض الذين قادوا النضال من منافي الثورة أصبحوا أقرب الناس لمن يقيمون في خبر كان، أو لعلهم يعيشون الآن آخر لحظات كانَ وأخواتها وأوسلو وشقيقاتها...

    هل مازال عندكم رجال لا يموتون ؟

    مازال عندنا أصحاب مراكز لا يموتون أما القادة الحقيقيون فيستشهدون كل يوم، ففي الانتفاضة الثانية فقط رحل أبو علي مصطفي رفيق دربك بعملية اغتيال شبيهة بعملية قتلك، استشهد وهو رجل ينتمي للقواعد والمواقف الصعبة، كما اعتقل رفيقك الآخر رجل المغاور والتخفي والعمل الصامت، رجل إعادة البناء والعودة الي الينابيع أحمد سعدات،وسجانوه نفر من الرجال الذي يموتون وقد لا يذكرهم التاريخ كباقي الرجال في بلدك، لأنهم خذلوا كل قداسة وجدت في فلسطينك. واستشهد شيخ المقاومة احمد ياسين ودكتور الاستشهاد عبد العزيز الرنتيسي وقادة وكوادر ومقاتلون ميدانيون كبار وعظماء لا بد للتاريخ ان يذكرهم بجلل واحترام وتقدير.

    هل لديكم قصص أخري تحدثونني عنها ؟

    لدينا الكثير، الكثير، لدينا أمهات الشهداء اللواتي يعشن أعراس الشهادة كل حسب طريقتها الخاصة.. لدينا ام نضال فرحات وريم الرياشي والكثيرات من نسوة فلسطين الماجدات. ولدينا شعب لا يموت ولا يقبل بين صفوفه الميتين من الأحياء.. فهذا شعب الشهداء والعطاء والفداء، شعبك يا غسان..

    ولدينا أيضا قصصك ورواياتك وإبداعك الملحمي وأدبك الملتزم والمقاوم، من أم سعد وبرقوق نيسان حتي رجال في الشمس وارض البرتقال الحزين بما فيها ابعد من الحدود وقتيل في الموصل، ويا ريتك تعرف يا صديقنا ما حل بالموصل وأهل العراق، فقد ذهب العراق إلي الأعداء بعد سجن داخلي دام عشرات السنين وعلي اثر غزو خارجي دام عدة أسابيع.. وصار القتلي في الموصل وبقية مدن بلاد الرشـــيد بالعشرات يوميا .. كما تبقى لنا وعندنا مجموعة ما تبــقى لنا من قصتي الصقر والعــــروس حتي قصـــة رأس الأسد الحجري ..

    تبقي لنا تراثك الأدبي والفني والسياسي العريق، منه نتزود بالقــــوة كلما خارت قوانا... تبقى لنا كذلك كرت الإعاشة وأصـوات بطون جائعة تكاد تطغي علي صوت الثورة الفلسطينية وصوت فلسطين وصوت الانتفاضة وصوت المقاومة وصوت السلطة وصوت الأمة العربية الواحدة، الهامدة ...
                  

07-10-2004, 07:14 PM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟ (Re: Salwa Seyam)

    الاخت سلوى

    تحية صادقة

    سعدت جدا بقراء هذا المقال عن ذكرى واحد من اعظم كتاب القصة و الرواية فى هذا العالم

    و سعدت اكثر بتذكيرك لنا بغسان كنفانى

    اثار فى المقال الكثير من الشجون و الذكريات باستصحاب غسان كنفانى الذى شكل بالنسبة لى البواكير الاول للتعامل مع الادب العربى الحديث وذلك فى المرحلة الثانوية ولا انسى روايته ( رجال تحت الشمس ) التى عكس فيها معاناة الفلسطينى البسيط مع الازمات الكبرى الاحتلال, الحصار,التشريد والقتل بالاضافة الى سلسلة مراسلاته الرقيقة العنيفة مع غادة السمان

    دائما ما اجد نفسى اقارب بين تجربة وادب كنفانى بلوركا العظيم فالاثنان يعبران عن شخصيات حساسة و شاعرية فى مواجهة العنف و القتل و التعبير عن ذلك فى تمازج ادبى فريد

    شكرا لكى سلوى و لكاتبة المقال
                  

07-11-2004, 06:08 AM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟ (Re: Salwa Seyam)

    سلوى العزيزة...تسلمى للتذكير بواحد من اعظم المناضلين العرب
    وكما قالت الرائغة غادة السمان الرجال الحقيقيون لايمكن قتلهم الا من الداخل
    ونتمنى ان نرى احد الشوارع فى العواصم العربية التى يسمى بها المتعقنون
    والمتبطلين واللصوص ان يحمل احداها اسم هذا المناضل،،
                  

07-11-2004, 07:11 AM

Salwa Seyam
<aSalwa Seyam
تاريخ التسجيل: 04-12-2004
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟ (Re: Salwa Seyam)

    شكرا الأخوان محمد أشرف وصديق الموج علي الزياره ولكم المزيد عن العاشق الثائر

    غسان الدي دفع حياته من اجل قضيته

    الى قلب غسان كنفاني الحيّ

    توأم روحي



    أمـا قـبـل :

    قال لها" بعد أن قرأت رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان، أوشكت أحـطـّم صـنـمـاً "

    حين يعشق الثائر :

    أكتب هنا ، في المدينة الإجتماعية عن غسان كنفاني ، إحتفالاً بقلبه الحي العاشق، وليس احتفاءاً

    بذكرى استشهاد - تصادف بعد يومين - غسان الثائر المناضل رجل السياسة والأديب المبدع المثقف.

    أحتفل به إنساناً ننزع عنه ورقة السوليفان الأحمر والبرواز الموشى ، نمدّ البساط ونجلس إلى

    جواره، نمر بكفنا على جبينه و نجس نبض قلبه و نلمس يده .. تأكيداً على أنه بشر مثلنا، لانجرده

    من عواطفه الإنسانية كونه مناضل ثائر.. فهو لم يكن أصلاً خارج الصورة الفعلية للإنسان الحقيقي.

    أحتفل وأنا أتهجأ ذاك القلب ووجعه في العشق، و صوت ذاك الإنسان العاشق المدله في أعماقه والذي

    لم تكن - ربما - حياته النضالية و مواقفه السياسية وابداعه الخلاق أثرى وأقوى من قلبه النابض

    عشقاً ! الذي لم يستطع لسطوته وصدقه أن يعصيه أو يتمرد عليه كما كان في حياته السياسية متمرداً

    يُحدث الإنشقاقات في التنظيمات التي ينتمي إليها، لأن قناعاته الحرة تمضي به إلى سؤدد الرفض

    والـ : لا.

    هذه الـ : لا .. التي لم يستطع ككثيرين منا أن يجبر قلبه على الإذعان لها ، فكان في عذاباته و

    خيباته؛ عاشقاً معذباً خائباً كما معظم البشر !

    لن أحتفي بذكراه لأحيطه بهالة من القداسة، فالبطل الشهيد حين يغدو رمزاً وطنياً كبيراً، لست أسلخ

    إنسانيته و عواطفه وحبه عن مفاصل تاريخه، لأنه ليس رمزاً في جانب من شخصيته دون آخر، وثمة خيوط

    تربط الجوانب بعضها إلى بعض.

    إنه إذاً إحتفال بقلبه ضد البعض الذي يرون في تاريخه النضالي والإبداعي ؛ كل نقاط القوة في

    شخصيته. ويرون في قلبه كل نقاط الضعف لديه، وكأن الضعف الإنساني عيباً (!).. وضد من يقوم

    بإفراغ الرمز الفلسطيني العقائدي النضالي الذي دفع حياته : مداد دم، ثمناً لمواقفه ولما يؤمن

    به، من محتواه و جوهره الإنساني العاطفي. وكأن عليه أن يكون حجراً لا يستشعر أو يلقي بالاً لهمه

    الإنساني الخاص، ولا يجدر به أن يعشق ويخفق قلبه لمجرد أننا ربطنا اسمه الرمز بطوباوية القضية

    الفلسطينية وقدسية الثورة والنضال، كي لا نـُـصعـق بكهرباء النظرة التقليدية للمناضل.

    الغباء وحده هو الذي يصور للبعض أن الرمز السياسي النضالي الثقافي حين يقـبّـل قدم إمرأة

    يعشقها؛ يكون بذا قد ركع ! ولا يتنبهون إلى أنه : رفع .. رفع هذه المرأة لتنال شرفاً من قلبه

    يتوجها. و هو فعل لايأتيه - برأيي -إلاّ عاشق حقيقي لوطنه، فالعشق لا يتجزأ ولا يُسجن في دائرة ..

    هو فضاء لا محدود ولا يخضع لقيود.

    بالنسبة لي .. كان غسان كنفاني في عشقه أكثراً إبداعاً وتألقاً و روعة . فما الثائر غير متماهي

    في عشقه وناكراً لذاته أمام: الوطن - العقيدة - المرأة . وكان عشقه بكل الظروف التي أحاطت به:

    عملاً بطولياً ! فلا أكثر بطولة ولا أنبل من أن يصمد القلب المعذب ويرفض الاستسلام رغم الفراق

    والعذاب والحزن ، تماماً كـشيم الثائر الحقيقي في ميادين ثورته.

    لهذا .. ما الغريب في أن يكون الثائر عاشقاً؟!

    الغريب أن لايكون عاشق وطنه : عاشقاً ثائراً.

    لكن .. تباً لنا ، و تباً لكل تجارب النضال إذا كان يهزها إكتشاف أن أحد رموزها: عاشق.

    يا إلهي .. كم قلبك " حي - حر " يا غسان كنفاني، الذي عادلت الموت من أجل الوطن؛ بالموت من

    أجل الحب، وكلاهما حياة.

    لا بد لي أن أبكيك ، فهذا العشق الذي يضنونه عليك، لم يمنحك الكثير من مباهج الحياة.. وكأن قدر

    الفلسطيني أن لايُسـعـد لا بقلب وطنه ولا بقلب إمرأته.



    أما بعـد :

    أيها الشاب المتألق خلقاً وإبداعاً و نضالاً وحباً ..

    احــذ ر .. فأنت أيضاً : ثائر عاشق ، و من يدري !!

    ربما ، بعد أعواااام قد تـنـشر فـتاتك ما وصلها من رسائلك في كتاب، ويقرأها شاب ما و : يحطم

    صنمك !

    المجد لقلبك والخلود لروحك غسان ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de