بول فندلي يحلل في كتابه «لا سكوت بعد اليوم» نظرية المؤامرة وكيفيات تكوين الصورة النمطية في نظر الأميركيين للإسلام
يحكى بول فندلي انه عندما أبلغ جاره أنه بصدد تأليف كتاب عن المسلمين رد مذهولا: ماذا تفعل؟ وكان هذا حال جميع من عرفوا بالامر ثم انصرفوا عنه باعتبار أن هذا غير متصل بحياتهم. حكاية أخرى عن المعلمة ـ يصفها بأنها متطوعة عطوفة عملت باخلاص سنوات طويلة ـ التي كانت تتحدث عما تسميه «شعب أمي وبدائي وميال الى العنف في مناطق صحراوية في الأراضي المقدسة» وتواظب على تكرار «انهم ليسوا مثلنا». يطرح بول فندلي في كتابه الأخير «لا سكوت بعد اليوم ـ مواجهة الصور المزيفة عن الاسلام في الغرب» والذي صدرت ترجمته العربية عن دار العبيكان علاقة الاميركيين بالاسلام ومدى معرفتهم وفهمهم له، والصور المزيفة التي يحملها الاطفال منذ الصغر في ذهنهم عنه، والتي تستمر معهم طوال حياتهم من دون أن يواجه أحد هذا الكم الهائل من الصور النمطية المضللة عن الاسلام والمسلمين والتي تدفقت عاما بعد آخر في صفوف مدارس الأحد في أنحاء اميركا، ودون أن يواجه أحد الطعن مع ان الملايين القابلين للتأثير تقبلوا هذه التضليلات كحقيقة مسلم بها ونقلوها كما هي بلا تثبت أو بحث الى ملايين أخرى مستعدين لحمل نفس الكذبة. يقول فندلي ان المرونة الموجودة في القرآن ينبغي أن تشجع غير المسلمين على رفض الصور النمطية الواسعة الانتشار التي تعرض الاسلام دينا متصفا باللوغماتية والتصلب والانتقامية والقسوة، مع أن التسامح هو من المبادئ الأولى في المسيحية والاسلام غير انه يفتقد في بعض الأزمنة والأماكن ويصبح ادراك صلة القربى بين الديانتين غير ممكن، منوها الى ان المسلمين أكثر اعترافا من المسيحيين بصلة القربى بين الأديان. يواجه المسلمون كما يشير فندلي مصاعب يومية، في مجتمع اميركا المسيحي في غالبيته، ومع أن عدد المسلمين أكبر من عدد اليهود في اميركا، الا أن اليهود يجيدوا الدعاية لأنفسهم، فيما يزال المسلمون غافلين عن التعريف بأنفسهم، وتنشأ أغلب تصورات الاميركيين عن الاسلام من الصور السلبية المزيفة التي تظهرها التقارير الاخبارية والافلام والمسلسلات التليفزيونية ويعتقدون ان الاسلام يقتصر على الدول العربية، مؤلف الكتاب نفسه يعترف بأنه لم يكن يعرف أن تركيا دولة اسلامية بحجة انها غير عربية. السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يدفع أحد المسيحيين لتأليف كتاب عن المسلمين؟ هذا السؤال واجهه بول فندلي ويجيب عنه بأن السبب عملية تراكمية، لأنه أقتنع بمرور السنوات أن تصحيح هذه الافكار الخاطئة خطوة مهمة نحو سلام عادل في الشرق الأوسط، بل خطوة جوهرية، «ولم يكن من الصعب أن أفهم لماذا لا نسعى كلنا لهذا».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة