الإنشاد الديني شأنه عظيم وعبد الله الحبر ثروة قوميا بالفعل يا عبد الوكيل
مسيرة الإنشاد الديني بالسودان قديمة قدم الهجرات العربية إلى السودان . -ورواد القرنين الماضيين كثر ،أهمهم قدورة وحاج الماحي ثم أبو شريعة وودتميم . وأخيرا الشيخ البرعي وشيخ شاطوط وغيرهم رحمة الله على الجميع وربما منشأ الإنشاد الديني قصيدة حسان بن ثابت في مدح خير البرية وأزكى البشرية وقوله فيها ( مهند سيف من سيوف الله مسلول ) فتواجد النبي صلى الله عليه وسلم طربا وخلع رداءه الشريف وألبسه لحسان ولم يظفر بذلك حتى أبو بكر وعمر خير الأمة بعد النبي عليه الصلاة والسلام . وقد جعل السادة الصوفية هذا أصلا في جواز مدحه صلى الله عليه وسلم وشرفا للمنشدين والشرارة الأولى لمسيرة الإنشاد الديني المباركة . ولهذا المجال مختصون يفيضون فيه ، و حسبنا خواطر قليلة ترغب الناس في هذا الفن العجيب الفريد . ومن مال إليه فقد ظفر بأغلى كنز و فضل ، مستمد من فضل الله تعالى على نبيه الكريم في القرآن العظيم ( وكان فضل الله عليك عظيما ) . - ألم تسمع الشيخ عبد الباقي بن الشيخ حمد النيل – العركي الشهير – راجل طيبة / ازرق طيبة رحمه الله تعالى يقول :- - أسيادي ثلاث : الشريفي وحافظ القرآن والمداح . ولا ادري بأيهم بدأ . - وقد سمع زميلي علي إدريس بودمدني المنشد عبد السلام يقول حين مقدمه على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن روحه سرت – إستباقا لحدث دخولها – من فرط المحبة والهيام به صلى الله عليه وسلم - فدخل المسجد النبوي الشريف ثم تقدم فانفلق الجدار ثم القبر الشريف ثم واجه حضرة النبي صلى الله عليه وسلم في جمعية روحية منيفة وهو يتوشح حلل الأدب والتعظيم فرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام علي المادح وكلما سأله شيئا من سؤله يقول له : لك ذلك ثم أردف أخير ا : لك ذلك من أمر الدنيا والآخرة فخرج الشيخ عبد السلام متراجعا فما لبث أن وجد نفسه على كرسيه بالباص !!! وهذا من قبيل الخوارق الكثيرة التي تحدث للمنشدين الصادقين الهائمين فيه صلى الله عليه وسلم ومن قال أن ذلك غلو فهو مسكين لا حظ له في ما وصل له المحبون وربما يحرم مجرد الرؤية المنامية . - ودونك ما جرى للمادح والعالم أمام مثوى النبي صلى الله عليه وسلم حين خاطبه المادح : أمدد يدك لي فمد صلى الله عليه وسلم يده الشريفة للمادح يرد عيه السلام ولم يمدها للعالم ( مع فضل العلم وشرفه ) فأقسم العالم في نفسه ألا يبرح مدينة المصطفى حتى يرد عليه السلام وبعد مرور عام رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام جهرة وقال له : أردنا أن تبقى لتدرس الناس العلم ( فيما معناه ) فبآن من جديد شرف العلم وما اغتم عالم بعلمه . - وما جرى لحاج الماحي رحمه الله تعالى من رفعة وكرامة بسبب المديح رغم مرور أحقاب كثيرة يوميء لهذا الفضل العميم ، ومن يا ترى يخرج تمساح الشايقية المرعب من غيابت النيل ويستسلم غير من توشح بمهابة المحبة وصدق التوسل ؟. - والمشايخ اليوم يقررون أن المديح ( مدح النبي وبث مكارم الأخلاق ) من أقرب الطرق الموصلة لله تعالى ، وذهب العلامة عبد الله الحبر المدير العام لمركز الإنشاد الديني بالخرطوم إلى أن المادحين يكونون خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الزمرة الأولى يزفون النبي صلى الله عليه وسلم إلي الجنة ، وإن قيل أين ذلك في الكتب قيل لهم المحبة مقام رفيع بقيت منه صبابة إنتشقها المادحون وهم خارجون عن طور النقل هائمون في بحر الفضل لا يهمهم قيل وقال قد شغلهم المحبوب عمن سواه فيه اصطلموا وبه وصلوا وتركوا أهل الألسن في الغفار يلهثون خلف سراب واحد + واحد يساوي اثنين !!! وهذا كلام لمن ألقي السمع وهو شهيد - وقد أخذني صديقي عبد الوكيل ببنك دبي الإسلامي من يدي وقادني إلي حيث كان يقيم المنشد عبد الله الحبر المعروف – بدار أخونا مرتضي ود العيلفون يا حليلو - وكان ذلك في عام نكسة الديمقراطية الثالثة (1989م ) وعرفني الشيخ الحبر وهمس لي قائلا : أعرفك رجل يعتبر ثروة قومية . فجلست إليه في مجلس تكرر يحضره المحبون و العلماء والقضاء والفضلاء وهم يصغون بسكون وأدب جم لما يبرز من شفتي الحبر النحرير من أخبار المشايخ ونوادر المادحين و خوارق وعجائب المنشدين فلا يجروء أحد أن يشاركه أو يقاطعه ولم أشهد مثل ذلك في مجلس قط طوال حياتي وإني لأعجب كيف يقصر أفندية التلفزيون الخفاف دور الحبر في الإنشاد فقط وعنده من المعارف والفوائد وروائع الكلام والأخبار ما يحير الألباب ويطرب القلوب والأرواح . وقضى الحبر بيننا نحو نصف الشهر ينتقل من دار إلى دار بأبو ظبي ينشر روائعة و يغرد بمدائحة التى تربو على الثلاثمائة فضلا لحفظه للقرآن المجيد وأخذه من الفقه بأوفر نصيب ، والناس تهف إليه كالقطا اللهوف قد شغفهم حب المصطفى وينبوع المديح الأصفى فلا تجد حين تفد المجلس غير موضع النعل من شدة الزحام والهيام . - وقد حكى الحبر بداياته مع المديح حين قدمه المنشد الفاضل / علي الشاعر أطال الله عمره لأم الفقرا بأم ضوا بآن كمادح جديد وحين سمعت ما ألقى على مسامعها إلتفتت إلي شيخ علي قائلة : تجيب لي رفديتك في إيدك يا علي ؟!! فكان ذلك شهادة أولى رفيعة ممن يعرفون قدر هذا الفن . -إلى غير ذلك من عجائب ونوادر ما كنا نسمع من الحبر خاصة وما كان من أمر الرؤيات النبوية الكثيرة قبل أو بعد جلسات الإنشاد وتبشير النبي صلى الله عليه وسلم لهم بأنه ضامن لهم الجنة فيتحول المجلس الجديد لمجلس بكاء ووجد من أثر البشرى . -ولما رأيت منن الله العظيمة للمنشدين والدرجات العلا التي يحيزونها بإذن الله تعالى وترغيبه للناس فيه ، سألته ان يدعو لي ولو بمدحة واحدة أزوزي بيها ففعل ، وسرعان ما ألقى الله تعالى في روعي قصيدة ( ما العز إلا للمدينة وحدها ) التي كان يحبها خالي الوحيد محمد القاسم محمد أمد الله في عمره فتمرنت عليها وأتقنتها وصرت أشارك بها في الليالي مع الصف الثاني فحازت قصب السبق ونالت كل الرضا إلى يومنا هذا رغم شغل المحاسبة وغلوائها . -وربما يكون تذوق مديح أولاد حاج الماحي هو خاتمة مطاف اللائذين بالإنشاد الديني وتجد كل منتهي فيه يميل إليه ميلا عظيما فلله دركم يا أولاد حاج الماحي مجموعة تلو مجموعة ورحم الله عمنا بشير النفيدي الذي أكرمهم أيما إكرام وغيره - ومن عجب عدم فشو مدائح محمد البكري اطال الله عمره ( من فداسي الحليماب ) بصوته الشذي الفريد نسيج وحده لعزوفه عن الأضواء وبعده عن العواصم – من منطلقه الخاص - ونسعى قريبا بإمكانياتنا البلدية المتواضعة لنشر نماذج منها لا سيما بالسفارة السودانية بالرياض وبأقل الأسعار وسيجد الأفندية ضالتهم فيها لهدوئها ورصانتها وكلها بالعربية الفصحى للزمخشري والمغربي والبرعي وغيرهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الرشيد حسن خضر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست