|
أزمة سودانيز أون لاين ، دعوة للتفاكر
|
هذا الموضوع كتبته صباح اليوم للموقع الشقيق ( سودانيات ) قبل إعادة فتح المنبر الحر ، وكنت أرغب في أن يكون عونا للأخ بكري للاهتداء بما تضمنه من مقترحات وتنبيهات ، وبما سيضاف إليه من مداخلات الزملاء ،، بادر الأخ عادل عبدالعاطي بإنجاز لائحة لسودانيزأونلاين/المنبر الحر في أحد المواقع وأرسلها لي بالإيميل كمحاولة منه لإخراج سودانيز من أزمته ، وقد أوضحت للأخ عادل أن الأزمة لا تكمن في غياب اللوائح ، فلقد كانت هناك لائحة ، لكن لم يتم تفعيلها بل لم تحترم حتى من الجهات المطلوب منها تنفيذها ، ناهيك عن { الجماهير} !
وقبل النظر في الأزمة وأسبابها والبحث عن حلول لها دعنا نعترف بالمسلمات التالية :
- أن المنبر الحر بما يدور فيه من مناقشات ، وما ترد فيه من معلومات ، وما يتصدى له من قضايا وطنية في غاية الأهمية خصوصآ قضايا الحرب والسلام والديمقراطية والوحدة والتنمية ، وكشفه لمخازي السلطة وتجاوزاتها ،وإستقطابه لكتاب وفنانين ومبدعين ومفكرين ومتخصصين في مختلف المجالات كرسوا أقلامهم وفكرهم ومعرفتهم ، وقصائدهم وحكاياتهم بشفافية وجمال لرفد المنبر الحر بمساهمات ثرة ، ونشأت بفضله علاقات إجتماعية رائعة صار معها لمعظم الزملاء علاقات وصلت البيوت ،كل هذا أدى إلى أن يكون المنبر ملاذآ ووطنآ بديلآ.
-السلطة التي كممت الأفواه وصادرت الحريات بالطبع لا يعجبها ولا يريحها وجود منبر قادر على فضحها خاصة في مجالها وهو إستخدام الإعلام للتزييف والكذب وفنيات الحرب الإعلامية وضرب معنويات الشعب ، لذلك إعتبرته من ألد أعدائها ، فحاولت توقيفه وحجبه مباشرة ولما لم ينجح ذلك وإستعصى المنبر عليهم ، قرروا تخريبه بدس كوادرهم لتسميم الأجواء بالطريقة التي عايشناها في الفترة الماضية التي توجت بالإغلاق.
ما اوردت المسلمتان أعلاه إلا من باب التأكيد والتذكير والبناء عليه فيما يلي :
1/ وصل المنبر والحوار إلى مدى مطلوب وذلك بفضل إنفتاحه على كل الآراء وتنفيذ ما توافق الناس عليه من إحترام الرأي و الرأي الآخر ، وهذا هو الأساس في الحوار والعملية الديمقراطية في أول مضمار ديمقراطي حقيقي مفتوح على الهواء الطلق. 2/ لم نستطع التفريق بين إحتدام المناقشات وما ساد فيها من إنفعالات كانت كلها مطلوبة في هذا المضمار بما يؤدي لفتح كل الموضوعات المسكوت عنها وتناولها مهما كان الإختلاف حولها ومهما علت الأصوات طالما ظلت بلا تجريح على المستوى الشخصي وشهدنا العبارات الحادة والمناوشات وكلها كما قلت في إطار المضمار الديمقراطي ، وبين الإستهداف والمكر المبرمج تارة بإلهاء المنبر في قضايا إفتعالية ، وخصومات ومهاترات وبذاءات ، وإغراق المنبر ببوستات لا معنى لها سوى شغل حيز وتقليص المساحات في وجه المشاركات الجادة ، ثم إستباحة الموقع بعمائل الهاكرز التي هددت أمان بعض الزميلات والزملاء عدم التفرقة بين متطلبات الحوار الحر وإحترام الرأي والرأي الآخر ، وبين العبث المقصود في إطار مؤامرة مبرمجة لإفشال المنبر وحرفه عن قضاياه الأساسية ، ذكرتني تمامآ عدم إبتداع ديمقراطيتنا الأخيرة ما تحمي به نفسها في سعيها لإستخدام آليات وأدوات الديمقراطية مع خصوم لا يعترفون بها ويتربصون بالديمقراطية ونظامها كما فعلوا في 30يونيو المشؤم. 3/ برغم وعي الغالبية التي خبرت وعرفت فعائل الجبهة الإسلامية ، إلا إنها إنساقت وبسبب النعرات الذاتية وضيق النفس في مجارة النشاط الهدام ، بالإستجابة والإنزالق في نفس الوجهة التي قصدها المخربون ، أو إنسحبوا من الميدان بالإستقالات الشيء الذي يؤكد نجاح مخطط الأفشال. كل ذلك مقروءآ مع مواقف بكري أبوبكر ، أمين الموقع ،والذي أقدر صنيعه وجهوده والتي أختصرها فيما يلي مع تأكيد إحترامي للرجل:
أ- أصاب الإرتجال قراراته ،ورأينا كيف يصدر قرار يتجاوب معه عدد كبير من الأعضاء ويرفضه عدد مقدر ، وقبل أن يجف مداد القرار يصدر قرار آخر بإلغاء القرار الأول ، وفي الحالتين لم يتلمس بكري الأراء بأن ينوه عن حيثياته ويطلب من الأعضاء المساهمة بالرأي ، ومع أن الرأي العام كان واضحآ حول القرار الأول ، إلا انه لم يلتفت له وأصدر قراره ، وراح المنبر ضحية القرارات المرتجلة التي لا تحكمها أي أسس أو معايير . ب-فقد الحلقة الضيقة التي كانت تدير معه الموقع او المنبر الحر ،حيث لم تفعل تلك الإدارة إلى في أوقات محدودة ، ثم أبطلت فعاليتها بعدم الرجوع لها في القرارت المصيرية ، وأصبح المنبر يدار بإرادة منفردة لا تعترف بالعقل الجمعي وأهميته ج-كل ذلك قاد إلى القرار الآخير الذي لم يفاجئني فقد كانت مقدماته واضحة بما سقته أعلاه ، أي قرار الإغلاق والذي تم بالإرادة المنفردة وفي تغييب كامل للأعضاء ، بل وعدم إحترامهم في التفاكر معهم حول الأمر لوضع الحلول الممكنة ، نعرف أن بكري صاحب الموقع ومالكه ، ولكن هل كان يمكن ان يكون الموقع وينجح لولا مساهمات الآخرين اللذين وضعوه بأقلامهم ومثابرتهم ومتابعتهم لكل ما يكتب والإلتزام بالرد والمشاركة في مصاف المولقع الرائجة والناجحة ، كان على بكري أن يرجع للناس اللذين شاركوه النجاح بما جعل الموقع قبلة الأنظار يسعى كل الناشطين للإنتماء له . بدل أن يفعل ذلك يستجيب لمخطط السلطة ، المخطط الذي كان مكشوفآ له عندما تم حجب الموقع بقرار سلطوي ، للأسف حذا بكري حذوه بعد أيام قليله ونفذ ما هدفت إليه السلطة وتابعيها بما يستحق عليه الشكر منها ، وبذا صار بكري مثل الغافلين أعلاه اللذين إنساقوا وراء المخطط بغير تبصر. في معرض تبريره لقراره ساق بعض الأسباب منها الإرهاق وهدر الموقع لوقت تحتاجه أسرته ، والتكاليف المالية ، وهي أسباب نقر بوجودها ، لكن علاجها كان ممكنآ عبر التفاكر مع الأعضاء ،وحتمآ كانوا حا يزودوه بالمعالجة الممكنة وكانت لن تبتعد عن القيادة الجماعية بما يخفف عنه الإلتزامات ويكسبه وقت للراحة ووقت أضافي للأسرة ، وكذلك التفاكر حول وسائل وسبل الدعم المالي وهي متاحة ، لكن بكري لم يرد ذلك بدليل انه لم يصدر قرار الإغلاق ويترك مدة أسبوع على الأقل للتنفيذ حتى يتمكن الأعضاء من الرد عليه والتفكير معه في حل أفضل ، حل على الأقل لا ينفذ للسلطة أمنيتها العزيزة التي نالتها! بل أصدر القرار ونفذه على الفور بما يشبه الإنقلاب المخطط له بعناية بما يضمن المفاجأة الكاملة .
نسبة لكل ما ورد أعلاه ، أقول أنا شريك مع بكري في نجاح المنبر الحر ضمن آخرين ، ولذا أعلن عن رفضي لقراره وأطالبه بالرجوع عنه ، على هدى الأقتراح التالي:
أن تتحول ملكية المنبر الحر من كونها ملكية خاصة لبكري تجعله يفعل ما يشاء إلى ملكية عامة، تبتدع لها الوسائل الملائمة ، مثل شركة مساهمة ، تمول بإشتراكات محددة وبإدارة متفق عليها بالإنتخاب أو التراضي وفقآ للظروف والقدرات.
أو أن يدار المنبر الحر بالتحديد في ظل ملكية بكري له بإدارة جماعية منتخبة أو مختارة تتولى وضع اللوائح المنظمة له وإبتداع وسائل التمويل من الإشتراكات وخلافه.
هذه مساهمتي وأتطلع لتفاكر شفاف وعميق وصولآ لمعالجة ناجعة ، والدعوة للجميع ، وأرجو أن تتاح الفرصة لأكبر عدد من أعضاء سودانيز أونلاين للمشاركة هنا إذا أرادوا.
|
|
|
|
|
|