|
|
 أنقلاب في الليكود
|
الجنرال أريل شارون
يقوم بمفاجئه من العيار الثقيل
ويستقيل من حزب الليكود الذي كان أبرز مؤسسيه وزعيمه لأعوام طويلة
وأهم وجوهه العتيدة
بحيث أصبح الحزب والرجل لا ينفصلان فما ذكر الليكود إلا وذكر أريل شارون والعكس بالعكس
فتري إلي أين تسير مسارات السياسة الإسرائيلية بالحزب والرجل وقد بدأت متاعبهما معاً منذ تقديم الزعيم خطته للخروج من غزة والتي تمت بعد مخاض عسير
**************************************
في أعقاب هزيمة يوم كيابور (يوم الغفران) في 6أكتوبر1973 م
كان لابد من أن تخرج من الخارطة السياسية لإسرائيل وجوه وقوي عديدة
مثل الجنرال موشيه ديان و جولدا ماير (وأن ظلت بمنصبها حتى أكملت فترتها الانتخابية ) في تلك الأيام الصعبة على دولة الكيان الصهيوني أيام ( الأعاصير) كان الجنرال شارون يعتبر البطل الاسرائيلى القومي الوحيد على الأقل هو من أعاد بعض ماء الوجه المراق بعملية( ثغرة الدفرسوار) التي نفذت منها فرق المدرعات والقوات الخاصة لجيش الدفاع الإسرائيلي وعبرت قناة السويس من تلك المنطقة لتلتف على القوات المصرية التي كان أغلبها موجود غرب قناة السويس بعد عمليات العبور وتراجع الجيش الإسرائيلي إلي ما خلف حدود 1967م و تدمير شامل لخط بارليف الذي قيل عنه انه أشد تحصينا من خط مجنو الفرنسي الشهير أيام الحرب العالمية الثانية غير حاجز القناة المائي مما جعل لدي جنرالات جيش الدفاع الاسرائيلى يعتقدون تمام الاعتقاد إن تجاوز الجيش المصري لهذا المانع يعتبر مستحيلا ولو حاولوا سيكون نوع من الانتحار ومثلما حقق المصريون معجزة العبور المستحيل حقق يومها الجنرال أريل شارون معجزة الالتفاف على هذه القوات ليعطي العمليات مجري أخر جديد ويجعل الموقف بالغ التعقيد للجميع .
لذلك سرعان ما توقفت العمليات القتالية ولم تعد القيادة المصرية بجنرالاتها العظام محمد أنور السادات و الجمسي وسعد الدين الشاذلي وحسني مبارك مشغولون بخطه السادات التي عرفت باسم ( تطوير الهجوم ) بل أصبح الهم كله فيما عرف بعمليات (فصل القوات) تلك المفاوضات التي استمرت لعامين .
لذلك خرج الجنرال أريل شارون من هذه الحرب منتصراً ( المنتصر الوحيد) وسط المنهزمين كل جنرالات إسرائيل يومها وعلى رأسهم موشيه ديان ( الأعور ) صاحب غلالة القراصنة السوداء الشهيرة التي تغطي عينه المعطوبة
وكانت هذه القوي الجديدة لابد أن تصعد وتأسس وجودها بعد هزيمة القوي التقليدية من ساسة وجنرالات حرقوا سياسياً بعد الهزيمة لذلك تأسس في عام 1974 م حزب ( الليكود) تعبير عن تلك القوي الناهضة وقتها في مجتمع إسرائيل ما بعد الحرب وتغير لكل الرموز والأحزاب التي تحملت مسئولية الهزيمة
وكان شارون من المؤسسين له والداعين لهذه القوي الجديدة
*****************************************
بالأمس خرج زعيم الحزب مستقيلا من حزبه ليؤسس حزب جديد تحت مسمي ( المسؤولية الوطنية)
حيث يقول إن ( الليكود) بوضعه الحالي لا يستطيع أن يواجه استحقاقات المرحلة القادمة وما بها من تغيرات يقول أريل شارون أن من أهمها قيام دولة فلسطينية تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل مؤكد سعيه لتنفذ استحقاقات خارطة الطريق حسبما قال عشية استقالته من الحزب المثيرة للجدل
وكان الرجل قد عاني من مشكلات عاصفة مع حزبه بداء من انسحاب غزة مروراً باتهام شارون الابن في قضايا فساد مالي متصلة بحملة والده الانتخابية غير ما يراه الكثيرون داخل الليكود أن القيادة قد تخلت عن مبادئها
فتناما الخلاف داخل الحزب وتفرق جماعات وشيع وأصبح الرجل يعاني عند محاولة تمرير أى قرار بالكنيست ومن صقور حزبه قبل الآخرين لذلك أختار أن يغادر الحزب بل ويدعوا لانتخابات مبكرة قد تكون حاسمة في العملية السياسية ككل التي مثلما ستقرر مصير دولة إسرائيل وتوزيع الأدوار فيها ستقرر مصير أريل شارون الرجل المثير للجدل وصاحب التاريخ الأسود والدور الأبرز في مذابح الفلسطينيون في لبنان على يد القوات الإسرائيلية والكتائب اللبنانية
( مخيمي صبره وشاتيلا 1982)
والتي جعلته فيما بعد مطلوباً لمحكمة العدل الدولية ( جرائم ضد الإنسانية)
ولكن لاشك إن الدولة العبرية مقابلة علي نوع جديد من التغيرات
ليصبح لأول مرة (الليكود ) دون أريل شارون زعيمه ووجه التقليدي الذي يقدمه في الأزمات
وكان باستمرار وجه الليكود العتيد مع انه قدم وجوه عديدة لمنصب رئيس الوزراء أبرزهم (بنيامين نتنياهو )
اثم تولي رئاسة الوزارة بنفسه عقب تفجر انتفاضة الأقصى 2000 م
(( معروف إن بنيامين نتنياهو استقال من مجلس الوزراء عقب البدء في تنفيذ الانسحاب الاحادى الجانب من غزة قبل شهرين وأصبح ينظر له في إسرائيل كبطل أنحاز للجماهير التي عارضة الانسحاب خصوصا تيارات اليمين المتطرف))
ولو أن الليكود قد أستمد معظم تاريخه من الرجل .
فان الرجل لم يستمد تاريخه كله من الحزب فتنوعه مصادره مابين جيش الدفاع والحزب ولم تزل سمعه أيريل شارون كجنرال ميدان ( محارب ) تسبق سمعته كسياسي أستطاع أن يستفيد من مرحلة ما بعد حرب أكتوبر 1973 م لينظم القوي الجديدة الناهضة في حزب بمرور السنوات أصبح الأكثر وصولا الحكم
***************************************
ولعل الأيام القادمة ستقرر الكثير ما بعد هذه الاستقالة التي قد تكون الأشهر في السياسة الإسرائيلية
ولعل الحزب الجديد سيعدل الخارطة السياسية ويأتي يمين الوسط كصيغه أكثر اعتدالا من اليسار واليمين المتطرف الذين ظلا يتقاسما طرفي معادلة السياسة الإسرائيلية لردح طويل من الزمن
-----------------------------------------------
المصادر متابعات الأخبار
الجزيرة
BBC world
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست