|
|
 الإنقاذ ردة فكرية وسياسية / حيدر ابراهيم علي للحاج وراق
|
مسارب الضي
الحاج وراق
أفسح المجالَ اليوم لرسالة من المفكر السوداني د. حيدر ابراهيم علي يعلق فيها على بؤس التعامل الحكومي مع أزمة دارفور:
الأخ العزيز الحاج ورَّاق
تحية عطرة وكل التقدير لجهدك العظيم في تناول قضية دارفور والوطن ككل. فقد تعقدت الاوضاع كثيرا ولكن ما زال سوء التقدير والاحتمالات الخاطئة تسودان التعامل مع هذا الموضوع الحساس والدقيق، ولكن يبدو ان الارتباك وغياب تصور واضح هو سيد الموقف. ويعجز الكثيرون عن تحديد وتوصيف المشكلة لذلك ندخل في مساربَ وأزقةٍ جديدة تبعدنا عن الطريق الصحيح للفهم ثم الحل.
قرأت باستغراب شديد هذا التقرير عن محاكمات في دارفور في محاولة لنفي صلة الجنجويد بالقبائل العربية المسلمة ادريس بيان ادريس برقاوي الجنسية متهم تحت المادة 175 النهب وصدر الحكم عليه بتر من خلاف (...........) جمال سليمان 30 عاما ازرقي..... محمد شائب 20 سنة أزرقي...... محمد صلاح حسين 38 سنه منصوري....... يوسف علي ناصر 29 سنه فلاتي........ علي آدم 26 سنةمسيري الجنسية.
قدم هذا التقرير في برنامج (في الواجهة) التلفزيوني ثم اعيد نشره في صحيفة اخبار اليوم (25 يوليو 2004) وهذا يظهر مدى انتشاره بين قراء ومشاهدين. وتعود بنا هذه المعلومات القبلية الي عهود الادارة البريطانية وقانون المناطق المغلقة (المقفولة) ويبعث القبلية مجددا بعد حوالي نصف قرن من الاستقلال. هذا دليل ساطع على ردّة سياسية وفكرية وتأتي المفارقة من نظام كان يبشر بعالمية الاسلام وجمع المسلمين - شعوب وقبائل - في المؤ تمر الشعبي العربي الاسلامي عام 1992م واستضاف مسلمين لم يسلهم عن جنسيتهم الوطنية، ثم يستدير الزمن ليروج نفس النظام للقبلية والعشائرية في أجهزة اعلامه الرسمية.
قد تكون النية طيبة ولكن النتيجة كارثة: محاولة نفي تهم عن قبائل عربية من خلال العودة الى تصنيفات متخلفة تخدم الانقسامات والتعصب على حساب البناء القومي. والاهم من ذلك هو أن قضية دارفور، مشكلة سياسية تنموية تلبس ا قنعة قبلية وجهوية، والواجب هو نزع هذه الاقنعة وليس تكريسها رسميا كما تفعل الدولة من خلال هذه المواقف.
نتمنى ان تستمر جهودك في اتجاه عمل جاد ويقظ يخرجنا من هذه الغيبوبة والدروخة السياسية التي نمر بها هذه الأيام.
مع مودتي.
|
|
 
|
|
|
|
ahmed haneen
AnwarKing
sharnobi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست