على خلفية قضية الهويه فى السودان الزحف اللاتيني يغيّر وجه أميركا وهنتنغتون

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2004, 04:06 AM

مراويد

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على خلفية قضية الهويه فى السودان الزحف اللاتيني يغيّر وجه أميركا وهنتنغتون

    Quote: الزحف اللاتيني يغيّر وجه أميركا وهنتنغتون يرفع لواء الوطنية البيضاءديانا مقلد الوسط 2004/08/2

    ماذا يمكن أن يحدث إذا اختفى 13 في المئة من سكان الولايات المتحدة في أحد الأيام؟

    حسب فيلم "يوم من دون مكسيكي" فإن كارثة يمكن أن تقع!

    فهذا الفيلم الذي عرض قبل أسابيع قليلة للمخرج الأميركي من أصل مكسيكي ألفونسون آرو, كناية عن سلسلة أحداث متخيلة تصور حال ولاية كاليفورنيا, التي يسكنها 14 مليون لاتيني, في يوم يستفيق فيه سكانها ليجدوا أن جميع اللاتينيين فيها اختفوا بشكل غامض ما يجعل المدينة تغرق في فوضى شديدة. القمامة تتكدس في الشوارع ولا أحد ينظف المنازل أو يغسل السيارات, والفاكهة تتعفن على الأغصان وموظفو وكالات الهجرة طردوا من وظائفهم إذ لم يعد لديهم أي عمل باختفاء المهاجرين.

    لقد حاول هذا الفيلم, وبقالب كوميدي, أن يتطرق إلى قضية الاعتماد على العمال من أصل لاتيني من جهة واضطهادهم من جهة أخرى. ففي كاليفورنيا, ثالث أكبر الولايات الأميركية والتي تفخر بأنها تملك خامس أكبر اقتصاد في العالم, يعمل المهاجرون اللاتينيون, وجلّهم من المكسيكيين, في مهن ذات مداخيل متدنية. وخلال التجول في الولاية وزيارة مطاعمها ومزارعها من المستحيل عدم ملاحظة الطغيان المكسيكي في أوساط غاسلي الأطباق والطباخين والمزارعين. ففي كاليفورنيا تعتبر الزراعة المورد الاقتصادي الأول, ويشكل العمال الزراعيون اللاتينيون ما نسبته 88 في المئة من العمال. وبقدر ما يتنافس الكاليفورنيون البيض على الأعمال الراقية, فإن الولاية تستقبل موجات كبيرة من المكسيكيين واللاتينيين المهاجرين الباحثين عن عمل, حتى ولو كان في المهن المرفوضة والمتدنية الأجر.

    في العام 1994 برز اقتراح يقضي بأن يتم استثناء المهاجرين غير المسجلين من الخدمات الاجتماعية العامة في كاليفورنيا بما في ذلك التعليم, وسط مخاوف السكان البيض من زيادة معدلات البطالة والضغط الهائل الذي يسببه هؤلاء المهاجرون على الخدمات الاجتماعية. ودفع هذا الاقتراح الذي لم يطبق بالمخرج آرو لأن يعمل على فيلمه "يوم من دون مكسيكي", بهدف أن يتنبه صناع القرار الأميركي الى أهمية الدور الذي يلعبه اللاتينيون في الولايات المتحدة ومدى اسهامهم في رفاهية كاليفورنيا وولايات أخرى ينتشرون فيها, مثل فلوريدا وتكساس. فكما يحتاج اللاتينيون في كاليفورنيا إلى ثلاثة بلايين دولار سنوياً من الخدمات الاجتماعية فهم يساهمون بحوالي 100 بليون دولار سنوياً من خلال عمالتهم الرخيصة.

    وفيما يشكل المكسيكيون نسبة 77 في المئة من اللاتينيين في كاليفورنيا فإن الكوبيين يشكلون الجزء الأكبر من اللاتينيين في فلوريدا, الولاية التي تتركز فيها جيوب صغيرة لجماعات المهاجرين اللاتينيين القادمين عبر الحدود. من "هافانا الصغيرة" في قلب ميامي حيث يتجمع الكوبيون الهاربون من نظام فيدل كاسترو, إلى "كاراكاس الصغيرة" في ضواحي ميامي حيث القادمون من فنزويلا, عدا عن تجمعات كولومبية وجيوب غواتيمالية.

    ميامي هي أكبر مدينة ذات تجمع لاتيني في الولايات الاميركية وإليها يصل باستمرار قادمون جدد كثيرون من جنوب أميركا ومن الكارايبي الذين يحقنون الحياة في فلوريدا والولايات المتحدة عموماً بدم جديد يتجلى بوضوح في الأماكن التي ينتشرون فيها بحيث أن حضورهم الثقافي واللغوي والاقتصادي هو ظاهرة بارزة في المدن الأميركية.

    فعلى شاطئ ميامي تنتشر المحلات التي تقدم الطعام البيروفي ومراكز تعليم فنون القتال البرازيلي ومحلات البقالة الأرجنتينية, والأهم من هذا النوادي الليلية الكثيرة التي تقدم أشهر الرقصات اللاتينية من السالسا إلى المامبو. في ميامي تطغى الأجساد السمراء اللامعة على مشهد المدينة البحرية التي يدفع مناخها الاستوائي السكان إلى الاكتفاء بملابس خفيفة هي غالباً شورت ومايوه للتجول في الشوارع المحاذية للشاطئ والتي تبقى الحياة فيها صاخبة على مدار اليوم. الموسيقى اللاتينية تنبعث من كل مكان واللغة الهسبانية بلهجاتها الكوبية والمكسيكية والبيروفية هي الطاغية بحيث بات هؤلاء المهاجرون روح الولاية ونكهتها.

    وقد قاد المهاجرون الكوبيون النمو الاقتصادي لميامي بعدما امتنعوا عن الاستثمار في بلادهم بسبب معارضتهم نظام كاسترو وركزوا نشاطاتهم الاقتصادية على ميامي ما جعل المدينة تنتعش بشكل غير مسبوق لتصبح من أكبر اقتصادات دول أميركا اللاتينية بأكملها.

    ويصف المحامي روبيو, وهو كوبي متزوج من كولومبية ويعيش في ميامي, ابنتيه أماندا ودانييلا بأنهما "كولومباناس" أي نصفهما كوبي ونصفهما كولومبي "لكنهما أميركيتان مئة في المئة. إن أي لاتيني يعيش في ميامي سيأخذ حتماً من كل الثقافات اللاتينية الموجودة فيها وتصبح ثقافته هي ثقافة ميامي. لطالما كانت أميركا تأخذ الأفضل من ثقافات العالم".

    لكن يبدو أن ملاحظة الدور الذي يلعبه الأميركيون من أصل لاتيني في الولايات المتحدة أصبح هاجساً يتعاظم لدى كبار منظري اليمين الأميركي المحافظ. فهؤلاء يستشعرون خطراً من القوة المتزايدة للمهاجرين ذوي البشرة البنية في المجتمع الأميركي الأبيض. فالأميركيون من أصول لاتينية من مكسيكيين وكوبيـين وجنسيات أخرى من أميركا الجنوبية باتوا يشكلون أكبر أقلية في الولايات المتحدة. وارتفعت نسبتهم 13 في المئة من العام 2000 وحتى 2003 ليصبح تعدادهم حوالي 40 مليون نسمة. وسيساهم التدفق المستمر للمهاجرين إلى أميركا في زيادة معدل اللاتينيين بحيث يتوقع أنهم وبحلول العام 2050 سيمثلون 25 في المئة من السكان الأميركيين.

    يروي جيمنيز الشاب من أم بورتوريكية, والفخور بأنه تعلم الاسبانية وهو مراهق في بروكلين في نيويورك, كيف أنه صدم حين صرخ في وجهه حلاقه الذي اعتاد أن يقص شعره عنده على مدى ست سنوات حين تحدث بالاسبانية مع شخص في محل الحلاقة: "قال لي ليس لك الحق في أن تتحدث بتلك اللغة ويجب أن أعود من حيث أتيت. لم أستطع أن أصدق ما حدث. أنا أميركي لكن إذا أردت أن أتحدث بالاسبانية فلي الحق في ذلك".


    الخوف الأبيض

    هذا الواقع جعل اللاتينيين اليوم في خضم تيار الخوف الأبيض. في العام 1993 نشر الأكاديمي في جامعة هارفرد صامويل هنتنغتون مقاله الشهير الذي تحول في العام 1996 إلى كتاب بالعنوان نفسه "صدام الحضارات", حذر فيه من أن الخطر الأكبر على الاستقرار العالمي هو الإسلام, فأثار نقاشاً عالمياً واسعاً لم ينته بعد. واليوم يجادل هنتنغتون بأن المهاجرين اللاتين في الولايات المتحدة يدمرون طريقة العيش الأميركية.

    ففي كتابه الجديد "من نحن؟ تحدي الهوية الأميركية", الذي نشر أجزاء منه في مجلةForeign Policy , يتحدث هنتنغتون عن صعود الوطنية البيضاء في أميركا محاولاً تقديم الحجج والمبررات لنظريته, فبحسبه فإن أعظم حافز للوطنية البيضاء سيكون الخطر الثقافي واللغوي الذي يستشعره البيض من القوة المتعاظمة للاتينيين في المجتمع الأميركي, معتبراً أن هناك حلماً أميركياً واحداً هو ذاك الذي صاغه المجتمع الأنكلو بروتستانتي, "إن التدفق المتواصل للمتحدرين من أصول أميركية لاتينية يهدد بتقسيم الولايات المتحدة إلى شعبين وثقافتين ولغتين. فعلى عكس المجموعات المهاجرة الأخرى في الماضي, فإن المهاجرين المكسيكيين والمهاجرين اللاتينيين الآخرين, لم يندمجوا في التيار الرئيس للثقافة الأميركية, بل إنهم شكلوا بدلاً من ذلك جيوبهم السياسية واللغوية الخاصة بهم - من لوس أنجليس إلى ميامي - ورفضوا منظومة القيم الأنكلو - بروتستانتية التي بنت الحلم الأميركي. إن تجاهل الولايات المتحدة لهذا التحدي ينطوي على مخاطرة بالنسبة إليها".

    مقالة هنتنغتون القائمة على احصاءات واستنتاجات عدة, أثارت جدلاً لم يحسم بعد

    حول تأثير المهاجرين اللاتينيين في تركيبة المجتـمع الأمـيركي. وأثـارت آراء هنتنغتون اهتماماً عالمياً يكاد يماثـل بل ربمــا يفوق ما أثاره البروفسور في جامعة هارفرد حين ألف كتابه "صـدام الحضارات". وذكرت مجلةForeign Policy أنها أفردت مساحة للردود على مقاله هنتنغتون في عددها الأخير يتضمن أطول قسم من الرسائل الموجهة إلى المحرر والمخصصة للحديث عن مقال واحد في تاريخ المجلة البالغ 34 عاماً, وهي رسائل اكتفى هنتنغتون بالردّ عليها بقوله إنها تثبت صعوبة الدخول في جدل عقلاني وعلمي حول مستقبل أميركا كثقافة وأمة.

    فبحسب هنتنغتون فإن التحدي الأبرز والأهم للهوية التقليدية الأميركية يتمثل بالهجرة المتواصلة والمكثفة من أميركا اللاتينية اضافة إلى معدل النمو السكاني المرتفع في أوساط المهاجرين مقارنة بالبيض والسود الأصليين. يقول هنتنغتون: "إن تراكمات النجاحات الماضية لن تتكرر على ما يبدو مع استمرار التدفق المعاصر للمهاجرين من أميركا اللاتينية". ومن الأمثلة الكثيرة التي يستشهد بها هنتنغتون حكاية النجاح الكوبي واللاتيني بشكل عام في ميامي وغلبة المهاجرين الثقافية والاقتصادية فيها. وعن ذلك يقول: "السيطرة الكوبية واللاتينية على ميامي جعلت الانكلوساكسونيين كما السود يشعرون بأنهم أقليات خارجية يمكن تجاهلها بصورة غالبة, بسبب عدم قدرتهم على التخاطب مع مسؤولي حكومة المدينة وكذلك بسبب التمييز ضدهم من قبل الذين يعملون في محلات التبضع بدلاً عن الانكلوساكسونيين". وكان أمام الأنكلوساكسونيين واحد من ثلاثة خيارات: اما قبول وضعهم كأقلية تابعة خارجية, واما تبني أخلاقيات وعادات اللاتينيين ولغتهم والانصهار في الجالية اللاتينية, "الانصهار الثقافي المعكوس" كما وصفه الباحثان اليخاندرو بورتيز وأليكس ستيبيك, واما مغادرة ميامي, وهو ما اختار القيام به 140 ألفاً منهم في الفترة بين 1983 و1993. وقد تم التعبير عن هذا الرحيل الهائل في أحد ملصقات السيارات الذي يقول "هل لآخر الأميركيين الذين يتركون ميامي أن يحضر معه العلم".

    ان الردود التي تواترت على مقالة هنتنغتون ومن يجاريه في هذا الرأي أعادت طرح مسألة عدم مقدرة العديد من الأميركيين على إدارة نقاش هادئ وموضوعي وناضج في شأن سياسات الهجرة وكيفية صياغة الأفضل منها إذ يعتقد هؤلاء بأن المشكلة ليست في نوعية السياسة بل في نوعية المهاجرين. فأشخاص مثل هنتنغتون يجادلون بأن الكثير من التنوع والتعددية يمكن أن يكون مدمراً وأن الخطر هو في رفض اللاتينيين تعلم اللغة الانكليزية وأنهم لا ينظرون لأنفسهم كأميركيين بل كمجموعة إثنية. هناك قلق من أن الأميركيين أصبحوا شعبين و ثقافتين. كما هناك قلق من النمو السكاني المرتفع لدى اللاتينيين. وهناك قلق من أن معظم الوافدين هم في غالبيتهم من بلد واحد هو المكسيك. لكن القلق الأكبر يتمثل في أن الثقافة الانكلوبروتستانتية لم تعد كما كانت وأن اليوم الذي لن تعود فيه هذه الثقافة طاغية قادم لا محالة إذا لم تتم مواجهته.

    إنها ليست المرة الأولى التي يعيش فيها المحافظون الأميركيون هذا النوع من الخوف, فقد حدث ذلك في السابق, ومقولة أن مهاجري اليوم ليسوا كمهاجري القرون الماضية حدثت مع الإيرلنديين والألمان والإيطاليين. وسبق للأميركيين أبدوا قلقهم من أن يصبحوا أمة بلغتين حين كان كثيرون يتحدثون الانكليزية والألمانية. كما أن المخاوف من معدلات الخصوبة العالية ظهرت قديماً مع قدوم دفعات كبيرة من المهاجرين الإيطاليين ومعظمهم من الكاثوليك الذين يرفضون استخدام وسائل منع الحمل. أما الخوف من الولاء المزدوج فقد عانى منه اليابانيون الأميركيون خلال الحرب العالمية الثانية ودفعوا ثمنه بأن تم تجميعهم في معسكرات خاصة.

    يعتبر جو فيغين الباحث في قضايا العنصرية في أميركا في جامعة فلوريدا أن العنصرية متجذرة في التاريخ الأميركي, "دائماً كان ينظر إلى كل موجة من المهاجرين من قبل من سبقهم بأنها غير مقبولة, لكنني أعتقد بأن ذلك قائم على عدم الفهم". وبحسب فيغين فإن السبب الأكبر للعنصرية تجاه المهاجرين هي اللغة: "في أميركا العديد من الأميركيين تغضبهم فكرة سماع أشخاص يتحدثون لغة أجنبية, لكن في أوروبا تعتبر مثقفاً إذا تحدثت بأكثر من لغة". في خطاب له الشهر الماضي أمام جمعية للمتحدرين من أصول أميركية لاتينية أثنى الرئيس جورج بوش على مشاركة اللاتينيين في الحرب على العراق لافتاً إلى أن أكثر من مئة من هؤلاء قتلوا في الحرب في حين جرح 400 آخرين, وقال: "أمتنا لن تنسى تضحيتهم في سبيل أمننا وحريتنا". ولم ينس بوش أن يثني على الجنرال الأميركي من أصل مكسيكي ريكاردو سانشيز الذي كان صاحب أعلى رتبة في الجيش الأميركي في العراق على مدى أكثر من سنة. وفي الخطاب نفسه قال بوش: "حين أفكر في قصة ريك سانشيز فإني أتذكر أن أميركا هي أمة أبوابها مفتوحة ويجب أن تبقى كذلك".

    لكن على عكس دعوة بوش في إبقاء أبواب الولايات المتحدة مفتوحة, يسوق هنتنغتون عدداً من الأبحاث والمصادر ليروج لقضية الخطر اللاتيني وليقول إن اللاتينيين مترددون في أن يعتبروا أنفسهم أميركيين. ويرى أن هؤلاء يفتقدون إلى حسّ الواجب الوطني تجاه أميركا. لكن يبدو أن هنتغتون لم يلاحظ أن قائد القوات الأميركية في العراق على مدى أكثر من سنة كان مكسيكياً أميركياً ولم يلحظ الأعداد الكبيرة للاتينيين الذين سقطوا في العراق. بل لم يلحظ كم أن الجيش الأميركي يتطلع إلى اجتذاب أعداداً أكبر من اللاتينيين لضمهم الى صفوفه, بمن فيهم عشرات الآلاف من المهاجرين الذين لا يحملون جنسية أميركية. لكن سعي البنتاغون لجذب هذه الطبقات الشابة المهاجرة ليس قائماً على مدى جدية ولاء هؤلاء لأميركا بل على وفرة العدد وتدني الكلفة, إذ يعتبر مسؤولون كبار في البنتاغون أن اللاتين هم أكثر فئة عرقية واعدة يمكن أن يتم توظيفها في الجيش بسبب النمو السريع لأعدادهم. بل إن جهود التوظيف في الجيش الأميركي توسعت لتشمل غير المواطنين الذين وعدتهم إدارة بوش بأنهم يستطيعون التقدم للحصول على الجنسية الأميركية فور انخراطهم في الجيش عوضاً عن الانتظار لسنوات, هذا اضافة إلى تقديم مغريات في التعليم والتأمينات الاجتماعية.

    بل أن جهود التوظيف تجاوزت الحدود الأميركية ووصلت إلى المكسيك للبحث عن الحاصلين على أوراق الإقامة الأميركية لإقناعهم بالانضمام إلى الجيش. والهدف من هذه الجهود, حسب البنتاغون, هو زيادة عدد اللاتينيين في الجيش الأميركي من 10 في المئة إلى حدود 22 في المئة.

    لكن فيما يثني الرئيس بوش ومسؤولون أميركيون آخرون على رغبة المكسيكيين وغيرهم من اللاتينيين في الانخراط في الجيش تستنكر الجماعات المناهضة للحرب هذه الاستراتيجية باعتبارها استغلالاً للشباب الفقراء الذين يصطفون ليكونوا ليس أكثر من حراس مدفعية. وحسب دراسة لمركز Pew Hispanic Center فإن اللاتينيين يقومون بأعمال خطيرة على الجبهات بأعداد غير متكافئة. ففيما هم غير ممثلين بشكل كاف في الجيش مقارنة بنسبتهم العامة من السكان وهي 13.4 في المئة فهم ممثلون في أعمال تتعلق باستعمال الأسلحة مباشرة بنسبة 17.7 في المئة.

    في العراق كانت الإصابة الأولى في الجيش الأميركي من نصيب لاتيني غير أميركي هو خوسيه غواتيريز وهو شاب يتيم من غواتيمالا عاش في لوس أنجليس. وحتى نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي كان عدد اللاتين الذين قتلوا في العراق 104 في حين قتل 111 جندياً أسود و592 من البيض. أما فيما يتعلق برتبهم في الجيش الأميركي فإن احصاء وزارة الدفاع الأميركية عام 2002 أظهر أن 4.1 في المئة من الضباط العاملين المسجلين في الجيش الأميركي هم لاتينيون مقارنة بـ8.5 في المئة من السود. أما الجنرال ريكاردو سانشيز فهو اللاتيني الأرفع منصباً في الجيش الأميركي بل إنه تاسع جنرال لاتيني في تاريخ الجيش الأميركي. وسانشيز نفسه شكل حكاية نجاح حاكت مخيلة الكثير من الشباب المكسيكي واللاتيني في الولايات المتحدة, وقد أفردت مجلات ناطقة بالاسبانية في الولايات المتحدة مقالات لسيرة هذا الجنرال الذي أمضى طفولته على بعد ميلين من الحدود المكسيكية في مدينة ريو غرانادا في مقاطعة ستار في تكساس والتي لا تزال حتى اليوم أفقر مقاطعة في الولايات المتحدة. لقد مثل سانشيز الذي ساعد أمه في جمع القطن قبل أن يكمل تعليمه وينخرط في الجيش حكاية نجاح دفعته لأن يصرح بأنه يعتبر نفسه مثالاً للشباب اللاتيني في الولايات المتحدة. لكن التاريخ الحديث لسانشيز وحقيقة مدى تورطه في فضائح تعذيب سجن أبو غريب جعلت كثيرين اللاتينيين يستاؤون من المَثَل الذي قدمه لهم هذا الرجل الذي تحول من طفل مكسيكي فقير إلى مشرف على نظام تعذيب في سجون بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de