افتقد رجل صديقا عزيزا لديه وهذا الصديق كان قد سافر بعيدا مع أقاربه، فاشتاق الرجل إليه كثيرا فكان يفكر في كيف يلتقي بذلك الصديق العزيز:أه أيها الصديق ، لقد طالت غيبتكم عنا، فمتى نراك. مكث الرجل أيام وليالي وهو يفكر في حالة صديقه ذاك،وفي نهاية الأمر قرر إن يلحق بصديقه. فحمل زاده وحرابه وأتجه صوب الخلاء باحثا عنه أيام وليالي حتى عثر عليه فتصافحا كثيرا وبكيا أكثر. وبعد ذلك قام صديق الرجل الذي هو سيد المراح وذبح بقرة لصديقه إكراما وتقديراً لهوتم إيقاد النار التي وضعت عليها اللحوم، فبدا اللحم يغلى ويغلى وهما يتسامران، ويتذكران القرية تلو الأخرى وبعد ذلك بدا يغنيان أغاني الحماسة والحب وبينما هما كذلك جاء كلب واقعي بجوارهم في انتظار اللحم. وعندما نضج اللحم قام سيد المراح لتقديمه لضيفه وصديقه العزيز، وبدأ الضيق يأكل ويأكل ويرمي بالعظام إلى الكلب الذي أزعج سيد المراح فصرخ في الكلب قائلا: أذهب من هنا أيها الكلب الأحمق. ولكن الكلب عاد مرة أخرى وبدا يخطف العظام فأثار هذه المرة غبارا مزعجا كاد أن يغطي قدح اللحم الذي يأكل منه الضيف فاحتار الضيف ماذا يفعل وأخيراً اخذ عظما كبيرا ورمى بعيدا ، بعيدا عن مكان الأكل ،فجرى الكلب نحو العظم المقذوف بعيدا عن مكان الأكل ولكنه وجد أن الدجاجة سبقته للعظم وبدأت تنقر فيه بمنقارها كت كت كت فلما رأى الكلب ذلك هوهو فيها هو هو هو وهجم عليها ليقضم رقبتها ولكن الدجاجة طارت من الخوف وحطت على رأس أحد العجول،والعجل الذي حطت عليه الدجاجة فزع وقفز عاليا من هول المفاجأة وسقط على طفل صغير، الطفل كان قد جاء ليتفرج على الضيف وكانت المصيبة فقد مات الطفل بسبب سقوط العجل عليه. في اليوم التالي تجمع أهل الطفل-الطفل الذي مات بسبب العجل الذي سقط عليه، تجمع أهل الطفل من كل حدب وصوب وكادت أن تحدث حرب بينهم وبين سيد المراح وصديقه لولا تدخل بعض العقلاء وعقدت محكمة لمحاكمة الجاني. يحي فضل الله حكايات واساطير سودانية الصادر عن المركز السوداني للثقافة و الاعلام بالقاهرة (قبل أن ندخل المحكمة ترى من المسئول عن قتل الطفل من وجهة نظرك. )
في المحكمة ، محكمة الجاني الذي قتل الطفل - اشتد الجدال فها هو صاحب العجل يقول:أن المسئول عن قتل هذا الطفل هو صاحب الدجاجة لأن الدجاجة هي أفزعت العجل وجعلته يقفز هكذا ويسقط على الطفل ويقتله لكن،صاحب الدجاجة رمي باللوم على صاحب الكلب وقال:أن دجاجته ما كان لها أن تطير هكذا وتحط علي العجل لولا أن الكلب هاجمها ولكن صاحب الكلب رفض أن يدفع لأهل الطفل الذي مات بسبب سقوط العجل عليه محتجا بقوله شئ طبيعي أن يأخذ الكلب العظم لأنه يحرس المراح وان الكلب عادة ما يأكل العظام ولكن الضيف هو الذي تسبب في هذه المأساة لأنه رمي بالعظام بعيدا. وهنا تحدث السلطان واتهم الضيف قائلا: أنت إذن المسئول عن قتل الطفل وعليك أن تدفع الدية. وكن الضيف رفض ذلك محتجا وقال: بذمتكم أيها الناس هل رأيتم إنسانا يأكل العظام؟ فالعظام يا جماعة تأكلها الكلاب ولذلك فان المسئول عن قتل الطفل هو الكلب فاذهبوا إلى صاحبه. وهكذا تنتقل الاتهام بقتل الطفل بين صاحب الكلب وصاحب الدجاجة وصاحب العجل،فاحتدم النقاش بين الحضور والكل جهز حرابه وأقواسه استعدادا للحرب وسلطان المحكمة يلتفت يمينا ويسرا مستشيرا بعض مساعديه بينما الصمت ساد الحضور والأنفاس تعلو وتهبط ، تعلو وتهبط وحتى شرع أحد من أهل الطفل في قذف حربة نحو ، صاح السلطان في الناس قائلا: إن الكلب طعامه العظام وان الكلب من أوجب واجباته إن يحرس المراح ولكن ما علاقة الدجاج بمكان المراح واكل العظام؟ وهنا همهم الناس وتصايح الناس قائلين: فعلا أن الخطأ يقع على صحاب الدجاجة لأنه لا يوجد سبب لان تكون دجاجته في مكان المراح ولكن صحاب الدجاجة رفض دفع الدية. فاجب الحضور: سنحكم على صحاب الدجاجة لان الدجاج لا يأكل العظم. فقال السلطان:فعلا لقد صدر الحكم على صحاب الدجاجة لان المراح مكان لا يحضر فيه إلا الإنسان الذي يرعى البقر، ثم البقر التي يرعاها الإنسان والكلب الذي يحرس الأبقار، أما الدجاج فمكانه البيوت.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة