دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2004, 04:00 PM

Mamoun Zain
<aMamoun Zain
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة

    هذه قصة قصيرة ، ضمن سلسلة من قصص قصيرة أسميتها دموع فى الخريف وكنت قد نشرت بعضها فى جريدة الخرطوم التى كانت تصدر فى القاهرة فى أواسط التسعينات ، أتمنى أن تصبروا على قراءتها ، وأتمنى أيضا أن تجد منكم حظها من النقد وانا أحاول أن أجد لقدمى موطئا فى أولى عتبات سلّم يجلس فى أعلاه جهابذة الكتابة فى هذا البورد.

    لكم شكرى مقدما على قراءتكم لها .




    هل يعود ؟؟

    خرجت مقبولة من الديار بعد غروب الشمس بقليل فقادتها قدماها الى ذلك التل الرملى الذى يقع شرقى القرية ، ذلك التل الذى يحجب أشعة الشمس عن القرية فى الصباح فيؤخر ظهورها ساعة كاملة.
    جلست هناك – حيث مرتع الطفولة – وقد لفّها السكون فنظرت الى الفضاء الشاسع ...يا لجمال الطبيعة ونقاء القمر. كان ضوء القمر ينعكس على الرمال الصافية البيضاء فتضئ القرية بأسرها، حتى لكأنها – وهى فى أعلى التل - تكاد تتعرف على بعض الأشخاص الذين يسيرون عبر طرقات القرية.
    فى تلك الأمسية ، تذكرت كيف قضت طفولتها معه فى هذا المكان الجميل... لم يعكّر صفو تلك الذكريات إلا عندما مرّ شريط ذكرياتها عبر شقيقها وتوأ مها مقبول الذى وافته المنية وهو لم يكمل التاسعة بعد . يا لمرارة الذكرى وعنفوان الحنين.
    لكنّها وما أن تمكنت من التخلص من تراجيديا ذكريات شقيقها حتى تملّكتها تراجيديا أخرى وهذه المرة تخص خطيبها كمال الذى سافر الى أمريكا قبل ثلاثة سنوات.
    تذكرت كيف قضت طفولتها معه فى هذا المكان الجميل . تذكرت عندما قالت له ، قبل سفره بيوم واحدا، وفى هذا المكان ذاته ، وقد إغرورقت عيناها بالدموع حينذاك ، فأمسكت بطرف ثوبها تجفف به فيضان الدمع المنهمر "هل ستذكرنى يا كمال؟"
    فى تلك اللحظات رفع كمال رأسه وهو ينظر الى البعيد ، ويتجنب النظر الى عينيها الحزينتين .. حملته الذكرى عبر شريط لا ينقطع .. تذّكر كيف أنهما إرتبطا رباطا وثيقا ليس له فكاك ، فهى بنت عمه وبنت خالته وبنت الجيران وهى الآن خطيبته. تذّكر طفولتهما فى هذه القريه الصغيرة فى شمال شرق بارا... هذه القرية التى تتراءى للناظر إليها من بعيد وكأنها أكوام متفرقة ، حيث شيدت البيوت عل شكل قطاطى من فروع الأشجار والقش الجاف... جرداء هى من كل شئ إلا من حب أهلها لها وقناعتهم بالعيش فيها رغم شظف العيش وقسوة الحياة وسنوات القحط والجفاف حين رحل الآخرون يمنّون النفس بحياة أفضل.
    تذّكر الحب والحنان الذى كان يغمره به الجميع عندما يعود من غربته فى الإجازات .. تلك السنوات الخمس العجاف التى قضاها طالبا بجامعة الجزيرة فى وسط السودان. كانو يتجمّعون حوله ويسألونه عن الجزيرة والخرطوم ونهر النيل وكانت هى تسأله عن بنات الجامعة خشية أن يكون قد وقع فى شراك إحداهنّ.
    الآن هو ذاهب الى عالم لا يدرى عنه شيئا وليس أمامه غير إتساع المسافات وترامى الخرط الجغرافية ، فماذا عساهم أن يفعلوا عندما يعود؟ وعمّاذا يسألون؟
    قال لها ، وهو يتجرع كل تلك الذكريات ، "كيف أنساك يا مقبولة؟؟" .. سأكتبك فى داخلى حروفا نقيّة لتصلك منى فى كل يوم رسالة ، سأحملك فى داخلى فى كل لحظة من لحظات حياتى هناك ... سأرى صورتك فى الشوارع والأزقة والحوانيت وداخل أنفاق القطارات .. سأسكن مدينة تطل على البحر حتى أخرج عند الغروب فى كل يوم الى الشاطى أناجى طيفك من بعيد "
    تنهدت طويلا .. و عبثا حاولت أن تمنع دمعة سقطت من عينيها.. . تذّكرت كل تلك الوعود!!.
    قال أنّه سيكتب فى كل يوم رسالة !!
    كتبت له حتى الآن بالعنوان الذى أخذته من مرتضى أكثر من تسعة رسائل . مرت حتى الآن ، منذ سفره ، ثلاثة أعوام و شهر واحد وأربعة أيام ، لم يكتب لها ردا إلاّ على رسالتها الأولى . لكنّه لم يكتب لأهله أيضا وهذا ما يطمئنها ، رغم أن ذلك أيضا يبعث على القلق.
    لا بد أن يكون فى محنة أو أصابه مكروه ،أو ربما يكون فى السجن لجريمة لم يقترفها ، فهو رجل مسالم ولا يدخل نفسه فى المشاكل . وهكذا راحت تنسج له الأعذار والتبريرات .
    ورغم ذلك هاهى ترسل له بخطابها العاشر . ستطلب من مرتضى إبن خالتها هذه المرة ان يودع الرسالة بنفسه صندوق بريد المطار عندما يعود للخرطوم غدا ، حتى تتأكد ان الرسالة ستغادر السودان ،إذ انها تكاد تجزم ان الخطابات السابقة لم تصله وأنّ أمرا حلّ بها داخل الوطن..

    ***
    وهناك فى مدينة سانفرانسسكو فى ولاية كليفورنيا الأ مريكية دخل كمال شقته فى الخامسة مساءا بعد عناء يوم طويل . كان الجو ممطرا ، إذ لم تشهد هذه المدينة مثل هذا المطر منذ فترة طويلة ، هذا المطر الذى يذّكره بخريف السودان عندما كان طالبا بجامعة الجزيرة فى أواسط الثمانينات.
    جلس كمال بالقرب من الطاولة فرأى عليها عدة خطابات .. لا بدّ أنها فواتير الغاز و الكهرباء .. هتف قلبه عندما رأى على أحدها طوابع بريد السودان. نعم هذه رسالة من السودان ، إنه يعرف الخط ويكاد يعرف كل كلمة تحويها الرسالة . باصابع مرتجفة اخذ الرسالة ورمى بالاخريات على الطاولة ... فتحها ... قرأها على عجل ثم أدخل الأوراق بسرعة داخل المظروف و رمى بها داخل احد الادراج..

    قال لزوجته الامريكية - والتى كانت تجلس الى المرآة وعبثا تحاول ربط سلسل حول عنقها – لقد توقف المطر ، هيا اسرعى حتى نلحق بالعرض الثانى للمسرحية..
                  

06-11-2004, 04:13 PM

أمير تاج السر

تاريخ التسجيل: 04-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة (Re: Mamoun Zain)

    جميل أخي مأمون أن تكتب .. وان تعالج موضوعا هاما كموضوع نسيان الحبيبة التي لا تتوقف دموعها .. فقط حاول أن تطور من اللغة وأن تكثف الحكي ، حتى تخرج قصتك أنيقة وجاذبة ..هذه نصيحة من مجرب وليست وصفة من طبيب .
    أخوك أمير تاج السر
                  

06-11-2004, 04:39 PM

Mamoun Zain
<aMamoun Zain
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة (Re: أمير تاج السر)

    الأخ أمير تاج السر أشكرك جزيل الشكر و أنا سعيد أننى وجدتك أول المتداخلين هنا، فأنا لم أقرأ لك إلا القليل الذى وجدته منشورا فى غير الكتب ، مع علمى أنّ رواياتك المنشورة كثيرة جدا.
    نحن نتعلم منكم - أخى أمير - ونصائحكم مبنية على عشرات التجارب .فلذلك ستكون هى زادنا فى التطوير ..

    ولك منى أسمى آيات التقدير. كما أتمنى أن تدلنى على طريقة أحصل بها على بعض رواياتك .. علما بأننى أعيش فى الولايات المتحدة.
                  

06-12-2004, 06:53 AM

أمير تاج السر

تاريخ التسجيل: 04-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة (Re: Mamoun Zain)

    شكرا لتقبلك نصيحة المجرب بصدر رحب ..وأتوقع منك كتابة أشد إدهاشا ..
    بالنسبة لكتبي فهي متوفرة في السودان وبيروت والقاهرة وغيرها لكن ضع عنوانك وإذا سنحت الفرصة أبعث لك بعضها .
    تحياتي .
                  

06-14-2004, 04:23 AM

Mamoun Zain
<aMamoun Zain
تاريخ التسجيل: 03-27-2004
مجموع المشاركات: 390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة (Re: أمير تاج السر)

    الأخ د. امير تاج السر
    لك منى اسمى آيات التقدير على إهتمامك بامر تنمية المواهب عند الآخرين وأقول لك صراحة وبدون مجاملة أنّ الكثيرين من الكتّاب أو الروائين لا يفعلون ذلك ، عددا كبيرا منهم مثبطين للهمم وقد رايت أمثلة فى هذا البورد حتى من المبتدئين . لكنك ، وكما كنت أنا متوقع ، أتت منك النصائح والتشجيع وهذا لعمرى أمر رائع منك.
    أكون شاكرا لك أذا جعلتنى أمتلك " مرايا ساحلية" و الرواية الآخيرة " مهر الصياح" التى ستصدر فى يوليو من سوريا.
    عنوانى موجود فى البروفائل ، رغم أننى لا احب تكليفك بهذا الامر لكن كما تعلم هنا فى الولايات المتحدة من النادر أن تجد روايات عربية .


    لك إحترامى
                  

07-18-2004, 04:23 AM

لؤى
<aلؤى
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 14343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة (Re: Mamoun Zain)


    فووووووووووق

    الرائع مأمون ، أين انت ؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de