|
|
 أحــــ عصفورالجنة ــــلام
|
عندما رأيت القطار البخاري أول مرة..
أصبت بالقشعريرة والرهبة..
كان ضخماً هائلاً ينفث النار والبخار كوحش أسطوري
وعندما سكنا بجانب الأسكلة.. كنت أرى القطار يومياً
أصحو فجر كل يوم.. أنطلق نحو الرصيف وأرقب المناورات الصباحية
ثم أنطلق الى المدرسة.. كان تقديري لسائق القاطرة وكل من يعمل بها يتعاظم
وكان حلمي العزيز.. أن أكبر سريعاً
وأصبح سائقاً للقطار..
وتحولت رهبتي إلى شغف عارم
كنت أصل المدرسة متأخراً.. وأحتمل التوبيخ وما يتبعه من عقاب ساخن
ثم أعيد الكرة في اليوم التالي.. حتى يئس معلمي من صلاح حالي
وسألني بنفاد صبر ذات يوم عن السبب في تأخري
فأخبرته على إستحياء برحلتي الصباحية..
سكت مفكراً قليلاً... ثم أخذني إلى المكتبة القريبة
واشتري لي عددا من الأقلام الملونة والورق..
وقال لي..
خذ هذه الألوان والورق وإرسم لي كل ما تراه صباحا..!!
أخذت ارسم وأجيئه بحصيلتي كل صباح.. فيعلقها بالفصل
رسمت قطارات تسير وقطارات تطير.. رسمت العمال..
والركاب يطلون من النوافذ..
رسمت صفير القاطرة..
وصوت هديرها..
وعندما استبدل قطار البخار بالديزل.. لم أعد أذهب الى الرصيف كثيراً
وبدأت أرسم قططاً وكلاباً..
ثم رسمت النيل والاسماك.. والطيور
كنت أرسم كل ما تقع عليه عيناي..
ومضت السنوات..
لم أصبح سائقاً لقاطرة.. كما كنت أحلم دائماً
ولكني مازلت أشكر ذلك المعلم الذي علمني كيف..
أرسم أحلامي بريشتي
ؤبث
|
|
 
|
|
|
|
طيفور
Tumadir
Husam Hilali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست