|
|
 رحلتي الي السودان بين تورا بورا وصالة جهنم بمطار الخرطوم
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد قمت بنشر هذه الرسالة في منبر اخر والان انشره هنا مرة اخرى بعد التعديل وحزف بعد الاجزاء
الجزء الاول
بعد غياب طويل نعود الي اهلنا في سودانيزاونلاين وبعد ان زرت الاهل والاصدقاء بالوطن السودان في رحلة اليها كانت جميلة وممتعة وشيقة وفارقت السودان بعد جهد جهيد اقنعت فيه نفسي ان اخرج منه مرة ثانية, اجمل مافي السودان المعاناة والماسي التي لايمكن ان تتوفر في اي منطقة اخرى في العالم بتلك السهولة الموجودة في السودان
وفي خلال زيارتي كان لابد لي ان اذهب الي دارفور لزيارة بقية افراد اسرتي الذين لم اقابلهم لفترة طويلة وساعة اللقاء كانت ساعة عصيبة جدا بالنسبة لنا جميعا, المهم كان لابد لي ان استخدم البص من نيالا الي زالنجي ولي بنت اخت في نيالا اصرت على ان ترافقني في الرحلة وطبعا الباصات تسير في شكل قوافل وكل بص له حراسة خاصة من الجيش يركبون على سطح البص, وبعد نصف ساعة من بدء الرحلة سمعت اصوات اعيرة نارية بصورة مخيفة وبدى لي كان قوات تورا بور او عصابات النهب المسلح قد هجمت على البص (طبعا قوات المتمردين يطلق عليهم في دارفور اسم تورا بور والجنجويد يطلق عليهم البشمركة) ولقد ظهرت علامات الحيرة على وجهي والتفت نحو بنت اختي وقلت ليها ده شنو, قالت لي دي اشياء عادية, قلت ليها شنو العادي قالت لي ده اسمو تمشيط, ديل حراس البص بطلقوا عيارات نارية في الهواء بعد كل مسافة عشان لو في كمين يخلو ناس الكمين يهربو, قلت ليها انشاء الله ناس الكمين يمشطو ليهم شعر راسهم سلو روحي الله يسل رقبتهم ولقد شاهدت صور قرى محروقة على اطراف الطريق تم حرقها بواسطة الجنجويد وهياكل عربات محروقة تم حرقها بواسطة قوات تور بورا والصورة والوضع في دارفور ماساوي لابعد الحدود
المهم الرحلة مليئة بالمثير والقصص الغريبة التي تصلح ان تكون مواد لافلام ناجحة جدا واخر هذه القصص حصلت لنا اثناء مغادرتي السوداني عن طريق مطار الخرطوم
بعد اكمالنا لاجراءات السفر في المطار كان من المفروض ان تقلع الطائرة في تمام الخامسة والنصف مساءا واثناء اكمالنا لاجراءات السفر لاحظت واحد اوربي في حركة دائما يمنيا وشمالا مع مسؤلي المطار وكان غاضب جدا ويسب ويشتم المهم بعد ما خلصنا اجراءات السفر دخلنا صالة المغادرة النهائية وكنا على استعداد للدخول الي الطائرة فاذا بهم يعلنون تاخير موعد اقلاع الطائرات لاجل غير مسمى نتيجة للاحوال الجوية طبعا الكتاحة ومن ضمنهم الخطوط الخليجية المفروض ان تقلنا الي دبي وذكر لنا ان الطائرة اتجهت نحو بورتسودان ومرة اخرى ظهر الاوربي وهو بلجيكي غاضبا جدا واضطررت ان اسئله عن سبب غضبه قال لي انا جيت السودان كرجل اعمال ومن ما جيت عايش في مشاكل وقال لي عندي اجتماع ضروري بكرة في استانبول ولازم احضرو اول شيئ عملوهو غلطو في الحجز بدل ما يعملوهو الليلة عملوهو بكرة وبعد تعب غيروهو لي الليلة وقال لي انا لفيت دول افريقية كتيرة منها تنزانيا و كينيا ومورتانيا وكل فنادق الهلتون في هذه الدول الليلة ب140 دولار عدا السودان الدولة الوحيدة الليلة فيها ب160 دولار وبعد ده كلو خدماتهم زي الزفت حتى بشكير الحمام وسخان والحمامات تعبانة قال لي ياخي ما ممكن حتى موريتانيا تكون احسن من السودان وكل الدول الافريقية الزرتها خدماتهم في الفنادق زي اوربا واحد عدا السودان وقال لي هسي المشكلة التانية في الطيار, قانون الطيران بدي الطيارين حق في ان يطلبو طيارين بديلين في حالة طيرانهم لاكثر من سبعة ساعات وحنطر ننتظر اكتر حتى وصول الطيارين الجدد وقال لي دي حاجة حصلت لي اكتر من مرة قلت ليهو اطمئن دي الحاجة الوحيدة الما ممكن تحصل في مطار الخرطوم لانو مافي طيار بتمنى يتاخر دقيقتين هنا وقام فكة ضحكة قوية ضيعت ليهو كلو غضبو وقال لي كلامك صاح وبعد داك صاحبنا استسلم للامر الواقع وفي اوربي اخر سكات ما فتح خشمو خالص وحاجيكم مرة تانية لقصة الزول ده
اثناء انتظارنا الذي امتد الي الساعة عشرة ليلا ناس الخطوط الخليجية اختفو تماما تهربا من المسؤولية وصالة المغادرة مافيها مكيقات هواء خالص والسخانة رهيبة والمشكلة السودانيين قلبهم مات مافي واحد بحتج والاوربي كان بصرخ فينا بقول لينا انتو ليه ما بتحتجو, واحد ظريف قال ليهو انت ما دايرنا نسافر ولا شنو حيجو ناس الامن يسوقونا وموضوعنا حيكون بايز المهم اتفقنا مع واحد عشان نمشي نشتكي لو في مكتب شكاوي سالنا مسؤلين المطار قالو لينا في بس لازم يمشي شخص واحد منكم ورفضو لينا نمشي الاتنين مع بعض في الاخير صاحبي مشى وجاني راجع يضحك قال لي الضابط الاشتكى ليهو كان ماسك التلفون بتكلم مع واحد زميلو قال ليهو انا الليلة سادي وردية في صالة جهنم, بعد ما صاحبنا حكى للضابط المشكلة قال ليهو كل ناس المطار عارفين المشكلة دي والمشكلة ما في القروش, القروش متوفرة بس الناس ديل مختلفين, عندهم صالتين واحدة تانية غير دي في مجموعة مصرة على تكييف الصالة التانية قبل دي و المجموعة التانية مصرة على تكييف الصالة دي في الاول وواقفين على كده, مع العلم اي مسافر عن طريق مطار الخرطوم بيدفع رسوم خدمات مطار 30 الف جنيه سوداني تقريبا 12 دولار امريكي والقروش دي بتمشي وين الله اعلم
على اي حال قضينا سبعة ساعات مريرة في مطار الخرطوم و المؤسف مافي اي شخص من المطار اعتذر لينا وبعد ما اعلنو موعد قيام الطائرة وبدءنا التحرك نحو البص الذي ياخذنا الي الطائرة تحرك الاوربي الصامت نحو احد اداري المطاروقال ليهو ان دايرك تنقل شكري وتحياتي الخاصة لكل اسرة مطار الخرطوم لتقديمهم لنا خدمة مجانية والمتمثلة في حمام البخار الساونة والذي استمر لمدة اكثر من سبعة ساعات وفي الطائرة انتبهت ان عفش الركاب بجيبوهم الي الطائرة بتركتر اللهم لا شماتة ولا اعتراض في حكمك
الجزء الثاني
في راي, الضحية الكبرى في دارفور هو المواطن الدرافوري لانهم بين مطرقة الحكومة والمعارضة والان دارفور في حالة تمزق رهيب يصعب لمه مرة اخرى بسهولة وتحتاج العملية لزمن طويل ومجهود جبار, في مدن دارفور ما كنا ندري التفرقة العنصرية الناس كانوا يجتمعون في السراء والضراء دون النظر الي قيبلة وعرق الاخر, الان مواطني مدينة زالنجي انقسمو الي ثلاثة اقسام, فور وعرب ومجموعة ثالثة انا اسميها المجموعة التائه وهم لا يعرفون الي اي المجموعتين ينتمون فهم اما ان يكونو نتاج لتزاوج بين القبائل العربية والفوراوية او انهم ينتمون لقبائل من خارج الاقليم او انهم ضد كل ما يجري على ارض الواقع والمؤسف حقيقة الان لا يوجد فوراوي يشارك العرب في افراحهم او اكراههم والعكس صحيح الا من رحم الله, والادهى والامر من ذلك القبائل العربية انشات لها سوق خاص بها قرب مدينة زالنجي
والوضع على حسب ما ذكر لي كان ماساوي لابعد الحدود اكثر مما كان عليه قبل زيارتي وابلغ تعليق على الوضع هناك وجدته من صديق عزيز ما زال مرابطا وصابرا في المدينة رغما عن الظروف الصعبة والقاسية التي مرت وتمر بها المنطقة وحينما استغربت على اصراره على التواجد في المدينة قال لي انا ثابت في مدينة زالنجي كاشجار الحراز فيها وذكر لي بان الوضع في دارفور اصبح كالدلقان القديم او قطعة قماش قديمة كل ما حاولت خياطة شرطة فيها انشرطت من حتة تانية شرطة اكبر
قوات المعارضة في دارفور لم تقصر ايضا مثلا في مدينة نرتتي قبل وصولي الي هنالك بيوم واحد تم اغتيال احد ابناء الفور ليلا حينما قام اشخاص بمناداته وحينما خرج اليهم امطروه بوابل من الرصاص واردوه قتيلا والمؤسف اذا لم يخرج اليهم يمكن ين يضربو كل البيت ويبيدوا كل من فيه وذكر لي ان هذه الاحداث والقتل بهذه الطريقة اصبحت عادية جدا وما علمته ان المعارضة هنالك تصفي جسديا كل من يقف ضدها ويعترضها حتى ولو بالراي وهذه مصيبة اخرى لكن مع ذلك انا ارى ان الحكومة هي المسؤولة عن ما يجري هناك لانها لم تسعى الي علاج المشكلة منذ البداية بطريقة عقلانية فالحكومة مدت الجنجويد بالسلاح واستوعبتهم كقوات بدون تدريب و منحتهم مرتبات والمرتب الشهري قدره 200 الف جنيه لكل جنجويدي وانشات نقاط تفتيش مسؤلة عنها الجنجويد وعلى كل سيارة مارة ان تدفع رسوم مقابل حماية الطريق هذه بالاضافة الي نقاط تفتيش الجيش هذا في طريق نيالا كاس زالنجي اما في طريق نيالا الفاشرقابلنا ما يقارب عشرة نقاط تفتيش وفي كل نقطة يجب على البص ان يتوقف ويدفع رسوم وهذه النقاط تابعة للجيش والامن والمؤسف التفتيش يتم بطريقة مهينة للمواطن وحتى توزيع النقاط تمت بطريق مهينة مثلا عند مخرج مدينة نيالا توجد نقطتين تفتيش والمسافة بينهما اقل من كيلو متر ويمكن للعساكر الموجودين في كل نقطة انزال كل عفش البص وتفيشه قطعة قطعة يعني على حسب مزاج العساكر واكتر شيئ محيرني كل هذه الاشياء يمكن ان يختصر بتفتيش الركاب في المحطة قبل ركوب البص وعند مدخل مدينة الفاشر توجد ثلاثة نقاط بنفس الطريقة واغرب شيئ في ا خر نقطة واحد عسكري لابس سفنجة قال للمساعد بتاع البص كده نزل لي عفش خالتي دي, المساعد قال ليهو المحطة النهاية قريبة وعشان انزل عفشها لازم افك العفش المربوط ده كلو فخليها تمشي معانا اخر محطة عشان ما ناخر باقي الناس, قام العسكري قال ليهو مادام كده نزل لي العفش ده كلو انا داير افتشو, في الاخير المساعد اضطر ينزل عفش خالة سعادته دي لو اساسا هي خالته
اما عن الوضع في السودان عموما اصبح في حالة يرثى لها والحكومة الحالية نجحت نجاح منقطع النظير في قتل الضمير السوداني والنخوة والشهامة والمسؤولية والغيرة وكل ما كان هو جميل عندنا كشعب سوداني, نعم هنالك بعض التطور في بعض المجالات في الخرطوم وهنالك انفتاح خارجي لكن الضمير السوداني ربنا يرحمه ويلهم اهله وزويه الصبر الجميل, الان في السودان لا مكانة للكفاءة والمؤهل, كل شيئ يعتمد اعتماد كلي على الواسطة والعلاقات الشخصية, وكمثال بسيط وجدت شخص اعرفه حق المعرفة كان مدير استثمار في جامعة سودانية ولا يحمل اي شهادة او مؤهل جامعي ولا حتى شهادة ثانوية سودانية وعين في هذا المنصب لان مدير الجامعة كان قريبه وسلم المدعو عربة وميزانية الجامعة لكي يتصرف فيها كما يشاء واخيرا فصل من الجامعة بعد تعيين مدير جديد
اكتر شيئ ضايقني في الخرطوم الاوساخ واكياس النايلون المرمي في الشوارع ومافي جهة بتلمهم وطبعا زيارتي للسودان تمت تقريبا بعد 12 سنة واول ايامي لميت كمية من الاكياس الفاضية بتاعت الهدايا و قلت لي واحد قريبي وين كيس الوساخة عشان ارمي فيهو الحاجات دي, انفجر من الضحك قال لي كيس شنو ووساخة شنو اديني ارميهم في الشارع ساي, انا كنت مستغرب شديد ودائما لمن استخدم المواصلات العامة واشرب موية صحية بشيل قزاز البلاستيك معاي لحدي البيت واختهم في البيت عشان يرموهم ناس البيت قدام البيت, بعد فترة بقيت اختهم في طرف الطريق وكنت بكون خجلان من نفسي على هذا السلوك, بعد شوية اتطورت وبقيت اشرب الموية في البقالة وبخلي ليه الفاضي, وفي الاخير بقيت سوداني اصيل بقيت بشباك الحافلة بعاين برة وبرمي القزازة, طبعا بعاين عشان ما افكها في راس زول
اما الشريعة فاقتنعت بانها شعار فقط ولقد زرت مركز عفراء مع قريبي وبعد الزيارة قال لي جون قرنق ده مكرهنا في اتفاقية السلام دايرين عاصمة علمانية ليه, ما يجي مركز عفراء هنا ويشوف العلمانية البطالب بيها دي مطبقة كيف
لكن مع كل ذلك فالسودان جميل وليهو طعم خاص ولولا الظروف لما فارقته ابدا وفي حاجات حلوة تستحق الكتابة لو لقيت زمن
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلتي الي السودان بين تورا بورا وصالة جهنم بمطار الخرطوم (Re: aosman)
|
يبقى ننتظر لامن تكتب السمح الشفتو
بس ما قلت لي وصلوا وين في مشروع الخرطوم بتاع عاصمة الثقافة ؟ لسة ما إعتذروا ؟
أحزنني ما نقلت عن دارفور , بذور فتنة اليا دوب لقت أرض صالحة رغم إنو تم غرسها من سنين
أمس رزيقات وبرقت
قبلو زغاوة وعرب
كيمان , ناس بقت كيمان , ورئيس الجمهورية يفاجئنا بي أسماء الباشمرقة وتورا بورا , يعني عارف ومش ساكت بس , لا كمان زاد الطين بلّة بي تغييب الامن وتسليح جماعة علي حساب أخريات .
الله يحفظ ما تبقى من سودان
ابنوسي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلتي الي السودان بين تورا بورا وصالة جهنم بمطار الخرطوم (Re: Zoal Wahid)
|
Quote:
الواقع والمؤسف حقيقة الان لا يوجد فوراوي يشارك العرب في افراحهم او اكراههم والعكس صحيح الا من رحم الله
|
والله ده اكثر شىء احزننى وانه لمؤشر لمآسى اخرى كثيرة الله يستر منها
عموما دى والله ما اخلاق السودانيين ابدا
بالله كدى زيدنا من حكاوى الجنجويد دى وكيف اتكونت من البداية
فالحكومة تتبرأ منها وتقول انها ستحاربها
والمعارضة تقول كما قلت انت ان الحكومة تساعدها
حيرونا والله
| |
|
|
|
|
|
|
| |
aosman
Walid Safwat
قرشـــو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست