|
كلمة في دفتر الرائع ( الدكتور بله موسى ) ..
|
كلمة في دفتر الرائع ( الدكتور بله موسى ) ..
الأخ العزيز الدكتور / بله موسى تحياتي وتقدير
سبقت الي مسامعي كلمات عاطرات مقرونة بإسمك فقد حدثوني عنك أناس كثيرون وقد صدق المحدثون .. وأصدقك أنني في خواطر سريعة متفرقة تمنيت الألتقاء أو التعرف على صاحب هذا الألق الجميل الذي إستوقف ذاكرتي وسكب فيها رحيقا من إسمه قبل رسمه .. ثم شاء القدر أن تكون أنت بإسمك ورسمك من المرحبين بشخصي الضعيف على سوح المنتدى حيث كنا في منشغلين في واقعة التبيين ...
وصحيح أخي ما قلته أنت فإن الخير لا ميقات له .. وقد يأتي على سرج سابح أو ربما على نوع من الكدر .. ولكن المهم أنه حالما يأتي يأتي الفرح .. وحسنا فعلت بنا تصاريف القدر وصروف الأيام .. وأوجدتنا بينكم في عالم من الألق والإبداع والسكون .. وولجنا بينكم والقوم في سامر لا ينقطع والناس .. والكل ينفح بالندى في المنتدى طول المدى .. والبعض مملؤ الصدأ ..
وإن كانت للشبكة وجها بهيا جميلا فهو أنتم .. إذ أن الجمال الحقيقي دائما أن تلتقي أناسا متصالحين مع أنفسهم .. أناسا محتفين في دواخلهم قبل أن يحتفوا بالناس أو يحتفي الناس بهم .. وهكذا وجدتك في مكامن الخير .. ومدارج الحق .. وساما لجمال والخلق نبل الخاطر .. فكلما حدثوني عنك كان الحديث حديث خير .. والخيرون لا يجمعون على الضلال .
صحيح أخي أننا نلتقى أناسا كثيرين في مرورنا الماكوكي في وجه هذه البسيطة لكن قليل من هؤلاء هم الذين يستأثرون ببعض ثواني أو لويحظات منا .. أو يستفذون خواطرنا ويجبروننا على الإلتفات نحوهم .. وحتى بين هؤلاء قليلون جدا من نلتفت نحوهم إعجابا وإحتراما وتقديرا ..
ثم يصبح الرائع رائعا في كل شيء أن كتب إستوقفتك عباراته .. وإن صمت إستوقفك صمته وسمته .. وإن غاب عنك ترك على حزيئات لبك وعقلك سؤالا إستنفاريا ملحا .. هو كالمطرق الهلامي يطرق أبوابك بلطف .. أنهم أناسٌ لم نلتقيهم ونظل تحتفي بهم دوما في مكامن الفرح عندنا .. ليس لهم فصول ولا مواسم .. متى أتوك أتى الخير معهم .. وكلما ذكروا ذكر الخير معهم .. تتبعهم و تحفهم مشاعر حقيقية .. لا يداخلها الرياء ولا يداهنها التملق ..
حتى آثارهم تكاد نشتم بين خطاها عبير العود والصندل والبهاء .. لأنهم نوع نادر من النقاء والصفاء لأنهم كلما حرقتهم الأيام والمواقف وعركتهم الحياة إزدادوا رونقا وزكاة ولمعانا .. هم كالعود والصندل والعبير كلما إشتعلوا ما جاءنا منهم إلا طيب طيَبٌ وعبق زهريٌ ورديٌ رقراق ...
أخي الدكتور / بله .. إزددت شرفا أن تلتقى عباراتك مدارجي .. وأن تكون لك كلمة في دفتر أيامي .. وكأنني كنت على موعد مع الإبداع الذي ماحسبت أنني سألتقيه يوما على هيئة رجل .. يعرف ماذا يقول ومتى يمكن أن يقول وماذا يمكن أن يقول .. لا يعرف إلا الحق الذي يجهر به مجلجلا يهز به الأقدام هزا ..
أمثالك أخي هم وطني .. وهم أهلى الذين أفاخر بهم الناس أو الأيام .. فيوم يسألونني عن وطني .. أجيب بكبرياء الرجولة وتلقائية الطفولة (( إلى هؤلاء أنتمي )) ... فأنا لم أتعود أخي أن أشرئب بعنقى نحو الآخرين مهما كانت نوعية الشخوص .. سياسية كانت أو رياضية أو حتى لو كانوا من ثلة المشاهير .. لأنني لا انفعل إلا بالمواقف ولا تبهرني إلا المواقف النبيلة ... التي تجبرنا على تفحص الشخوص الذين صاغوها فنبحر بخواطرنا فيهم ونظل نسأل عنهم سؤالا فيه قدر من الإعجاب والتقدير ..
تعجز حروفي أخي من أن تطول مقامك عندي .. فأنت شمس لكنك في مدار آخر لا يدركه إلا المبصرون .. وكثيون لا يبصرون .. وقليلون في هذه الحياة أخي من يسيرون بظل بين الناس .. لأن بعض الناس لا يتذكرون ذاك الظل .. وقليلون من يخافون أن يقع ظلهم على الآخرين حياءا وتأدبا .. وأحسب أنك منهم .. إذ ليس من المهم عندي أن تلتقي الشخوص لتعرف المعادن .. فأي أثر من هؤلاء يمكن أن يدلك عليهم .. وقديما قال البدوي حكمتة البسيطة الشهيرة :- (( يعرف الشجر الطيب بثماره )) ومهما كانت الثمار فهي أنواع شتى .. ونحن نقول :- (( يعرف الشجر الطيب بآثاره )) .. والأثر يدل على المسير .. مثلما يدل الطيب على صاحبه .
ختاما أخي دعني أقول لك :- إني أحترمك
والسلام
أخوك / صلاح شكوكو
|
|
|
|
|
|