|
الشوش المربوش..يناشد الانقاذيين بالصمود امام العقوبات والحملة الافنجيلية[!]
|
الشوش المربوش كلما قرأت له يؤكد لي مقولة "القلم ما بيزيل بلم" هنا يتكلم كواحد من الانقاذيين ..علينا ان نفعل ..وعلينا ان ... دجال وارزقي وساحاول ان اتحصل عما كتب في" الاهرام" عند ضرب مصنع الشفاء الكيماوي ....كما يقول المصريون "الرزق يحب الخفية"
Quote: الرأي العام
علامات استفهام محمد ابراهيم الشوش حتمية العقوبات والصمود في وجهها ما أريد ان استهين بالقاريء فأسهب في الحديث عن استراتيجية القوى اليمينية الافنجيلية المتطرفة المتعاونة مع الصهيونية تجاه القوى المستضعفة في العالم في هذا العهد الظلامي الذي خيم على العالم في عهد الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش وجماعته المتحكمة في البيت الأبيض والبنتاغون والكونغرس، فقد بات أمرها معروفاً. ولست أعنى بالقوى المستضعفة الدول الفقيرة والضعيفة. فلبعض هذه كفيتنام وكوبا وكوريا الشمالية وايران مخالب وأنياب تجعلها تستعصى على الافتراس ويعمل لها الذئب ألف حساب، وانما أعني تلك الدول التي يحول بين غضب شعوبها وثورتها وانفجارها أنظمة كابحة. وليس هناك شعب واحد يمكن ان يوصف بالضعف كما ان الدول لا تكون ضعيفة بقلة الموارد ولكن بضعف العزيمة والارادة..
لا احتاج لفضح هذه الاستراتيجية لأنها مفضوحة مكشوفة لم يعد مخططوها - بسبب جهلهم واستكبارهم - يعنون بسترها واخفاء ملامحها. هي هناك لكل من يريد ان يرى ويملك الارادة ليرى. وهذا هو الذي يرتفع بها الى مقام الكارثة الحضارية الكبرى في تاريخ العالم وقد تكون - اذا لم تحدث المعجزة ويستيقظ الانسان - بذرة النهاية وختام التحضر.
هذه النهاية لم تكن مفاجأة فقد تنبأ بها الكاتب الامريكي المعروف غور فيدال قبل أعوام طويلة في محاضرة نظمتها صحيفة الاوبزيرفر البريطانية حين شبه مسيرة الحضارة بشروق الشمس في الشرق ثم غروبها في الغرب. قال ان الحضارات التي بدأت في الشرق تنحدر نحو نهايتها ثم تغرب في امريكا حيث تطغى قيم المادة والكسب التجارى وعبادة القوة على كل قيم الخير والجمال وتنمحى كل الاعتبارات الانسانية ويعود الانسان الى شريعة الغاب مرة أخرى. كأنما كان غور فيدال يرى بعين بصيرته كل الملامح والانجازات الحضارية تنسحق تحت احذية الضغمة الأمريكية الحاكمة..
قضت على هيئة الأمم المتحدة بعد ان حولتها الى مجرد اداة لخدمة أهدافها العداونية كما حولت أمينها العام كوفي عنان الى مجرد صوت في اجهزة اعلامها ودعاياتها. وقد رآه الناس يقف في ذلة الى جانب كولن باول كما لو كان واحداً من موظفيه يكرر كل كلمة ويشارك في كل خطوة لاستغلال أزمة دارفور بل يحاول ان يتجمل في الحديث ويزايد بقوله انها أكبر كارثة حاقت بالبشرية وتحت بصره تدور اكبر عملية امتهان للبشرية في افغانستان والعراق وفلسطين وفي امريكا نفسها كأنما الكارثة لا تكون الا حين تقرر أمريكا. ولا نقول ذلك انكاراً لما تعرض ويتعرض له أبناء دارفور ولكننا نرفض هذه الازدواجية ونرفضها اكثر حين تنتقل الى المنظمة الأممية..
وقضت امريكا بوش على المحاولات المضيئة التي بذلت عبر سنوات من البحث لحماية البشرية من التلوث الذي بدأ يهدد وجود الانسان على ظهر الأرض حين رفضت التوقيع على اتفاقية حماية البيئة..
وعوقت كل الجهود التي بذلت لحماية الانسان الفرد من تغول السلطة ونفوذ الدولة بانشاء المحكمة الجنائية الدولية ورفضت التوقيع على انشائها وقوضت أسس العدالة فأنشأت وشجعت التعذيب في «ابوغريب» وغوانتنامو واستغلت نفوذها لحماية مواطنيها المتوغلين في جرائم ضد الانسانية من أية مساءلة قانونية.
كل ذلك على مقته اصبح معروفاً وشاهداً على عصر كريه. ما يهمنا من ذلك ان نجعل هذه الاستراتيجية العدوانية أمام نظرنا في حل مشكلة دارفور وما يعد لنا من مشاكل أخرى ستأتينا تباعاً. ولهذه الاستراتيجية شقان الأول تمهيدى اعلامي يحشد الاتهامات ويزيف الحقائق ويحشد لها القرائن ويوظف لها الامكانات ويجند لها العملاء.. ولكل حالة اتهام مركزي أساسي كان بالنسبة لافغانستان الارهاب وبالنسبة للعراق امتلاك اسلحة الدمار الشامل والاستعداد الفوري لضرب الأهداف الامريكية والغربية وفي جنوب السودان ممارسة الرق وفي دارفور ممارسة الابادة والتطهير العرقي وفي هذا الاتهام متسع لما يخطط من تحركات في اقاليم السودان المختلفة..
هذه الحملة الاعلامية التمهيدية لا يلزم ان تبنى على حقائق وبالتالي لا يمكن هدمها لمجرد اثبات عدم صحتها واية محاولة في هذا السبيل لا تقدم ولا تؤخر. لان العمل المترتب على هذه الحملة الاعلامية يكون قد أقر سلفاً وتم التخطيط لتنفيذه..
ولهذا فإن الجهود الحقيقية يجب ان تتجه الى مواجهة القرار الحتمي واعتبار ان العقوبات ستفرض على السودان مهما بذل من جهود لنفي التهم عنه أو عمل على تصحيح الأوضاع التي أدت الى تفاقم الوضع. فلا الاتهامات ولا سوء الأوضاع في دارفور هي السبب الحقيقي لحرص امريكا على توقيع العقوبات على السودان. ولا يعني ذلك التوقف عن الجهود التي يقوم بها الآن السيد وزير الخارجية وجهازه المقتدر لنفي تهمة الابادة واقناع المجتمع الدولي بصدق نوايا السودان على ان نكون مقتنعين انه لا الأمين العام للأمم المتحدة ولا الدول الاوربية النافذة في مجلس الأمن مستعدة للاقتناع بحجة تفرض عليها التخلى عن مساندة الدولة الكبرى والتضحية بمصالحها على حساب بلد مسكين كالسودان.
التحدى الأكبر الذي يواجهنا لا يكمن في ترديد اعتراضنا على قرار العقوبات ولا في نفي التهم الموجهة الينا ولكنها تكمن في استقطاب كل طاقتنا المادية والبشرية والروحية وتجنيد كل قوانا حتى لا تحقق هذه العقوبات هدفها في اضعاف السودان في مواجهة قوى التفتيت والتآمر والتقسيم..
وشعبنا باسل اذا نودى استجاب ولن يتوانى عن ربط الأحزمة والتضحية اذا تطلب الأمر ذلك ولقد عشنا بلا كماليات ولدينا ما يكفينا لضروراتنا لكنه شعب لن يستجيب اذا لم يكن النداء قومياً وخالصاً لوجه الله والوطن والدعوة الآن للوفاق والترابط والمشاركة الاجماعية لم تعد دعوة سياسية ولكنها الطريق الوحيد لبقاء السودان وضمان حياة مواطنيه في المستقبل، ودارفور ليست المشكلة الوحيدة فالقائمة مازالت في بدايتها |
..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الشوش المربوش..يناشد الانقاذيين بالصمود امام العقوبات والحملة الافنجيلي (Re: omar ali)
|
Quote: لو خصمنا من الشعب السودانى كل الاقاليم الطرفية المهمشة المقاتلة لاستعادة حقوقه بالله وبرضو يقولوا شعبنا! |
ابو الهشم والله كلام في المليان...منو المقصود بشعبنا عند الشوش واسياده الجدد |غير الشمال النيلي الذي هو عندهم كل السودان ممنوع الشرق اوالغرب او الجنوب يطالبوا بحقوقهم في الثروة والسلطة ...:دي جريمة ومؤامرة صليبيبة صهيونية لتدمير العروبة والاسلام في السودان دا فهم حامل ال بي اتش دي ساكن فانكوفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشوش المربوش..يناشد الانقاذيين بالصمود امام العقوبات والحملة الافنجيلي (Re: omar ali)
|
هذا المقال يعبر عن الفقر المدقع فى ذهنية ما يسمى بالمثقف السودانى...
لم يتحفنا الكاتب الكريم عن تصوره وحلوله لمشكلة دارفور...فى عدم وجود القوى التى وصفهابالافنجيلية....
ماذا سيقول الكاتب لنفسه ولضميره بعد ان تعدم دارفور نُفاخ النار...؟!
كنت دائما أقول- وما زلت أقول -ان الجبهه الإسلاميه لم تبق فى الحكم كل هذه الفتره بسبب قوتها..وانما بسبب خوار القوى السياسيه الأخرى..وبسبب الذهنيه المهترئه للمثقف السودانى....والتى يؤكدها ويرسخها أمثال الشوش...
مرحبا بقوى البغى...إذا كان ثمن (العزه) هو ارواح أطفال دارفور...ومرحبا بقوى الإستعمار إذا كان ثمن (الكرامه) هو عذرية نساء دارفور...فلتذهب كل الشعارات الجوفاء إذا كانت لا توفر الطمأنينه والأمن للإنسان الذى كرمه الله...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشوش المربوش..يناشد الانقاذيين بالصمود امام العقوبات والحملة الافنجيلي (Re: omar ali)
|
من عالم الفية ابن مالك يتحول الشوش الي مخطط استراتيجي من الطراز الفريد...فبعد ان ابان لحكومة الجبهة الاسلامية واعطاها حصة في كيفية الصمود والتصدي لجحافل القوي الصليبية والصهيونية الباغية...يعطبها محاضرة عالية الجودة عن كيفية التعبئة لمواجهة تلك الحملة التي تستهدف عروبة السودان..فمن كان منكم مريضا او علي سفر فليؤجل قراءة المقال حتي لا يصاب بورمة في الطحال
Quote: علامات استفهام محمد ابراهيم الشوش كيف تكون التعبئة للكلمات كما للناس حرمات يمكن أن تمتهن ، ومدلولات يمكن أن تبتذل ، ومعدن يمكن ان يفقد لمعانه ويصيبه الوهن . وكأي عملة متداولة يصيبها التدهور وتفقد قيمتها حتى تصبح عديمة الجدوى . وحين تصبح الكلمات بلا رصيد وتنعدم اللغة المشتركة يفقد الانسان القدرة على التفاهم الذي هو عماد الحياة. وانما يكون التفاهم حين تكون الكلمة عندي وعندك سواء في القيمة والمدلول والمنزلة . والراعي الذي صرخ ذات مساء يستنجد الناس مازحاً لحماية القطيع من الذئب انما كان يمتهن اللغة . وقد دفع ثمن ذلك حين هاجمه الذئب بالفعل ولم يجد اللغة التي يستنجد بها اهل القرية فهلك.
والذين يتحدثون عن كل مشروع بانه طفرة كبرى ، وكل قرار رسمي بانه قرار مصيري ، وكل خطبة معدة لمسئول باعتبارها تاريخية مهمة ، ويجعلون من افتتاح مدرسة ، ثورة تعليمية أو فتح شفخانة ثورة صحية أو بناء مجمع سكني ثورة عمرانية لا يرفعون من قدر هذه الاعمال وانما يحطون من معنى الثورة وينزلونها الى مستوى هذه الاعمال.
ومهمة الكاتب الرئيسية في كل العصور لا تقتصر فقط على استعمال اللغة وابراز القيمة الكامنة فيها بل المحافظة عليها من التدهور والهجنة والسوقية والهبوط المريع والتلاشي شأن القائمين على حركة العملة صعوداً وهبوطاً في الجهاز المصرفي. فاللغة هي أغلى ممتلكات الامة.
وعالمنا العربي مغرم بالالفاظ الطنانة ذات الرنين العالي وقد انتزعت من محتواها حتى تحولت الى مجرد طبول جوفاء لا تعني شيئاً ولا تدل على شيء . وخطورة ذلك تتعدى ميدان التعبير واللغة الى التأثير الضار في معركة الحياة والبقاء. ولعل اقرب نموذج لذلك ما يتداوله الناس هذه الايام حول التعبئة العامة لمواجهة الخطر المتمثل في التهديدات الامريكية للسودان . وبرغم اننا نفتقد ان مجرد الحديث عن تعبئة لمواجهة خطر يهدد السودان أمر محمود وتقدم كبير ، فقد تعود السودانيون ان يتحدثوا عن الاخطار المحدقة بهم في الاندية ومجالس السمر دون اي رغبة او احساس بضرورة مواجهة تلك الاخطار ، إلا اننا نجد الحديث العابر عن التعبئة دون جدية حقيقية امراً قد يحول دون الاعداد الضروري لخطر نراه ماثلاً بل ربما كان اشد الاخطار اضراراً بالسودان واكثرها تدميراً لمستقبله . فالتعبئة اذا تحولت في اذهان الناس إلى تحركات بعض المسئولين او تكوين اللجان وعقد الندوات او ارسال برقيات الاستنكار قد تخدم غرضا معاكسا يحول دون قيام التعبئة الحقيقية الضرورية لحماية الشعب ومستقبله باعتبار تلك الاعمال العرضية بديلا للتعبئة .
وللتعبئة شروط وسمات اهمها ان يكون الخطر حقيقيا آنيا ماثلاً فلا يكون مجرد احتمال. ذلك ان التعبئة تحتاج إلى حشد طاقات قد تتطلب تغيير نمط الحياة كما تتطلب قدراً كبيراً من الانضباط والاعصاب المشدودة عن آخرها ، فاذا لم يأت الخطر كما هو متوقع تتراخى حبال التعبئة مما يجعل اعادة الحمية امراً صعباً في مواجهة أي خطر حقيقي في المستقبل او لمواجهة الخطر إذا اطل برأسه من جديد.
ومن شروط التعبئة تحديد الخطر على وجه الدقة فالتعبئة لمواجهه غزو عسكري غيرها لمواجهة عقوبات عسكرية واقتصادية . وتحديد الخطر يحتاج إلى دراسة وبصيرة واعية مما يحتاج معه إلى مجموعة من الباحثين المتخصصين وقد يتخذ الخطر القادم أوجهاً متعددة او يعمد الى التضليل او صرف النظر عن حقيقته ووجهته . وفي حال دارفور مثلا فان كل التهديدات تشير إلى امكان غزو عسكري بينما الواقع ينفي ذلك تماما ذلك ان انزال أي جيوش اجنبية لن يكون مجدياً في اطار فوضى امنية لا يستطيع احد الامساك بخيوطها ، ولا يحتاج القادة العسكريون في امريكا لمن يذكرهم بما حدث عند تعقبهم لعيديد احد قادة المليشيات في الصومال دع عنك مئات الآلاف من رجال القبائل المدججين بالسلاح الذين لا يعرف احد هويتهم أو سحنتهم او عنوانهم وليست لهم قواعد عسكرية ينطلقون منها.
ومن الواضح ان ارسال خمسة آلاف جندي بريطانيا لاتكفي لغزو حملة في ارض خلاء مترامية الاطراف . وصفاقة استراليا التي لم يعرف لها بلاء في حرب او سلام ليست إلا مناورة او مزايدة رخيصة لكسب ود امريكا.
الهدف الواضح هو خلق جو من عدم الاستقرار تجعل النظام السوداني والسودان كله في حالة من الضعف تجعله غير قادر على مواجهة القوى التي تسعى لتمزيقه وتقسيمه. واضعاف الجيش السوداني امام الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وفي مواجهه قوى التمرد وبخاصة في المعركة الحقيقية القادمة من شرق السودن . وهي المعركة التي تهدد بقطع الطريق في الامدادات وعزل الميناء وتدمير انابيب النفط تدعمها قوى دولية عاتية. وقضية دارفور على ضخامة صوتها الاعلامي الداوي ليست إلا لغما في الطريق لصرف الانظار عن معركة خنق السودان في الشرق .
التعبئة المطلوبة إذن هي اتخاذ كل الاجراءات الداخلية والخارجية لتقوية الجيش والاعداد لمواجهة المعركة في الشرق واعداد الشعب ماديا ومعنوياً ونفسيا وتوجيه كل الطاقات لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالنسبة لضرورات الحياة والتحسب والاستعداد لقمع محاولات الاخلال بالأمن التي يتحدث الناس عنها في مجالسهم كالعادة وكأنها أمر مقدر لامناص منه.
وقد يدهش الانسان ان يعلم أنه برغم الشائعات المزعجة والحديث عن التعبئة نسمع عن مجموعة من كبار رجال الأمن من ذوي الخبرة والبلاء الحسن يحالون الى المعاش وكنا نحسب ان الأمر يحتاج إلى مزيد من الكوادر المدربة.
ونجاح التعبئة يحتاج إلى قناعة القيادة السياسية حكومة ومعارضة بان ثمة خطرا حقيقياً يواجه السودان الآن وهو من الخطورة بمكان يصبح معه التفكير في المصالح الذاتية والحزبية ضرباً من الجنون . فلات ساعة حكم او تحقيق مصلحة او تسديد حسابات انتقام ، ما سمعوا قوله تعالى «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة».
لن تكون هناك هيئة او حزب او جماعة منتصرة ولن يكون الكسب نصيب أحد . ومع ذلك تظل التعبئة التي هي طوق النجاة للجميع مستعصية على التحقيق لأن بعض ضعاف النفوس قد بلغ بهم الحقد والرغبة في الانقتام حداً اوصلهم لقناعة شمسون الجبار «على وعلى اعدائي يارب» والشعب السوداني هو الذي يدفع الثمن |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشوش المربوش..يناشد الانقاذيين بالصمود امام العقوبات والحملة الافنجيلي (Re: omar ali)
|
مسكين الشوش...لا احسن اقول دكتور الشوش فاهل الانقاذ منصرفون الي امور اخري عن سماع دروسه في كيفبة الصمود و التعبئه ضد الغزاة الصليبيين الافنلجييليين والصهويتية التي تستهدف عروبة السودان..منصرفون كما يقول هنا بتحسر عن فض الحفلات والاعراس ومنع الرقص والرقيص علي اعتبار انه رجس من عمل الشيطان الخبيث ..ذهب من كندا مع بنته يمني نفسه بحفلة عرس مندكلة فوجد احلامه معلقة ورجليها مشنكلة.. فاخذت يتلفت ويتسأل "الناس في شنو والحسانية في شنو"
Quote: علامات استفهام محمد ابراهيم الشوش كبس الجبة وصاحبا التصريح وجهت السلطات تحذيراً للقائمين على أمر الأندية الاجتماعية العامة والدور المهنية وغيرها من مواقع الحفلات المسائية وحفلات الأفراح، وذلك من أجل وضع ضوابط صارمة في مكان بارز في تلك المواقع، منعاً للزي غير المحتشم لرواد تلك الحفلات. وتفرض الرقابة على حالات الرقص الجماعي وكل الممارسات التي تمس الخلق الاسلامي السوداني الأصيل. وكذلك تأكيد ضرورة التزام ادارات الأندية والعائلات الكريمة بتلك الضوابط ومناشدتهم عدم اضطرار القائمين على أمر أمن المجتمع الى تنفيذ اللوائح التي تمنع تلك الممارسات.
وقد لا يكون في هذا التوجيه الذي أوردته صحيفة «الرأي العام» ما يلفت النظر، وقد يكون بالنسبة للكثيرين حتى لو انتبهوا اليه مجرد تحصيل حاصل كما يقال عن قرار مجلس الأمن الذي يجحف بحق السودان ويغل يده ويفتح ثغرات لايذائه، وهو أمر لا أدرى ما تحصيل الحاصل فيه. قد يكون التوجيه كما قلت أمراً عادياً لمن تعودوا على مثل هذه التوجيهات ولكنه بالنسبة لي ينكأ جرحاً غائراً اذ يعيد الى ذاكرتي تجربة مدهشة أليمة..
فقد جئت الى الخرطوم فرحاً مستبشراً من كندا أصحب معى ابنتى التي لم تكن قد رأت السودان من قبل، لحضور حفل زفاف ابنة أخي رحمه الله وكان فرحي لرؤية السودان والأهل لا يعدله إلا فرحي بحضور الزفاف الذي تم الاعداد له بصورة دقيقة رائعة. وكانت ابنتى أكثر سعادة مني. كانت تعد لذلك الأشهر والأيام والساعات. كان يتملكها شوق لا حد له لمشاركة ابنة عمها وصديقتها، ولرؤية السودان الذي طالما حدثتها عنه وعن كرم أهله وحفاوتهم وسماحتهم وطيب معشرهم. وقد رأت بعض ذلك فيمن عرفت من الأهل والأصدقاء.
وفي ليلة الزفاف حدث ما لم يكن ان يصدقه عقل. انتظم الحفل بكل مباهجه في أحد الأندية وفيهم كرام المواطنين وبعض كبار المسئولين في الدولة وضيوف جاءوا من بلاد بعيدة منهم صديقات العروس وزميلاتها جئن من سويسرا وبريطانيا وأمريكا. كان الجميع في انتظار حضور العروسين وفجأة دخل شاب مشحون بالغضب وطلب ابراز التصريح باقامة الحفل ولما اخبر ان التصريح مع العريس وان عليه ان ينتظر قليلاً أعلن ان ليس لديه وقت لينتظر دقيقة واحدة وان عليهم ان يفضوا الحفل في الحال. هكذا ببساطة يريد ان يفض حفلاً تم الاعداد له بتكلفة عظيمة على مدى أكثر من عام.
زمان كان المتخصصون في «فرتقة» الأفراح رجالاً مشهورين مثل كبس الجبة وأبوصلعة ونفاخ النار. الآن يبدو ان المهمة قد اتخذت طابعاً رسمياً. المهم ساد الهرج وجاءت عربة محملة برجال الشرطة في حالة اعلان حرب. وتقدم بعضهم لايقاف مسيرة العروسين. وأعقب ذلك مطاردة بين الكاوبوي والهنود الحمر لم تفلح في اعتقال العريس ولكنها نجحت في القاء القبض على مغنى الحفل الذي سيق أمام الجمهور كما لو كان مجرماً قد قبض عليه متلبساً بحيازة مخدرات.
وفي وسط الهرج لمحت ابنتي وهي تجرى هنا وهناك مفزوعة تحاول حماية ابنة عمها من خطر لا تفهم لغته ولا تدرى ما هو. وفي ركن قصي رأيت احدى صديقات العروس من لندن وهي تبكى وترتعد.
كان أخى رحمه الله رجلاً ودوداً يحب الجميع وكان محبوباً من الجميع وما كان يستاهل مثل هذا المنظر في يوم عرس ابنته. لم تعلق ابنتى في اليوم التالى ولم تحاول معرفة ما حدث ولم تنتقد ولكني حين طلبت منها ان تصحبني بعد عام من ذلك تذرعت ببرنامج آخر يرسلها الى كوستاريكا.
ولا أسوق هذه الحادثة الأليمة لأطعن في هذا التوجيه الكريم فالحشمة على العين والرأس ومطلوبة وضرورية حتى لا تزوغ العين والنفس امارة بالسوء فتنزلق القدم وان هي الا نظرة فابتسامة فلقاء.
وقد حدثوني والعهدة على الراوى عن بعض هنات أصحاب وصاحبات الذوات وعن تجاوزات في اللبس حتى من باب الموضة والذوق الرفيع، ولا اعترض على أي نصح في هذا السبيل. وان كنت شخصياً أؤمن بأن هذه الأمور يجب ان تترك لتقدير الأسرة والأب كما أؤمن بأن الأخلاق لا يمكن حمايتها بالقوانين وكما قال بيير ترودو الزعيم الكندى الراحل، «لا مكان للحكومة في حجرات نوم مواطنيها» ومع ذلك فانني أقر بأن هناك آراء أخرى أقوى شكيمة ولها الغلبة حتى يشرق نور الحق على الجميع.
مصدر قلقي ان يوكل أمر تنفيذ أمر يتضمن عبارات غامضة الى نفر من المواطنين قد يفسرونها تفسيراً ضيقاً ضيق عقولهم فيضعون الناس في عنت وضيق. فمفهوم الزي غير المحتشم يختلف من شخص لآخر وبعض الناس يرون الخلاعة والمجون في الغناء والموسيقى والتصوير والتلفزيون والموبايل.
كما ان الحديث عن الخلق الاسلامي السوداني الأصيل ورفضه للرقص الجماعي غير دقيق ففي بعض مناطق الشمال رقص جماعي ترمى الفتاة بشعرها «الشبال» على كتفى شاب تعبيراً عن اعجابها بشجاعته في البطان. وخوفى ان يطب على أحد الأندية رجل مثل صاحب التصريح فيحيل الفرح الى أحزان بسبب فهمه عن الحشمة والخلق الاسلامي السوداني الأصيل.
واذا خطر لك أيها القارىء انني أسبح في عالم بعيد عما يعانيه السودان حالياً وبخاصة في وقت يتأرجح فيه على شفا حفرة وصفوف ممتدة من الانتهازيين وأصحاب المصالح تحصبه بالحجارة حتى حبيبتنا وشقيقتنا الجزائر التي وقفنا معها بالمهج والأرواح ودفع بعضنا ثمناً غالياً للدفاع عنها.
اذا كنت ترى انني كالحسانية في شغل عما يجرى. فقد فهمت بعض الذي أعنيه من هذا الحديث |
| |
|
|
|
|
|
|
|