تنويه بالطفيلي بدرجة ( كاتب كبير ) : الحرامي لابد يجي يوم الناس تكشفوا .
بسم الله الرحمن الرحيم
اعترفت الحركة الاسلامية في السودان بانها من كان وراء انقلاب 1989 ، الخطيئة الاولى والتي تلتها جملة خطايا ... اعترفت ببعضها وان كانت لم تقر حتى الان بمعظمها ، وان كنا لانزال في إنتظار مراجعات فكرية للحركة الاسلامية السودانية صاحبة التجربة الاكثر ثراءً ... وقد جاء قول مفكرها الاول الدكتور الترابي في مقام آخر ( ان الحركة لو استدبرت من امرها ما استقبلت لما قامت بهذا الانقلاب ) ليهيل التراب على الدفوعات التي قالت بها الحركة وبررت بها انقلابها . إن اداء هذه الحركة كان مختلفاً عندما كانت في المعارضة ، ربما لان الحال كان لايتطلب من الكثيرين غير إطلاق الشعارات وحشد الجماهير بإلهاب مشاعرهم ومناكفة السلطة القائمة .. غير ان الاداء تغير في عهد تولى الحركة الاسلامية لمطلق السلطة بعد ان استولوا عليها .. فقد سقط الكثيرين في اختبار المصداقية عندما تطلب الامر مطابقة القول بالعمل وتنزيل الشعارات على واقع ضاغط ... وقد ادت المدافعة بين الاسلاميين الى الانشقاق الشهير في الحركة والذي شطرها الى قسمين ليسا بالضرورة متساويين ، ولقد فضلت بعض القيادات النأي بنفسها عن هذا الصراع ووقفوا موقف المتفرجين ، بينما وقفت غالبية جماهير الحركة الاسلامية تنظر بعيون غير مصدقة وعقول مشدوهة وقلوب حزينة الى ما آل اليه حال الحركة وقياداتها . لقد صار كلا الفريقين يرمي الآخر بالتهم وان كانوا في نظري شركاء متضامنين يقتسمون كامل المسئولية ويتحملون كافة تبعات الممارسة منذ اعلان الانقلاب . بعض الناس يربط بين بقاء حزب المؤتمر الوطني ومستقبل الحركة الاسلامية في السودان ويمشي بهذا الفهم بين الاسلاميين ، غير انه من الخطأ ان تربط الحركة الاسلامية مصيرها بهذا الكيان والذي تولد نتيجة ظروف ما بعد إغتصاب السلطة ، فبرز للوجود محملاً بتبعات ونتائج ذلك الخطأ ، فأثر ذلك في تكوينه والذي جاء استجابة سريعة بغير تدبر ، وظل بعد ذلك مسخاً مشوهاً عمل على تكرار كل الممارسات الفاسدة للاحزاب والتي نعتها الحركة في بيان انقلابها الاول ، بل ان ذهاب هذا الكيان قد يكون انفع واجدى لجماهير الحركة الاسلامية في السودان ، لانه محسوب عليها بكل ما اقترف وسيقترف ، وعسى ان يبدلها ربها كيانا خيرا منه زكاة . الفريق الآخر ، المؤتمر الشعبي ، والذي حاول ترتيب صفوفه و إزالة آثار وتداعيات زلزال الانشقاق ، يجاهد في ان يسلخ عن نفسه ثوب الانقاذ الذي كثرت ثقوبه ، ويقدم نفسه لجماهير الحركة الاسلامية في ثوب جديد ، هو ايضاً غير مؤهل لتمثيلها ، لان الخروج من الازمة التي ادخلت الحركة الاسلامية نفسها فيها يحتاج الى ما هو ابعد من ذلك ، ولا اعتقد ان قياداته الحالية ستذهب ابعد من محاولات (التلتيق ) المستعجلة ، لذا فلا امل في هذين التنظيمين ، لكن ربما هناك اشياء وراء الافق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المطلب خضر عبد المطلب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست